الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » باحثان فرنسيان يستكشفان في كتاب مفاصل مشروع إخواني لغزو أوروبا والعالم

باحثان فرنسيان يستكشفان في كتاب مفاصل مشروع إخواني لغزو أوروبا والعالم

by admin

استراتيجيةالفتح الثالثلأوروبا!… على طريقة القرضاوي

اندبندنت عربية / محمد طاهر

في الخامس عشر من شهر فبراير (شباط) عام 2015، بثتنظيم داعشالإرهابي مقطع فيديو مصوراً تضمن مشاهد مرعبة لإعدام 21 مصرياً قبطياً تم اختطافهم في وقت سابق في ليبيا. وفي أعقاب عملية جزّ الرقاب الجماعية، وقف مقاتل ملثم من التنظيم، قرب شاطئ البحر، متباهياً أمام عدسة الكاميرا وألقى خطاباً مؤدلجاً اختتمه بعبارة: “نحن اليوم في جنوب روما، وسنغزوها إن شاء الله؛ قبل أن يشير بيده القابضة على سكين حربية مضرجة بالدماء باتجاه الشمالحيث، على الضفة المقابلة للبحر المتوسط، تقع الشواطئ الإيطالية.

لكن من أين استقى هذا المقاتل الملثّم فكرةغزو روما؟

للإجابة عن هذا السؤال، تعاون كاتبان فرنسيان مدة 15 عاماً متواصلة، بحثاً وتحقيقاً وتدقيقاً لتفكيك البنية الفكرية لجماعةالإخوان المسلمين؛ التي خرجت من رحمها كل حركات التطرف والإرهاب، وبالأخصالقاعدةوداعش“. فمؤسسالقاعدةفي أفغانستانعبد الله عزامإخواني سابق. وإبراهيم عوادمؤسسداعشالذي نصّب نفسه خليفة للمسلمين تحت اسمأبو بكر البغدادي، تربى أيضاً على أيدي الإخوان باعتراف المرشد الروحي للجماعة الشيخ يوسف القرضاوي نفسه، وإن كان قد حاول لاحقاً التبرؤ منداعشبعدما أصبح عبئاً عليه.

المخطط يستند إلى نظرية الغيتو والرَحِم وتكثير السواد والإسلاموفوبيا

الكاتبان هما،ألكسندر ديل فالرئيس التحرير السابق لعدد من المطبوعات من بينها صحيفةفرانس سواروالباحث المشارك لدىمركز الشؤون الخارجية والسياسيةالفرنسي. الكاتب الآخر هوإيمانويل رضويالصحافي المخضرم المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والمتبحِّر في عوالم تنظيمات الإسلام السياسي. أما الكتاب الاستقصائي الذي يشرِّح  استراتيجيةالإخوان المسلمينللتسلل إلى عمق القارة الأوروبية، فحمل عنوانالمشروع: استراتيجية الإخوان للغزو والتسلل في فرنسا والعالم“.

تعتمد فصول الكتاب على وثيقة سرية جداً عثرت عليها الشرطة السويسرية بُعيد أحداث 11 سبتمبر 2001، بعدما نفذت غارة ليلية مفاجئة على فيلا فخمة يملكهايوسف ندا، رئيسبنك التقوىوأحد كبار أقطاب المال الإخوانيين. الوثيقة كانت ضمن ما صادرته الشرطة من إحدى خزائن الفيلا المصفحة وقد حملت عنوان: “المشروع الكبير، أي مشروع الإخوان المسلمين للسيطرة على أوروبا وأميركا والعالم كله. وقد بيّنت التحقيقات في ما بعد أن هذا المخطط قد سُلِّم إلى ندا منذ 20 عاماً على ذلك التاريخ. وقد أنكر تنظيم الإخوان وجوده أو علاقته به

 

فتش عن القرضاوي

في معرض الإجابة عن السؤال المتعلق بفكرةغزو روماومن ورائهاغزو أوروبا، يورد الباحثان في كتابهما أنه في السادس من ديسمبر عام 2002، ظهر الشيخ القرضاوي كعادته على شاشةقناة الجزيرةالقطرية خلال أحد البرامج الحوارية الدينية مردداً على مسامع متابعيه ومريديه مقولةإن الإسلام سيعود إلى أوروبا فاتحاً ومنتصرا بعد طرده مرتين؛ الأولى من جنوب القارة في الأندلس، والثانية من شرقيّها في أثينا. لكن هذه المرة، لن يكون الفتح بالسيف وإنما بالدعوة والفكر“.

