الأربعاء, يناير 15, 2025
الأربعاء, يناير 15, 2025
Home » بيروت تستعيد بريقها السينمائي مع 50 مخرجا لبنانيا في مهرجان “شاشات الواقع”

بيروت تستعيد بريقها السينمائي مع 50 مخرجا لبنانيا في مهرجان “شاشات الواقع”

by admin

 

واحة للأفلام المستقلة وفضاء لمحتوى مغاير حول الهوية والبيئة

المجلة / إبراهيم توتونجي

في قلب بيروت، وعلى مسافة 3 كيلومترات من مرفأ المدينة الذي شهد في العام 2020 انفجارا وصف بالأضخم من نوعه في التاريخ الحديث، تظهر واجهات مباني حي مار مخايل التراثي آثارا واضحة من الحادث، لم ترمم تماما.

في داخل الحي، وعند تقاطع شارعي مدريد وأرمينيا، يقبع بناء ذو هندسة معمارية تعود الى ستينات القرن الماضي، يعمل من داخل شققه، الواسعة والأنيقة، فريق جلّه من النساء، ضمن جمعية لبنانية هدفها المساهمة في ترميم جزء من التدهور الذي شهدته العاصمة اللبنانية على المستويات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية خلال السنوات الأخيرة، وإن، على طريقتهم، وعبر وصفة لم ينقصها السحر يوما: السينما.

بين العقل واليدين

يذكّر اسم الجمعية “متروبوليس” بفيلم ألماني صامت حمل الاسم ذاته، أنتج قبل نحو مئة سنة، ودخل التاريخ الثقافي، مع العبارة الشهيرة التي اختتمته: “بين العقل واليدين يجب أن يكون القلب فقط هو الوسيط”، بدلالة واضحة على أهمية الشغف في تحويل الأفكار إلى إنجازات قائمة.

يظهر ملصق هذا الفيلم، على حائط مكتب هانية مروة، المديرة المؤسسة للجمعية، فيما يسيطر شغفها، وهي تسرد لائحة طويلة عن نشاطات ومشاريع وأمنيات، على فضاء اللقاء، ناثرا شيئا من الدفء، وسط صقيع يوم بيروتي شتوي يمكن وصفه بـ”التاريخي” إذ سبق اللقاء بساعات حدث انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، بعد سنتين وشهرين من الفراغ شلت البلاد.

على إثر ذلك، انتعشت على الفور، الآمال، وتناقل لبنانيون حلمهم بإمكان استعادة وطنهم وعاصمته، للأدوار الحضارية المؤثرة التي ميّزت حقبات من تاريخه القديم والمعاصر. وبذلك، يغدو لنشاط السينمائيين والمشتغلين في نشر ثقافة التغيير، عبر الأفلام، أبعادا ورؤى محفزة.

كلما تعرضنا للضغط، عبر الحروب التي لا تتوقف والأحداث الأمنية والتراجع الاقتصادي وهجرة الكفاءات للبلد، زاد ايماننا بأهمية السينما

هانية مروة

“إنها لحظة حاسمة. كلما تعرضنا للضغط، عبر الحروب التي لا تتوقف والأحداث الأمنية والتراجع الاقتصادي وهجرة الكفاءات للبلد، زاد ايماننا بأهمية السينما، كونها الوسيط الأصدق لتفعيل سردية الهوية الوطنية. بكل أطيافها واختلافاتها، بعيدا عن التلاعب الذي يضخ في كثير من المرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحتى الإعلام التقليدي، والذي قد يزور المفاهيم ويوجه البوصلة في اتجاه خاطئ. كما شاهدنا أخيرا في الحرب على غزة ولبنان أيضا”، تقول مروة لـ”المجلة”.

هانية مروة مؤسسة ومديرة جمعية _متروبوليس_

لقاء الفيلم الوثائقي

اللحظة الحاسمة تمثلت بإطلاق دورة جديدة هي التاسعة عشرة لمهرجان “شاشات الواقع، لقاء بيروت للفيلم الوثائقي”، بين 10 و21 يناير/ كانون الثاني الجاري، والذي يتيح لنحو 50 مخرجا لبنانيا، يعيشون في الداخل وحول العالم، أن يثبتوا، “بكل جرأة وحرية”، سردياتهم للعيش ومقارباتهم للأحداث في لبنان وفلسطين والعالم، عبر أفلام تسجيلية طويلة وقصيرة، بعضها صنع بتقنية “الواقع الافتراضي”، وبعضها يذكر بزمن السينما الصامتة، اذ وضعت موسيقى خاصة مواكبة لعرضه.

