الجمعة, يناير 10, 2025
الجمعة, يناير 10, 2025
Home » العزلة أو سلاماً أخي الهيكيكوموري

العزلة أو سلاماً أخي الهيكيكوموري

by admin

مجلة رمان الثقافية / كمال الرياحي – روائي من تونس

العزلة، ذلك السلوك الإنساني القديم والذي يعود كل مرة بشكل جديد هاهو اليوم يعود بأكثر وحشية ليشيد عالماً ديستوبياً شاملاً. فلئن عرفناه في أنواع شتى كتلك المحدودة في الزمن لترميم الذات والمشاعر والمشاريع  وتلك الأبدية التي تعلن تنكراً تاماً للبشر، شيء مثل الانتحار الإجتماعي.

حالة من الغثيان والترجيع لكل الموضوعات الاجتماعية والتواصلية. حتى وصل بعضها إلى الانتحار من خلال ما تسميه العرب قديماً بـ “الاعتفاد”* وهو أن يغلق المرء على نفسه فلا يرى أحداً حتى يموت. عزلة دوافعها مختلفة: بعضها ازدراء الناس وبعضها إعلان إفلاس وبعضها حفظاً للكرامة وبعضها تفرغاً للعمل وبعضها بحثاً عن استراحة وبعضها توديعاً للحياة برمتها. فإن هذا الشكل الجديد من العزلة التي نعيشها اليوم والمضروبة علينا باعتبارها شرطاً لبقائنا على قيد الحياة والنجاة من الكورونا تبدو الأسوأ على الإطلاق. فلنترك العزلة وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية لنتذكر بعض نماذجها الثقافية؟

بين الوحدة والعزلة

أن تلوح بنفسك في العزلة ليس أمراً سهلاً. فهذا قرار صعب اختص بأخذه عبر تاريخ البشرية كل من الأنبياء والمجانين والفنانين والفلاسفة والكتاب العباقرة. فمناعة البشر ضد الاحتكاك ضعيفة حيث لا يحققون ذواتهم في أغلبهم إلا عبر اعتراف الآخر، ذلك الآخر التراكمي والمتعدد في كل مكان ويبرر البشر ذلك التذري للذات في الحشود بالشبق وبالكينونة الاجتماعية  والطبيعة المدنية للكائن البشري.

غير أن للعزلة  أخت غير شقيقة تتشبه بها أحياناً حد التطابق هي الوحدة  التي لا ينتهي أصحابها دائما إلى مصير المنعزلين. لذلك لا يعلم البشر اليوم  هل هذا العزل الإكراهي سيجعلهم يعودون إلى الحشود بقوة أو حتى بشوق أم انه سيحدث رهابا من الآخر وستعود الحشود أفراداً إلى المخابئ تنشد الوحدة؟ يقول الروائي والمفكر الفرنسي الاستشرافي جاك أتالي في كتابه “معجم القرن الواحد والعشرين”: “الوحدة: هي  اليوم، مظهر من مظاهر البؤس؛ وهي بعد غد، ترف يختص به ذوو الترحال المفرط. وهي اليوم، حكم بالإعدام، ومآل تدمير البنى الأسرية. وهي غداً، بما أسوأ من ذلك بمراحل: دنيا من الوحدات متراكمة، والملذات الأنانية، والمصائر المنغلقة على نفسها. وما من أحد سيشيع جنازة غيره في نصف حالات الوفاة الطارئة على العالم أجمع. ولكن بعد غد، سيدفع الغني غاليا حقه في البقاء وحده هو دون سائر الناس، ولحضور عروض ترفيه دون أن يتكلف الازدحام بين الدهماء. ذلك إلى حين تصبح الأخوة شرطاً من شروط  البقاء”.

أدب وفن العزلة 

لا يمكن للأدب كما الفن أن يبقى غافلا عن معالجة هذه الظاهرة المتعددة والمتنوعة والمشتركة في آن بين الشعوب كلها. بل تقاذفت المشاهد الثقافية في العالم بهذه التيمة في مقاربات متعددة لعل أهمها وأطرفها رواية “الحمامة” لزوسكيند وفيلم “اهتزاز طوكيو”.