غلاف الكتاب

لفتت هذهالنبؤة القرضاويةنظر الكاتبين، فعكفا على تحليل مفهومالدعوة والفكرلدىالشيخالمرشدوربطها بما جاء في الوثيقة السرية. ولهذه الغاية أجرىرضويسلسلة لقاءات مع عدد من القيادات الإخوانية حول العالم ليخرج في النهاية بصورة واضحة موحدة حول الاستراتيجية الإخوانية للهيمنة، خطوة خطوة، على مفاصل القارة العجوز.

يشير رضوي بداية، إلى أن الشيخ القرضاوي يؤيدفي الشكلالحوار مع غير المسلمين، غير أنّهفي المضمونيدعو إلى الفصل بين المسلمين الذين يعيشون في أوروبا وبين الحضارة الأوروبية، ويُصرّ على وجوبيةأن يكون للمسلمين مجتمعاتهم الصغيرة ضمن المجتمع الكبير، وإلا ذابوا فيه كالملح في الماء“. ولهذه الغاية يقترح الشيخ القرضاوي على المسلمين الاستفادة من خبرة اليهود التاريخية، إذ يتساءل: “ما الذي حافظ على الخصوصية اليهودية طيلة القرون الأخيرة في المجتمعات الأوروبية؟ إنّ ما حافظ على الأفكار والعادات هو العصبة الصغيرة التي تسمّىالغيتو اليهودي‘. فلتسعوا إذن إلى إقامةالغيتو الإسلاميالخاص بكم في أوروبا“. وبحسب الشيخ القرضاوي فإن الإدارة الداخلية لهذاالغيتو الإسلامييجب أن تقوم على أساس مبادئ الشريعة، لذا يتوجب أن يكون لـجُزُر الإسلامهذه علماء خاصّون بها يتصدون للتحديات التي تطرحها متطلبات حياة المسلمين اليومية داخل هذه الجزر.

وقد وجدت قيادة تنظيم الإخوان القائمة على تنفيذ هذه الاستراتيجية في المظلومية الاقتصاديةالاجتماعية لمسلمي ضواحي المدن الأوروبية الكبرى، وتحديدا أبناء المهاجرين من الجيلين الثاني والثالث، الأرضية المناسبة للبدء في تنفيذ مخططها. واستندت استراتيجية هذه القيادة على الفكرة القائلة إنرَحِمَ الأم المسلمة هو أكثر الوسائل فاعلية في أسلمة أوروبا والعالم كلِّه“. لا بل ذهب الشيخ القرضاوي بعيداً في حماسه حين تنبّأ بأنّ تزايد أعداد المسلمين في أوروبا سيجعلجزر الإسلامتطوِّق سكانالمحيط من غير المسلمينتدريجياً. وساد الاعتقاد لدى كثير من الإخوان وأنصارهم باقتراب زمنثأرهم التاريخيمن فرنسا وبأنها ستكون أول دولة أوروبية غربية تسقط في أيديهم، ومنها سيبدأ الإسلام مسيرته الظافرة نحو بقية بلدان القارة والعالم بأسره.

تكثير السواد

وفي قلباستراتيجية الفتح الديمغرافيهذه، كان ثمة هدف معلن منذ البداية لجماعة الإخوان: تحويل الجماعة إلى مرجعية دينية وفكرية مركزية للمسلمين في دول الغرب. لذا أيد الإخوان الهجرة الشرعية وغير الشرعية إلى أوروبا، وكانت تركيا في عهدحزب العدالة والتنميةالإخواني، أكثر الدول حرصاً علىتهجيراللاجئين إلى أوروبا في سبيلتكثير سواد المسلمين، قبل السيطرة على وعي هذا السواد. وانتهجت الجماعة طرائق ناعمة لتمكينها من السيطرة تمثلت في بناء مراكز بحوث فكرية إسلامية، ومن ذلك إنشاءالمجلس الأوروبي للافتاء والبحوثبغرض التحكم بالمساجد في أوروبا، وتقوية الجذور الفكريةالسياسية للإخوان في الدول الأوروبية.

