الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » الفلسفة أسلوب حياة وفن للعيش

الفلسفة أسلوب حياة وفن للعيش

by admin

لا بديل عن التفكير النقدي والتسليم بحق العقل في التساؤل وإثارة الممكن في عالم يزداد غموضا وتعقيدا.

ميدل ايست اونلاين / أحمد شحيمط

إن الأصل في الفلسفة كما يقول أرسطو هي الدهشة التي جعلت الإنسان يتفلسف ويطرح السؤال بحثا في ألغاز الطبيعة والوجود، هدف الإنسان الحقيقة ومعرفة ما وراء الأشياء والموجودات، في تفسير الطبيعة بعللها وأسبابها بعيدا عن الأسطورة وبطولات الآلهة، وكل ما هو نتاج للخيال وما لا يستسيغه العقل ولا يقبله في تأويل الأشياء. 

من عالم الميتوس والسرد للقصص ومغامرات الآلهة في الثقافة اليونانية إلى هيمنة اللوغوس والبحث عن الحقيقة. كانت البداية عظيمة كما يشير لذلك هايدغر في انبثاق فكر من الإنسان والطبيعة، فكر ينتشل التفكير من براثن التفكير الأسطوري، ويقدم عصارة التفكير الإنساني في خدمة اللوغوس، حاجة الناس للتفلسف تعني قدرة الفلسفة في إزالة الغموض عن العالم وطرح الأسئلة الفلسفية عن مجمل القضايا الشائكة، تلك التي تندرج ضمن ما هو ميتافيزيقي، وتلك التي تعتبر عن صميم الحياة الخاصة بالمعاناة والألم والسعادة ورغبات الإنسان، لا شيء يبقى يقينيا، ولا بديل عن التفكير النقدي والتسليم بحق العقل في التساؤل وإثارة الممكن في عالم يزداد غموضا وتعقيدا كما في تحليل رأي إدغار موران للفكر المركب وأسئلته القلقة عن عالم اليوم في ظل أوهام الإنسان وأحلامه، ثقافة الاختزال والتبسيط نالت اليوم من التفكير جهدا ولم يعد يقوى على مجاراة الحياة وإيقاع الزمن، الفكر المركب تراجع أمام فكر تبسيطي أو لنقل فكر تقني يهيمن عليه دعاة التقنية وأصحاب التخصص، فكر ينتهي لاغتراب الإنسان، وتكريس أنماط من السلوك يهتم بالاستهلاك والتنميط، وبالتالي تخاطب الفلسفة الإنسان في ذاته لأجل الغوص والفحص على الطريقة السقراطية أو على الطريقة الديكارتية أو استلهام آليات الفكر الفلسفي المعاصر في الحفر والتفكيك والخلخلة، يعني لا يقين نهائي ولا بداهة فوق النقد والتحري.

الفلسفة فن للعيش وفن للجدال والنقاش، تجربة حية في صميم الوجود الإنساني، وعلاقة الإنسان بالأشياء والآخر، يحيا هذا الإنسان وسط العلامات والرموز، وفي كثافة الدلالات والمعنى، ويفقد معنى الحياة عندما يصاب ويختزل كأداة في الإنتاج ووسيلة للاستهلاك في واقع المجتمع الحالي، ومهمة التفكير الفلسفي في رؤى الفلاسفة تعني خلق إنسان بمواصفات الحكيم الهادف للعيش بالطريقة التي ترسمها الفلسفة بعيدا عن القولبة، وبالقرب من الحرية، وفي وسط المواجهة وأحيانا يمكن للعدمية أن تفيدنا في مجابهة حياة التصنع والتطفل والروتين اليومي، عندما نتمكن من تجاوز الوجود المزيف رغم وجوده في وسط اجتماعي مشحون ذهنيا ووجدانيا بسمات الرتابة والاستهلاك، عالم القيم الجماعية والتقاليد المكبلة للفرد والقيم الفردانية.