اهتزاز طوكيو سينما الهيكيكوموري

ظهر سنة 2008 فيلم مرعب عن اليابان بعنوان “طوكيو” متكون من ثلاث أفلام قصيرة بثلاثة مخرجين تعالج الخوف في اليابان منها فيلم “اهتزاز طوكيو” shaking Toky الذي يدور حول العزلة من رهاب الناس والزحام. يختار بطل الفيلم أن يقاطع العالم برمته ويبدأ الفيلم من لحظة يكون فيها البطل قد قضى عشرة سنوات في شقته لم يغادرها أبداً محاطاً بالكتب ومنشغلاً بترتيب علب البيتزا التي يطلبها عبر الهاتف الثابت، صلته الوحيدة بالعالم الخارجي، لم يكن البطل يشغل حتى التلفزيون وينشغل طوال الوقت بالقراءة وترتيب علب البيتزا الفارغة. هذا السلوك الانعزالي معروف باليابان بهيكيكوموري وهو مرض اجتماعي ونفسي ظهر في الثمانينات وتفاقم في التسعينات من القرن العشرين أثناء الأزمة الأقتصادية يعاني منه أكثر من مليون مواطن ياباني. يعرف المرض بالانسحاب الاجتماعي.

يستعين بطل الفيلم بخدمات التوصيل للبيت يفتح الباب يتسلم أنابيب الكرتون أو ورق التواليت أو البيتزا التي يطلبها كل سبت ويسلم النقود لعامل التوصيل دون النظر في وجهه. ظل على هذه الحال عشر سنوات إلى أن طرقت يوما باب شقته فتاة جميلة Yū Aoi جعلته يرفع رأسه وينظر في عينيها على غير العادة. لم تكن الفتاة تتكلم فقط تقدم له البيتزا وترحل. وفي احدى المرات وهي تسلمه البيتزا على الباب ضرب زلزال المدينة فسقطت الشابة عنده في البيت مما أدهل عليه ارتباك كبير فأول مرة يقتحم عزلته كائن متحرك غيره فلم يستطع أن يفعل شيئاً غير السقوط بدوره ذعراً من ذلك الجسم الجميل. سقوط هيكيكوموري على الأرضية تزامن مع سقوطه في الحب. وبعد أن تغادره الفتاة التي تكون أشبه بروبو، تختفي ولم يعد يأتيه إلا رجل توصيل جديد بينما الانعزالي ينتظر بلهفة عودة الفتاة إليه. فقد صار في الخارج أمر يهمه بعد عشر سنوات من العزلة. فيقرر في لحظة أن ينهي كل شيء ويخرج بشكل مؤلم نحو العالم الخارجي بحثا عن فتاته الغامضة فينتزع بصعوبة دراجته الهوائية التي تركها بالحديقة منذ سنوات ليهاجم الطريق نحو المدينة التي تغيرت بالكامل.

إن الفيلم السوريالي الذي لا يتجاوز طوله نصف الساعة استطاع أن يقدم بذكاء كبير وطأة الاعتزال والعيش وحيداً وكيف يتعاظم الخوف داخله من كل غريب وخارجي ولكنه يعلن أن العواطف الانسانية والروح هي التي يمكن أن تنقذ الإنسان من هذه الحياة المميتة بعيداً عن الآخر، فالآخر سيظل ذلك المنقذ لنا من سواد أنفسنا مهما تشوهت صورته وأنه لا الزحام ولا الصخب بالجحيم بل الجحيم في الصمت والفراغ.

عالم باتريك زوسكيند الانعزالي

لا نكاد نعرف شيئا عن حياة الكاتب الألماني باتريك زوسكيند ( 1949) الذي اختار العزلة بعيداً عن الأضواء، منذ سنوات خاصة بعد نجاح روايته العطر حتى أننا لا نكاد نعثر له على صور، فقط صورة يتيمة يتداولها الإعلام. يرفض الكاتب أن يدلي بتصريحات وحوارات في نية واضحة للتخفي ويكسب شهرته من الفعل المضاد الظهور. يقول زوسكيند في مديح العزلة وهجاء الخارج : “سبب تعاسة الإنسان يكمن في أنه لا يريد الركون إلى حجرته حيث يجب أن يكون”، ويضيف “ما عاد يجوز أن يختلط المرء بأي إنسان، كائناً من كان، في أيامنا هذه، فالعالم يعج بالقمامة”.