يتدخلالمجلس الأوروبي للافتاء والبحوث” –الذي كان يرئسه حتى وقت قريب الشيخ القرضاويبكل شاردة وواردة تتعلق بمسلمي أوروبا، وبذا بات يشكّل كيانا موازيا للدولة ومنافسا لها. إذ اعتبر المجلس نفسه المشرّع الأوحد للقوانين التي تخص الجالية الإسلامية، وشكل بالتالي وعيها الجمعي تجاه أدق القضايا الحياتية اليومية. ويضع المجلس على رأس أولوياته مسألة تطبيق الشريعة في المجتمعات التي تتواجد فيها الجاليات الإسلامية لمحاصرتها بأفكار التنظيم الإخواني. ويعد التأثير في أفكار الجاليات مقدمة لصنع رصيد جماهيري للتنظيم، سعياً في المستقبل نحو انتزاع اعتراف سياسي به كجماعة مشروعة، والضغط على صانع القرار الأوروبي لتلبية طلباته.

وينتقد مؤلفا الكتاب مواصلة الساسة الأوروبيون التظاهر بأنهم لا يرون المسلمين يختلفون بشيء عن الأقليات الأخرى في بلادهم. ويعتبران أنّ مواصلة ذلك لن يقود إلا إلى مزيد من عزلة المسلمين في أوروبا، وزيادة نفوذ الإسلام المتطرف في أوساطهم، الأمر الذي قد ينقلب في وقت قريب إلى خطر حقيقيّ يهدّد الاستقرار الداخليّ للدول الأوروبية. على أنَّ تمادي السلطات والمجتمع في غضّ الطرف عن مشكلة تنامي نفوذ الإسلام المتطرف في أوروبا سيزيد من صعوبة إيجاد الطرائق المناسبة والفعالة لحلِّ هذه المشكلة.

مؤلفا الكتاب ألكسندر ديل فال وإيمانويل رضوي (إندبندنت عربية)

لا للاندماج

وحسب الكتاب، فإن جماعة الإخوان تدرك جيدا أن المسلمين لا يتعرضون إلى الاضطهاد في الديمقراطيات الغربية. إلا أن استراتيجية الجماعة تتمثل فيزرع التشتت داخل المجتمعات الإسلامية في الغرب، عن طريق تأكيد شعور الاضطهاد ما يؤدي بهذه الأقلية إلى التقوقع أو الانفصال عن المجتمع، ما يدفعها إلى التعصُّب والعمل تدريجيا نحو محاولة أسلمة المجتمع من خلال التبشير بقيم متشددة، على حساب قيم التسامح والانفتاح. وكمثال على استراتيجيةالتفكيكهذه، يشير الكتاب إلى الخطاب الذي ألقاه الرئيس التركي (أوالسلطان الجديدكما يصفه الكاتبان) رجب طيب أردوغان، في كولونيا الألمانية في فبراير 2018 أمام مئات المسلمين ذوي الأصول التركيةالألمانية رداً على دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى دمج الأتراك بشكل أكبر في الثقافة الألمانية. إذ قال بالحرف الواحد: “الاندماج أو الاستيعاب جريمة ضد الإنسانية“. إن الاستراتيجية التي يغزو بها تنظيم الإخوان تلك المجتمعات تستند إلى تغذية الفكر المتطرف داخل عقول المسلمين وخلق مظهر خارجي يميزهم عن غيرهم، ثم دفعهم إلى العيش بمعزل عمن يصفونهم بـالكافرين“.

