عرب وعالمعربي الناقورة بلدة جميلة وليست مقرا للتفاوض بين لبنان وإسرائيل فحسب by admin 28 أكتوبر، 2022 written by admin 28 أكتوبر، 2022 100 يتجنب سكانها الإفراط في التفاؤل بتوقيع الاتفاق وينتظرون النتائج اندبندنت عربية \ كارين اليان ضاهر صحافية لبنانية @eliane_carine منذ بدأت مفاوضات ترسيم الحدود البحرية في قاعدة تابعة لقوات حفظ السلام الدولية في الناقورة اللبنانية، سلطت الأضواء على هذه البلدة الجنوبية الشهيرة بجمال طبيعتها ولا سيما شاطئها الذي يعتبر الأكثر نظافة في لبنان. وعلى رغم الميزات السياحية لهذه البلدة المحاذية للخط الأزرق الحدودي إلا أنها لم تحظ بالاهتمام الكافي. يتجنب أهالي البلدة الإجابة عن أسئلة الإعلاميين، ولا يخفي عدد منهم أن سبب ذلك هو شعورهم بالغضب لإهمال بلدتهم والاهتمام بها الآن بسبب عقد المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل في القاعدة الدولية ضمن أراضيها. وبشكل عام لا يبدو أن أهالي البلدة متفائلون بتوقيع اتفاق الترسيم البحري، إلا أن قلة منهم تأمل أن تعود هذه الخطوة بالفائدة على البلدة الهادئة ومنطقتها. لا تفاؤل علي مثلاً غير متفائل بهذه الخطوة. ويعتبر أنه كمواطن لبناني اعتاد على عدم التفاؤل بشكل مسبق إلى أن يحدث تغيير فعلي. “في المنطقة هنا، لطالما اعتمدنا على أنفسنا واستطعنا أن نمضي قدماً باستقلالية تامة، فيما لا نتكل على الدولة في شيء”. ويضيف “الأفضل ألا نعيش على الآمال والتوقعات. في الوقت الحالي، لا ننظر بإيجابية إلى خطوة التوقيع على اتفاق الترسيم البحري حتى يحصل تغيير يعود بالفائدة على المنطقة”. وكي يدعم علي رأيه بضرورة تجنب التفاؤل وانتظار النتائج، ويشير إلى شاطئ الناقورة الذي “يحسد الجميع أهلها عليه”، ويسأل “ما نفعه في غياب الدولة ودعم المنطقة”. ويقول “يأتي غرباء عن البلدة ويشترون عقارات صغيرة بمبالغ بسيطة، ويضمون إليها أراضي المشاعات بالواسطة وبغياب المحاسبة”. ويخلص إلى أن “التوقيع ربما يعود بالفائدة على الرأسماليين ليس إلا”. ما بعد استخراج الغاز أما جمال حمزة فيشير إلى أن بلدة الناقورة “مهمشة على رغم كونها منطقة سياحية تقع عند أجمل شواطئ العالم. فهي تفتقد إلى أمور كثيرة على رأسها دعم المواقع السياحية، إضافة إلى عدم التنقيب عن آثارها التي لا تزال في الأرض على رغم الوعود. فإضافة إلى الشاطئ تحتوي منطقة أم العمد على آثار صليبية وفينيقية، لكن حجارتها مبعثرة ولا اهتمام بها. تكثر الزيارات والاتصالات لتنمية المنطقة، لكنها تنحصر كلها في خانة الوعود من دون حصول أي تغيير على الأرض. تكثر الوعود في لبنان عامة، وهي لا تصدق أبداً. وأخيراً كثرت الزيارات والوعود بتجميل المنطقة والعمل على التنقيب عن الآثار، لكنها لم تصدق كالعادة”. ويلفت حمزة إلى وجود مئات الشباب العاطلين من العمل في الناقورة، “بسبب عدم توافر فرص عمل. والبحر ليس مفتوحاً في الأوقات كلها أمام الصياديين. أما المزارعون في بلدة الناقورة فيواجهون تحديات في ظل وجود قوات اليونيفيل التي تشغل القسم الأكبر من الأراضي الصالحة للزراعة”. ويتحفظ حمزة على القول الرائج بأن أهالي بلدة الناقورة ميسورون لأنهم يعملون مع “اليونيفيل”، معتبراً أن “نسبة مرتفعة من العائلات المقيمة تكاد تعجز عن تأمين القوت اليومي. ومن يعملون مع اليونيفيل لا يتجاوز عددهم خمسة في المئة، فيما عدد الشركات التي تعمل ضمن اليونيفيل ضئيل أيضاً. أما بشأن توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية، فيأمل