لكن الغريب أن هذا السلوك يمكن أن نقرأ به منتجه الإبداعي حيث يمثل موضوع الوحدة والعزلة من المواضيع الأساسية في مدونته. ففي قصته “حكاية السيد زومر” يتطرق إلى قساوة الوحدة من خلال شخصية السيد زومر المريض برهاب الأماكن المغلقة أو الـ”كلاوسترفوبيا” مما يدفعه أن يقضي يومه يمشي في الطرق هائماً على وجهه، تلك العذابات اللامرئية للمرضى بهذا المرض تدفع بهم في غالب الأحيان إذا ما استفحل بهم إلى الانتحار مثلما فعل السيد زومر الذي أغرق نفسه في البحيرة .

أما “ثلاث حكايات، وملاحظة تأملية” فيتناول في إحداها ” فقدان الذاكرة الأدبية” الوحدة من زاوية البياض وفقدان الذاكرة، تلك الذاكرة التي تجعلنا في تواصل، لا مع العالم القائم على المواضعات بل مع أنفسنا أصلا، ومن ثم فنحن ننغلق حتى على ذواتنا بانسداد شرايين الذاكرة التي تحملنا إلى الماضي الشخصي لنا.

أما في رواية القصيرة “الحمامة” فهي ذروة معالجة هذه التيمة حيث يختار جوناثان نويل، بطل الرواية، أن ينعزل في بيته بعيداً عن الناس أثناء الحرب العالمية الثانية، حتى توطدت علاقته بشقته الصغيرة التي أصبحت كل عالمه وهو ينسحب من العالم الخارجي بشكل غريب فحيث “ظلت حصنه المنيع، ملجأه، حبيبته. نعم حبيبته، فقد كانت صومعته الصغيرة تحيط به رقيقة إذا عاد مساء إلى البيت، تدفئه وتحميه، تغذيه روحا وجسدا، ترعاه إذا احتاجها ولا تهجره قط. … بقي جوناثان وفيا لحبيبته حتى أنه نوى أن يشد عرى العلاقة بينهما أكثر فأكثر. نوى الإرتباط بها إلى الأبد بأن يشتريها. وبهذا ستصبح أخيراً ملكه، ولن يفصل بينهما شيء قي العالم، هو جوناثان وغرفته الحبيبة، حتى يفرق بينهما الموت، هكذا كانت الأحوال عندما ألمت به في آب، صبيحة يوم الجمعة، فجيعة الحمامة”.

هذا الارتباط العاطفي الذي جمع جوناثان بشقته الصغيرة كما وصفه الرواي تحول إلى ارتباط شبقي قبل أن يهجم عليه الخوف. فلحظة أراد أن يخرج من تلك الشقة وجد أمامه حمامة على عتبة الباب وسقط في الرعب من ذلك الطائر البشع كما وصفه ذو المخالب الحمراء وتحول جوناثان إلى أسير لا يستطيع مغادرة شقته الصغيرة المعلقة وانقلبت العزلة اللذيذة إلى معتقل مرعب.

يذكرنا فيروس كورونا، اليوم، ونحن محاصرون في بيوتنا بهذه الحمامة فالفيروس، أيضا، ينتظر الناس خارج بيوتها التي هرعوا إليها في البداية مستبشرين ثم ضاقت بهم. والفيروس من ناحية عدو غير مرئي ومجرد فيروس كان الإنسان قد تغلب على آلاف من الفيروسات مثله سابقا ومن ناحية أخرى هو مخيف لأن هذا الإنسان مازال أمامه عاجزا ويحصي قتلاه كل يوم بالآلاف ولم يتوصل بعد إلى دواء أو لقاح له، هكذا هو الفيروس هش كحمامة ولكنه مخيف لأنه بمخالب دموية.

