ثقافة و فنونعربي بول أوستر: الكتابة مرض نلتقطه باكراً ولا نشفى منه by admin 26 يوليو، 2020 written by admin 26 يوليو، 2020 116 يعلن قلقه إزاء ما يحصل من تصدع في أميركا والعالم… والكتب لا ترد الرصاص ولا تطعم جائعا اندبندنت عربية / انطوان جوكي يبرع الروائي الاميركي بول أوستر يبرع في فنّ حبك خيوط التاريخ بخيوط حيوات شخصياته. براعة تتجلى بقوة في روايته الأخيرة “4321” التي يلجأ فيها أيضاً إلى تلك المهارات الكتابية والمناورات السردية التي كرّسته كأحد أكبر كتّاب أميركا المعاصرين ومؤلّف روايات تقع عند تقاطُع الحكاية الفلسفية وفيلم المغامرات. كرواية متاهية، نتلقّى سردية “4321” على شكل فيلم تشويقي (thriller) ونكتشف فيها أربع حيوات مختلفة لشخصية واحدة وُلِدت في اليوم نفسه والسنة اللذين وُلِد أوستر فيهما، وفي المكان نفسه، أي بلدة نيوويرك في ضاحية نيويورك. رواية حيوية ومدهشة إذاً يطرح صاحبها من خلالها سؤالاً بسيطاً: ما كانت ستصبح حياتنا لو سلكنا هذه الطريق بدلاً من تلك، لو تزوّجنا من هذه المرأة وليس من تلك، لو توفّي والدنا ونحن في سنّ السادسة…؟ باختصار، إنها المفترقات والمنعطفات والخيارات وكل التفاصيل الصغيرة التي تتكوّن منها “موسيقى المصادفات” (عنوان واحدة من رواياته) وتشكّل مصدر افتتانٍ له. وسواء في هذه الرواية أو في سابقاتها، شخصياته هي نفسها، أيّ نساء ورجال يتخبّطون داخل أحداثٍ تتجاوزهم، غرقى يتصارعون مع أشباحهم، مسافرون بلا متاع ولا وجهة محدَّدة، متأمّلون في المطلق يصطدمون بألغاز لا حلّ لها، وجميعهم يعيش في بلد ــ أميركا ــ ما برح هذا العملاق يسبر تناقضاته، رواية بعد أخرى، مانحاً إيانا عملاً كتابياً يتمتّع بتماسكٍ وقوةٍ نادرتين. أوستر هو أيضاً كاتب نيويورك الأول، ليس فقط لكونه عاش منذ صباه في مختلف أحياء هذه المدينة، بل أيضاً لاختياره إياها مكاناً للعديد من رواياته. وفي منزله الذي يقع حالياً في بروكلين، التقاه الناقد الفرنسي فرنسوا بونِل وحاوره في وضع أميركا اليوم، في دور الأدب وكتّابه، وطبعاً في عمله الكتابي. حوار صدر حديثاً في مجلة “أميركا” الأدبية الفصلية، وفي ما يأتي مقتطفات منه. ومعروف أن معظم روايات بول أوستر مترجمة إلى العربية ولها قراء كثر. فصل العبودية يتحدث أوسترعن حالته النفسية الراهنة حيال الأزمات التي تتخبط فيها أميركا والعالم قائلاً: “إنني قلِق. بصراحة، لم أختبر أبداً مثل هذا الشعور من قبل. منذ خمسين عاماً، في أوج حرب الفيتنام، كنت قلقاً، لكني كنت احتفظ بنوعٍ من التفاؤل لاعتقادي بقدرتنا، نحن الشبان والطلاب وكل من كان ضد هذه الحرب، على وضع حدّ لها. كنت مخطئاً، لكني كنت أعيش في الأمل. اليوم، شعوري مختلف. ولا أرى سوى وسيلة واحدة: علينا أن نبدأ ذلك الحوار الذي لم يحصل بعد في بلدنا. علينا أن نكلّم أولادنا عن فصل العبودية وأن نعلّمهم ما حصل خلاله. علينا أن نقول لهم إن أميركا هي بلد رائع، وفي الوقت نفسه، بلد مبني على جريمتين: إبادة الهنود الحمر واستعباد ذوي البشرة السوداء. حين كنت فتياً، كانوا يقولون لنا في المدرسة: “أنتم تعيشون في أعظم وأجمل بلد في العالم”، وإن كل شيء فيه يتّسم بالكمال. يا لهذه الكذبة! يجب أن نقول الحقيقة. إلى حد اليوم، لا يوجد متحف أميركي حول فصل العبودية”. روايته الاخيرة الضخمة في ترجمتها العربية (دار النشر) ويعبر عن يأسه إزاء تراجع القراءة في أميركا واللامبالاة بالأدب: “ماذا يمكن أن تفعله رواية أمام لا مبالاة العالم؟ المشكلة الحقيقية تكمن في قلة الناس الذين يقرأون في هذا البلد، وفي العالم عموماً. في أفضل الأحوال، يمسّ كتاب مئتين أو ثلاث مئة ألف قارئ. لكن حتى لو مسّ مليون قارئ، يبقى الأمر ضئيلاً في أمّة تعدّ 320 مليون نسمة. الروايات غير قادرة على تغيير العقليات. ورغم ذلك ما زال للأدب أهميته، ولكن لحفنة قليلة من الناس فقط. كم من أولئك الذين يصرخون اليوم كراهيتهم للسود قرأوا أو سيقرأون توني موريسون أو فيليب روث؟ ربما واحد أو اثنان. نحن نعيش في ولايات غير متّحدة، في عالمٍ مصدّع حيث ثمة فريقان لا يتحدّثان اللغة نفسها، وعاجزان إذاً عن التواصل”. وفي العودة إلى الأدب، حتى لو أن الكتّاب يدركون أنهم لن يغيّروا العالم، ألا يمكنهم المشاركة في نشر الوعي من خلال كتبهم؟ يقول اوستر: “سؤال مسؤولية الكاتب يتسلّط عليّ منذ بداياتي. لكن جوابي عنه لم يتغيّر. لا مسؤولية للكاتب إلا تجاه ما يكتبه. ككاتب، لا يقتضي عملي أن أتحدّث باستمرار في المشاكل السياسية أو الاجتماعية في وسائل الإعلام، بل أن أكتب قصصاً. مهمة الروائي التحدّث عن الحياة الداخلية للبشر. المهم فعلاً في نظري ككاتب هو أن أبقى هنا، جالساً خلف طاولتي للكتابة. الفن موجود لأن العالم يفتقد للكمال. الفن لا يحلّ أي مشكلة من مشاكل العالم، بل يعبّر عن الألم والجمال والصعوبات… الكتب لا توقف إطلاق الرصاص ولا تمنع القنابل من الانفجار ولا تغذّي طفلاً جائعاً، لكنها تغذّي النفوس، وهذا الغذاء جوهري. لذلك، على الكاتب تكريس نفسه لفنّه. كان الشاعر جون أشبيري يقول إن عمله الشعري يتحلى بقيمة أكبر من أي نصّ ملتزم ضد الحرب. وفي ذلك هو محقّ. إن كتبتَ نصاً شعرياً ضد هذه الحرب أو تلك، لن يقرأه إلا أولئك المعارضون لها، ولن يكون له أي تأثير على مؤيّديها. الأدب ليس فن الاقناع، أي أنه غير قادر على تغيير موقف الناس. وإن تمكّن من تغيير شيءٍ ما، فبطريقة غير مباشرة، حميمية”. أثر دوستويفسكي هذا ما يحصل لإحدى شخصيات رواية “4321”، فيرغوسون الرابع. ففي سن الخامسة عشرة، يقرأ دوستويفسكي فتغيّر هذه القراءة حياته. يقول: “نعم، قراءة دوستويفسكي قادرة على تغيير حياتك، لأنها تعمل في حميميتك. استقيتُ هذا التفصيل من تجربتي الخاصة، علماً أن التفاصيل السير- ذاتية قليلة في هذه الرواية. قراءة دوستويفسكي قلبت حياتي وساهمت بالتأكيد في دفعي نحو الكتابة. حين أتكلّم في السياسة، كما نفعله الآن، أتكلم كمواطن لا ككاتب، وأجوبتي عن الأسئلة التي تطرحها الحقبة الحالية هي إذاً أجوبة مواطن”. ـ لكن اوستر لم يمتنع عن كتابة روايات حول أحداث سياسية راهنة، كاعتداءات 11 سبتمبر 2011… يقول: “مرة واحدة، نعم، في “حماقات بروكلين”. لكني عالجتُ هذا الموضوع بطريقة غير مباشرة، في نهاية الرواية. تتطلب كتابة رواية من كاتبها أن يأخذ مسافة من الحدث المقارَب. رواية “حرب وسلام”، مثلاً، كتبها تولستوي بعد خمسين عاماً من الأحداث التي يرويها فيها. كان السينمائي بيلي وايلدر يقول إنه فقط حين نكون سعداء وواثقين من أنفسنا علينا أن نكتب “تراجيديا”، وحين نكون مكتئبين، داخل ثقبٍ أسوَد، علينا أن نكتب “كوميديا”. شخصياً، كنت في حالة نفسية يرثى لها حين كتبتُ “حماقات بروكلين”، وهي رواية كوميدية نيويوركية حول ملذات – ومتاعب- الحياة الصغيرة في تلك اللحظة التي تصطدم فيها طائرة بناطحة سحاب وتدمّرها”. “ثلاثية نيويورك”: 3 روايات (دار النشر) ويقول عن رواية “سانست بارك” التي تشكّل أزمة 2008 المالية خلفية لها: “وضعتها في ظرفٍ خاص جداً ولتلبية رغبتي آنذاك في تأليف رواية حول زمننا الراهن. وبما أنني تابعتُ باهتمام كبير الأزمة المذكورة وتداعياتها على حياة كل فرد في العالم، اخترتها كموضوع لهذا العمل الذي كتبته بصيغة الحاضر، في ظرف ستة أشهر فقط، وخرجتُ منه منهكاً كلياً”. ويضيف: “لكتابة رواية جيدة، يجب امتلاك قدرة على تعاطفٍ لا حدود له مع الشخصيات التي نبتكرها، بما في ذلك تلك غير الجديرة بالإعجاب، كالمجرمين أو المجانين. حين نفعل ذلك، نؤكّد للعالم