” لم نتردد لحظة في أن نستمر في إطلاق الدورة الجديدة للمهرجان، رغم كل التحديات، ولدينا إيمان راسخ بأننا لن نتوقف في المستقبل، مهما حدث”، تشدد مروة بثقة وعزم، من أمضى ربع قرن من حياته، مقتنعا أن السينما هي “وصفة حياة ودليل بقاء”.

من داخل صالة “متروبوليس”

فخلال 25 عاما، أسست هذه المرأة الآتية إلى السينما من دنيا الاقتصاد، مهرجانات ونشاطات ومشاريع سينمائية، كما ساهمت بإنتاج أفلام، وبذلت جهودا لجمع أرشيف السينما اللبنانية في مكان واحد متاح للجمهور. ثم، عبر “متروبوليس”، أقدم مشروع في المنطقة لعرض الأفلام المستقلة بشكل دائم بعيدا عن المواسم المتقطعة، تمكنت أخيرا، مع فريقها، من إعادة افتتاح “سينما متروبوليس” في منطقة مار مخايل التي توصف بإحدى رئات بيروت الثقافية والعمرانية والروحية والترفيهية. تحتضن هذه السينما برمجة أفلام “شاشات الواقع” على مدى 10 أيام، إضافة إلى سينما “لا مونتين” التابعة للمركز الثقافي الفرنسي في لبنان.

رسائل فلسطينية

رمى المخرج اللبناني جوزف خلّوف على “صدر” بيروت، مجموعة من الرسائل، ضمت “خزّانا” عاطفيا ملائما لافتتاح المهرجان. خلال الشهور الماضية، ومع انطلاق الحرب على غزة، واتته فكرة مراسلة عدد من زملائه المخرجين، لتبادل المشاعر والانطباعات والأفكار، وحتى مجرد البوح الذي يخلو من اي تصنيف ويكون هدفه تمضية وقت آمن.

على طريقة مراسلات الأدباء في الزمن الذي شكل فيه أدب الرسائل محورا رئيسا في حفظ وتسجيل الأحداث العامة من خلال مقاربات حميمية وشخصية، وأيضا تحية لنوع سينمائي رائج ومعروف عن تضامن عدد من السينمائيين (غالبا وقت الأزمات الكبرى) حول فكرة واحدة من أجل عرض رؤاهم الابداعية المختلفة في عمل واحد، ظهرت “رسائل” خلّوف، واصبحت فيلما قائما يضم حزمة أفلام قصيرة حملت تواقيع 18 مخرجا ومخرجة لبنانيين، عرض في اليوم الأول للمهرجان.

يعتبر فيلم “رسائل” الذي يضم حزمة أفلام قصيرة حملت تواقيع 18 مخرجا لبنانيا، التحية الكبرى لفلسطين في المهرجان

شكلت هذه الأفلام عنوان التحية الكبرى إلى فلسطين في المهرجان الذي يعرض أيضا فيلم كمال الجعفري “الفيلم كعمل فدائي” وفيلم لينا سويلم “باي باي طبريا” وفيلم “مهدي عامل في غزة” لماري جرمانوس وطارق رنتيسي.

ملصق فيلم “رسائل”

في السياق ذاته، لجأت رنا عيد وسينثيا زافين، الى الأرشيف الاستعماري البريطاني لفلسطين، في العقد الثاني من القرن الماضي، وتفحصتا 77 مقطعا صامتا صورت جميعا على خام 35 ملم بين عامي 1914 و1918 من قبل القوات البريطانية في فترة انتدابها لفلسطين. منها صنعتا فيلم “فلسطين سردية منقحة”، في 30 دقيقة تعرض مع موسيقى حية ألفت خصيصا للعمل، ليفكك، كما تشرحان “طرائق السرد الاستعمارية، وسلطة ما تفرضه من صور، وتختلقه من أبعاد لها في زمن نهاية الدولة العثمانية ونشأة القوميات في الشرق الأوسط”.