  • حاجتنا للفلسفة والتفلسف ضرورية في إزالة الغشاوة عن الفكر وتنمية الملكات، وتعديل السلوك الهمجي حتى يستوي الإنسان حضاريا  

ليس من قبيل الترف أن نتفلسف، وليست الفلسفة ميزة خاصة بالنخبة المثقفة، وعوالم الفلاسفة لا تعني الإبحار في عالم المثل والسعي نحو ميلاد الإنسان السوبرمان أو التموقع الدائم في جبهة المعارضة لكل ما يتعلق بالحياة والتجديد، والانفلات من التأطير، بل التفلسف أن يكون الإنسان في قلب الحياة ومعترك الوجود كفاعل ومؤثر بالتفكير والتوجيه والنقد. فالفلسفة كما يحددها ميشيل فوكو تشخيص عملي وميداني للواقع على غرار التشخيص الطبي الخاص بالطبيب النفسي مع المريض بالكشف والإنصات واستعمال تقنية التداعي الحر، إنها محاولة للدخول إلى الأشياء المعتمة، إنها الإضاءة التي تنير طريق الفلاسفة للعبور نحو المجهول أو على الأقل  محاولة في فهم ما نعتبره مستحيلا وغير قابل للفهم بواسطة العلم.

نثير الأسئلة ونضع لأنفسنا مفاهيم خاصة بنا، ونجرد العالم من طابع الغرابة، ونتساءل عن الجدوى والغاية من وجود الأشياء، وكيف تتجلى لنا ولماذا تختفي؟
كلها أسئلة في صميم علاقة الوجود بالموجود، وفي صميم انتشال الإنسان من عالم الرتابة، ومن هذا الزمن الضنين الذي تهيمن عليه التقنية وعقلية الاستهلاكية وصناعة الأجساد وتنميط العقول وتسطيحها، في عالم السلطة كشف فوكو عن آليات إنتاجها وطريقة توزيعها وتعميمها في المجتمعات الغربية، وفي عالم الكهف استعان أفلاطون بالأسطورة الرمزية التي تشير إلى دوافع الإنسان للتفلسف عندما يتمكن الفيلسوف من فك الأصفاد والارتقاء في عالم المعقولات، وليس هذا العالم إلا نتاج للتأمل وصفاء الإدراك للحقيقية التي تبدو جلية وواضحة، ولا يمكن تلمسها بالحواس التي تبقى قاصرة ومحدودة، من هنا يبدأ التفلسف عندما يلم الفيلسوف بالعلم النظري والعملي، وعندما يتجاوز الحس المشترك أو بادئ الرأي “الدوكسا”.

لقد جاءنا أفلاطون بحكاية عن امرأة ضحكت على الحكيم طاليس الذي كان يمشي ويتأمل في السماء فسقط في حفرة، ضحكت لأن الفيلسوف عوض أن يتأمل في الأرض بقي مشدودا للسماء، ومن سخريتها عن طاليس يريد أفلاطون عرض المثال حتى يبين الفرق بين الإنسان الفيلسوف المشدود للقضايا الكبرى والإنسان العامي، الأسير للواقع والمحسوسات. فمن عالم الفلسفة، هناك بالفعل فعل فلسفي تبلور في سياق تاريخ الفلسفة، هذا الفعل ينم عن حضور الفلسفة والتفلسف معا، نتعلم الفلسفة حسب هيجل ويرشدنا الأمر إلى تعلم التفلسف، لان الإنسان لا يمكن أن يسبح في النهر بدون ماء، فلم يكن الفيلسوف بعيدا عن إنتاج من سبقوه، أرسطو كان بارعا في تلخيص حكمة الحكماء السبعة، ومجاراة المعلم والزيادة في علمه، وهذا أمر بالغ في بناء شكل آخر من الفلسفة والتفلسف، ولم يكن الفكر الفلسفي الحديث والعلمي منفصلا عن سياق المنظومة الأرسطية في مجال الفلك والفيزياء والفلسفة.

التفلسف هنا يبدأ من علاقة العلم بالفلسفة. من مسح الطاولة والشك في كل المعارف التي تبدو يقينية ونهائية، شكل مغاير للفلسفة والتفلسف من عالم ديكارت في عودته لذاته، واعتبار منطلق بناء الفكر مركزه الذات العاقلة والمفكرة، في قدرة الذات على استخلاص المعرفة من ذاتها والتحول نحو الطبيعة.

