الأحد, ديسمبر 29, 2024
الأحد, ديسمبر 29, 2024
Home » بين الحربين… ديناميكيات الصراع تغيرت بين إسرائيل و”حزب الله”

بين الحربين… ديناميكيات الصراع تغيرت بين إسرائيل و”حزب الله”

by admin

القاسم المشترك بين جولتي القتال في 2006 و2023 هو أن الحزب بادر من دون إخطار الحكومة أو الجيش اللبناني

اندبندنت عربية / طوني بولس @TonyBouloss

شهد جنوب لبنان حروباً وصراعات عدة مع إسرائيل، لكن تبقى حرب يوليو (تموز) 2006 بين “حزب الله” وإسرائيل نقطة مقاربة مع الحرب الحالية الدائرة بين الطرفين، التي اندلعت عقب عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إذ يبرز القاسم المشترك الرئيس بأن “حزب الله” كان المبادر في الحربين وتجاوز دور الحكومة اللبنانية في قرارات الحرب والسلم.

إلا أن الفارق الأساس هو أن حرب 2006 التي استمرت 33 يوماً كانت حرباً مفتوحة، استخدمت إسرائيل فيها قدراتها الجوية بشكل مكثف لضرب أهداف في كل لبنان، واستهدفت شبكة البنى التحتية المدنية، في حين تدخل الحرب الحالية شهرها الـ10، وتستخدم فيها إسرائيل جيلاً جديداً من التقنيات والأسلحة المتطورة، إذ يبرز استخدام التكتيكات غير التقليدية والحرب الإلكترونية، فيما تبدو الاستهدافات شبه محصورة بكوادر “حزب الله” وعناصره والبنى العسكرية التابعة له في الجنوب.
وعلى رغم وجود بعض أوجه التشابه بين الحربين إلا أن الاختلافات في سياقها الإقليمي والدولي والتطورات العسكرية والنتائج المحتملة، تبدو بارزة لاسيما وأن حرب عام 2006 انتهت بتسوية إقليمية ودولية عكسها القرار الدولي رقم 1701.
ولا تزال مؤشرات التصعيد والتوترات تتوالى في الشرق الأوسط من دون أن تجد حلاً جذرياً حتى الآن، إذ إن أسباب اندلاع الحرب الدائرة حالياً مرتبطة بحرب “غزة” على عكس حرب 2006 التي انطلقت شرارتها على خلفية خطف جنود إسرائيليين.

ترتكز الحروب الإسرائيلية على التفوق الجوي وتطور الطيران الحربي (رويترز)​​​​​​​

خسارة التأييد الشعبي

ويبدو أن الفارق الأساس والكبير بين الحربين هو خسارة “حزب الله” التأييد اللبناني والعربي، إذ إنه في حرب 2006 حظي الحزب بتأييد سياسي وشعبي من معظم المكونات اللبنانية، إذ فتحت المناطق لاستقبال النازحين من بيئته، مما بات مختلفاً تماماً هذه المرة، إذ تشير استطلاعات رأي محلية ودولية إلى أن أكثر من 73 في المئة من اللبنانيين لا يريدون الانجرار إلى حرب مع إسرائيل، لاسيما وأن بلدهم يواجه أزمات اقتصادية وسياسية حادة.

ونقل تقرير لمجلة “فورين أفيرز” عن استطلاع أجراه “الباروميتر العربي”، أنه على رغم أن “حزب الله” يحظى بدعم واسع بين الشيعة في لبنان، إلا أن 55 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أكدوا إنهم لا يثقون بالحزب على الإطلاق. وتختلف مستويات التأييد والثقة بحسب الطوائف في البلاد، إذ يقول نحو 85 في المئة من الشيعة إنهم يثقون فيه، وعلى النقيض يؤكد أكثر من 90 في المئة من السنة والدروز انعدام ثقتهم به، وترتفع نسبة عدم الثقة بالحزب عنده المسيحيين إلى نحو 94 في المئة، ويرجح التقرير أنه إذا تسبب “حزب الله” في “توسيع الحرب إلى لبنان” فقد يخسر الدعم المحدود الذي اكتسبه منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بين اللبنانيين من غير “الشيعة”.

