الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Home » الغناوة ترِسمُ حدوداً واحدة للمغرب والجزائر في مونتريال

الغناوة ترِسمُ حدوداً واحدة للمغرب والجزائر في مونتريال

by admin
اندبندنت عربية \ RCI

في مهرجان السينما الافريقية الدولي في مونتريال بنسخته الـ 38، توّحد البلدان الجاران المغرب والجزائر، بانتداب موسيقى الغناوة لتمثيلهما في تظاهرة ثقافية سبّاقة في أميركا الشمالية.

المملكة المغربية هي الضيف والمضيف

بدأ حفل افتتاح المهرجان المونتريالي العريق بعرض فيلم علّي صوتك للمخرج المغربي نبيل عيّوش في صالة السينما التابعة لمتحف الفنون الجميلة في وسط مونتريال، بحضور سفيرة المغرب لدى العاصمة الكندية السيدة ثريا عثماني. وللمفارقة، تدور أحداث هذا الفيلم على إيقاعات موسيقى الهيب هوب الغربية المعاصرة، في حين أن الحضور انتقل بعد عرض الفيلم إلى مقّر العروض السينمائية الرسمي للمهرجان الافريقي في سينماتيك كيبيكواز (نافذة جديدة) لمتابعة الاحتفال على وقع موسيقى الغناوة التراثية الفلكلورية والمأكولات والحلويات من المطبخ المغربي.

غصّ المكان بنجوم السينما الإفريقية وفريق عمل فو دافريك والناشطين في دار المغرب الثقافي في المدينة الكوسموبوليتية المموّل من السلطات المغربية، الممثلة بشخص مديرة المركز السيدة هدى زمّوري.

تقول زمّوري إن دار المغرب في مونتريال ينظم كل عام في جزء من أنشطته الثقافية، العديد من الفعاليات التي تسعى للترويج لأعمال السينمائيين المغربيين.

رئيسة المركز الثقافي المغربي في مونتريال هدى زمّوري إلى يمين الصورة برفقة الفنانة التشكيلية زينب شعبان التي قدمت معرضها الأخير “الروح والجسد” في أروقة المركز.
الصورة: RADIO-CANADA / COLETTE DARGHAM

هذا العام مرة أخرى، تتابع زمّوري لمذياع القسم العربي لراديو كندا الدولي، يسعدنا تجديد شراكتنا مع المهرجان الدولي للسينما الإفريقية في نسخته الـ 38 التي ستقام في الفترة من 1 إلى 10 نيسان/أبريل 2022، وأن نرى هذه الشراكة تتعزز من عام إلى آخر.

تشير المتحدثة إلى أنه في إطار هذه الشراكة بين المهرجان والمملكة المغربية، يقدّم المركز الثقافي الجوائز عن فئة أفضل ممثل وممثلة في الأفلام الروائية المتسابقة في المهرجان.

كذلك تستضيف أروقة دار المغرب في وسط مدينة مونتريال، طيلة شهر نيسان الجاري، معرض Trait d’Union الذي يتم تنظيمه كجزء من نشاط Rallye Expo في إطار المهرجان الإفريقي (نافذة جديدة).

في الحفل الافتتاحي، بدت السينمائية الشابة سارة ناصر مستمتعة جدا بموسيقى الغناوة وتتمايل على أنغامها بحبور وفرح. تقول لي سارة إن هذه الموسيقى تشكّل لي هوية وانتماء وتجري أنغامها في عروقي.

  • ليس المهم أنت تفهمي الكلام، فقد لا نفهمه نحن أيضا أبناء المغرب العربي الكبير، ولكن المهم أن تتواصلي مع النغمات والنوتات لتحدث فيك حالة النشوة والسكر.

نقلا عن السينمائية سارة ناصر

“في فيلمي ولوج إلى قدسية موسيقى الغناوة التي تفّردت بغنائها الرائعة حسنة البشارية التي اجتازت الأعراف والتقاليد الاجتماعية وأعادت رسم دور ريادي للمرأة الجزائرية”.
الصورة: RADIO-CANADA / COLETTE DARGHAM

طقوس موسيقى الغناوة عرس للجسد والروح

هي موسيقى تجمع تحت ظلالها عدة ثقافات افريقية سوداء ممتدة في شمال افريقيا. وقد مورست هذه الموسيقى التي تمزج بين الدنيوي والمقدس في الأصل من قبل مجموعات وأفراد ينحدرون من العبودية وتجارة الرقيق التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر على الأقل، في غرب ووسط إفريقيا. نشأت هذه الموسيقى الروحية لتعبر عن مآسي العبيد ومعاناتهم لاقتيادهم من بلادهم إلى المغرب. وتشهد مدينة الصويرة في المملكة المغربية أضخم وأشهر مهرجان لموسيقى الغناوة سنويا. ففي غرب الصويرة، كما تخبرني سارة، يوجد مقام سيدي بلال وهو ضريح الصوفي بلال الحبشي الذي اشتهر بموسيقى الغناوة.