العقل الأداتي يهيمن على الطبيعة، وينتج علاقة استغلال واستنزاف للطبيعة، تحولت الفلسفة من بعدها الانطولوجي إلى الابستيمولوجي، عندما هيمنت إشكالية المعرفة وطرق بنائها على آليات التفلسف حتى نهاية القرن التاسع عشر في فلسفة الحياة عند شوبنهاور، وفي فلسفة نيتشه، سيدرك القارئ للفلسفة حرص هؤلاء الفلاسفة على انتقاد الذات الديكارتية، والطابع التعميمي للتفكير الفلسفي الموجه بإرادة الإنسان في الهيمنة على الجنس البشري دون ترك مجال للفكر النقيض أو انبثاق الفكر المركب الذي يؤمن بالتنوع والتعدد كما لمسنا ذلك في نقد ادغار موران للحداثة والرأسمالية والتقنية، والطابع الإنتاجي للعلم وسيادة نزعة الاستلاب والاغتراب على الإنسان في الحياة المعاصرة.

نقول إن نيتشه فتح مجالا واسعا للتفكير في الأنساق الفلسفية، وبالنقد الجدري العنيف من خلال المطرقة، يلج الفيلسوف إلى تاريخ الفلسفة في طابعها العقلاني والتنويري حتى يمارس نقدا، مستعينا بالجينيالوجيا وسالكا في ذلك طريقة مغايرة في الأسلوب والكتابة، ويفند منطق الفلاسفة في تكريس الفكر الأحادي الذي يعني الحقيقة المطلقة في سيادة المثالية والعقلانية والنقدية وهيمنة القيم الأفلاطونية وقيم الخنوع في المسيحية، ويكشف عن قيمة الأخلاق في نسبيتها، ويسدد ضربات للعقل ويعتبره مجرد صنم لا يستعمله الإنسان إلا في العواقب الحميدة والمنفعة، وليس في قول الحقيقة التي تجرُّ على الإنسان ألوانا من التهديد، مطرقة نيتشه تعني العودة بالأشياء إلى أصولها والاستعانة بالتاريخ والكشف عن الحقائق المعكوسة التي سكتت عنها الفلسفة، والنماذج الأخلاقية المثالية، فتحولت الحياة إلى عدمية أخرى حيث تغلغلت البوذية، وسادت قيم الخنوع والشفقة والاستسلام، ودعوة الفلاسفة للمساواة ضد الطبيعة الإنسانية لأن الحياة لا تعترف إلا بالأقوياء، والإنسان الأعلى الذي يبشر نيتشه بظهوره في قدرة هذا الكائن على التجاوز للقيم السائدة، إنسان الغد، فهذا الشكل من الفلسفة والتفلسف عند نيتشه، جعل الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز يعتبر أن الفلسفة ما هي إلا إبداع للمفاهيم وللشخصية المفهومية، إبداع ينم بالدرجة الأولى على سعة الخيال، والتأمل في المفاهيم التي تمنح دلالة ومعنى بعيدا عن السياقات الكلاسيكية، ودون الميل لاقتفاء اثر فيلسوف بذاته وإعادة نسخه.

التأويل الدولوزي للفكر النيتشوي وغيره يلمح بوضوح للتماهي بين أفكار الفيلسوف والحياة، وإلى الرؤية التكاملية بين الحاضر والمستقبل. الفيلسوف هنا هو المشرع والمخطط، وليس مستهلكا للأفكار والقيم البالية، مهمة التفكير لا بد أن تتغير في واقع دينامي، وعالم حركي يعجّ بالإشكالات والقضايا المطروحة على الإنسان، لا بد أن تكون الفلسفة أسلوب حياة وفن للعيش، لا يمكن أن تبقى الفلسفة حبيسة في الأبراج العالية، ولصيقة للنماذج أو الأنساق المغلقة التي تكونت، والمذاهب التي تشكلت بالأمس، وجود الإنسان أسمى ما يمكن تخيله، والكشف عن حدوده وقدراته، وجود أصيل في عالم يزداد صعوبة على الفهم، عالم عسير تتشابك خيوطه وتتعقد مشاكله، وبدون فلسفة يفقد العالم كلمة الفيلسوف وحكمته لأنه المعبر عن ضمير زمنه المعذب، والمعبر حالات اليأس والجنون التي تصيب الإنسان في الاغتراب والتيه والضياع من جراء النظام العالمي المعولم في الاستهلاك والرتابة.

