الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Home » الفرنسي أوزون يعيد إحياء فاسبيندر بعد نصف قرن في برلين

الفرنسي أوزون يعيد إحياء فاسبيندر بعد نصف قرن في برلين

by admin

بيترا أصبحت بيتر في فيلم يسترجع أجواء السبعينيات بقسوة أقل

اندبندنت عربية \ هوفيك حبشيان  

بعد مرور عشر سنوات على فيلم بونوا جاكو “وداعاً للملكة”، تعود السينما الفرنسية إلى مهرجان برلين السينمائي 10 – 20 فبراير (شباط) لتفتتح الدورة الثانية والسبعين، مساء الخميس الفائت. هذه المرة فرنسوا أوزون هو الذي يتولى مهمة تمثيل فرنسا في المسابقة من خلال أحدث عمل له “بيتر فون كانت”. وأوزون، هذا السينمائي النشيط للغاية الذي لا يتوقف عن العمل، يقدم تقريباً فيلماً جديداً كل عام. عمله السابق “كل شيء كان جيداً” شاهدناه في مهرجان كان في يوليو (تموز) الماضي، وها هو ذا يعود إلى ثالث أهم تظاهرة سينمائية في العالم بعد نحو ستة أشهر على عرض آخر فيلم له. 

أوزون من السينمائيين الذين دعاهم مهرجان برلين كثيراً في تشكيلته الرسمية، ليصل عدد المرات التي شارك فيها في الـ”برليناله” إلى خمسة، وفاز خلالها أيضاً ببعض الجوائز. فقط في السنوات القليلة الماضية عرض له في برلين فيلمان، كان آخرها “بفضل الله” (جائزة لجنة التحكيم الكبرى) عن قضية التحرش بالأطفال داخل الكنيسة. يومها صحيح أنه لم يفتتح المهرجان، لكن من حيث أهمية الموضوع الذي طرحه، منحنا الانطباع بأنه مدشن العرس السينمائي الكبير الذي يجري في عاصمة ألمانيا.

المخرج الفرنسي فرانسوا أوزون (صفحة المخرج – فيسبوك)

في السنوات الأخيرة، حالفنا الحظ بأن نشهد على مراحل تطور سينما أوزون. رأينا كل تحولات الرجل، نزواته، عطشه المتواصل للتصوير فيلماً بعد فيلم. يمكن القول إنه كبر بالعمر والأهمية على مرأى منا. كثر منا يذكر بداياته، ويستطيع أن يعدد على الأقل نصف أعماله. أنجز 22 فيلماً في 22 عاماً، طال خلالها أنواعاً سينمائية مختلفة. هذا ليس بالقليل لمخرج لم يتجاوز الخمسين إلا بأربع سنوات. شق طريقه الخاص داخل سينما فرنسية لطالما قاومت التجديد ونبذت التقليد. الديناميكية التي يمتلكها أوزون ميزة يحسد عليها، أما الأنواع السينمائية التي يستعين بها فهي شديدة التنوع، وتراوحت بين الثريللر النفسي والكوميديا والميوزيكال والبوليسي. حتى اسمه (أوزون تعني حرفيا ’نتجرأ’ باللغة الفرنسية)، يحمل إشارات إلى جرأة لا نلمسها عنده على صعيد الشكل والمضمون بقدر ما تتمظهر في قدرته على القفز من هم إلى آخر، مما جعله ينجز أفلاماً غير متوقعة، مليئة بالحياة والوجوه المعبرة والشغف واللؤم. هناك دائماً ما يثيرنا في كل جديد له. حتى لو لم يعجبنا الفيلم بكامله قد نعجب بالتمثيل أو الإخراج أو البنية السردية أو ببساطة النحو الجذاب الذي يحملنا بواسطته إلى حقب وأماكن مختلفة.

