الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » العراق يمد يد العون إلى لبنان نفطيا

العراق يمد يد العون إلى لبنان نفطيا

by admin

وزير الطاقة ريمون غجر يكشف تفاصيل العقد بين بيروت وبغداد

اندبندنت عربية / جيسي طراد صحافية @jessytradmtv

في وقت يواجه لبنان مخاطر استنزاف مستمر لاحتياطياته النقدية بالعملات الأجنبية، يبرز شبح العتمة من بند استيراد الفيول المكلِف لمؤسسة كهرباء لبنان.

فانقطاع التغذية بالكهرباء، واقع رافق اللبنانيين في الحرب والسلم، وفي الازدهار والانهيار، وإنما مع تراجع الاحتياطي النقدي في ظل أزمة السيولة الحادة التي يعاني منها لبنان، أصبح استيراد الفيول لمعامل الإنتاج حملاً ثقيلاً، وانقطاعه يعني إغراق لبنان في العتمة وتعطل كل الخدمات الأساسية المرتبطة بها، كالاتصالات والمستشفيات الحكومية وغيرها من الخدمات التي تؤمنها الدولة.

الفيول المغشوش

أزمة الكهرباء تفاقمت بعد فضيحة الفيول المغشوش، التي كشفت أن الشحنات التي تسلمها لبنان من شركة “سوناطراك” الجزائرية، والتي تربطه معها عقود من سنوات عدة، لا تتلاءم مع المعايير اللبنانية.

الملف فجّر العقد بين لبنان و”سوناطراك” التي توقفت عن توريد الفيول إلى لبنان، ما زاد من ساعات التقنين ليبقى العقد مع الكويت، (وهي الشركة الأخرى التي تعاقد معها لبنان فقط)، سارياً حتى نهاية العام الماضي، وسارعت الوزارة لاستبدال العقود طويلة الأجل بعمليات شراء فورية تعرف في السوق النفطية باسم Spot Cargo أي شراء شحنة الفيول فوراً واستلامها خلال 15 يوماً من العرض الأفضل المتاح، تقنية تؤمن وفراً مالياً للبنان، إنما تنطوي على مخاطر عدم استدامة الإمدادات.

انفجار المرفأ

انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب) 2020، زاد من الضغوط المالية واللوجستية على لبنان، لتبادر دولة العراق إلى فتح باب المساعدة عبر إرسال مليون و800 ألف ليتر مازوت، تم الاتفاق مع الحكومة العراقية لإعطائها للجيش اللبناني لتستتبع بمسعى من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي زار العراق في 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لبحث استيراد الفيول مع المسؤولين العراقيين، على الرغم من العقبات الجغرافية واللوجستية، إلا أن التعاقد مع العراق قد يخفف من الضغوط المالية على لبنان.

وبالفعل نجحت مساعي اللواء إبراهيم في مساعدة لبنان، حيث وافق مجلس الوزراء العراقي على مشروع الاتفاقية لتزويد لبنان بالمنتوجات النفطية وفق بنود تشجيعية تراعي الوضع المالي اللبناني المتعثر، وتؤكد وقوف العراق الشقيق إلى جانب لبنان في محنته الحالية.

وبموجب الاتفاقية، سيزود العراق لبنان بمليون برميل من الفيول للكهرباء، و500 ألف برميل من النفط الخام، يمكن استبدالها بكميات من الفيول أو المنتجات النفطية، على أن تقدم الحكومة العراقية 25 في المئة من قيمة الصفقة دعماً للبنان، وفترة سماح لتسديد بقية الأموال المستحقة لمدة ستة أشهر، أو بمقابل خدمات يتم الاتفاق على تفاصيلها في مباحثات بين البلدين، بما في ذلك معالجة واستشفاء المواطنين العراقيين في المستشفيات اللبنانية.

تفاصيل العقد النفطي بين العراق ولبنان

وكشف وزير الطاقة اللبناني ريمون غجر لـ”اندبندنت عربية”، أن حجم الصفقة الحالية بين لبنان والعراق يبلغ مليون طن من الفيول الثقيل بواقع 500 ألف طن “Grade A” للمعامل الحرارية و500 ألف طن “Grade B” للمحركات العكسية، بالإضافة إلى 500 ألف طن من “gas oil” الذي يستعمل للتربينات، أما قيمة الصفقة فتقدر بحسب الأسعار الحالية للسوق بنحو 200 مليون دولار.

