الخميس, سبتمبر 19, 2024
الخميس, سبتمبر 19, 2024
Home » القيروان ترحب بالجميع احتفالا بالمولد النبوي

القيروان ترحب بالجميع احتفالا بالمولد النبوي

by admin

 

إحياء هذه الذكرى الدينية في تونس يتميز باحتفالات وعادات غذائية خاصة وتقاليد تتوارثها العائلات جيلا بعد جيل بمختلف المحافظات.

The Middle East Online – تونس

– تحرص كل الشعوب العربية الإسلامية على الاحتفال بالمولد النبوي من خلال الأغاني والأذكار والأناشيد الدينية، حيث انطلقت منذ السبت عدة مواكب بمختلف الدول العربية وملأت المساجد والشوارع في أجواء تعمها البهجة والروحانية.

ويحتفل المسلمون حول العالم بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في 12 ربيع الأول الهجري من كل عام، حيث تشهد العديد من الدول الإسلامية والمجتمعات المسلمة فعاليات وأنشطة متنوعة إحياءً لهذه المناسبة.

وكعادتها في كل عام، شهدت مدينة القيروان وسط تونس السبت، احتفالات في مختلف الساحات والمساجد، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، امتزجت فيها الأناشيد الدينية مع زغاريد النسوة.

وعلى مدى عشرات السنين، ظلت القيروان المدينة التاريخية التي أسسها عقبة بن نافع سنة 50 للهجرة (670 م) مقصدا للتونسيين ليلة المولد النبوي، بالإضافة إلى توافد الزائرين من بلدان المغرب العربي (الجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب إضافة لتونس)، إلى جانب زائرين من بلدان أخرى.

وكان علي بن سعيد رئيس جمعية مهرجان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف (غير حكومية) قال، في مؤتمر صحفي عن الاستعدادات لهذه المناسبة بالقيروان، “سيتم الاستغناء عن عدة فقرات في برنامج الاحتفال بهذه المناسبة الدينية هذا العام، واستبدالها بأخرى”.

وأضاف أنه “سيتم الاستغناء عن العروض المثيرة للصخب التي لا تتماشى مع هذه الاحتفالية الدينية، والتركيز على المسابقات الدينية”، مؤكدا أن “الاحتفالات ستقام في الساحات المعتادة في قلب مدينة القيروان”.

إلا أن إلغاء العروض الفنية غير الدينية هذا العام لم يحل دون تدفق عشرات الحافلات من مختلف ولايات تونس على القيروان السبت، استعدادا لليلة التي تشد فيها الرحال كل عام إلى المدينة التونسية.

وغصت المواقع الدينية مثل جامع عقبة بن نافع، ومقام الصحابي أبي زمعة البلوي (يطلق عليه في القيروان مقام سي الصحبي)، وساحات المدينة مثل ساحة أولاد فرحان قرب جامع عقبة، وساحة باب الجلادين وساحة المركب الثقافي أسد بن الفرات وسط المدينة، بآلاف الزوار.

وأفاد لطفي بن غانم نائب رئيس جمعية مهرجان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالقيروان أن “الاحتفالات هذا العام بدأت منذ أسبوع بتدشين المسلك السياحي وسط المدينة العتيقة، إلى جانب تدشين جداريات لفنانين من القيروان، وأمضينا أياما في جو احتفالي كبير”.

وتابع في حديث مع الأناضول “هذا العام توقعنا أن الحضور سيكون أقل من السنوات السابقة، لتزامن المناسبة مع بداية العام الدراسي الجديد، إلا أن التوافد كان كبيرا، حيث غصت الأسواق على مدار أسبوع”.

وقال نائب رئيس الجمعية التي تشرف على الاحتفالات للعام السابع على التوالي، بشأن الوفود من دول أخرى، إن “الزوار أتوا من ليبيا والجزائر ومن كل ولايات تونس، وهذه غايتنا في القيروان التي تقول مرحبا بالجميع”.

وأشار بن غانم إلى أنه بفضل هذا التقليد السنوي “وصلنا في 2019 لمليون زائر، ما لفت انتباه الكثيرين حول العالم، وأعطى نسقا جديدا وروحا جديدة للقيروان، ونحن نتفاعل مع هذه المعطيات وبصدد تطوير ما نقدمه للجمهور، ويجب أن يكون هناك تجديد في كل عام”.

وقدر أن “القيروان فيها ما بين 150 و200 ألف زائر خلال ليلة المولد النبوي، وعلى مدى أسبوع سجلنا زيارة ما بين 400 و500 ألف زائر”.

ولم يقتصر حضور احتفالات المولد في المدينة التاريخية على التونسيين والمغاربة فقط، بل كان في ساحات القيروان شبان وطلاب من بلدان إسلامية أخرى.

وقال محمد أجيمي، وهو طالب إندونيسي في تونس، “جئنا إلى القيروان للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وهذه أول مرة أزور فيها القيروان، ونحن فرحون ومستبشرون بالأجواء الموجودة”، مضيفا “سمعت من أحد الأصدقاء بالاحتفالات بالمولد وأن القيروان هي عاصمة هذه الاحتفالات، فقررت المشاركة، واستمتعت جدا بالأناشيد الدينية وأجواء المدينة”.

ونظمت محافظة القيروان إلى جانب الاحتفالات الشعبية، احتفالا دينيا رسميا في جامع عقبة بن نافع السبت.

أما في محافظة بنزرت (شمالي مدينة تونس)، فقد احتضن جامع الفتح فعاليات الموكب الجهوي الرسمي احتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف. وتضمن مجموعة من الفقرات الدينية المتنوعة، انطلقت بتلاوة آيات من القرآن وتقديم محاضرة دينية حول السيرة النبوية.