عذر فني وتاريخي

بصرف النظر عن أهمية أوزون كسينمائي، هناك سبب صريح لوجود فيلمه “بيتر فون كانت” في برلين. هناك “عذر” فني وتاريخي جعل إدارة برلين تختاره للافتتاح. وهذا العذر لا يقلل من قيمة الفيلم، لكنه يمنح شرعية تساعد الإدارة في الدفاع عن خيارها. فقبل 50 عاماً بالتمام والكمال، قدم المخرج الألماني الراحل راينر فرنر فاسبيندر (1945 – 1982) “دموع بترا فون كانت” في المهرجان نفسه، مقتبساً مسرحية كان ألفها بنفسه لا تظهر فيها سوى كاراكتيرات نسائية. عرض فيلم أوزون، الذي يمكن اعتباره اقتباساً حراً لفيلم فاسبيندر، يأتي في المكان نفسه بعد مرور نصف قرن، علماً أن هذه ليست المرة الأولى يقتبس فيها من المخرج الألماني، إذ سبق له أن أفلم مسرحية غير معروضة له في عنوان “قطرات ماء على حجارة ساخنة” في بداياته. ومن يمعن في عوالم المخرجين، لا بد أن يلاحظ بعض التقارب بينهما الذي كان سيفضي عاجلاً أو آجلاً إلى “لقاء”، فأوزون يعرف كيف يصور النساء مثل زميله الألماني، وعلى غراره أيضاً يميل في قصصه إلى المنحى الميلودرامي بدموع سخية.

المخرج الالماني فاسبندر (فاسبندر فاونديشين)

في “بيتر فون كانت” يتطرق أوزون إلى موضوع غير بعيد من أفلامه السابقة: ضرورة الحب واستحالته في الحين نفسه، إضافة إلى العطش للسلطة والتحكم الذي لدى الفنانين. يستبدل بترا التي كانت تضطلع بدورها مارغيت كارستنسن ببيتر (يلعب دوره الممثل الموهوب دوني مينوشيه الذي شاهدنا أكثر من مرة في أفلام أوزون). يجسد هذا الأخير شخصية مخرج يقع في حب ممثل شاب يدعى أمير (خليل غربية) يقوم بأولى خطواته داخل عالم السينما. لكن هذا الشغف يعاكس بيتر ويولد عنده مشاعر الغيرة لما يأخذ أمير استقلاليته على مرأى من ملهمة بيتر التي تلعب دورها إيزابيل أدجاني. وعلى سبيل التحية، تعود الممثلة هنا شيغولا الحاضرة في فيلم فاسبيندر، في دور أم المخرج، وهذا كله سيشكل مناسبة لأوزون كي يصور فترة السبعينيات الأحب إلى قلبه، ويتوجه إلى السينما برسالة حب.

من خلف ستار الجمال والفن والبحث عن المشاعر، يسترق أوزون النظر إلى حقائق أخرى في محاولته للغوص في أرواح من يصنعون الجمال. إنها محاولة لشرح عذابات بيتر فون كانت الذي سيواجه اليأس عندما يفهم أن الحب الطاهر وهم بوهم، وغير موجود إلا في خياله.

بين المخرج  والممثلين

أدخل أوزون إلى الفيلم الأصلي بعض التعديلات. فإذا كانت الحكاية لا تزال تدور في عام 1972 كما في النسخة الألمانية، إلا أن المكان انتقل من بريم إلى كولونيا، في حين بترا التي كانت تعمل مصممة أزياء حل مكانها مخرج باسم بيتر، وهو يشبه فاسبيندر من حيث الشكل والسلوك. أما العلاقة التي كانت تربط بترا بعشيقتها فأضحت علاقة بين المخرج وممثله.

تجري الأحداث في فضاء واحد، شقة بيتر، فتشكل مناسبة لأوزون كي يضع لمساته الخاصة متخلصاً من “الكيتش” لمصلحة ألوان صارخة وأجواء مصطنعة عن قصد، يعرف كيف يفرضها على الفيلم من خلال عمل مدير التصوير البلجيكي مانو داكوس. وهذه الألوان بفقاعتها تحية مباشرة إلى فاسبيندر. أحد شروط نجاح الفيلم الذي تجري فصوله في مكان واحد، هو التمثيل. والحق أن دوني مينوشيه ممتاز في دور يبث مشاعر وحالات مختلفة في أرجاء البيت، مؤكداً ارتباطه الوجداني بفاسبيندر.