وبيّن الوزير غجر أن لبنان كان قد طلب ضعف هذه الكمية، إلا أن الجانب العراقي وافق فقط على النصف بعد محادثات عدة في هذه الشأن، وطبعاً انطلاقاً من نية العراق مساعدة لبنان.

وعن بنود الاتفاق، تابع الوزير غجر، إنها أفضل الممكن، فلبنان يعاني أولاً من شح في السيولة الأجنبية، ما يجعل سداد مستحقات الواردات النفطية عبئاً ثقيلاً على ميزانية مصرف لبنان المستنزفة، فالعراق عرض حسماً بواقع 25 في المئة على السعر النهائي عند شحن البضائع، ما يعني (إذا أخذنا على سبيل المثال أسعار النفط حالياً) وفراً للخزينة اللبنانية بواقع 50 مليون دولار، كما أن السداد سيؤجل إلى ما بعد ستة أشهر من استلام المواد النفطية.

شراء خدمات

أضاف غجر أن الجانب العراقي عرض أيضاً على الدولة اللبنانية أن تفتح حساباً مصرفياً لصالحه في مصرف لبنان، حيث سيتم سداد الثمن المتبقي للبضائع على أن تستعمله الدولة العراقية في لبنان لشراء خدمات أو استشارات، ما يعني أن العملة الأجنبية لن تُحول إلى الخارج في إجراء يحافظ على ما تبقى من الاحتياطي النقدي في مصرف لبنان.

أما لوجستياً، وفي ما خص بند استبدال النفط الخام بمشتقات نفطية أخرى، شرح الوزير غجر، أن الاستبدال تجارة قائمة في السوق النفطية، وليست غريبة أو نادرة، فهو يتم مع دول أو من خلال مصفاة أو عبر مرفأ مخصص لديه فائض في مخزونات المنتجات النفطية، لأن تصدير النفط سيكون عبر البواخر.

والكمية التي وافقت عليها الحكومة العراقية، تابع غجر، إذا استعملت بالكامل تكفي حاجة لبنان مدة شهرين، إلا أنها ستكون داعمة لعمليات الشراء القائمة حالياً لتسهم في تعزيز ساعات التغذية، وليتم توزيع كميات المشتقات النفطية العراقية للاستهلاك تدريجياً على مدى 12 شهراً، وأكد غجر أن لبنان يتطلع في المرحلة المقبلة لتوسيع التعاون مع العراق.

إدارة ملف الكهرباء لتفادي العتمة

وعلى الرغم من أن “سوناطراك” كانت قد أخطرت الجانب اللبناني بعدم رغبتها في تجديد العقد الذي انتهى مع نهاية 2020، إلا أن بعض الكميات المتعاقد عليها لم تُسلم، وهي عالقة حتى انتهاء التحقيق في ملف الفيول المغشوش المستمر.

ولعدم السقوط في العتمة، بيّن الوزير غجر أن الوزارة تعمل على ثلاثة مسارات بالتوازي للحفاظ على استدامة المخزونات الإستراتيجية النفطية، ولبنان لديه اليوم مخزون إستراتيجي للفيول المخصص لاستعمال كهرباء يكفي لمدة شهرين من التغذية بحسب الجداول المعمول بها حالياً.

المسار الأول “Spot Cargo

بيّن الوزير غجر أن وزارة الطاقة بدأت منذ ستة أشهر بعمليات شراء النفط بشكل مستقل ومباشرة من السوق، عبر ما يعرف بتقنية “Spot Cargo” ليتحقق وفر مالي كبير، إذ تراجع الـ”بريميوم” الذي تضع الشركات فوق سعر البضائع من 27 دولاراً إلى متوسط 17 دولاراً، وبالفعل تم الشراء الفوري للفيول الثقيل من النوعين “Grade A” و”Grade B”، وكشف غجر، أن هذه التقنية استطاعت أن تؤمن وفراً بنصف مليون دولار في كل شحنة، إلا أنها غير مضمونة وتهدد استدامة التوريد والمخزونات، لذلك عملت الوزارة أيضاً على مسار ثان.

المناقصات

دأبت وزارة الطاقة، بحسب الوزير ريمون غجر في المرحلة الماضية على العمل مع إدارة المناقصات لوضع دفتر شروط مطابق للمواصفات اللبنانية يتم من خلاله توقيع عقود طويلة الأجل مع شركات نفطية، وحصر دفتر الشروط الشركات الراغبة بالدخول في المناقصة بالعالمية فقط، لتفادي أي مشكلات مستقبلاً مع شركات صغيرة محلية.

