عرب وعالمعربي المصريون محرومون من الفسيخ في “شم النسيم” by admin 26 أبريل، 2022 written by admin 26 أبريل، 2022 37 الضغوط الاقتصادية تقلص المشتريات وخبير: الوجبة تعادل 16 في المئة من راتب الموظف اندبندنت عربية \ خالد المنشاوي صحافي تظل الطقوس المصاحبة لاحتفال المصريين بعيد شم النسيم أبرز سماته. إذ اعتادوا عبر الأزمان تناول أنواع معينة من الأسماك المملحة، أشهرها “الفسيخ“. وهي عادة ترجع إلى أيام الفراعنة، وبالتحديد منذ الأسرة الخامسة، حيث تشير الوقائع التاريخية إلى أن المصريين القدماء احتفلوا بـ”عيد الشمو”، أو شم النسيم، بتقديم الأسماك المجففة قرابين للآلهة داخل المعابد. وحرص المصريون على تناول السمك المملح “الفسيخ” في هذه المناسبة مع بداية تقديسهم نهر النيل، الذي أطلقوا عليه “حعبي” بدءاً من عصر الأسرة الخامسة، فضلاً عن ارتباط تناول “الفسيخ” بأسباب عقائدية مفادها أن الحياة خُلقت من محيط مائي أزلي لا حدود له، وخرجت منه جميع الكائنات، ثم أعقبه بعث الحياة ووضع قوانين الكون. ولأهمية هذه المناسبة، فقد برع المصريون في صناعة السمك المملح، وكانوا يخصصون له أماكن أشبه بالورش كما يتضح من نقش في مقبرة الوزير “رخ مي رع” في عهد الأسرة الثامنة عشرة، وتشير بردية “إيبرس” الطبية إلى أن السمك المملح كان يوصف للوقاية والعلاج من أمراض حمى الربيع وضربات الشمس. كما استخدم الفراعنة أنواعاً مختلفة من الأسماك، مثل البوري والشبوط والبلطي، كما يظهر من خلال رسومات جدران المقابر. وجبة تساوي ربع الراتب يرى الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة الحكومية بكلية الإدارة بالجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا وخبير شؤون البلديات، أن تناول الفسيخ والرنجة عادة فرعونية تمتد إلى 7000 عام، وغالباً ما تشهد أسعار هذه الأسماك، التي اعتاد المصريون على تناولها في موسم شم النسيم، ارتفاعات كبيرة، لكن خلال الموسم الحالي شهدت الأسعار استقراراً، على الرغم من ارتفاع أسعار سمك السردين بنسبة 14 في المئة. وبسبب إقبال المصريين على تناول هذه الأطعمة خلال الموسم، غالباً ما يتم طرح منتجات فاسدة في الأسواق، لذلك عاقب القانون المصري كل من يبيع هذه المنتجات بالحبس لمدة 5 سنوات وغرامة تتراوح بين 20 و100 ألف جنيه (1086 و5434 دولاراً). وأشار عرفة، لـ”اندبندنت عربية”، إلى أن محافظات الشرقية والقليوبية والدقهلية تتصدر معدلات استهلاك الفسيخ، فيما تظل محافظة الوادي الجديد الأقل استهلاكاً. وأوضح أن سعر كيلو الفسيخ يبلغ خلال الموسم الحالي 160 جنيهاً (8.69 دولار)، في حين يبلغ سعر كيلو الرنجة نحو 55 جنيهاً (3 دولارات)، وكيلو السردين 70 جنيهاً (3.8 دولار)، ومتوسط سعر هذه الوجبة نحو 322 جنيهاً (17.5 دولار). متوقعاً انخفاض الطلب على الوجبة خلال الموسم الحالي بنسبة 45 في المئة، بسبب تزامنها مع شهر رمضان. عرفة قال إن هذه الوجبة توازي نحو 16 في المئة من متوسط راتب العامل في القطاع الخاص أو الجهاز الإداري للدولة. لافتاً إلى أن محافظة دمياط، شمال مصر، تعد الأكثر إنتاجاً للأسماك بما يعادل 58 في المئة من إجمالي الأسماك المطروحة في السوق المصرية. مطالب بضبط الغش أكد عرفة إن التفتيش على محال بيع الرنجة والفسيخ في القرى، وبخاصة في المناطق البعيدة من المدن الرئيسة، لا تتجاوز 6 في المئة من قبل الإدارات المحلية، لافتاً إلى أن ما لا يقل عن 80 في المئة من المحال