كذلك تؤكد لي محدثتي إن هذه الموسيقى تمتد إلى السودان، ولها صدى في الموسيقى النوبية التي بدورها مفعمة بالصخب والحيوية.

سارة ناصر المتخصصة في الإعلام الرقمي وتنظيم التظاهرات الثقافية والفنية في مونتريال، لم تقف عند حدود استقدام رواد الموسيقى الغناوية من بلدها الأم الجزائر فحسب، بل إنما غاصت أيضا في جذور هذه الموسيقى وعرفتنا عليها من خلال بورتريه تسجيلي وثائقي لـ المعلمة حسنة البشارية، رائدة الغناء الغناوي النسائي في الجزائر، في فيلمها بعنوان مغنية الروك الصحراوية. هذا لأن الغناوة تعتبر في أصل موسيقى البلوز والجاز والروك أند رول.

3 عروض لفيلم LA ROCKEUSE DU DESERT (نافذة جديدة) التسجيلي-الوثائقي في مهرجان السينما الإفريقية الدولي

بلغة سينماتوغرافية بصرية جذابة، تدخلنا سارة ناصر إلى مدينة بشار في جنوب الصحراء الجزائرية على الحدود مع المغرب الأخاذة بمناظرها الطبيعية ورمالها الذهبية. تدخل بعدستها إلى الحي والمنزل المتواضع الذي تعيش فيه الكبيرة حسنة البشارية التي تحدّت التابوهات في مجتمعها وكانت أول امرأة تعزف على آلة القمبري الوترية، التي كانت قبلها حكرا على الرجال .

يحاول الفيلم الوثائقي الثاني في رصيد محدثتي-وكانت باكورتها الوثائقية الأولى عام 2020 بعنوان ” ليرحلوا جميعهم” الذي هو شعار الحراك الشعبي الجزائري- أن يجمع الخيوط ليفهم المشاهد الأسباب التي جعلت ابنة السبعين حولاً اليوم، الأمية، التي لا تفك الخط ولا تكتب النوتة الموسيقية، تحقق الرواج لموسيقى تراثية فلكلورية، كادت أن تندثر وتدخل في طي النسيان؟ وكيف تهتم سارة ناصر التي تنتمي إلى العصر الرقمي والجيل الحديث لاسطورة الغناوة وتتابع بعدستها على مدى نحو 10 سنوات حسنة البشارية وفرقتها في بشار وفي باريس وفي مونتريال؟ أسئلة طرحتها على ضيفتي الشابة عشية عروض فيلمها في السينماتيك وقد زفّت المسؤولة على شباك التذاكر لمحدثتي بشرى سارة وهي أن البطاقات لعروض فيلمها شارفت على النفاذ.

يُقدم الفيلم الوثائقي البورتريه لحسنة البشارية في إطار نظرة من هنا التي تضم مجموعة أفلام كندية تعالج واقعاً أو حالة افريقية، فالقلب والمضمون هو القارة السوداء أما القالب السينماتوغرافي فهو كندي شمال أميركي بكل تقنيات الصورة والإخراج.

المؤسف في الأمر أن كل الأفلام في هذه القائمة بعنوان Regards d’ici تتنافس فيما بينها من دون توزيعها إلى فئات حسب النوع السينمائي أهو روائي درامي طويل أو قصير أو تسجيلي وثائقي.

تسرد سارة ناصر على لسان بطلة فيلمها أن حسنة البشارية تقّص أنها حلمت بوالدها الميت عشية سفرها إلى باريس لإحياء أول حفلة لها في الخارج، وقد قال لها في الرؤيا إنه يسمح لها من اليوم بالعزف على آلة القمبري أمام الناس، وكانت ناهزت البشارية الـ 49 عاما يومها.
الصورة: SARA NACER

  • قبل حسنة البشارية، كانت موسيقى الغناوة إرثا ذكوريا. غيرت هذه القامة الكبرى في بلدي الأم السائد لتصبح معلمة غناوة وتكون لها بصمتها وأثرها في التراث الثقافي الموسيقي الجزائري.ن

قلا عن السينمائية سارة ناصر

أما عن اهتمامها بموسيقى تراثية قديمة، فتقول سارة ناصر إن اهتمامها بالغناوة هو جزء من اهتمامها بثقافة وتراث بلدها الأم. أضيفي إلى ذلك قالت محدثتي إن الغناوة كانت على الموضة عندما كنت أدرس في الجزائر هندسة العمارة. وقد سافرت سارة ناصر كثيرا إلى الصحراء لأنها كانت مهتمة بالهندسة المعمارية فيها. ولكن لن تكتشف حسنة البشارية إلا بعد الشهرة التي حققتها هذه الأخيرة برواج رائعتها الغنائية “جزاير جوهرة” في العام 1999. في ذلك العام غنت البشارية التي كانت تبلغ 49 عاما، في “الكباريه سوفاج” في باريس في احتفالية أحيت ذاكرة المرأة الجزائرية في العشرية السوداء.