لا بد من العودة للفلسفة للتعبير عن الممكن وإقامة مجتمعات بأقل الأضرار التي تنشر الوعي الصحيح وتفند الوعي المزيف، في تنامي ظواهر اجتماعية، وتنامي التخلف الفكري، وتنامي سيطرة التقنية في الحياة، وصعود التقني والبيروقراطي، وأصحاب الامتيازات واستفحال نظام التفاهة، وتحويل العالم إلى مسرح للهو والترفيه، في تشجيع الاستثمارات في الفن والرياضة على حساب برامج التنمية. ويبقى السؤال مهما لماذا نحتاج للفلسفة ؟ ولماذا نتفلسف؟

حاجتنا للفلسفة والتفلسف ضرورية في إزالة الغشاوة عن الفكر وتنمية الملكات، وتعديل السلوك الهمجي حتى يستوي الإنسان حضاريا، لأن الفلسفة في تعاريفها تبقى علما دقيقا، وعلما كليا، والفيلسوف طبيب حضارة، وعندما تسود الحكمة في العالم تسترشد السياسة بالرؤية الصائبة، وينعم المثقف والزعيم بالفكر الرشيد في القيادة والزعامة للتنظيمات والمؤسسات.

 

 

You may also like

52 comments

Rodney 23 يونيو، 2020 - 3:52 م

It’s very straightforward to find out any matter on net as compared to
books, as I found this piece of writing at this site.

Feel free to visit my web-site – g rsacwgxy

Reply
Mose 26 يونيو، 2020 - 3:00 م

Hey I know this is off topic but I was wondering if you knew of any widgets I
could add to my blog that automatically tweet my newest twitter updates.
I’ve been looking for a plug-in like this for quite some time and was hoping
maybe you would have some experience with something like
this. Please let me know if you run into anything. I truly enjoy reading your blog and I look forward to your new updates.

Feel free to visit my web site :: cbd oil (http://featur.vs120084.hl-users.com/)

Reply
Sallie 26 يونيو، 2020 - 11:04 م

hello!,I like your writing so much! proportion we communicate more approximately your article on AOL?
I require a specialist in this area to resolve my problem.
Maybe that is you! Having a look ahead to see you.

my web page … cbd oil (motoalpinismo.it)

Reply
Tilly 27 يونيو، 2020 - 1:19 ص

Awesome site you have here but I was wanting to know if you
knew of any message boards that cover the same topics talked about in this article?
I’d really like to be a part of group where I can get opinions from other experienced people that share the same interest.
If you have any recommendations, please let me know. Thanks!

Feel free to visit my blog post; cbd oil (http://tinyurl.com/y7appc6b)

Reply
Hallie 27 يونيو، 2020 - 9:52 ص

Good day! I could have sworn I’ve been to this website before but after reading
through some of the post I realized it’s new
to me. Anyhow, I’m definitely glad I found it and I’ll be bookmarking and checking back often!

Here is my web-site … cbd oil that works 2020

Reply
Darren 28 يونيو، 2020 - 9:29 م

Appreciation to my father who told me about this blog, this blog
is truly amazing.

my blog :: cbd oil that works 2020

Reply
Maple 23 يوليو، 2020 - 4:18 ص

What’s up i am kavin, its my first time to commenting anyplace, when i read this paragraph i thought i could also make comment due to
this sensible article.

Also visit my web-site best hosting

Reply
Roland 31 يوليو، 2020 - 1:47 ص

It is not my first time to go to see this web page, i am browsing this web page dailly and get nice data from here every day.

