مساع ثقافية حثيثة للتجديد ثقافة و فنون السعيدية السينمائي يبوح بآفاقه المستقبلية by admin 14 سبتمبر، 2024 written by admin 14 سبتمبر، 2024 91 مدير الفعالية بنيونس بحكاني يتحدث في هذا الحوار عن التجارب والتحديات والتطلعات المستقبلية للتظاهرة وتأثيرها على الثقافة السينمائية بالجوهرة الزرقاء. The Middle East Online / عبدالرحيم الشافعي – الرباط اختتمت فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان السعيدية السينمائي “سينما بلا حدود” نهاية الأسبوع الماضي، حيث تم الإعلان عن الأفلام الفائزة في مسابقتي الفيلم الروائي الطويل والقصير، وفي هذا السياق أجرت “ميدل إيست أونلاين” حوارًا مع مدير المهرجان بنيونس بحكاني حول أنشطة المهرجان. وفيما يلي نص الحوار: ما هي أبرز التحديات التي واجهتها في تنظيم الدورة التاسعة لمهرجان السعيدية السينمائي، وكيف تمكنت من تجاوزها؟ تتعدد التحديات وتتنوع فهي متشعبة، منها ما هو ذاتي ومنها ما هو مجتمعي وتنظيمي، وينتظر مني كسينمائي أن أقدم للمجتمع الثقافي والفني كالعادة برنامجا سينمائيا يستمتعون به، إذ لا بد أن أراعي العديد من التحديات، سواء كانت لوجيستية أو متعلقة بدعوات الضيوف والإقامة، أو بالمشاركة المحلية للمجتمع المدني حيث أعيش وأقيم، وليس من السهل توفير كل هذا في ظل ظروف قد لا تحصل فيها على دعم مالي يغطي الاحتياجات، ولا دعم معنوي يحفزك لتنظيم هذه الدورة. كيف تم اختيار الأفلام المشاركة في هذه الدورة، وما هي المعايير التي اعتمدتها؟ حسب تجربتي ودرايتي بنوعية الأفلام التي أشاهدها داخل المغرب وخارجه، ليس لدي أي إشكال، وبحسب العارفين في مجال السينما بالمغرب، أصبحت لدي بعض الخبرة المتواضعة في اختيار الأفلام نظرا لمشاركاتي المتعددة في معاينة أفلام المهرجانات الدولية كمهرجان مراكش الدولي للأفلام. ما الهدف الرئيسي من تنظيم هذا المهرجان في مدينة السعيدية، وكيف تساهم هذه التظاهرة في تعزيز المشهد الثقافي والفني للمنطقة؟ تعتبر مدينة السعيدية هي أول مدينة في المملكة نظمت مهرجانا كان يسمى مهرجان الطرب الغرناطي والفنون الشعبية، وكانت لنا فيه فقرة سينمائية وبعدها جاء مهرجان أصيلة، وفي السنوات الأخيرة ظهرت عدة مهرجانات في مختلف أنحاء البلاد، والهدف من هذه المهرجانات هو الحفاظ على الموروث الثقافي للجهة وللجوهرة الزرقاء، ويعد مهرجان السينما جزءا من هذا الموروث، إذ لا بد من التذكير بأن أول فيلم مثل المغرب في مهرجان كان بفرنسا عام 1962 كان من إخراج المخرج عبد العزيز الرمضاني، ابن مدينة السعيدية، ونظرا لعدد المخرجين من إقليم بركان، أذكر منهم علي الصافي وكمال كمال، وكذلك المسرحيين كعبد الكريم برشيد ومصطفى الرمضاني ومحمد قسيامي وغيرهم، حيث يصبح من الضروري أن ننظم مهرجانا سينمائيا وآخر مسرحيا، فالجوهرة الزرقاء تستحق أكثر من احتفالية. في ظل تطور وسائل التواصل الاجتماعي، كيف ترى تأثير هذه الوسائل على السينما العربية؟ يساهم تطور وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على السينما العربية عموما والمغربية على وجه الخصوص، إذ ناقشنا إلى أي حد يمكن أن تساهم هذه الوسائل في التعريف بالمنتوج السينمائي، والمساهمة في توزيعه والتعريف بجودته، كما في الورشات استمعنا إلى النموذج المصري والنموذج المغربي والنموذج العالمي، وكان النقاش موضوعيا حول كيفية فهم اللغات واللهجات، حيث تبين أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون أحيانا إيجابية عندما يكون الكاتب أو صاحب المحتوى مختصا وأحيانا أخرى سلبية عندما يكون الكاتب أو المعلق غير متمكن من الميدان. تتحدثون عن تعزيز قيم التسامح والتعايش من خلال هذا المهرجان، كيف تسعون لتحقيق هذا الهدف؟ يعتبر من قيم جمعية الأمل للتعايش والتنميةمثل التعايش، التسامح، والعيش المشترك، إذ نسعى من خلال عروض المهرجان عبر الأفلام المختارة ذات البعد الكوني إلى إرسال رسائل للمشاهدين والمشاركين، وتتضمن الأهداف السامية التي نطمح إليها جميعا، مع تعزيز قيم السلم والسلام، كما أن المملكة المغربية هي بلد التعايش والسلم والسلام والأمان، وتلعب السينما دورا مهما في تحقيق هذه الأهداف. ما الدور الذي يلعبه دعم وزارة الشباب والثقافة والتواصل والمركز السينمائي المغربي في إنجاح هذا المهرجان؟ سأكون معك صريحا كعادتي نحن في الدورة التاسعة وبرمجتنا تعد من أرقى البرمجات السينمائية في المغرب، وحضور ضيوفنا من داخل وخارج البلاد من ممثلين ومخرجين ونقاد وصحفيين، والمتابعة الجماهيرية التي نفتخر بها، ومع ذلك لا نحظى بالدعم اللائق، ويمكنك طرح السؤال على لجنة الدعم التي نتحفظ عليها كثيرا، فمهرجاننا حسب المتتبعين يصنّف من المهرجانات المتوسطة والراقية، لكن الدعم الذي نحصل عليه يبقى دون المستوى المطلوب، ولقد نظمنا ثلاث دورات دون دعم من لجنة الوزارة ونجحنا في ذلك، لذا عليهم استخلاص العبرة، كما أشير إلى أن المركز السينمائي يدعمنا فيما يخص القافلة السينمائية ونحن نشكره على ذلك، لكن تبقى هناك استفهامات حول لجنة الدعم. ما هي الرسالة التي ترغبون في إيصالها من خلال تكريم المخرج سعد الشرايبي، والممثلة السعدية أزكون، والكاتب والسيناريست عبدالإله الحمدوشي؟ تتميز التكريمات في مهرجان السعيدية ‘سينما بلا حدود’ بأنها ليست اعتباطية، بل تأتي بعد تفكير ونقاش معمق حول التصنيف والعطاء، فلا يختلف اثنان على أن سعد الشرايبي أيقونة السينما المغربية، فهو قدّم الكثير للسينما المغربية، بدءا من الأندية السينمائية وصولا إلى الإخراج والإنتاج، فسعد الشرايبي يجب أن يفخر به المغرب، فهو رجل قدّم للسينما من وقته وماله وروحه، ويستحق كل تكريم، أما السعدية أزكون، فهي امرأة مغربية عشقت السينما وأبدعت فيها وأصبحت وجها مألوفا في التلفزيون والدراما والسينما المغربية من خلال مشاركتها في عدة أفلام نالت إعجاب المغاربة، وكذلك عبد الإله الحمدوشي كاتب فهم ما يعشقه المغاربة، وقرب السينما من الجمهور العريض من خلال سيناريوهات يجدون فيها ذواتهم، فالحمدوشي كاتب مولع بالسينما، ولهذا رأينا أنه من الضروري تكريم كاتب إلى جانب مخرج وممثلة، وربما كنا من السباقين في اختيار مخرج وممثلة وكاتب سيناريو. كيف ترى مستقبل المهرجان في السنوات القادمة وما هي الخطط التي تعملون على تنفيذها؟ كمدير لهذا المهرجان ورغم التحديات نسعى لتطويره بالطبع من حيث البرمجة والضيوف، وإشراك جميع مكونات المجتمع المدني بالجوهرة الزرقاء، إضافة إلى الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين، ليكون مهرجانا يمثل المدينة ويجعل من السعيدية قبلة للسينما على غرار مدينة كان الفرنسية، ورغم أن هذا الطموح بعيد المدى، إلا أن الأهم هو أن يصبح المهرجان معروفا على المستويات المغربية، الإفريقية، والدولية، وهذا هو طموحنا وسنصل إليه بحول الله. ما هي الخطوات التي تتخذونها لضمان استفادة أوسع شريحة من الجمهور من العروض والأنشطة؟ يعتبر مهرجاننا مفتوح للجميع وهو أول مهرجان في المغرب والثاني في إفريقيا على الشاطئ، وهدفنا هو السينما للجميع، وليس لدينا حواجز أو مناطق “فيب”، فكل الزوار لهم مقاعد حيثما شاءوا، ونستقبل الشباب والشابات والنساء والرجال وحتى الأطفال، حيث لهم حصصهم الخاصة، وخصوصا أطفال المخيمات لمشاهدة أفلام قصيرة تربوية، فالمهم هو أن يكون المهرجان مفتوحا لكل زوار الجوهرة الزرقاء. ما الذي يجعل مهرجان السعيدية السينمائي مختلفا عن غيره من التظاهرات السينمائية في المغرب، وكيف تسعى لتعزيز مكانته على الصعيدين الوطني والدولي؟ يختلف مهرجاننا عن باقي المهرجانات في كونه مفتوح في الهواء الطلق، وينظم بقصر المهرجانات بالسعيدية، وهدفنا مستقبلا أن يكون في طليعة المهرجانات المغربية التي تسعى لإشعاع المنتوج السينمائي المغربي والتعريف بالسينما العالمية، خصوصا تلك التي يساهم فيها مغاربة العالم، سواء كمخرجين أو منتجين، فمكانته على الصعيد الوطني بعد الدورة التاسعة واضحة للعيان، أما على الصعيد الدولي فلا بد من مساهمة الدولة والجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على المستويين الوطني والجهوي والمحلي ببساطة، حيث يلعب المهرجان دوره الثقافي والدبلوماسي، خصوصا أن مدينة السعيدية تستقبل مغاربة العالم ومختلف السياح من بلدان متعددة. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post رحيل صفية بن زقر… صنعت تاريخا للمرأة السعودية الرسامة next post 20 عاما سجنا بحق مسؤول أمني سعودي سابق في قضايا فساد You may also like مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024