غير بعيد عن تلك الشخصيات الانعزالية في أعمال زوسكيند يقف جون باتيست غرونوي في مخبئه يستنشق رائحة جسد ضحيته الأولى ويرسم طريقا للحب والعطر والموت بعيدا عن عالم الناس؛ عالم الجلود النتنة.

ولئن ذهب تشارلز بوكوفسكي يهجو الخارج قائلا: “لا شيء في الخارج سوى مصنع للحماقة، واختلاط الحمقى بالحمقى، هذا كل ما في الأمر” فأقوى الرجال بالنسبة إليه هم الأكثر عزلة. فإن بتريك زوسكيند يراه معادلا للموت والتعاسة ويجب أن نتوارى بعيدا عن الخلق ونرسم حياتنا البديلة ففي الخارج الزمبي ينتظرون كل من يخرج إليهم ليمزقوه كما مزقوا جون باتيست غرونوي في آخر رواية “العطر”.

فرناندو بيسوا عزلة المتعدد

انسحب فرناندو بيسوا من العالم تدريجيا بعد أن أصبح متعدداً، أنشأ بمخيلته شعبا كاملا من نفسه المتشظية حتى أنه كان يكتب بأكثر من سبعين اسما، لم تكن بعض تلك الأسماء استعارية وما نسميه بالأسماء الفنية بل كان هو نفسه بيسوا الذي غرق في الوحدة والتوحد مع ذاته. أصبحت الذات كثيفة حتى غطت العالم وحجبته.

إن الانسحاب التدريجي من العالم عند بييسوا أصله أكبر من احساس خيبة في الآخرين إنما أصله تلك الكثافة السوداء التي تحولت إليها الذات عندما أصبحت تعيش حالة ما بعد الهشاشة، يكتب في يومياته: “أشعر ببرد الروح، لا أعرف كيف أحمي ذاتي ولا يوجد غطاء ولا رداء لتدفئة الروح.” هكذا يردد بيسوا كلمة الروح بعد أن تحول الجسد إلي شيء غير مرئي وضاق الفضاء بكثافة هذه الروح. وهكذا يصبح كل ما هو يومي وطبيعي أمراً ساذجاً وتافهاً وأصبح التواصل مع الآخرين مستحيلاً. يكتب: “لا أكلم الآخرين. إنه لأمر شاق في الواقع أن أكون موجودا كل يوم في البيت في ساعة البلاهة وأن أتسلى بهذه البلاهة مع شاي الابتذال وكعكات الرضا”. ويؤكد تلك الوحدة التي دعته وهو مع الناس والأصدقاء والحشود فيقول: “يضايقني فراغ مطلق من أخوة ومودة. حتى الذين يوجدون بالقرب مني غير موجودين.. أنا اليوم أكثر وحدة مما كنت. معزولا أكثر مما كنت. شيئاً فشيئاً تتفكك كل روابطي تلقائياً. عما قريب سأبقى وحيداً تماماً”.

غير أن وحدة فرناندو بيسوا وحدة مخصوصة فذاته الكثيفة تستحوذ على الآخرين وتبتلعهم لكي يعيشوا داخله وليس معهم يقول في كتابه: لست ذا شأن: “العيش مع الآخرين، بالنسبة إلي، هو العذاب. كل الآخرين موجودين داخلي، حتى لو كنت بعيدا عنهم، أنا مضطر للعيش معهم. وحدي، تطوقني الحشود. لا أعرف إلى أين أهرب، على الأقل لأهرب من نفسي أنا”.

كانت حياة بيسوا كلها من مرضه إلى جنونه تذهب به إلى ذلك المصير الذي يصبح فيه العقل مشوشاً وأكثر تسلطاً على الكائن والكون. تلك اللحظة التي قادت نيتشه إلى الجنون وإلى العزلة وإلى تلك الصورة المؤلمة إلى تظهر فيها يرمي برأسه في صدر أخته إيزابيل متكورا كجنين هش بشارب ضخم.