أجمع بأن كل شخص هو إنسان ولديه حياة داخلية تستحق أن نرويها، حتى لو كان مجرماً أو مجنوناً. هكذا نصير كلنا متساويين. كتابة رواية هي المقاربة الأقل سلطوية للكائن البشري. وبهذا المعنى تصبح فعلاً سياسياً. بطريقة غير مباشرة، لكن قوية. روائي بروكلين يعيش بول أوسترفي بروكلين منذ 1980، وفي هذا منزله نفسه تحديداً كتب معظم رواياته، يتحدث عن كيفية كتابته: “عادةً، تحضر القصة أولاً، ثم يتبعها الشكل. لكن للمرة الأولى، حصل العكس في روايتي الجديدة، إذ حضر عليّ الشكل أولاً، أي فكرة سرد أربع حيوات موازية لشخصية واحدة. لكني لم أكن أدرك إطلاقاً أي قصة سأروي. ما أن أتتني هذه الفكرة حتى بدأتُ في الكتابة”. وعن وضعه تصميماً للرواية يقول: “لا، ولا حتى الخطوط الكبرى. اعتمدتُ الارتجال. كان يتملّكني الشعور بالرقص طوال كتابتها، كما لو أنني كنت داخل دوّامة. كانت الكلمات تطفو فوق طاولتي. كل شيء كان حاضراً، وما كان عليّ سوى مدّ يدي، التقاط الكلمات ووضعها على الورقة. قد يبدو الأمر غريباً، لكني غير قادر على الكتابة وفقاً لتصميم. يجب أن يكون المجهول في انتظاري كل صباح. لا يؤمن أوستر بما يسمى وحياً أو إلهاماً أدبياً ويقول:”أؤمن باللاوعي. لكن للعثور على شيء داخل اللاوعي، يجب أن نكون في حالة ذهنية خاصة، أي منفتحين جداً وبلا أحكام مسبقة. عندها، ندع الأشياء تحضر، بلا رقابة أو منع. أعتقد أن هذا هو الأهمّ: عدم ممارسة الرقابة أو الحظر على أنفسنا. الشيء الآخر المهم هو أن نعرف متى نتوقّف عن الكتابة. حين أنهي نهاراُ من العمل على رواية، أفعل بعد ذلك كل ما في وسعي كي لا أفكّر فيها. إن اشتغلتُ أكثر مما يجب، يتهددني الجفاف. عليّ أن أعود إلى الحياة العادية. غالباً ما أغادر طاولتي وأنا أمام مشكلة كتابية لم أستطع حلّها، فأتوجّه للنوم. وحين أستيقظ في اليوم التالي، يحضر الحلّ من تلقاء نفسه. إذاً، بدلاً من المكابدة، يجب ترك الأشياء تأتي إلينا بنفسها. هذا ما أؤمن به في الكتابة. حين أكتب، يتحوّل كياني إلى جرحٍ مفتوح، فأتلقّى كل ما يحدث في الشارع، في السماء، حولي، وأضعه في الكتاب الذي أعمل عليه. الكتاب هو أيضاً نوع من الارتجال”. رواية أخرى مترجمة (دار النشر) وعن اسلوبه الذي طرأ عليه تغيّر في روايته الضخمة “4321”، التي يستشفّ منها عملية تشييد جديدة وجُمَل طويلة غير معهودة، يقول: “هذا صحيح. لم أرغب يوماً في كتابة الرواية نفسها مرّتين. أكتب كل رواية كما لو أنها الأخيرة، وهو ما يجدد حوافزي على الكتابة. إلى حد اليوم، ما زلت استكشف الأدب، لأنني في العمق لا أملك منهجاً محدداً. بالنسبة إلى “4321”، إنها المرة الأولى التي أكتب فيها رواية بهذا الحجم (866 صفحة)، ولذلك كنت في حاجة إلى إيقاعٍ جديد، والجُمَل الطويلة فرضت نفسها عليّ”. سؤال الموت وعن ظروف ولادة هذه الرواية الفريدة في مساره يقول: “كنت جالساً هنا، على هذا المقعد، حين اتتني فكرة كتابة رواية أسرد فيها الحيوات التي كان يمكن لشخصية واحدة أن تعيشها لو سلكت هذه الطريق بدلاً من تلك، لو تزوّجت من هذه المرأة بدلاً من تلك، لو اختبرت وفاة أحد والديها بشكل مبكِر… أعتقد أننا، حين نتقدّم في السن، نعيد التفكير بماضينا مسائلين تلك اللحظات المهمة التي حدّدت وجهة مسيرتنا، ومتسائلين عمّا كانت ستكون عليه حياتنا وشخصيتنا لو اتّخذنا خيارات مختلفة فيها”. سؤال الموت يحضر بقوة في جميع روايات أوستر، ويأخذ في روايته الضخمة “4321” بعداً جديداً. يقول في هذا الصدد: “لقد بلغتُ سن السبعين. أعرف أن الجزء الأكبر من حياتي صار خلفي. تغيّرت مقاربتي لحياتي اليومية منذ أن أدركت أن الكثير من الأشخاص الذين كنت أحبّهم ماتوا. الأشباح باتت تتسلّط على حياتي، ولذلك كل شيء صار أكثر قيمةً. كل تجربة، كل قبلة، كل سهرة، كل كتاب، كل فيلم… أعرف أن النهاية قريبة، ولذلك أتذوّق كل هذه الاشياء بحدّةٍ أكبر ومتعةٍ أكبر وألمٍ أكبر. توفيّ والدي في سن السادسة والستين، وإنه لشعور غريب أن نتجاوز سنّ والدنا. كما لو أننا نعبر إلى الجهة الأخرى من ستارٍ خفي ونحطّ في مكانٍ تطغى عليه الغرابة. أنا مقتنع بأن لا حياة بعد الموت. أحاول إذاً أن لا أفكّر كثيراً في الأمر، بل في الحاضر. أتذوّق متعة بقائي على قيد الحياة وأعتبر ذلك هدية ونعمة، أتدري لماذا؟ لأنني أعرف أن كل شيء سينتهي قريباً. هذا لا يخفيني”. وعن السؤال التقليدي: لماذا تكتب؟” يجيب: “لا أعرف. ربما لأن الكتابة هي نوع من المرض، نلتقطه باكراً ولا نشفى منه”. المزيد عن: بول أوستر/رواية أميركي/ةنيويورك/بروكلي/دوستويفسكي/تولستوي/توني موريسون/العنصرية/الهنود الحمر 32 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أعمال الفنان الإماراتي الراحل حسن شريف في جولة أوروبية next post عين إسرائيل على الحدود الشمالية مع لبنان: هل تلتهب مجددا؟ You may also like فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 32 comments tinder site 25 يناير، 2021 - 12:24 ص tinder online , tindr https://tinderdatingsiteus.com/ Reply зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 24 مارس، 2024 - 9:18 م Having read this I thought it was very informative. I appreciate you finding the time and effort to put this informative article together. I once again find myself spending a significant amount of time both reading and commenting. But so what, it was still worth it! Reply глаз бога телеграмм 11 أبريل، 2024 - 6:28 ص When someone writes an piece of writing he/she keeps the thought of a user in his/her mind that how a user can know it. Thus that’s why this article is perfect. Thanks! Reply steam csgo skin betting sites 8 مايو، 2024 - 9:08 ص Write more, thats all I have to say. Literally, it seems as though you relied on the video to make your point. You clearly know what youre talking about, why waste your intelligence on just posting videos to your blog when you could be giving us something enlightening to read? Reply Francisk Skorina Gomel state University 16 مايو، 2024 - 10:18 ص One of the leading academic and scientific-research centers of the Belarus. There are 12 Faculties at the University, 2 scientific and research institutes. Higher education in 35 specialities of the 1st degree of education and 22 specialities. Reply Гостиничные Чеки СПБ 25 مايو، 2024 - 1:41 ص Can I just say what a relief to discover someone who really knows what they’re talking about on the net. You definitely understand how to bring an issue to light and make it important. More and more people must look at this and understand this side of the story. I can’t believe you’re not more popular since you definitely have the gift. Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 31 مايو، 2024 - 4:29 ص Hey very interesting blog! Reply хот фиеста casino 13 يونيو، 2024 - 9:13 ص This excellent website definitely has all of the information I wanted about this subject and didn’t know who to ask. Reply хот фиеста slot 14 يونيو، 2024 - 9:26 ص hey there and thank you for your information I’ve definitely picked up anything new from right here. I did however expertise some technical issues using this web site, since I experienced to reload the web site a lot of times previous to I could get it to load properly. I had been wondering if your web hosting is OK? Not that I am complaining, but sluggish loading instances times will often affect your placement in google and can damage your quality score if advertising and marketing with Adwords. Anyway I’m adding this RSS to my e-mail and can look out for a lot more of your respective intriguing content. Make sure you update this again soon. Reply hot fiesta слот 15 يونيو، 2024 - 8:03 ص Normally I do not read article on blogs, however I wish to say that this write-up very forced me to take a look at and do so! Your writing taste has been amazed me. Thank you, quite great article. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 9:55 ص Good info. Lucky me I found your site by accident (stumbleupon). I have saved it for later! Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 12:50 ص This piece of writing is really a pleasant one it helps new internet people, who are wishing for blogging. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 3:00 ص I don’t know if it’s just me or if everyone else experiencing problems with your blog. It seems like some of the text within your posts are running off the screen. Can someone else please comment and let me know if this is happening to them too? This could be a problem with my browser because I’ve had this happen before. Thank you Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 3:50 م I am sure this article has touched all the internet users, its really really nice article on building up new webpage. Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 4:40 ص What i do not realize is actually how you’re now not really a lot more well-liked than you may be right now. You are so intelligent. You realize therefore significantly in terms of this matter, produced me for my part consider it from numerous numerous angles. Its like men and women aren’t fascinated unless it’s something to accomplish with Lady gaga! Your personal stuffs excellent. Always maintain it up! Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 6:37 ص Hi everyone, it’s my first go to see at this website, and post is actually fruitful designed for me, keep up posting such articles. Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 9:36 م I quite like reading through a post that will make people think. Also, thanks for allowing for me to comment! Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 11:11 ص I am curious to find out what blog system you are working with? I’m experiencing some minor security problems with my latest site and I would like to find something more safeguarded. Do you have any solutions? Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 12:32 ص I don’t even know how I ended up here, but I thought this post was good. I don’t know who you are but definitely you are going to a famous blogger if you are not already 😉 Cheers! Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 1:17 م Hey there! This post couldn’t be written any better! Reading this post reminds me of my good old room mate! He always kept talking about this. I will forward this page to him. Pretty sure he will have a good read. Thanks for sharing! Reply Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 1:57 ص hi!,I really like your writing so so much! percentage we communicate more approximately your post on AOL? I need an expert in this space to solve my problem. May be that is you! Taking a look forward to see you. Reply строительство автомойки 6 يوليو، 2024 - 9:31 ص Мойка самообслуживания под ключ – это модернизированный и клиентоориентированный подход к организации моечного сервиса, где каждый может быстро и эффективно очистить свое авто. Reply автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 1:05 ص Ищете надежного партнера для строительства автомойки? Мы предложим индивидуальные решения и полное сопровождение проекта от начала до конца. Reply автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 1:54 ص Автомойка самообслуживания под ключ — современный и прибыльный проект. Мы предложим лучшее оборудование и технологии. Reply строительство автомойки под ключ 8 يوليو، 2024 - 1:24 م Строительство автомойки под ключ — идеальное решение для бизнеса. От проекта до запуска, мы обеспечим все этапы работ. Reply автомойка самообслуживания под ключ 9 يوليو، 2024 - 1:10 ص Строительство автомоек под ключ – это возможность получить готовое к эксплуатации и прибыльное предприятие без лишних хлопот. Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 3:42 ص You really make it seem so easy with your presentation however I find this topic to be really something which I think I might never understand. It sort of feels too complicated and very vast for me. I am taking a look forward for your next submit, I will try to get the grasp of it! Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 7:27 ص It’s really very difficult in this full of activity life to listen news on TV, thus I only use web for that purpose, and take the most recent news. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 8:24 م Hello there! This post couldn’t be written any better! Looking at this post reminds me of my previous roommate! He always kept talking about this. I am going to forward this information to him. Pretty sure he’ll have a good read. Thanks for sharing! Reply мойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 6:19 ص Автомойка самообслуживания под ключ – это экономия времени клиентов и вашего вложения в персонал. Будущее за инновациями! Reply Jac Амур 19 أغسطس، 2024 - 12:06 م Have you ever thought about creating an e-book or guest authoring on other sites? I have a blog based upon on the same information you discuss and would really like to have you share some stories/information. I know my visitors would enjoy your work. If you are even remotely interested, feel free to send me an e-mail. Reply theguardian 24 أغسطس، 2024 - 8:52 م Hi there Dear, are you truly visiting this web site daily, if so then you will definitely get nice experience. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.