التجارية التي تبيع هذه المنتجات غير مرخصة، وبخاصة في تلك المناطق البعيدة من العاصمة. وشدد على ضرورة أن يكون هناك دور فعال من قبل رؤساء شعب الأسماك في الغرف التجارية لمتابعة تقديم التوصيات والاستشارات للحكومة المصرية، مشيراً إلى أن السمك البوري هو المستخدم في صناعة الفسيخ، ويجري استيراد الرنجة من الخارج، وبخاصة من دول الاتحاد الأوروبي. ويصل معدل ارتفاع أسعار الرنجة والفسيخ في موسم شم النسيم، بحسب عرفة، إلى “25 في المئة. ولتوفيرهما بأسعار مناسبة يجب أن يكون هناك تنسيق بين الوزراء المعنيين، ممثلين في وزارة الصحة والتموين والصناعة والزراعة والري، مع منح الضبطية القضائية للعاملين في الهيئة العامة للثروة السمكية، التابعة لوزارة الزراعة، وتشجيع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني العاملين في هذا المجال، فضلاً عن السماح بإنشاء شركات قطاع أعمال عام لمنافسة القطاع الخاص، الذي يحتكر هذه الصناعة”. واردات بمئات الملايين الفسيخ في الأصل هو سمك البوري بعد معالجته بطريقة محددة، وإضافة الكثير من الملح إليه، وهو ما يعد من العادات والتقاليد المتوارثة، ويفضل كثير من الأسر تناوله في موسم شم النسيم. أما الرنجة فهي من الأسماك الدهنية الغنية بالفوائد، ويجري استيرادها بشكل كبير من الخارج، لتناولها في أعياد شم النسيم ضمن الطقوس والعادات المصرية. خلال موسم شم النسيم من العام الماضي، قدرت شعبة الأسماك حجم الاستهلاك السنوي من الأسماك بنحو مليوني طن تقريباً من كل الأصناف، وتبلغ قيمة الاستهلاك للرنجة والفسيخ ما بين 95 و100 مليون دولار. وكشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، عن استيراد المصريين أسماكاً مجمدة بقيمة تجاوزت 250 مليون دولار خلال 2020، إذ سجلت واردات أسماك الرنجة المجمدة ارتفاعاً إلى نحو 95.5 مليون دولار خلال أول 10 أشهر من العام الماضي، مقابل 68 مليون دولار خلال الفترة المناظرة من العام السابق عليه، بنسبة ارتفاع قدرها 40.1 في المئة. كما بلغت واردات سمك الماكريل المجمد نحو 169.7 مليون دولار خلال أول 10 أشهر من 2021، مقابل 203.2 مليون دولار في الأشهر المناظرة من العام السابق عليه. في حين سجلت واردات أسماك التونة 147.7 مليون دولار، مقابل 118.8 مليون دولار، وأسماك أخرى مجمدة سجلت 51.6 مليون دولار، مقابل 19.7 مليون دولار. المزيد عن: مصر \ شم النسيم \ الفسيخ \ الرنجة \ السمك المملح \ عادة فرعونية \ نهر النيل 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الشاعر السعودي علي الدميني يرحل على “متن الغربة” next post إفراز “هرمون الرضا” يزداد مع التقدم في العمر You may also like هيئة البث الإسرائيلية: الاتفاق مع لبنان تم إنجازه 24 نوفمبر، 2024 تفاصيل خطة إسرائيل لتسليم إدارة غزة إلى شركات... 24 نوفمبر، 2024 حزب الله وإسرائيل يتبادلان الضربات في استعراض الكلمة... 24 نوفمبر، 2024 صواريخ حزب الله تصل الضفة الغربية وتصيب طولكرم 24 نوفمبر، 2024 أكسيوس: هوكستين يهدد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل... 24 نوفمبر، 2024 ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟ 24 نوفمبر، 2024 علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم... 24 نوفمبر، 2024 هكذا بدّلت سطوة «حزب الله» هويّة البسطة تراثياً... 24 نوفمبر، 2024 ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024