تختلف الأشياء تلقائياً ما إن يجمع الفيلم نساء ورجلاً، خلافاً للنسخة السابقة حيث لا نرى سوى نساء. الفيلم أخف سوداوية وأقرب إلى الدعابة. كما قال الناقد البريطاني بيتر برادشو في الـ”غارديان”، لقد حذف أوزون الدموع المرة من العنوان وكذلك من الفيلم نفسه. الفرنسي يؤمن بسينما لا تحتاج إلى قسوة كي تترك أثراً عند المشاهد. هي أيضاً مسألة تطور في المفاهيم. زمننا الحالي يختلف كلياً عن سبعينيات القرن الماضي، فما كان يثير الريبة والشكوك في الماضي ما عاد اليوم سوى مصدر للتسلية تدعو إلى ابتسامة. “بيتر فون كانت” هو في النهاية هجاء لعالم المشاهير، يقدمه أوزون ببعض العاطفة والكثير من التفهم لشخصياته.

المزيد عن: مهرجان \ سينما \ فاسبندر \ فيلم فرنسي \ هانا شيغولا \ إيزابيل أدجاني \ السبعينيات

 

 

You may also like

12 comments

clothes Every month 14 فبراير، 2022 - 4:10 ص

Internet merchants have significant selection of bridal gowns
made to order, the very last thing them inspired by popular designer dresses for portion of of expense.
Be sure try into account shipping costs when going this route, and
method payment.

my web site – clothes Every month

Reply
토토사이트 추천 14 فبراير، 2022 - 4:11 ص

Your style is very unique in comparison to other people I have
read stuff from. Thanks for posting when you’ve got the opportunity, Guess I will just
bookmark this page.

Also visit my blog – 토토사이트 추천

Reply
search engine optimization Pricing 14 فبراير، 2022 - 4:11 ص

First and foremost could be the standard you will stick to and it’s
called xHTML. This can be a strictest standard and is perfect for search engine optimization Pricing
engines to easily scan and rank your site. XHTML usually consists
of two parts the header and the body tags.

Reply
website search engine optimization 14 فبراير، 2022 - 4:11 ص

Offer an absolutely free short website search engine optimization analysis for
a clients – Freebies always go quite some distance.

Reply
desi cinema Tv 14 فبراير، 2022 - 4:12 ص

When you download a desi cinema Tv on pc package, the first thing you
will notice usually that you have too much choice its confusing to elect which station to look at.
The reason to this is because will be bombarded by over 3000 TV
via pc routes.

Reply
토토사이트 추천 14 فبراير، 2022 - 4:12 ص

Its like you read my mind! You appear to know a lot about this, like you
wrote the book in it or something. I think that you can do with
some pics to drive the message home a little bit, but instead of that, this
is great blog. A fantastic read. I will definitely be back.

Look at my web-site; 토토사이트 추천

Reply
Glass Replacement Near Me 14 فبراير، 2022 - 4:12 ص

There are plenty of choices when it comes to
window frame designs. Double-paned windows do not make your
home look robotic. There are window frame designs that can match
your house. For security reasons, frames also have standards.

my web page :: Glass Replacement Near Me

Reply
Magnolia 14 فبراير، 2022 - 4:12 ص

The Network 500 is the first automated ECU testing system in the
world. The Network 500 is a complete load simulator that integrates full load testing of all outputs.

Feel free to surf to my homepage auto module repair (Magnolia)

Reply
먹튀검증 14 فبراير، 2022 - 4:12 ص

Just desire to say your article is as astounding.

The clarity in your post is just great and i could assume you’re an expert on this subject.

Fine with your permission allow me to grab your RSS feed to keep up to date with forthcoming
post. Thanks a million and please continue the gratifying work.

Check out my blog; 먹튀검증

Reply
5lcxsn6uwi.execute-api.Us-east-1.amazonaws.Com 14 فبراير، 2022 - 4:13 ص

Another plus is every apartment very own laundry facilities,
an obvious benefit when you have children. The cable TV and movies
will keep everyone entertained when you choosed to spend a short time indoors.

Feel free to visit my page; 수원유흥; 5lcxsn6uwi.execute-api.Us-east-1.amazonaws.Com,

Reply
Cora 14 فبراير، 2022 - 4:15 ص

In addition to the above, people sometimes forget each puppy a good individual living creature with its own personality and has to have.

Also visit my blog: 평택안마 (Cora)

Reply
소액결제 24 فبراير، 2022 - 1:49 ص

Heya! I’m at work surfing around your blog from my new iphone 4!
Just wanted to say I love reading your blog and look forward to all your posts!
Carry on the great work!

Feel free to surf to my web-site 소액결제

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00