ولئن كانت العزلة قد قادت بيسوا وغيره إلى الجنون والتلاشي فإن العزلة قادت الفنانة المكسيسية فريدا كاهلو إلى كسب ذاتها واكتشاف عبقريتها الكامنة وراء جسدها المشوه. فقد حولت يد صاحبة الساق الرقيقة المشوهة إلى أعظم رسامة في القرن العشرين ولم يكن حادث السير الذي حطم العمود الفقري لفريدا كاهلو والذي جعلها ترقد على ظهرها شهوراً في عزلتها كله شر. كانت تلك الرقدة المؤلمة سبباً في مسيرة فنية عظيمة لحظة طلبت الفرشاة والألوان وعلقت المرآة في السقف لتطل عليها ذاتها وتبدأ رحلة رسم البورتريهات الشخصية. كان التأمل في الذات تخلصا من الآخر كموضوع اهتمام وإعادة نظر في المواضعات الاجتماعية.

فهل سيقودنا هذا العزل القسري اليوم إلى الجنون لأننا فقدنا الآخرين أم سيجعلنا نكتشف ذواتنا وطاقتنا الحقيقية لأننا تخلصنا من هؤلاء الآخرين؟ هل ستخلق منا العزلة بيسوا أم فريدا كاهلو؟

*الاعتفاد: ورد في لسان العرب لابن منظور:”الاعتفاد أن يغلق الرجل بابه على نفسه فلا يسأل أحداً حتى يموت جوعاً، وقال محمد ابن أنس: وكانوا إذا اشتد بهم الجوع وخافوا أن يموتوا أغلقوا عليهم باباً وجعلوا حظيرة من شجرة يدخلون فيها ليموتوا جوعاً.”

 

 

You may also like

56 comments

Finlay 20 يونيو، 2020 - 12:08 ص

I simply could not go away your website before suggesting that I extremely enjoyed
the standard info a person provide in your guests? Is gonna
be back ceaselessly in order to check out new posts

Also visit my site about g

Reply
Carolyn 21 يونيو، 2020 - 3:19 م

It’s actually a cool and helpful piece of information. I’m glad that you
shared this useful information with us. Please stay us informed like this.

Thanks for sharing.

Take a look at my web site make g

Reply
Jonas 22 يونيو، 2020 - 3:17 ص

Why visitors still make use of to read news papers
when in this technological globe the whole thing is presented on web?

my website; rsacwgxy g

Reply
Julio 26 يونيو، 2020 - 5:13 ص

Hello to all, how is the whole thing, I think every one is getting more from this site, and your views are fastidious in support of new people.

Here is my webpage cbd oil (tinyurl.com)

Reply
Georgiana 27 يونيو، 2020 - 5:43 م

Hello! I could have sworn I’ve visited this site before
but after looking at many of the posts I realized it’s new to me.
Regardless, I’m definitely pleased I stumbled upon it and I’ll be bookmarking it and checking
back frequently!

my homepage; cbd oil that works 2020

Reply
Anderson 29 يونيو، 2020 - 2:58 ص

This is my first time pay a quick visit at here and i am really happy to read everthing at single
place.

Here is my web page :: cbd oil that works 2020

Reply
Martin 25 يوليو، 2020 - 3:02 ص

great publish, very informative. I’m wondering why the opposite experts of this sector do not notice
this. You must proceed your writing. I am confident,
you’ve a huge readers’ base already!

Here is my webpage – best hosting

Reply
Karma 27 يوليو، 2020 - 10:25 ص

Thank you for the good writeup. It in fact was a amusement account it.
Look advanced to more added agreeable from you! However, how
can we communicate?

my webpage :: book flight

Reply
Clark 7 أغسطس، 2020 - 10:17 ص

Asking questions are really nice thing if you are not understanding something
totally, however this paragraph gives fastidious understanding even.

my web site – web hosting providers

Reply
Margo 14 أغسطس، 2020 - 4:40 ص

It’s awesome in support of me to have a website hosting companies, which is helpful in support of my experience.
thanks admin

Reply
Clarence 26 أغسطس، 2020 - 10:26 ص

I am no longer sure the place you’re getting your information, however great topic.
I must spend a while studying more or working out more.
Thanks for wonderful info I used to be searching for this information for my mission.

Also visit my blog post: cheap flights

Reply
Elizbeth 28 أغسطس، 2020 - 7:51 ص

Hi there, I want to subscribe for this website to obtain hottest updates, therefore where can i do it please assist.