وعقب انتهاء الحرب في الـ14 من أغسطس (آب) 2006، حظي “حزب الله” بدعم شعبي عربي إذ رفعت راياته في أكثر من عاصمة، إلا أنه بعد مشاركته في دعم جهات إرهابية وتورطه في زعزعة استقرار بعض الدول العربية، فقد تدريجاً هذا التأييد، لينتهي به الأمر مدرجاً على لوائح الإرهاب على مستوى جامعة الدول العربية.

خيانة “التسوية”

ومن الأمور المتغيرة التي تركت جرحاً لدى اللبنانيين وتراجعاً بنسب الثقة في الحزب، يشير مرجع سياسي واكب حوارات وتسويات عدة مع “حزب الله”، إلى أنه خلال الأيام الأخيرة من حرب 2006 كان الحزب يضغط على حكومة الرئيس الأسبق فؤاد السنيورة سعياً إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار بأية وسيلة ومهما كان الثمن، وبالفعل هذا ما تحقق حتى ذهبت الحكومة حينها إلى أبعد من مطالب الحزب برفضها صدور القرار الدولي 1701 تحت الفصل السابع، وأدرج تحت الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة.
وبعد التوصل إلى إنهاء الأعمال الحربية تنصل “حزب الله” من بنود القرار واتهم حكومة السنيورة بـ”العمالة” لإسرائيل، وسرعان ما انقض عليها وحاصرها بمخيمات شعبية وصولاً إلى احتلال بيروت في السابع من مايو (أيار) 2008.
إلا أن للحزب رواية أخرى يعلنها عبر تصريحات مسؤوليه، إذ يرى أن إسرائيل فشلت عسكرياً في لبنان وتكبدت خسائر جسيمة، واستطاع الحزب الصمود، إضافة إلى ارتكابها مجازر في حق المدنيين، مما أجبرها على وقف الحرب وقبول الهزيمة.

مقايضة الانتصارات

وفي وقت اعتبر “حزب الله” نفسه منتصراً على إسرائيل في حرب 2006، كونها من منظاره لم تحقق أهدافها، على رغم تدمير البنية التحتية اللبنانية وسقوط 1248 لبنانياً، وكلفة تجاوزت 10 مليارات دولار، يتساءل بعضهم عن إمكان إعلان النصر مجدداً هذه المرة، لاسيما أن هدفه المعلن هو مساندة “حماس”، التي وفق التقييم العسكري لمعظم المحللين الاستراتيجيين، فككت بنيتها العسكرية.
وبالعودة لعام 2006 وإعلان “حزب الله” الانتصار، عمل حينها على ترجمته إلى انتصار داخلي وتوسيع سيطرته على السلطة في لبنان، إذ انعكس ذلك في تسوية “اتفاق الدوحة” في عام 2008، واستحصل حينها على “الفيتو” في النظام السياسي عبر ما عرف بـ”الثلث المعطل”، مما كان له تداعيات خطرة على بنية النظام اللبناني وتعطيل استكمال تطبيق “اتفاق الطائف” (الذي أنهى الحرب الأهلية في عام 1989)، وهو ما يفتح حالياً نقاشاً حول إمكان السعي إلى مزيد من “شرعنة” سيطرة الحزب على النظام في ظل الفراغ الحاصل بموقع رئاسة الجمهورية وإصراره أن يكون بالمواصفات التي يعتبرها “تحمي ظهر المقاومة”.

في “اتفاق الدوحة” الذي توصل إليه في عام 2008 حصل “حزب الله” على “الفيتو” في النظام السياسي عبر ما عرف بـ”الثلث المعطل” (الوكالة الوطنية اللبنانية)​​​​​​​

توريط لبنان

وفي السياق يرى الكاتب السياسي اللبناني علي حمادة أن حربي 2006 و2023 بادر إليهما “حزب الله”، في عام 2006 عبر اختطافه جنوداً إسرائيليين خلف الخط الأزرق، وفي عام 2023 عبر إطلاق “حرب المساندة”، مشيراً إلى أنه “في الحربين لم يأخذ في الاعتبار موقف الحكومة أو الجيش اللبناني، وذلك على رغم تحذيرات المجتمع الدولي من خطورة القيام بعمل قد يؤدي إلى إشعال حرب على لبنان”.