Look at my page; skyscanner

Reply
Lucia 7 أغسطس، 2020 - 4:21 ص

WOW just what I was looking for. Came here by searching for best web host hosting
company

Reply
зарубежные сериалы смотреть онлайн 24 مارس، 2024 - 5:51 م

In fact no matter if someone doesn’t understand after that its up to other viewers that they will help, so here it occurs.

Reply
глаз бога 10 أبريل، 2024 - 10:45 ص

What a stuff of un-ambiguity and preserveness of precious experience regarding unexpected feelings.

Reply
глаз бога 10 أبريل، 2024 - 11:57 م

I like the valuable information you supply for your articles. I will bookmark your weblog and check again here frequently. I am quite certain I will be informed a lot of new stuff right here! Good luck for the following!

Reply
cs live gambling website 2024 8 مايو، 2024 - 2:41 ص

Heya i’m for the first time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I hope to give something back and help others like you helped me.

Reply
University 16 مايو، 2024 - 3:35 ص

Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям.

Reply
Гостиничные Чеки СПБ купить 24 مايو، 2024 - 7:21 م

If you desire to get much from this post then you have to apply such techniques to your won webpage.

Reply
удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 9:57 م

magnificent issues altogether, you just gained a emblem new reader. What might you suggest in regards to your publish that you made a few days ago? Any sure?

Reply
国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 8:34 م

It’s really a nice and helpful piece of information. I’m satisfied that you simply shared this helpful info with us. Please stay us informed like this. Thank you for sharing.

Reply
hot fiesta game 13 يونيو، 2024 - 2:46 ص

These are really enormous ideas in about blogging. You have touched some good factors here. Any way keep up wrinting.

Reply
hot fiesta игра 13 يونيو، 2024 - 7:30 م

Howdy! Do you know if they make any plugins to help with SEO? I’m trying to get my blog to rank for some targeted keywords but I’m not seeing very good gains. If you know of any please share. Thank you!

Reply
хот фиеста 14 يونيو، 2024 - 5:47 ص

Appreciate the recommendation. Will try it out.

Reply
хот фиеста game 14 يونيو، 2024 - 5:29 م

This is the right web site for anybody who really wants to find out about this topic. You understand so much its almost hard to argue with you (not that I personally would want toHaHa). You definitely put a new spin on a topic that has been written about for decades. Great stuff, just excellent!

Reply
hot fiesta казино 15 يونيو، 2024 - 4:44 ص

Every weekend i used to visit this site, as i want enjoyment, since this this website conations in fact pleasant funny information too.

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 3:28 ص

Hey there! This is kind of off topic but I need some help from an established blog. Is it very difficult to set up your own blog? I’m not very techincal but I can figure things out pretty fast. I’m thinking about creating my own but I’m not sure where to start. Do you have any points or suggestions? With thanks

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 8:36 م

I’ve read some good stuff here. Definitely value bookmarking for revisiting. I wonder how so much attempt you set to create this sort of wonderful informative site.

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 10:00 ص

Wonderful post however , I was wondering if you could write a litte more on this topic? I’d be very grateful if you could elaborate a little bit more. Kudos!

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 11:16 م

It’s awesome to pay a visit this website and reading the views of all friends about this piece of writing, while I am also eager of getting experience.

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 12:01 م

Appreciate the recommendation. Will try it out.

Reply
Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 12:56 ص

It’s awesome to go to see this site and reading the views of all mates about this article, while I am also eager of getting familiarity.

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 12:18 ص

Hey I know this is off topic but I was wondering if you knew of any widgets I could add to my blog that automatically tweet my newest twitter updates. I’ve been looking for a plug-in like this for quite some time and was hoping maybe you would have some experience with something like this. Please let me know if you run into anything. I truly enjoy reading your blog and I look forward to your new updates.

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 5:17 م

Heya i’m for the primary time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I am hoping to give something back and help others like you helped me.

Reply
Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 7:08 ص

Hello would you mind stating which blog platform you’re working with? I’m planning to start my own blog in the near future but I’m having a difficult time making a decision between BlogEngine/Wordpress/B2evolution and Drupal. The reason I ask is because your design seems different then most blogs and I’m looking for something completely unique. P.S Apologies for getting off-topic but I had to ask!