نوستالجيا الصالات السينمائية

وعلى الرغم من أن “شاشات الواقع” لا يشبه المهرجانات السينمائية الأخرى، كما يفضل مؤسسوه وصفه، إذ أنه يخلو من المظاهر الاستعراضية، مثل احتفالات السجادة الحمراء وأمسيات النجوم، كذلك يبتعد عن منح الجوائز، “كون كل مخرج تعب لسنين في إنجاز عمله، وباع في مرات كثيرة ممتلكات شخصية لكي يصرف على فيلمه، وقاوم الافتقار إلى صناديق حكومية داعمة، وبنى تحتية مريحة، هو النجم بحد ذاته”، كما تقول لنا مروة، إلا أنه مع ذلك، في وسعنا مع القاء نظرة سريعة على البرمجة أن نلمح، الى جانب فلسطين، ثيمات رئيسة.

تحدد نسرين وهبة، منسقة البرمجة في الجمعية، والتي ساهمت باختيار الأفلام اللبنانية، إلى جانب أفلام عربية وعالمية، في حديث مع “المجلة”، ثلاث ثيمات إضافية: أفلام سينمائية تحمل تحية للسينما بذاتها، وأفلام تحرض على التغيير، وأفلام تناقش أثر التغير المناخي على الطبيعة في لبنان.

ملصق فيلم “سيلما”

في الفئة الأولى، يبرز فيلم المخرج هادي زكاك “سيلما” الذي يسلط الضوء على التاريخ السياسي والاجتماعي لمدينة طرابلس، في شمال لبنان، من خلال سيرة دور السينما فيها، بدءا من ثلاثينات القرن المرضي وصولا إلى عصرنا الحديث، والتي شهدت أوجها في حقبات الستينات وحتى منتصف سبعينات القرن الماضي، قبل أن تقضي الحروب على نشاط بعضها، ثم يجهز تغيّر ذائقة المشاهدة ووسائطها على ما تبقى من عادة ارتياد الصالات، الأمر الذي أدى إلى اندثار غالبيتها.

عبر مشروع توثيقي مكثف ودؤوب، عمل زكاك، ومساعدوه، على كتاب مرجعي حمل الاسم ذاته، “سيلما” (كما ينطق أهل الشمال وبعض مناطق لبنان كلمة سينما)، نشر فيه مئات الصور الفوتوغرافية والبوسترات والرسوم البيانية، ضمها إلى لقاءات ميدانية مع مخرجين وأصحاب صالات وصحافيين وباحثين ومشاهدين وأهالي المدينة. يقول في حديث معه: “مع رحلة صنع الكتاب، توفر لي محتوى ضخم كان من الصعب ضمه كله في كتاب واحد. أتحدث هنا عن أرشيف لا يقل عن 1000 صورة إضافة الى 40 تسجيلا. من هنا تنبهت إلى أن هذا المشروع الذي أخذ مني سنوات، يستحق أن يظهر كرحلة متكاملة، عبر وسائط متنوعة، فكان الكتاب والمعرض وها هو الفيلم يجد مكانه في المهرجانات في لبنان والعالم العربي”.

هذا المشروع الذي أخذ مني سنوات، يستحق أن يظهر كرحلة متكاملة، عبر وسائط متنوعة، فكان الكتاب والمعرض وها هو الفيلم

هادي زكاك

إلى مجموعة الأفلام التي تبث النوستالجيا لزمن بناء الصالات السينمائية واندثارها، تحضر أيضا تجربة أوروبية من فنلندا في المهرجان. في فيلم “لايكا” لـلمخرج  فيلجكو فيداك، يتعاون شاعر ومخرج من أجل تحويل مصنع قديم إلى صالة سينما، تبنى وتؤثث من مواد وأدوات معاد تدويرها، في قرية صغيرة بين أحضان الطبيعة، وبدعم من السكان. سرعان ما تستقطب فتنة السينما شرائح مختلفة من المجتمع، هناك، وتضج الحياة في المكان الذي كان ذات يوم ساكنا، ويبدأ تغيير على مستويات ظاهرة ونفسية، يرصدها المخرج باحتراف.

مشهد من فيلم “صور الأشباح”.

في السياق ذاته، يأخذنا البرازيلي ريتراتوس فانتسماس في رحلة إلى همسات من “صور الأشباح” في فيلم ثالث عن سطوة مختلفة للسينما في زمن سابق.

“موضوع الحنين الى صالات السينما وصناعة افلام عن هذا الحنين هو شكل سينمائي معروف، استهوى مخرجين كثرا حول العالم. لكننا وجدنا مصادفة لطيفة في كون 3 أفلام من هذه الثيمة تعرض في صالة يعاد افتتاحها بعد توقف قسري، لطالما شكلت ملتقى للمخرجين اللبنانيين والعرب”، تقول وهبة. وتضيف مروة في السياق ذاته: “يريد مخرجو الأفلام المستقلة أن يكون لهم مركز خارج إطار الدورات الموسمية للمهرجانات، ولا يرغبون بأن تتشتت عروض أفلامهم بين مراكز التسوق وعلى منصات الأونلاين. الجميع كان نوستالجيا وفرحا لعودة الصالة”.