وبحسب سنية القابسي المديرة الجهوية للشؤون الدينية، شمل برنامج الموكب أناشيد وابتهالات وأدعية. وكانت الجهة شهدت تنظيم العديد من الأنشطة والبرامج الدينية المتنوعة في أغلب المساجد بالمحافظة وفي أكثر من فضاء، بمناسبة المولد النبوي الكريم.

وفي مدينة توزر (الجنوب الغربي لتونس)، فقد انتظم بالزاوية القادرية إثر صلاة عصر السبت الموكب الرسمي احتفالا بالمولد الشريف متضمنا مجموعة من الفقرات الدينية وتكريم حفظة القرآن الكريم، بحضور عدد هام من رواد الزاوية من الجهة وخارجها.

وأفادت المديرة الجهوية للشؤون الدينية سحر السعيدي أن الاحتفالية بمولد الرسول الكريم افتتحت بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلتها وصلات من المدائح والأذكار واستحضار النبي الكريم ومحاضرة بعنوان “المنهج النبوي في معالجة الانحرافات السلوكية” وعرض قدمه أطفال الكتاتيب متمثلة في مسرحية تجسد البعض من أخلاق والقيم الإنسانية التي جاء بها الرسول الكريم.

وتم إثر ذلك توزيع جوائز مسابقة جهوية نظمتها الجمعية الجهوية للقرآن الكريم وتوزيع جوائز مسابقة نظمتها الإدارة الجهوية للشؤون الدينية، وذلك وسط حضور جمع كبير من المواطنين باعتبار دور الزاوية القادرية في إحياء المولد النبوي الشريف ودأبها على تنظيم مجموعة من الفقرات تستقبل خلالها زوار من عدة ولايات تونسية.

إحياء المولد في تونس يقترن بحرص عدد من الأهالي على ختان أبنائهم ليلة أو صبيحة المولد تبركا بهذه الذكرى الدينية

ويتميز إحياء هذه الذكرى الدينية في تونس كذلك بعادات غذائية خاصة وتقاليد تتوارثها العائلات جيلا بعد جيل لعل أبرزها إعداد عصيدة “الزقوقو” وهو طبق يقدم صبيحة المولد ويهدى عادة للأقارب والجيران.

وتتكون “عصيدة الزقوقو” بالأساس من حبات الصنوبر الحلبي التي تنتجها جبال الشمال الغربي التونسي، والدقيق (الطحين) والسكر والنشا والحليب. وتزينها بعض الفواكه الجافة مثل البندق والفستق واللوز والجوز وقطع صغيرة من الحلوى.

وتبدأ الاحتفالات أياما قبل حلول يوم المولد النبوي من قبل العائلات التونسية حيث تتهافت الأغلبية لشراء حبات الصنوبر وما يلزمها من فواكه جافة كل حسب مقدرته الشرائية. وتدخل هذه الاحتفالات حركية استثنائية على الأسواق والمحلات المتخصصة في بيع الفواكه الجافة في ما يدخل ارتفاع الطلب على لوازم العصيدة.

وتقوم ربات البيوت بإعداد “عصيدة الزقوقو” عشية المولد، وعندما يفرغن من إعدادها يضعنها في أواني من البلور صغيرة ومتوسطة الحجم ويقمن بتزيينها بالفواكه الجافة.

وعلاوة على “عصيدة الزقوقو” يوجد نوع آخر من العصيدة يسمى بـ”العصيدة العربي”، تقوم بعض العائلات صبيحة يوم المولد بإعدادها وهي تتكون من دقيق السميد أو الفارينة ويضاف إليها العسل والسمن أو القليل من الزبدة والسكر.

ووفق الباحث في التراث التونسي عبدالستار عمامو، فإن “عصيدة الزقوقو” دخلت  في العادات الغذائية في تونس سنة 1864 عندما شهدت البلاد ثورة شعبية بقيادة علي بن غذاهم ضد نظام محمد الصادق باي.

وقال عمامو في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء إن ثورة علي بن غذاهم تزامنت مع مجاعة ناجمة عن جفاف حاد في تونس مما اضطر سكان بعض المناطق في الشمال الغربي حيث تتوفر أشجار الصنوبر الحلبي إلى استهلاك الزقوقو.

وأضاف أن “استهلاك الزقوقو انتهى بنهاية المجاعة ولم ترجع عادة استهلاكه إلا خلال السبعينات من القرن الماضي، ليصبح مثل الموضة التي انتشرت بين العائلات، وصار استهلاكه لدى البعض دلالة على الرفاه الاجتماعي لارتفاع كلفته”.

ويقترن إحياء المولد في تونس إضافة إلى هذه العادات الغذائية الخاصة، بحرص عدد من الأهالي على ختان أبنائهم ليلة أو صبيحة المولد تبركا بهذه الذكرى الدينية. كما تختار بعض العائلات إقامة حفلات الخطوبة بمناسبة المولد، حيث يقدم الخطيب لخطيبته هدايا خاصة بهذه المناسبة تسمى “الموسم”.

ويعود الاحتفال بالمولد النبوي في تونس إلى عصر الدولة الفاطمية. وبعد أفول العهد الفاطمي أحيت الدولة الحفصية الاحتفالات بالمولد ما بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر في عهد السلطان أبي فارس عبدالعزيز الحفصي الذي عرف عنه تشجيع الاحتفالات الدينية ذات الطابع الفلكلوري.

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00