Visit my site :: black mass

Reply
Sam 5 سبتمبر، 2020 - 1:55 ص

Why people still use to read news papers when in this technological world everything is
available on net?

Also visit my site – website host

Reply
Cerys 5 سبتمبر، 2020 - 11:24 ص

Someone essentially assist to make severely articles I might state.
That is the first time I frequented your best web hosting page and so far?

I surprised with the research you made to make this actual
publish extraordinary. Great activity!

Reply
Frbhevege 18 نوفمبر، 2020 - 9:32 م

cost of generic viagra paradiseviagira.com dr viagra buy viagra usa

Reply
Dbsfevege 25 نوفمبر، 2020 - 8:23 ص

sildenafil 25 mg coupon generic viagra india online viagra triangle

Reply
FnrdAnops 2 ديسمبر، 2020 - 3:11 ص

viagra overnight cheap discount viagra brand viagra 100mg online pfizer

Reply
Jlloonere 8 يناير، 2021 - 10:39 م

canadian online pharmacy canadian pharmacy reviews 24 hour drug store near me

Reply
AqwsAnops 9 يناير، 2021 - 8:41 ص

pharmacy rx impotence online pharmacy reviews

Reply
JtmfAnops 9 يناير، 2021 - 11:10 ص

pharmacy open near me sex ed canadian online pharmacies

Reply
KhthPhex 9 يناير، 2021 - 5:41 م

peoples drug store canadian pharmacies drugstore near me

Reply
Fgvdevege 10 يناير، 2021 - 3:40 ص

cvs drugstore best drugstore foundation for dry skin the drug store

Reply
зарубежные сериалы смотреть онлайн 24 مارس، 2024 - 12:58 م

My brother suggested I might like this blog. He was totally right. This post actually made my day. You cann’t imagine just how much time I had spent for this information! Thanks!

Reply
глаз бога 11 أبريل، 2024 - 5:58 ص

Excellent blog you have here.. It’s hard to find good quality writing like yours these days. I truly appreciate people like you! Take care!!

Reply
new cs2 gambling websites 2024 8 مايو، 2024 - 8:38 ص

Remarkable things here. I’m very satisfied to peer your article. Thank you so much and I’m looking forward to touch you. Will you please drop me a mail?

Reply
Гостиничные Чеки СПБ 25 مايو، 2024 - 1:13 ص

It’s great that you are getting ideas from this post as well as from our discussion made at this place.

Reply
удостоверение тракториста машиниста купить в москве 31 مايو، 2024 - 3:59 ص

Thanks in favor of sharing such a good thought, article is good, thats why i have read it completely

Reply
乱伦色情 4 يونيو، 2024 - 2:38 ص

Hi, i feel that i saw you visited my web site so i got here to go back the choose?.I am trying to in finding things to improve my site!I guess its ok to use some of your concepts!!

Reply
hot fiesta слот 13 يونيو، 2024 - 8:44 ص

I enjoy, lead to I found exactly what I used to be looking for. You have ended my 4 day long hunt! God Bless you man. Have a nice day. Bye

Reply
хот фиеста играть 14 يونيو، 2024 - 9:06 ص

Why viewers still use to read news papers when in this technological world all is accessible on net?

Reply
хот фиеста слот 15 يونيو، 2024 - 7:48 ص

No matter if some one searches for his necessary thing, thus he/she wants to be available that in detail, so that thing is maintained over here.

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 9:26 ص

Hi there to every body, it’s my first pay a visit of this blog; this weblog includes awesome and actually good information designed for readers.

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 12:31 ص

I savor, lead to I found exactly what I used to be looking for. You have ended my 4 day long hunt! God Bless you man. Have a nice day. Bye

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 1:41 م

Great goods from you, man. I’ve understand your stuff prior to and you’re simply too great. I really like what you’ve got here, really like what you’re stating and the way through which you assert it. You make it entertaining and you still take care of to stay it smart. I cant wait to read far more from you. This is actually a terrific site.

