ترامب لا يبالي إذا ما خسر المحافظون في كندا أمام الليبراليين

راديو كندا الدولي / RCI

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس إنه لا يرى مشكلة في فوز الحزب الليبرالي الكندي في الانتخابات الفدرالية العامة المقبلة في كندا. ’’أفضّل التعامل مع ليبرالي على أن أتعامل مع مُحافظ‘‘، قال ترامب.

فخلال مقابلة أجرتها مع ترامب قناة ’’فوكس نيوز‘‘ الإخبارية، أشارت له مقدِّمة البرنامج لورا إنغراهام إلى أنّ معاملته لكندا يمكن أن تعزّز فرص الحزب الليبرالي الحاكم حالياً في أوتاوا في الفوز مجدداً في الانتخابات المقبلة وبالتالي قيادة حكومة معادية للولايات المتحدة، حسب توصيفها.

وكانت إنغراهام تشير إلى الموقف المتشدد إزاء كندا الذي اتخذه ترامب وتهديداته المتواصلة بفرض رسوم جمركية على الواردات من كندا، وقد بدأ فعلاً بفرض بعضٍ منها، بالإضافة إلى دعواته المتكررة لأن تنضم كندا إلى الولايات المتحدة وتصبح ’’الولاية الـ51‘‘ فيها.

’’لا يهمني‘‘، ردّ ترامب. ’’أعتقد أنه من الأسهل التعامل، في الواقع، مع الليبراليين، وربما سيفوزون، لكني حقاً لا أهتم. هذا لا يهمني على الإطلاق‘‘.

زعيم حزب المحافظين الكندي بيار بواليافر ملقياً خطاباً أمام مناصريه في أوتاوا في 15 شباط (فبراير) 2025.
الصورة: Radio-Canada / Justin Tang

ثم استهدف ترامب الخصم الرئيسي لليبراليين الكنديين، بيار بواليافر، زعيمَ حزب المحافظين الكندي الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم الحالي.

’’المحافظ المرشّح ليس، وبغباء، صديقاً لي. أنا لا أعرفه، لكنه قال أشياء سلبية‘‘، قال ترامب، ’’وعندما يقول أشياء سلبية، لا أهتم‘‘.

ومنذ نحو سنة ونصف وحتى أسابيع خلت، كان الحزب الليبرالي، وفقاً لاستطلاعات الرأي، متجهاً نحو هزيمة محققة أمام حزب المحافظين في الانتخابات العامة التي يجب إجراؤها في موعد أقصاه 20 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.

لكن بعد إعلان رئيس الحكومة الليبرالية السابقة جوستان ترودو، الذي أوصل الليبراليين إلى السلطة في أوتاوا في خريف عام 2015 وأبقاهم فيها منذ ذلك الحين، أنه سيستقيل ما أن يختار الليبراليون خلفاً له وإظهار استطلاعات الرأي أنّ حاكم بنك كندا الأسبق مارك كارني سيكون الخلف، أخذ الفارق في نوايا التصويت يتضاءل بين الليبراليين والمحافظين.

وأظهرت عدة استطلاعات رأي أُجريت مؤخراً تقدّم الليبراليين بقيادة كارني، الذي انتُخب زعيماً للحزب في 9 آذار (مارس) وأدّى اليمين الدستورية كرئيس للحكومة هو ووُزراؤه يوم الجمعة الفائت، على المحافظين بقيادة بواليافر.

لقاء في لندن يوم أول من أمس بين رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر (إلى اليمين) ونظيره الكندي مارك كارني.
الصورة: Getty Images / WPA Pool

ويسود الاعتقاد بأنّ كارني سيطلب من حاكمة كندا العامة حلّ البرلمان وإطلاق الحملة الانتخابية قبل يوم الاثنين المقبل، موعد استئناف مجلس العموم أعماله المعلَّقة منذ 6 كانون الثاني (يناير) الفائت.

ويصف الليبراليون بواليافر بأنه شعبوي يميني. ويقول أحد إعلاناتهم السياسية إنّ بواليافر، وهو سياسي محترف دعمَ حركة مناهضة لإجراءات الحكومة التقييدية خلال جائحة كوفيد-19 للحد من انتشار الوباء، هو شبه ترامب.

وقال متحدث باسم الحزب الليبرالي في بيان يوم أمس إنّ زعيم المحافظين، في حال وصل إلى سدة الحكم في أوتاوا، ’’سيَرضخ لمطالب ترامب‘‘.

من جهته تبنّى بواليافر شعار ’’كندا أولاً‘‘ في مواجهة تهديدات ترامب، وهو يسعى إلى ربط كارني بحكومة ترودو السابقة التي ساهم غلاءُ المعيشة وأزمةُ السكن المتفاقمة في إفقادها الكثير من شعبيتها في السنوات الأخيرة.

وبالإضافة إلى مهامه كحاكم لبنك كندا (2008 – 2013)، شغل كارني أيضاً منصب حاكم بنك إنكلترا (2013 – 2020).

(نقلاً عن وكالة ’’رويترز‘‘ للأنباء مع إضافات من موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة:

• كارني يشيد بحلفاء ’’موثوق بهم مثل فرنسا‘‘ في عزّ حرب جمركية

• رئيس الحكومة الجديدة كارني ووُزراؤه يؤدّون اليمين الدستورية

• كارني زعيماً لليبراليين بفوز ساحق، ورئيسَ حكومة مكلَّفاً
• ترودو يستقيل من رئاسة الحكومة بعد اختيار خلف ليبرالي له
• ترامب يكرّر الحديث عن ’’الولاية الـ51‘‘ وهذا يزعج الكنديين