حمزة أن “يعود بالفائدة على أهالي المنطقة الذين دفعوا الثمن غالياً في السابق”. ويعتبر أن “استخراج الغاز حاجة ملحة ليس للناقورة فحسب إنما للوطن عموماً”، آملاً أن “تخضع هذه العملية للإشراف والتدقيق لتكون الأمور بين أياد أمينة، مما يسمح للمنطقة وللبنان بالعيش في بحبوحة”. ويتمنى أن “يفسح المجال لشباب بلدة الناقورة للعمل في مشاريع التنقيب عن الغاز، إذ يحكى عن حاجة الشركات إلى آلاف العمال”. تقصير الدولة من جهته بدا ناصر عليان متفائلاً حيال خطوة التوقيع على الاتفاق. وفي الوقت نفسه يشير إلى “تقصير السلطة تجاه الناقورة في حين يتم التركيز على مناطق معينة من دون أخرى. أما المناطق المنتجة والأرياف، فلا تحظى بالاهتمام إلا استثنائياً”. ويأمل أن “يحرك الترسيم العجلة الاقتصادية”. ويضيف “لطالما طالبنا بالإنماء المتوازن، لكن للأسف يتم العمل على أساس مصالح خاصة. منطقتنا من أجمل مناطق لبنان، لكن ما من رؤية استراتيجية للدولة للاستفادة من الثروات. أما فتح مؤسسات سياحية في المنطقة فيتطلب استقراراً اقصادياً وأمنياً، وإلا ستكون خسائرها فادحة بشكل يمنع الاستمرار. وعلى الدولة أن تحل هذه المسائل بهدف بلوغ الاستقرار”. ما يميز الناقورة تقع بلدة الناقورة في الزاوية الجنوبية الغربية للبنان وبمحاذاة الخط الأزرق الحدودي، ولها نقطة ارتكاز أساسية على الشاطئ اللبناني. تبعد حوالى 103 كيلو مترات عن العاصمة بيروت وترتفع 300 متر عن سطح البحر. تعد إحدى أجمل البلدات الساحلية السياحية في لبنان، وتتميز بكونها عند نقطة يلتقي فيها البحر والجبل. تكثر فيها المعالم الأثرية، إضافة إلى شاطئها الصخري المسمى بـ”رأس الناقورة”، ويعتبر من أهم ميزاتها كونه الأكثر نظافة على طول الشاطئ اللبناني إلى درجة أن أسماكه تعتبر الفضلى، ويحظى “سمك الناقورة” بشهرة واسعة لهذا السبب. يقيم في الناقورة حوالى ثلاثة آلاف شخص، وعدد سكانها الإجمالي حوالى 4800. ويعتمد معظم أهاليها على صيد الأسماك والزراعة. وجود المقر الرئيس لقوات “اليونيفيل” في البلدة أكسبها شهرة واسعة، بحسب رئيس بلديتها عباس عواضة، الذي يشير إلى أن البلدة كانت مركزاً للتجارة مع فلسطين عبر “النفق” الذي يأمل ألا يفرط المعنيون بسنتمتر واحد منه. وقد أقامت “اليونيفيل” مشاريع تخدم سكان المنطقة مثل تجهيز آبار وحدائق عامة. المزيد عن: لبنان\الناقور\ةقوات اليونيفيل 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل اشترت مصر قروض الـ9 مليارات دولار مقابل خفض الجنيه؟ next post احتجاجات ليلية تهز إيران ومطالب بتحقيق دولي في “وحشية” النظام You may also like المجلة تنشر النص الحرفي لإعلان “وقف الأعمال العدائية”... 28 نوفمبر، 2024 أسئلة وقف النار في لبنان… أي انتصار؟ أي... 28 نوفمبر، 2024 خمسة تساؤلات حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل... 28 نوفمبر، 2024 كيف غيّر “حزب الله” شروطه بين بدء الحرب... 28 نوفمبر، 2024 بعد قرار “الجنايات”… المصريون حائرون: هل “الإخوان” إرهابية؟ 28 نوفمبر، 2024 النزاع الإيراني- الإسرائيلي: دور روسيا “المحايد” على المحك 28 نوفمبر، 2024 بعد إعلان نتائج الانتخابات البلدية… هل حن الليبيون... 28 نوفمبر، 2024 مناطق لبنان المدمرة… قنابل موقوتة بما تحويه 28 نوفمبر، 2024 كيف قرأ سياسيو لبنان اتفاق وقف النار وهل... 28 نوفمبر، 2024 خريطة الوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان وسيناريوهات الانسحاب 28 نوفمبر، 2024