الاجتماع التمهيدي للقوى السودانية في أديس أبابا (موقع مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي) Uncategorized تحديات الأزمة السودانية بين مساري القاهرة و”إعلان أديس أبابا” by admin 18 يوليو، 2024 written by admin 18 يوليو، 2024 223 دعا إلى إنجاح مبادرة السعودية والولايات المتحدة عبر “منبر جدة” اندبندنت عربية / محمود أبو بكر صحافي مختص في شؤون القرن الافريقي اختتمت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مداولات الاجتماع التحضيري الأول لإطلاق عملية الحوار السياسي بين الأطراف السودانية برعاية الاتحاد الأفريقي الإثنين الماضي، بإصدار إعلان حول رؤية القوى السياسية المشاركة في الاجتماع لإطلاق حوار سوداني – سوداني لوقف الحرب. وتضمن الإعلان جملة مواقف في مقدمها ضرورة اعتماد إستراتيجية مرحلية تعمل على تقسيم مناقشة قضايا الحوار السوداني – السوداني إلى مرحلتين، تتعلق الأولى بمناقشة القضايا العاجلة المرتبطة بتأسيس هياكل وقضايا الفترة الانتقالية، وتحديد المرجعية الدستورية اللازمة لضمان انتقال سلس، فيما تختص المرحلة الثانية في مناقشة القضايا المتعلقة بمعالجة جذور الأزمة السودانية، بما في ذلك إقامة دولة تقوم على مبادئ المواطنة من أجل ضمان تحكيم النموذج الديمقراطي العادل الذي يقود إلى السلام المستدام، وضمان حقوق الإنسان لجميع السودانيين، وإصلاح المؤسسات الحكومية الكفيلة بتحقيق هذه الأهداف. يأمل السودانيون في موقف دولي حاسم يوقف نزف الحرب (أرشيفية – رويترز) ودعا الإعلان أيضاً إلى تشكيل حكومة تصريف أعمال موقتة من دون محاصصة حزبية يتم التشاور حول مهماتها واختصاصاتها، وشدد على العمل لإنجاح مبادرة السعودية والولايات المتحدة من خلال “منبر جدة”. وكانت المداولات الأولية للعملية السياسية السودانية انطلقت في العاصمة الإثيوبية برعاية الاتحاد الأفريقي في أعقاب الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى بورتسودان، وبمشاركة نحو 20 كتلة سياسية أبرزها “الكتلة الديمقراطية” و”قوى الحراك الوطني” و”تحالف السودان من أجل العدالة” و”مجموعة التراضي الوطني” و”حزب المؤتمر الشعبي”، وبعض ممثلي الإدارة الأهلية، فيما قاطعت الاجتماع مجموعة من القوى السياسية في مقدمها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) و”حركتا تحرير السودان” بقيادة عبدالواحد نور و”الحركة الشعبية – شمال” بقيادة عبدالعزيز الحلو و”الحزب الشيوعي” و”حزب البعث العربي الاشتراكي”. الجيش وقال المتخصص في الشأن السوداني عبدالجليل سليمان إن اللقاء التمهيدي الذي انطلق في أديس أبابا يعتبر خطوة لا بأس بها إذا نظرنا إليه كاجتماع تحضيري لإطلاق حوار سياسي سوداني – سوداني “لكن في الواقع كان حواراً بين قوى سياسية ومجتمعية داعمة ومساندة لأحد أطراف الحرب (الجيش)، وهي القوى نفسها التي دعمت انقلاب قائد الجيش على حكومة الانتقال المدني الديمقراطي في الـ 25 من أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وبالتالي فإن ذلك يقلل قيمة وأهمية اللقاء المنعقد تحت رعاية الاتحاد الأفريقي”. وأضاف سليمان أن مخرجات الاجتماع كشفت بوضوح عن تبني القوى المشاركة في اللقاء “وجهة نظر قيادة الجيش وكذلك ‘الإخوان المسلمين’ المتحالفة معها، فعدا إدانتها انتهاكات ‘الدعم السريع’ وهذا أمر جيد، لكنها غضت البصر عن انتهاكات الجيش ولم تناقش الأوضاع الإنسانية الكارثية وكيفية التعاون مع وكالات الإغاثة والعمل الإنساني من أجل توفير مسارات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها، وإنما قفزت مباشرة إلى أمور مثل تشكيل حكومة تصريف أعمال موقتة وإقامة دولة المواطنة وأمور من هذا القبيل، وهذا طرح قيادة الجيش نفسه”. وأوضح سليمان أن “معظم القوى السياسية التي لبت نداء أديس أبابا آتية من بورتسودان، وغالبيتها من الكتلة الديمقراطية التي تشارك بصورة أساس في مجريات الحرب الدائرة في السودان، وبالتالي فهي جزء من الأزمة ورؤيتها بالضرورة تعبّر عن طرف واحد من أطراف النزاع “. ورأى المتخصص السوداني أن مقاطعة “تقدم” وعلى رأسها رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك الاجتماع أتت نتيجة سيطرة “فلول النظام السابق التي أتت تحت عناوين ومظلات مختلفة، لكنها في الواقع قوى تمثّل وجهة نظر الجيش في الغالب، كما أن القوى ذاتها شاركت بصورة أساس في الانقلاب على الحكومة المدنية برئاسة حمدوك، وبالتالي فإن اعتذار ‘تقدم’ يعد أمراً مفهوماً”. مسارات عدة لأزمة واحدة ورأى سليمان أن “تعدد المسارات التفاوضية للأزمة السودانية سيفضي إلى نتائج سلبية، وقد يؤخر التوصل إلى اتفاق، ولذلك لا بد من الاتفاق على مسار واحد ومنبر واحد”. وعن تزامن اجتماع أديس أبابا مع انتهاء “لقاء القاهرة” قال إن “الأمر يكشف عن أن ثمة صراعاً إقليمياً ينعكس على مجريات الأزمة السودانية، والقاهرة تسعى إلى لعب دور أساس في إنهاء الحرب، لأن تأثيرها ينعكس على الأمن القومي المصري، وقد تجلى ذلك في ‘إعلان القاهرة’ الأخير الذي استقطب مجموعة كبيرة من القوى السياسية السودانية ومن مختلف التيارات”. وتابع أن لأديس أبابا “أهدافاً ترتبط بخلافها مع القاهرة، والأولى تحاول أن تلعب دوراً من خلال تطويع دور ‘منظمة إيغاد’ والاتحاد الأفريقي”. ورأى سليمان أيضاً أن “القوى الدولية قد تتفق تدريجاً على تفويض الاتحاد الإفريقي لإيجاد حل لأزمة السودان، بخاصة أن معظم أزمات البلاد حلّت في الإطار الأفريقي، بما في ذلك قضايا جنوب السودان والشرق ودارفور وغيرها، وبالتالي فإن ثمة ضرورة لتوحيد المسارات التفاوضية تحت منبر واحد برعاية الاتحاد الأفريقي لتوفير الجهد والوقت”. مسؤولية أخلاقية من جهته رأى المتخصص في الشأن الإثيوبي بيهون غيداون أن بلاده عازمة على إنهاء الحرب في السودان، “بخاصة أنها باتت تؤثر في الأمن القومي والإقليمي للمنطقة، سواء نتيجة نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين نحو دول الجوار أو نتيجة تفاقم الأزمة الانسانية، فضلاً عن تأثيرها المباشر في الحرب الدائرة في إقليم أمهرة الإثيوبي المحاذي للحدود السودانية “. ولفت غيداون إلى أن لدى بلاده خبرات مقدرة في التعامل مع الملف السوداني، بخاصة أن مبادرة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد هي التي أنهت الأزمة التي اندلعت عام 2019 بين القوى المعارضة ونظام الرئيس السابق عمر البشير. ورأى المتخصص الإثيوبي أن لدى أديس أبابا مسؤولية أدبية وأخلاقية في محاولة إنقاذ الاتفاقات التي أٌبرمت بعد سقوط نظام البشير، إذ إن مبادرتها هي التي ضمنت الاستقرار النسبي الذي ظل سائداً حتى انقلاب الـ 25 من أكتوبر 2021. وبرّر تأخر أديس أبابا في إطلاق مبادرة جديدة بسبب “الظروف المحلية والإقليمية والدولية، بخاصة أن الأزمة التي اندلعت بشكل عنيف في أبريل (نيسان) 2023 بين طرفي المكون العسكري لم تكن متوقعة”، مضيفاً أن ثمة أطرافاً ظلت تتهم بلاده بالوقوف إلى جانب أحد أطراف النزاع، ولذلك نأت أديس أبابا لفترة بنفسها عن الأزمة السودانية. الصراع الإقليمي وفي تعليقه على إعلان أديس أبابا الأخير قال المتخصص في الشأن الإثيوبي إن اللقاء الذي تم برعاية “الاتحاد الأفريقي” كشف عن أن إثيوبيا التي استضافت اللقاء تقف على مسافة واحدة من طرفي النزاع، وعن مقاطعة “تقدم” وبعض القوى السياسية السودانية الاجتماع التمهيدي قال إن “التبريرات التي قدمتها تلك القوى تتناقض مع مواقفها السابقة، بخاصة أن ‘تقدم’ برئاسة حمدوك لطالما عقدت لقاءات في أديس أبابا ودعت إلى إنهاء الحرب”، وختم بأنه “لسوء الحظ فإن الأزمة السودانية في بعض جوانبها ضحية للصراعات الإقليمية القائمة في المنطقة، بما في ذلك الصراع المصري – الإثيوبي”. المزيد عن: الأزمة السودانيةمنبر جدةالجيش السودانيقوات الدعم السريعتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدمإعلان أديس أبابا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post وثائق بريطانية: سوريا رعت وانخرطت في أنشطة المخدرات في لبنان (1- 3) next post عامان على الحوار الوطني في مصر… هل الانعقاد يكفي؟ You may also like «نيويورك تايمز»: ماسك وسفير إيران لدى الأمم المتحدة... 15 نوفمبر، 2024 نتنياهو ينسف الاتفاق المرتقب لوقف حرب لبنان 2 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: صناعة أسطورة جاكسون بولوك... 29 أكتوبر، 2024 العمليات الخارجية الإيرانية في أوروبا: العلاقة الإجرامية 23 أكتوبر، 2024 الذكاء الاصطناعي يذكر بما أحدثته الثورة الصناعية قبل... 21 أكتوبر، 2024 تقرير اندبندنت عربية / ميدان لبنان مشتعل وتل... 13 أكتوبر، 2024 عام من القتال غيّر خطاب “حماس” وتفكيرها السياسي 7 أكتوبر، 2024 ماذا تعني الكتابة في زمن الاضطراب الذاتي؟ 7 أكتوبر، 2024 هكذا خططت شبكة مقرها إيران لضرب هدف يهودي... 6 أكتوبر، 2024 فيلم “المادة”… الرعب الذي لم يحتمله الجمهور 4 أكتوبر، 2024