في الفئة التي بالإمكان إطلاق عنوان “أفلام ترغب بالتغيير” عليها، تلجأ عليا حاجو إلى شخصية كرتونية متخيلة في فيلمها القصير “سفينة الحمقى” لكي يخوضا معا في ضجيج بيروت تحت وقع تظاهرات ما عرف بـ”انتفاضة تشرين” في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، تسأل ميريام الحاج في فيلم يتخذ من أسلوب المذكرات شكلا له، عن أساليب المواجهة والبقاء في عالم شهد اضطرابات عنيفة خلال السنوات الأربع الماضية. وقد تأتي الإجابة، هذه المرة من أفريقيا، من “جيل جوز الهند”، فيلم آلان كاسندا، حيث تعلو أصوات مجموعة طلاب يريدون إطلاق حركة تغيير في وجه السلطات الضاغطة.

من فيلم “سفينة الحمقى”

أفلام خضراء

ضرورة التغيير، رسالة تحملها حزمة ثالثة من أفلام المهرجان، وإن هذه المرة، عبر المقاربة البيئية، وتأثير الفوضى والسياسات الهدامة على اندثار جزء من الغطاء البيئي والحيواني في لبنان الذي عرف ذات يوم بـ”سويسرا الشرق”. إذ يعرض مهرجان “شاشات الواقع”، بالاشتراك مع جمعية “ريف” مجموعة من ثمانية أفلام رأت النور نتيجة مشروع إقامات فنية استمر لشهور، جمع سينمائيين مع علماء وباحثين في التنوع البيولوجي.

ارتحل صناع وصانعات الأفلام البيئية على كامل خريطة لبنان. ففي سهل البقاع، التاريخي الذي لطالما كان سلة غذاء البلاد منذ عهد الرومان، تبرز ممارسات بيئية ضارة ويلمع أمل جديد باللجوء الى فكر الاستدامة. بينما يلهم جنوب لبنان صناع السينما بفكرة جذابة عن تشبيه الغزو الإسرائيلي المتكرر بأحد أنواع الأشجار غير الأصيلة المسماة “غازية” التي تتمدد وتدمر ما حولها.

يصل المكلفون من “ريف” أيضا، الى أعالي جبال لبنان، حيث “مملكة” من الأشجار المعمرة، تعرف باسم اللزاب، تعيش على موارد مائية شبه معدومة، ويجد فيها البعض رمزا للنقاء والمقاومة والطهورية.

فعل الصيد في لبنان لا ينفصل عن الرغبة في إثبات مشاعر مريضة من التفوق والذكورية والشوفينية والقوة الموهومة

شادي سعد

وعلى كامل الاراضي اللبنانية، تمارس سياسات صيد طيور جائرة، تعرّض أصنافا كثيرة من العصافير الى التعدي والانقراض. في هذا السياق، يصور فيلم شيرين رفول وموسى شاهبندر “أفق” جرائم ترتكب في حق الطيور المهاجرة في لبنان، الذي يعتبر ثاني ممر لهجرة الطيور في العالم، بمعدل 410 أنواع مختلفة، يحلق معظمها بين سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/تشرين الأول من كل عام، لينال حظه من بارود الصيد الذي يتعاطى مع كل “ريشة في السماء كأنها هدف له”، كما يعلق شادي سعد، مراقب الطيور والحكواتي حاليا والصياد سابقا، على الفيلم، الذي تمحور حوله العمل.

ملصق مهرجان “شاشات الواقع” الدورة 19

يقول في حديث مع “المجلة”: “ليس هناك صيادون في لبنان، هناك مجرمون”، في دلالة على غياب الصفة الأخلاقية، والمهارة الاحترافية، والالتزام بالقوانين المرعية (ان وجدت أو وجد من يطبقها) والتقيد ربما بالأخلاق الإنسانية التي تنحط في إفناء أسراب لا ذنب لها، سوى أن الطبيعة هيأت لها، منذ آلاف السنين، سماء لبنان، لتكون ممرا لدروب هجراتها: “فعل الصيد في لبنان لا ينفصل عن الرغبة في إثبات مشاعر مريضة من التفوق والذكورية والشوفينية والقوة الموهومة في حمل السلاح واصطياد الضحايا”.