Reply
Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 8:45 م

With havin so much content and articles do you ever run into any problems of plagorism or copyright violation? My website has a lot of completely unique content I’ve either authored myself or outsourced but it appears a lot of it is popping it up all over the web without my authorization. Do you know any methods to help reduce content from being ripped off? I’d certainly appreciate it.

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 9:30 ص

Appreciation to my father who shared with me regarding this weblog, this blog is really awesome.

Reply
Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 10:40 ص

Hi all, here every one is sharing such experience, thus it’s nice to read this blog, and I used to pay a visit this webpage everyday.

Reply
автомойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 2:52 ص

Мойка самообслуживания под ключ — это удобно и выгодно. Оборудование европейского качества обеспечит стабильную прибыль.

Reply
строительство автомоек под ключ 6 يوليو، 2024 - 8:41 م

Мойка самообслуживания под ключ – великолепный выбор для тех, кто хочет начать бизнес без лишних забот. Все под контролем, и вы в деле!

Reply
строительство автомойки 7 يوليو، 2024 - 10:06 ص

Автомойка самообслуживания под ключ – это экономия времени клиентов и вашего вложения в персонал. Будущее за инновациями!

Reply
автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 10:28 م

“Строительство автомоек под ключ” с нашей командой гарантирует использование последних технологий и высочайших стандартов качества.

Reply
строительство автомойки 8 يوليو، 2024 - 9:58 ص

Заказав автомойку под ключ, вы получите полностью готовый и оснащённый бизнес. Ваша мойка будет работать безупречно!

Reply
строительство автомойки 8 يوليو، 2024 - 9:45 م

Франшиза автомойки – шанс начать бизнес с минимальными рисками и максимальной поддержкой. Давайте расти вместе и достигнем успеха.

Reply
Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 9:08 م

Thanks for sharing such a good idea, piece of writing is nice, thats why i have read it fully

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 3:33 ص

Ahaa, its good conversation about this article here at this blog, I have read all that, so now me also commenting here.

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 4:34 م

I read this post fully regarding the resemblance of latest and preceding technologies, it’s awesome article.

Reply
автомойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 3:47 ص

Строительство автомойки под ключ – это выгодное вложение средств для начинающих предпринимателей. Компания берет на себя все этапы работ: от разработки проекта до запуска готового бизнеса.

Reply
Jac Благовещенск 19 أغسطس، 2024 - 7:13 ص

Wonderful, what a blog it is! This weblog provides useful data to us, keep it up.

Reply
theguardian.com 23 أغسطس، 2024 - 4:51 ص

Good day! I know this is kind of off topic but I was wondering if you knew where I could get a captcha plugin for my comment form? I’m using the same blog platform as yours and I’m having trouble finding one? Thanks a lot!

Reply
theguardian.com 23 أغسطس، 2024 - 11:18 م

No matter if some one searches for his required thing, thus he/she wants to be available that in detail, so that thing is maintained over here.

Reply
theguardian.com 25 أغسطس، 2024 - 10:45 م

Simply want to say your article is as astonishing. The clearness in your post is simply cool and i can assume you are an expert on this subject. Well with your permission allow me to grab your RSS feed to keep up to date with forthcoming post. Thanks a million and please continue the rewarding work.

Reply
theguardian 26 أغسطس، 2024 - 1:47 م

I go to see everyday some websites and websites to read articles, except this weblog gives quality based articles.

Reply
theguardian.com 27 أغسطس، 2024 - 9:53 م

This is very interesting, You are an excessively professional blogger. I have joined your feed and look ahead to in search of more of your wonderful post. Also, I have shared your site in my social networks

Reply
theguardian 29 أغسطس، 2024 - 12:38 ص

Nice blog! Is your theme custom made or did you download it from somewhere? A design like yours with a few simple adjustements would really make my blog jump out. Please let me know where you got your design. With thanks

Reply
theguardian 29 أغسطس، 2024 - 2:12 م

It is perfect time to make a few plans for the future and it is time to be happy. I have read this publish and if I may I wish to recommend you few interesting things or suggestions. Perhaps you could write next articles relating to this article. I wish to read more things approximately it!

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00