وبرأيه فإن “العامل الإضافي في هذه الحرب هو إدخال فصائل فلسطينية والجماعة الإسلامية وحركة أمل وأحزاب أخرى في عمليات القصف، بهدف إعطاء بعد إسلامي ووطني لدوره، كاشفاً عن أنه أعلن أخيراً مشاركة ما يسمى “السرايا اللبنانية”، وهي عنوان لمجموعات يشكلها الحزب داخل البيئات الطائفية الأخرى، كالمسيحيين والدروز والسنة، مؤكداً أنه في الحربين كان “حزب الله” هو المبادر إلى توريط لبنان في حروب ليس قادراً على احتواء خسائرها على رغم المعارضة الواسعة في الأوساط اللبنانية.

اعتراف بالقتلى

بدوره كشف الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين عن أن عدد المقاتلين الذين قضوا في الحرب الدائرة في جنوب لبنان تجاوز ضعف عدد مقاتلي “حزب الله” الذين قتلوا في حرب يوليو (تموز) 2006، إذ اعترف حينها بمقتل 250 عنصراً، في حين تجاوز عدد القتلى حتى الآن 500 شخص، نحو 450 منهم مقاتلين من “حزب الله” وبعض التنظيمات التي تقاتل إلى جانبه، فيما بلغ عدد المنازل المدمرة بشكل كامل حتى الآن نحو ألفين.

وأوضح شمس الدين أن “حزب الله” في الحرب الحالية يعلن سائر المقاتلين ويتضمن بيان نعيهم الاسم واللقب العسكري والعمر والصورة والبلدة التي يتحدر منها، أما في حرب 2006 فلم يشمل هذا الإجراء سائر المقاتلين، إذ لم يعلن رسمياً في ذلك الوقت إلا سقوط 65 مقاتلاً.

أنظمة التوجيه الدقيق

في السياق أوضح المحلل العسكري العميد جورج الصغير أنه في الـ12 من يوليو (تموز) 2006 هاجم “حزب الله” دورية للجيش الإسرائيلي وخطف جنديين وقتل ثلاثة آخرين، وفي اليوم ذاته أعلن أمين عام الحزب حسن نصر الله في مؤتمر صحافي أنه رُحل الجنديان إلى مكان بعيد، وأن العملية عملية فردية، ودعا حينها الحكومة الإسرائيلية إلى تفاوض غير مباشر لإتمام صفقة تبادل الأسرى، وهو ما رفضته إسرائيل وردت بحرب واسعة فارضة حصاراً بحرياً وجوياً على لبنان.
وأشار الصغير إلى أن مركز الحرب الرئيسة في عام 2006 كان في الضاحية الجنوبية، في حين أن الضربات الإسرائيلية تتركز في هذه الحرب حالياً جنوب نهر الليطاني التي وضعها القرار الدولي رقم 1701 تحت رقابة قوات حفظ السلام الدولية “اليونيفيل”.
ولفت إلى أن حرب 2006 ركزت بشكل كبير على تدمير البنى التحتية المدنية، لا سيما محطات الكهرباء ومطار بيروت وشبكة الجسور والطرقات، وكذلك انضمت قوات بحرية للهجوم، واستدعى الجيش الإسرائيلي فرقة احتياط مؤلفة من 6 آلاف جندي لنشرها سريعاً في الشمال.
وحول قدرات “حزب الله” العسكرية صرح الصغير أن الحزب يمتلك أنواعاً من الصواريخ الإيرانية مثل “رعد” و”فجر” و”زلزال”، التي تتميز بحمولة كبيرة من المتفجرات ومدى أطول من صواريخ الكاتيوشا، إذ يصل مداها إلى 40 كيلومتراً، في حين يصل مدى صواريخ “فجر 3 و5” إلى حدود 60 كيلومتراً، إلا أن التغيير الأساس عن عام 2006 هو أنظمة التوجيه الدقيق.

المزيد عن: حزب اللهإسرائيلحرب القطاعجبهة الإسنادلبنانحرب تموز 2006التأييد الشعبي

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00