وحسب الكتاب، فإن الفكر الانفصالي الذي تدعمه أقطاب في العالم الإسلامي، على رأسها تركيا وقطر والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، تتصدى له دول إسلامية أخرى، مثل الإمارات ومصر والأردن والجزائر وسوريا، وهي دول تخشى الإمبريالية الإسلامية الجديدة لأنها ببساطة تهدد السيادة الوطنية. لكن رغم ذلك؛ نجحت الأقطاب الداعمة للفكر المتطرف، إلى حد كبير، في جعل بعض المجتمعات المسلمة في الغرب معاديةً لدول الولادة أو الهجرة الأصلية؛ إذ تنظر الأجيال الجديدة من المهاجرين إلى تلك الدول نظرة العدو للإسلام والمسلمين.

سلاحالإسلاموفوبيا

خلال عمله على الكتاب الاستقصائي المكون من 560 صفحة، التقى رضوي العديد من القيادات والكوادر الإخوانية، وبذا استطاع تكوين صورة شاملة حول الاستراتيجية المحددة للتعامل مع الغرب وهي: “التظاهر بأن جماعة الإخوان ضحية، لفرض قيمها بشكل أفضل“. وهنا، يقول رضوي،يمارس أعضاء الجماعة ألاعيبهم عبر منصات الإعلام والتواصل الاجتماعي، معتمدين على سلاحالإسلاموفوبيا” (رهاب الإسلام) لاكتساب تعاطف الأوروبيين العاديين.

ووفقا لتقرير حديث صدر عام 2018 حمل عنوانحالة تغلغل الإسلام الأصولي في فرنسا، تبدأ استراتيجية عمل الجماعة ضد مفهومالإسلاموفوبيافي فرنسا، من خلال تشكيل حالة ضغط لإسكات أي نقد للديانة الإسلامية، وتكريس الاعتقاد بأن أي انتقاد للتطرف الإسلامي أو الإرهاب يُشَكِّل بحد ذاتهعلامة من علامات الكراهية تجاه المسلمين، وبالتالي يتطلب الأمر نبذه واعتباره أمراً منافياً للقانون.

ويعتقد ديل فال أن فكر تنظيم الإخوان أخطر من نظيره لدى السلفيين؛ ذلك أنهم اختلقواالإسلاموفوبياللاستفادة من التناقضات الفكرية الغربية والمضي في حلم الهيمنة والانتشار. ويؤكد الكاتب أنه منذ ظهور الإخوان وهم يصورون للمسلمين أن المسلم الحقيقي هو فقط ذلك الذي ينتمي إلى جماعتهم. وأما الباقون، أي أغلبية المسلمين، فمشكوك بإسلامهم، أو أن إسلامهم خفيف أو ضعيف لا يعتد به. ويشير في كتابه إلى أن فرنسا أصبحت معقلا للإخوان إذ تنتشر فيها عشرات المنظمات الدعوية الدينية التابعة للتنظيم، موضحاً أنه من خلال دراسته لجماعة الإخوان المسلمين طيلة 15 عاما، استنتج أن طريقة عملهم تعتمد علىالشمولية اللينينية والستالينية والنازية، والتي تستند بشكل أساسي على خلق الأكاذيب والتشهير“.

ويقول ديل فال إنهتحت ستار مناهضة العنصرية والحق في الاختلاف، تخترق جماعة الإخوان المجتمع العلماني الأوروبي بصبر. فهي تعرف جيدا كيف تجعل الغربيين يشعرون بالذنب، تماماً كما حدث مع اليهود“.

ختاماً، ينظر الكاتبان الفرنسيان إلى تنامي وجود الإخوان في أوروبا وسهولة ممارسة نشاطاتهم الدعوية، باعتباره خطراً داهماً على الديمقراطية والعلمانية الأوروبية؛ لأن هذا التنظيم الشمولي لا ولن يعترف بالعملية السياسية وقوانين الحكم الديمقراطية، مثل تداول السلطة وحرية العمل السياسي للأحزاب. وما نداءنحن اليوم في جنوب روما، وسنغزوها إن شاء اللهالذي أطلقه الداعشي، ربيب الإخواني، منذ خمس سنواتببعيد.

المزيد عن: فرنس/الإخوان المسلمين/داعش/القاعدة/يوسف القرضاوي/اخترنا لكم

You may also like

1 comment

tinder site 25 يناير، 2021 - 2:00 ص

tinder website , tinder app https://tinderdatingsiteus.com/

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00