تغيّرت حياة “المعلمة” بعد ذلك التاريخ ليتبناها منتج فرنسي، ويصدر في باريس ألبومٌ باكورة لأيقونة الغناوة الجزائرية. ستقيم بعدها حسنة في فرنسا لعدد من السنوات قبل أن تقرر العودة من جديد إلى نقطة الصفر وتعود للغناء في الأفراح والأعراس في مسقط رأسها بشار معتمدة على مبلغ متواضع من المال يقرر قيمته صاحب العرس، وعلى قدر ما يروق له الغناء على قدر ما يكون كريما فيما يغدقه على حسنة وفرقتها.

تقول لي السينمائية الشابة إن هذا تقليد في أغنية الغناوة، وجرت العادة ألا يتقاضى مغنو الغناوة أجرا بعينه وإنما تأتي القيمة المالية على قدر تقدير المستمعين.

عند محدثتي الكثير لتسرده عن كفاح حسنة البشارية، ولعل حياتها الشخصية لا تقّل أهمية عن مسيرتها المهنية ولكن كان لا بد من الاجتزاء لنخرج بفيلم مدته ساعة وربع الساعة.

بدأت سارة ناصر بتصوير حسنة البشارية منذ استقدمتها لجولة فنية في كندا في العام 2013 وأعادت الكرة في العام 2014.

الإفراط في تصوير عفوية حسنة البشارية قد يكون سلاحا ذا حدّين

قد يشمئز مشاهد الفيلم من بعض المشاهد التي يرى فيها مثلا حسنة البشارية عارية القدمين بوجه الكاميرا أو غيرها من الحركات العفوية التلقائية التي لم تقم المخرجة بحذفها.

تجيب سارة ناصر، إن هذا كان مقصودا، فأنا أردت أن يأتي الفيلم حقيقيا من دون تشذيب أو تجميل، لذا تركت بطلتي على سجيتها.

لا شك أن سارة ناصر تحسن اختيار عناوين أفلامها التي تشكل عنصرا جاذبا يدفع إلى حضور الفيلم. وفي هذا الوثائقي، الثاني في مشوارها، أرادت السينمائية عنوانا تشّد به انتباه المشاهد الكندي والأجنبي، وهل أفضل من أغنية الروك أند رول للترويج لموسيقى الغناوة الأمازيغية الافريقية العربية؟
الصورة: AFFICHE DU DOCUMENTAIRE LA ROCKEUSE DU DÉSERT

  • كلما كنا حقيقيين كلما وصل الإحساس واستطعنا التأثير في المشاهد. الفيلم الجيد يجعل مشاهده يعود لمشاهدته أكثر من مرّة كما الاستماع إلى أغنية جميلة.

نقلا عن السينمائية سارة ناصر

لا تكتب ولا تقرأ ولم تتعلم الموسيقى ولا كتابة النوتة ولحسنة البشارية طقوس خاصة عند التلحين واستنباط كلمات الأغنيات من واقعها اليومي.

لديها شريط كاسيت عتيق تصطحبه معها دائما وتسجل عليه أغنياتها. فرقتها تعودت عليها وهي الملزمة باللحاق بها من دون نوتة بالمرة. ويا ويل الموسيقي الأكاديمي إذا حلّ في فرقة حسنة البشارية فهو يفشل فشلا ذريعا لأنه لا يلحق إحساسه بل السلم الموسيقي. أما موسيقى المعلمة الأيقونة فهي إحساس قبل أي شيء آخر.

  • تمتلك حسنة البشارية الروح الغناوية المتحررة الفالتة من كل قيد، وهي ورثت عن أجدادها الغناويين المثابرة وعدم الخنوع والاستسلام.

نقلا عن سارة ناصر

تلهم مسيرة الفنانة حسنة البشارية الشابة سارة ناصر وهي تريد أن تعرّف أبناء جيلها بهذه المرأة التي لم تحدث ثورة موسيقية فحسب بل إنما أيضا ثورة ثقافية واجتماعية في مدينتها. لم يقبلها مجتمعها المحافظ عندما بدأت تغني وتلعب على آلة الغيتار والقمبري. أما اليوم فإن أبناء ديرتها يريدون أن تحذوا بناتهن حذو البشارية ويدرسن الموسيقى ويحققن أشواطا في العلم ما لم يُسمح به للبشارية، خصوصا أن والدها أخرجها من المدرسة ومنعها من اللعب على آلة القمبري، التي لم تلمسها إطلاقا في حفلاتها قبل إحيائها حفلة باريس عندما كانت ناهزت الـ 49 من العمر.

(أعدت التقرير كوليت ضرغام منصف)

روابط ذات صلّة:

عندما يصبحُ العريُ مبررا لكسر التابوهات في المجتمع الجزائري (نافذة جديدة)

[تقرير] اللازوردي الرافديني، تميمة جسد وقدسية روح بريشة زينب شعبان

مناظر الخريف باهتة يائسة بعدسة السينمائي الجزائري مرزاق علواش 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00