وبالفعل، انتهى العمل بدفتر الشروط الجديد الذي أحيل إلى مجلس الوزراء بانتظار الموافقة عليه، لإطلاق مناقصة عادة ما تمتد لفترة ما بين ثلاثة وحتى خمسة أشهر، لإعطاء الوقت الكافي للشركات الراغبة في الاشتراك بمراجعة حساباتها وتقديم الأوراق المطلوبة مع العرض.

توسيع التعاون النفطي

وأكد الوزير غجر، أن لبنان سيسعى لتوسيع التعاون النفطي مع العراق، وأن الاتفاقية الحالية التي وصلت إلى مجلس الوزراء تنتظر الموافقة عليها للبدء بنص العقد، ثم توقيعه في مسار عادة ما يتطلب نحو شهرين.

وعن القيمة التي خصصت في موازنة 2021 لسداد كلفة استيراد الفيول لمؤسسة كهرباء لبنان خلال العام 2021، يؤكد غجر، أنه في ظل المسارات الثلاثة، إذا لم تسجل أسعار النفط العالمية ارتفاعات قياسية، ستبقى كافية لسد الحاجات للعام 2021 .

المزيد عن: مؤسسة كهرباء لبنان./الدولة العراقية/اللواء عباس إبراهيم/الفيول المغشوش/سوناطراك/انفجار مرفأ بيروت/ريمون غجر

 

 

You may also like

13 comments

zortilonrel 7 فبراير، 2021 - 5:23 م

I think this website has some rattling great information for everyone : D.

http://www.zortilonrel.com/

Reply
storno brzinol 23 مايو، 2021 - 8:08 ص

Howdy would you mind stating which blog platform you’re working with? I’m looking to start my own blog soon but I’m having a tough time choosing between BlogEngine/Wordpress/B2evolution and Drupal. The reason I ask is because your design seems different then most blogs and I’m looking for something unique. P.S Sorry for getting off-topic but I had to ask!

http://www.stornobrzinol.com/

Reply
Fókuszpályázat 11 نوفمبر، 2021 - 11:44 ص

I have been absent for some time, but now I remember why I used to love this blog. Thanks, I’ll try and check back more often. How frequently you update your site?

https://g.page/fokuszpalyazat

Reply
a course in miracles audio 13 فبراير، 2022 - 1:15 م

Very interesting subject, appreciate it for putting up.

https://soundcloud.com/david-hoffmeister

Reply
un curso de milagros lecciones 13 فبراير، 2022 - 8:18 م

Hello, i think that i saw you visited my website so i came to “return the favor”.I’m trying to find things to improve my site!I suppose its ok to use a few of your ideas!!

https://un-curso-de-milagros.org/

Reply
um curso em milagres 14 فبراير، 2022 - 11:53 م

Some really great content on this website , appreciate it for contribution.

https://umcursoemmilagres.net/

Reply
vídeo corporativo 21 فبراير، 2022 - 11:51 ص

Saved as a favorite, I really like your blog!

https://videocontent.es/videos/video-corporativo/

Reply
zomenoferidov 23 مارس، 2022 - 12:33 ص

I discovered your blog site on google and check a few of your early posts. Continue to keep up the very good operate. I just additional up your RSS feed to my MSN News Reader. Seeking forward to reading more from you later on!…

http://www.zomenoferidov.com/

Reply
vintage leather jacket mens 3 أبريل، 2022 - 5:14 م Reply
Excursiones a Marruecos 13 أبريل، 2022 - 2:38 ص

You can definitely see your skills in the work you write. The world hopes for more passionate writers like you who aren’t afraid to say how they believe. Always follow your heart.

https://www.excursionesamarruecos.com

Reply
zorivare worilon 4 يوليو، 2022 - 10:40 م

Some genuinely choice articles on this site, saved to fav.

http://www.zorivareworilon.com/

Reply
zmozero teriloren 23 نوفمبر، 2022 - 1:05 ص

Appreciate it for helping out, wonderful info .

http:/www.zmozeroteriloren.com

Reply
zmozeroteriloren 29 نوفمبر، 2022 - 12:51 م

There is noticeably a bundle to know about this. I assume you made certain nice points in features also.

http:/www.zmozeroteriloren.com

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00