ثقافة و فنونعربي العادات المغربية الجديدة تفرض نفسها على رقصة “أحواش” by admin 12 ديسمبر، 2022 written by admin 12 ديسمبر، 2022 16 فن مميز يجمع بين الشعر والغناء وأفكار محافظة تعتبر أنه لا يصلح للنساء اندبندنت عربية \ إلهام الطالبي صحافية ومعدة أفلام وبرامج تلفزيونية على رغم أن جداتهن كن يرقصن إلى جانب الرجال، ويعبرن عن الاحتفال الجماعي وأهم القضايا في القبيلة، فإن الجيل الجديد من النساء في جنوب المغرب أقل حضوراً في هذا الفن التراثي، فكيف أسهمت التحولات الاجتماعية والعادات الجديدة في المجتمع المغربي في تراجع حضور النساء في فن أحواش؟ “أرقص” أحواش كلمة أمازيغية مشتقة من الفعل “حُش” تعني “أٌرقص”، وينتشر هذا الفن في الجنوب المغربي من مناطق سوس والحوز وبعض مناطق درعة تافيلالت، لكن هناك بعض الاختلافات في الآلات الموسيقية الموجودة بين رقصة أحواش في السوس أو الأطلس الكبير. لم يتمكن مؤرخو الرقص من تتبع بداية رقصة أحواش لعدم وجود وثائق مكتوبة، ولأن المغاربة كانوا يحافظون على تاريخهم عبر الشعر والغناء والقصص الشفهية. “أحواش تعبير عن تنظيم اجتماعي” يرتدي الرجال في رقصة أحواش جلباباً أبيض، وتلعب الآلات الموسيقية دوراً مهماً في التواصل بين النساء وقائد الفرقة، فهو يؤدي مقطوعاته التي يكررها الرجال والنساء، ولا يفهم حركاته سوى المشاركين في الرقصة. وفي سياق متصل، تقول كلثوم (22 سنة) تعيش في مدينة ورزازات جنوب المغرب، “بالنسبة إلينا الموسيقى شيء مهم، غالباً ما نجتمع في الأعياد والمناسبات ونرقص على قرع الطبول، فالأحواش فن مميز لأنه يجمع بين الشعر والرقص والغناء”. “أحواش ليست فقط موسيقى ورقص وشعر، بل إنها تعبير عن تنظيم اجتماعي منسق بشكل دقيق”، وتضيف كلثوم، “في الصيف نحتفل بالأعراس أو الختان، ويتجمع أبناء قرى عدة تحت إشراف القائد الذي تكمن مهمته في تسوية نزاعات المختلفين وتحقيق التوازن بين المشاركين في الحفل”. يتمتع القائد بمهارات جيدة في قرع الطبول والشعر والرقص، لكنه لا يحتكر قيادة الفرقة، بل يمكن للجميع المشاركة في الرقصة الجماعية، ولديهم إمكانية التوجه إلى وسط الساحة للمشاركة في الأداء. يقف الرجال في جهة والنساء في جهة أخرى، ينفصلون مكانياً ويغنون بالتناوب ويواجهون بعضهم بعضاً، ويتجمع الطبالون في وسط المربع، ويقف في المركز قائد المجموعة. “تقودنا الموسيقى” بالنسبة إلى كلثوم، “ولأن إيقاعات الموسيقى هي التي تقودنا، فإن الرقصة لا تشير إلى هيمنة الرجال”. فقط عازفو الطبول الجيدون هم من يتمكنون من إتقان قواعد فن أحواش، فالرقصة تعد تجمعاً للقاء العزاب، وبحسب كلثوم فـ”هي فرصة لعزاب القرية لإيجاد شريك المستقبل، لأن الاحتفالات تجمع أبناء القبيلة كلهم”. وفي السياق ذاته، تقول فاطمة أيت إبراهيم (34 سنة) التي تعيش في ضواحي تارودانت جنوب المغرب، “إن فن أحواش لم يعد رمزاً يجمع بين النساء والرجال للاستمتاع بالشعر والغناء والموسيقى، وذلك بسبب الأفكار المحافظة التي أصبحت تعتبر أن هذا الرقص لا يصلح للنساء”. المبارزة بالشعر تضيف فاطمة “لدي صور لجدتي ونساء القرية في فترة السبعينيات يرقصن أحواش، وكان عددهن أكبر من اليوم. هذا الرقص جزء من ثقافتنا، إنه يظهر تضامننا الاجتماعي ومكانة المرأة في القبيلة، كن يرتدين لباسهن الأمازيغي ويضعن الحلي ويؤدين الأغاني والشعر بشغف كبير”. وتم إدراج رقصة أحواش “تاسكيوين” الرقصة الاحتفالية لأمازيغ الأطلس الكبير الغربي للمغرب (محور إمينتانوت – شيشاوة) ضمن لائحة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو). وبسبب العولمة والتغيرات التي يعيشها المجتمع المغربي، تغير دور فن أحواش. ففي السابق كان له دور اجتماعي وثقافي وأيضاً إخباري، إذ كان يعد وسيلة لعرض النزاعات داخل القبيلة. وإلى جانب الرجال كانت تشارك النساء الأمازيغيات في التعبير عن قضايا القبيلة. الحوار وتحكيم العقل من القيم التي يدعو لها فن أحواش عبر المبارزة بالشعر، فيتجادل متخاصمان بلغة الشعر ويتدخل شخص من الفرق المشاركة لتسوية الخلاف عبر مقطع شعري. ولحظت مشاركة النساء في فن أحواش تراجعاً لافتاً مع تقلد المرأة المغربية مناصب مهمة، وفي هذا الشأن، تعلق فاطمة أيت إبراهيم قائلة، “من المؤسف جداً أن نفقد هذا التراث الذي يحمل ذاكرتنا وثقافتنا، ويعبر عن التنظيمات الاجتماعية في القبائل الأمازيغية، ويخبرنا عن دور النساء في مجتمعنا سابقاً، وأن حضورهن إلى جانب الرجال في البرلمان ليس شيئاً جديداً، بل هو جزء من تاريخنا”. المزيد عن: المغرب\رقصة أحواش\الن\الشعر\الغناء\العادات والتقالي\دالنساء\الطبول\أعراس\التراث الأمازيغي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الاستشراق الهولندي ودوره في حفظ التراث العربي الإسلامي next post الفن بين الحلم والغرابة لفوسلي العائد إلى فرنسا بعد قرنين You may also like فاز بجائزتي كتارا ونجيب محفوظ.. محمد طرزي: لا... 12 يناير، 2025 عن فلسطين.. في مرآة نعوم تشومسكي وإيلان بابيه 12 يناير، 2025 عودة يوسف حبشي الأشقر رائد الرواية اللبنانية الحديثة 12 يناير، 2025 مأساة ترحيل الجورجيين من روسيا يرويها فيلم “القديم” 12 يناير، 2025 صرخات المصرية جويس منصور في فرنسا 12 يناير، 2025 عندما يتحول التأويل الثقافي حافزا على عدم الفهم 12 يناير، 2025 مهى سلطان تكتب عن : الرسام الهولندي موندريان... 12 يناير، 2025 ليلى رستم تسافر إلى “الغرفة المضيئة” في الوجدان 12 يناير، 2025 زنوبيا ملكة تدمر… هل يسقطها المنهج التربوي السوري... 11 يناير، 2025 (15 عرضا) في مهرجان المسرح العربي في مسقط 11 يناير، 2025