يوصف بأنه مؤسس مدرسة الشعر الواقعي في البلاد وترك وراءه مسيرة ثقافية تمتد لأكثر من 6 عقود
اندبندنت عربية / وكالات
توفي يوم الأحد الأديب والشاعر السعودي سعد بن عبدالرحمن البواردي عن عمر يناهز 95 سنة والذي وافته المنية في العاصمة الرياض، بعد مسيرة حافلة في ميادين الثقافة والفكر والشعر.
ويعد الراحل من أبرز رموز الأدب السعودي في القرن الـ20 ووصف بأنه مؤسس مدرسة الشعر الواقعي في البلاد، تاركاً وراءه مسيرة ثقافية تمتد لأكثر من ستة عقود من الإنتاج الشعري والنثري.
ولد البواردي في محافظة شقراء عام 1930، وبدأ تعليمه فيها، قبل أن ينتقل إلى عنيزة ثم الطائف حيث التحق بدار التوحيد، وتلك المراحل المبكرة أسهمت في تشكيل وعيه الثقافي، لتكون البدايات نحو مسيرة فكرية متفردة.
وتنقل البواردي بين مناصب ثقافية وتعليمية عدة، من بينها عمله مديراً للعلاقات العامة في وزارة المعارف (وزارة التعليم حالياً) وتوليه إدارة مجلة المعرفة، إلى جانب مهماته كسكرتير للمجلس الأعلى للتعليم وللمجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب.
وفي مرحلة لاحقة، عين ملحقاً ثقافياً للسعودية لدى بيروت والقاهرة حتى تقاعده عام 1989، بعد أن رسخ حضوره كواحد من أبرز الوجوه الثقافية الرسمية وغير الرسمية في الداخل والخارج.
برز سعد البواردي كشاعر وصحافي، وجمع في أعماله بين الشعر والنثر والقصص والمقالة، وأسس مجلة الإشعاع عام 1956 في الخبر، فيما واصل الكتابة في عدد من الصحف المحلية والعربية، عبر زوايا صحافية متعددة، مثل “الباب المفتوح والنافذة والسلام عليكم واستراحة داخل صومعة الفكر وأفكار مضغوطة”.
وأصدر البواردي عدداً من الدواوين الشعرية، أبرزها “أغنية العودة وصفارة الإنذار ورباعياتي وإبحار ولا بحر وقصائد تتوكأ على عكاز وقصائد تخاطب الإنسان”.
وفي مجال النثر أصدر ستة كتب، من بينها “ثرثرة الصباح وحروف تبحث عن هوية واستراحة في صومعة الفكر”، كما نشر مجموعة قصصية واحدة بعنوان “شبح من فلسطين”، إضافة إلى مؤلفات متنوعة، من أبرزها “تجربتي مع الشعر الشعبي وأبيات وبيات ومثل شعبي في قصة.
وتقديراً لعطائه الأدبي والفكري، منح البواردي وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى عام 2014، وهو أعلى وسام مدني في المملكة، تكريماً لمسيرة استثنائية في خدمة الثقافة الوطنية.
وشهد خبر وفاته تفاعلاً واسعاً في الوسط الثقافي، فنعاه عدد كبير من المثقفين السعوديين والعرب، مثل ابنته فدوى البواردي وسعد البازعي وغيرهم، مؤكدين فرادة حضوره وتأثيره في المشهد الأدبي. وغرد الأديب حمد القاضي قائلاً “غيّب الموت اليوم الرائد الأديب الشاعر سعد البواردي رحمه الله… أحد رواد الصحافة والثقافة في بلادنا”.
رحل سعد البواردي جسداً، لكن إرثه سيظل شاهداً على مرحلة مهمة من تاريخ الأدب السعودي، جمع فيها بين الحضور المؤسسي الرسمي والكتابة الحرة المشبعة بالفكر والوجدان والالتزام.
المزيد عن: السعوديةالأدب السعوديسعد البواردي