أما في فيلم “شجرة الجحيم”، فنتعرف إلى أصناف من النبات تسمى “غازية”، وبعضها دخيل، من الأساس على بيئة لبنان، مثل “شجرة الجنة” التي هي، لأذاها والضرر الذي تلحقه بالبيئة والمحيط الذي تنمو فيه، يليق بها اسم ” شجرة الجحيم”. في هذا الشريط، من إخراج رائد زينو، مقاربة لافتة وحذقة، تربط، بأسلوب سردي لا يخلو من التشويق، بين تمدد هذه الشجرة واستطيانها الخبيث وأثرها المدمر، وبين الحدث الأمني الراهن المتمثل بالحرب الإسرائيلية على لبنان، ومشاريعها التوسعية تاريخيا وحاضرا ومستقبلا.

يقول محمد عبد الله، وهو باحث وعالم في مجال الأعراق النباتية الغازية، وأحد المشاركين في الفيلم، في حديث مع “المجلة”: “في مرات كثيرة، قد يكون للعدو أيضا لون أخضر وجميل، وهو يقتلنا ببطء وفي الخفاء، ويغزو أراضينا من دون أن ننتبه”.

من جهة أخرى، اختارت المخرجة جويل أبو شبكة، التي تعيش مع زوجها ملحم في قرية عائلته في منطقة الفرزل في سهل البقاع، موضوع المبيدات الضارة وأثرها على دورة الطبيعة، والتنوع البيولوجي، وجودة وصحة الأرض والمنتج الزراعي. وعبر سيناريو حذق، تداخلت معه قصة البحث عن الأفاعي، التي أعطت اسمها للفيلم “تلة الحيات”، وأمّنت ظهور باحث وعالم متخصص في مجال الزواحف، تمكنت جويل من نسج سردية دسمة لم تخل من مناظرة بين فريقين من المزارعين في القرية: واحد يؤمن بأساليب الزراعة الآمنة التقليدية التي لا تضر الأرض، وآخر يبحث عن الفائدة التجارية في زمن الأزمة الاقتصادية الخانقة والذي لا يتوانى عن استخدام الأدوية والمبيدات الضارة، في ظل عدم “توفر بدائل أو دعم حكومي أو حلول تقدمها الجمعيات الزراعية”.

ملصقات أفلام على حائط مكتب مروة

دفء الحماسة

تسأل مروّة عمّا اذا كان يتوجب إشعال المدفأة لتخفيف برد الغرفة. تشتعل الأفكار مع التحدث عن أجندة “متروبوليس” للشهور المقبلة، المليئة بطاقة شبابية هادرة. تقوم الجمعية بتدريب طلاب الجامعات على مهارات سينمائية لا تغطيها المناهج التقليدية في الكليات التي تدرّس السينما وفنون الصوت والصورة. من بينها دورات عن برمجة الأفلام والتوزيع والتسويق وغيرها من “مهن لها مردود اقتصادي هام”.

وعلى مستويات عمرية أصغر، تتواصل الجمعية مع شبكة من 65 مدرسة موزّعة على كافة الأراضي اللبنانية من أجل عرض أفلام مخصّص للتلامذة واستقطابهم إلى “مهرجان أفلام النشء” الذي انطلق منذ 2008، و”أصبح أكثر حيوية مع وجود صالة آمنة روعي في بنائها سلامة الحضور من الأطفال والمراهقين”.

على جدران مكتبها، تنتشر ملصقات إضافية لأفلام تعتبر علامات في تاريخ السينما. من بينها فيلم الفرنسي جون لوك غودار “مدينة ألفا” (1965).

يتخيّل هذا الفيلم أحداثا وشخصيات تتحرك داخل مدينة من دون قلب، لا تشعر بالضحية، وحيث يصبح منظر القتل مجرد اعتياديا لدى أناس سلبت منهم الإرادة وحل مكانها الخضوع.

هل وقعت بيروت في لوثة “ألفا” طيلة السنوات الماضية؟ وهل يستعيد أبناؤها المقاومون عبر الثقافة والفكر والسينما شيئا من زخمها المبدّد؟

في أماكن مماثلة لـ” كوكب متروبوليس” الملوّن ينبت أمل.

المزيد عن:  مهرجانات أفلام سينما السينما العربية لبنان

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00