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 2:44 ص

I wanted to thank you for this excellent read!! I definitely enjoyed every little bit of it. I have you book marked to check out new stuff you post

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 3:34 م

Awesome! Its really remarkable piece of writing, I have got much clear idea regarding from this post.

Reply
Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 4:24 ص

I am regular reader, how are you everybody? This post posted at this website is actually good.

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 6:08 ص

Every weekend i used to pay a visit this site, as i want enjoyment, as this this website conations actually good funny information too.

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 9:16 م

Saved as a favorite, I like your web site!

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 1:00 م

I like the valuable information you supply on your articles. I will bookmark your weblog and check again here frequently. I am rather certain I will be told many new stuff right here! Good luck for the following!

Reply
Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 1:41 ص

My family members always say that I am wasting my time here at net, except I know I am getting experience everyday by reading such pleasant posts.

Reply
строительство автомойки под ключ 6 يوليو، 2024 - 9:02 ص

Строительство автомоек под ключ – это возможность получить готовое к эксплуатации и прибыльное предприятие без лишних хлопот.

Reply
строительство автомоек под ключ 7 يوليو، 2024 - 12:47 ص

Автомойка под ключ – это ваш легкий старт в автосервисном бизнесе. Не требуется прежний опыт – мы сопровождаем вас на каждом шагу.

Reply
строительство автомойки 9 يوليو، 2024 - 12:54 ص

Приобретая франшизу автомойки, вы получаете проверенную модель бизнеса с полным комплектом оборудования и постоянной поддержкой франчайзера.

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 3:13 ص

I visited multiple web sites but the audio quality for audio songs present at this website is in fact fabulous.

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 6:03 م

Wonderful blog! Do you have any suggestions for aspiring writers? I’m planning to start my own site soon but I’m a little lost on everything. Would you suggest starting with a free platform like Wordpress or go for a paid option? There are so many choices out there that I’m totally confused .. Any ideas? Appreciate it!

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 7:11 ص

I am extremely impressed with your writing skills and also with the layout on your blog. Is this a paid theme or did you customize it yourself? Either way keep up the nice quality writing, it’s rare to see a nice blog like this one nowadays.

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 8:08 م

Hi there! This post couldn’t be written any better! Reading through this post reminds me of my previous roommate! He constantly kept talking about this. I am going to forward this article to him. Pretty sure he will have a very good read. Thank you for sharing!

Reply
строительство автомойки под ключ 15 يوليو، 2024 - 6:08 ص

Быстрое строительство автомойки – это наша специализация. Мы обеспечиваем высокое качество и готовность к открытию в кратчайшие сроки.

Reply
Jac Амур 19 أغسطس، 2024 - 11:44 ص

I loved as much as you will receive carried out right here. The sketch is tasteful, your authored subject matter stylish. nonetheless, you command get bought an edginess over that you wish be delivering the following. unwell unquestionably come further formerly again since exactly the same nearly a lot often inside case you shield this increase.

Reply
theguardian 24 أغسطس، 2024 - 4:25 ص

I would like to thank you for the efforts you have put in writing this website. I am hoping to see the same high-grade blog posts from you in the future as well. In fact, your creative writing abilities has motivated me to get my own website now 😉

Reply
theguardian 24 أغسطس، 2024 - 8:30 م

Im not that much of a online reader to be honest but your blogs really nice, keep it up! I’ll go ahead and bookmark your site to come back later. Cheers

Reply
theguardian 25 أغسطس، 2024 - 12:15 م

Hi there! I could have sworn I’ve been to this website before but after browsing through some of the posts I realized it’s new to me. Anyways, I’m definitely happy I came across it and I’ll be bookmarking it and checking back regularly!

Reply
theguardian 26 أغسطس، 2024 - 5:54 م

Fantastic goods from you, man. I’ve be aware your stuff prior to and you’re simply too wonderful. I really like what you’ve got here, really like what you’re stating and the best way in which you are saying it. You make it entertaining and you still take care of to stay it smart. I cant wait to read far more from you. This is actually a terrific website.

Reply
theguardian.com 29 أغسطس، 2024 - 4:38 ص

Excellent web site you have here.. It’s hard to find high-quality writing like yours these days. I truly appreciate people like you! Take care!!

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00