ممثلون يؤدون مشهدًا في مسرحية خلال الدورة الثانية عشرة للمهرجان الوطني للمسرح في طرابلس (أ ف ب). ثقافة و فنون المسرح الليبي ينفض غبار الخلافات السياسية ويعود بعد غياب by admin 24 ديسمبر، 2023 written by admin 24 ديسمبر، 2023 464 النهار العربي / ا ف ب في حدث فني افتقدته ليبيا مدة 15 عاما، عادت فعاليات المهرجان الوطني للفنون المسرحية لتنفض غبار الصراعات السياسية التي ألقت بثقلها على المسرح والفنانين في البلاد. الدورة الثانية عشرة للمهرجان نظمت على خشبة ثلاثة مسارح في طرابلس ومصراتة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق طرابلس، وجمعت رواد المسرح وممثلين من 11 مدينة من كل أنحاء ليبيا على مدى عشرة أيام، واختتمت هذا الأسبوع. حرص معظم الفنانين على تقديم عروض مسرحية تتناول الجانب الانساني والحالة الاجتماعية التي يعاني منها الليبيون، خصوصا منذ اندلاع الثورة التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي وما تلاها من انفلات أمني ومعاناة وصراعات وتراجع الحالة الاقتصادية والمستوى المعيشي في البلاد. مسرحية “حسيتوها” قدمتها فرقة مسرح المرج (شرق) من تأليف يوسف مالاس وإخراج علي القديري، واحدة من العروض التي نالت استحسان الجمهور بشكل لافت حيث حضرها أكثر من ألف شخص، وتناولت مشاهدها أوجاع الوطن وبطريقة صامتة في معظم فقراتها. قال محمد الخيتوني بعد عرض المسرحية لوكالة فرانس برس: “تفاعل معظم الجمهور الحاضر معها، البعض انهمر بالبكاء للتعبير النقي الذي قدمه الفنانون” ورغم انهم “كانوا يقدمون عرضهم بالإيماءات والأصوات، لكنها أوصلت كل المعاني بسرعة لنا”. من جهته حضر محمد الموظف (57 عاما) مع ابنائه الثلاثة المسرحية التي أقيمت على مسرح الكشاف في طرابلس، وقال: “سألت ابني خالد الأصغر (14 عاما) بعد نهاية العرض عن ملخص المسرحية، فأبلغني أن الفنانين شرحوا معاناة ليبيا من فوضى وفقر وفساد سياسي نعاني منه”. ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تشهد ليبيا نزاعات وانقسامات وتدير شؤونها حكومتان متنافستان: الأولى في طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الامم المتحدة، والثانية في الشرق وتحظى بدعم المشير خليفة حفتر. ورأى علي القديري، مخرج مسرحية “حسيتوها” أن العرض كان “لافتا لانه يمس حالة اجتماعية تتعلق بأوضاع معظم الناس، تلك المرتبطة بالفقر وصراع السياسيين وانعدام الفرص والركود الاقتصادي الذي تعاني منه معظم مدن ليبيا”. وكانت آخر دورة لهذا المهرجان أقيمت في العام 2008. مأساة درنة حاضرة “إيقاد الشعلة” أكد أنور التير المدير العام للمهرجان الوطني للفنون المسرحية، أن انعدام استقرار في ليبيا حال دون انتظام عقد الدورات. وقال لوكالة فرانس برس: “المسرح يتأثر بالواقع السياسي والاجتماعي في البلاد، ونحن اليوم نريد إيقاد الشعلة مجددا، والاحتفاء بقامات فنية كبيرة يجب ألا يحرم منها الجمهور… لا لتهميش المسرح الليبي”. شارك في المهرجان أكثر من 60 مسرحيا وفناناً، إلى جانب تسجيل مشاركة العشرات من المخرجين والمؤلفين الليبيين. من جهته اعتبر رئيس الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون عبد الباسط بوقندة أن الهدف هو إعادة إطلاق الحركة المسرحية بدون توقف وتجاوز الصراعات. وقال لوكالة فرانس برس: “عجلة المسرح ابتداء من اليوم لن تتوقف، وسيواصل الفنانون من مختلف البلاد تقديم عروضهم”. وأضاف أن الانقطاع في المسرح كان “سببه الإهمال وخلاف السياسة الذي أضر بكافة الفنون وعلى رأسها المسرح، واليوم مجتمعون مع كل فناني ليبيا لتجاوز الصراع”. بدورها، عبرت سلوى المقصبي المسرحية والممثلة التي جاءت من بنغازي بشرق ليبيا، للمشاركة في عمل مسرحي بعنوان “ناج لم ينجو” عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان قائلة: “المسرح يجمع ولا يفرق، وسينجح في ما فشل فيه الساسة”. مأساة درنة حاضرة مأساة درنة حاضرة وكانت مدينة درنة التي ضربتها فيضانات مدمرة راح ضحيتها آلاف الأشخاص حاضرة في المهرجان، من خلال عرض مسرحي واحد بعنوان “الأكاديمية” لفرقة “أجيال” للمسرح والفنون في المدينة. ووصف ميلاد الحصادي مدير المسرح الوطني في درنة، مشاركتهم ولو كانت “خجولة ومحدودة”، بأنها “بادرة ولفتة طيبة” من قبل القائمين على المهرجان. وقال الحصادي لوكالة فرانس برس: “نحن لا نزال في جرح لم يندمل جراء ضحايا الفيضانات التي ضربت درنة، اليوم نحن هنا مثقلون صحيح بالجروح والألم والفقدان، لكننا مستبشرين خيرا بالوطن وفنانوه الذين نجحوا في إحياء المسرح الوطني”. وأضاف أن “الصراع في ليبيا تسبب في عزل المسرح عن الفنانين، واليوم نحن بحاجة لتشجيع ودعم كل مسرحي ليبي، لأن دورهم كبير في نبذ الفرقة وتوحيد الليبيين وزرع البسمة والأمل في محيانا”. المزيد عن: ليبيا مسرح فن 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post More than 5,000 people still without power in New Brunswick, five days after storm next post More Canadians to feel pinch of high rates in 2024, making way for lower inflation You may also like استعادة الشاعر بول إلويار في الذكرى المئوية للبيان... 9 يناير، 2025 فيلم “ذا اوردر” يواكب صعود التطرف في الغرب 9 يناير، 2025 عندما فقد الروسي غوغول شاعرية “سهرات مزرعة ديكانكا” 9 يناير، 2025 دمشق أقدم مدينة مأهولة… ليست مجرد عاصمة 9 يناير، 2025 شوقي بزيع يكتب عن: محاولة يائسة لترميم منزل... 9 يناير، 2025 محمود الزيباوي يكتب عن: دلايات ودبابيس جنائزية من... 9 يناير، 2025 اللائحة الطويلة لجائزة بوكر العربية ترصد أسماء جديدة 8 يناير، 2025 غراميات هوليوود الكاذبة… حكاية مارلين ديتريش ومكتشفها 8 يناير، 2025 الموسيقى الإيرانية تتخطى القيود وتبدع في موسم الرياض 7 يناير، 2025 أشخاص موراكامي يخلعون ظلالهم في “المدينة ذات الأسوار... 7 يناير، 2025