الثلاثاء, أكتوبر 22, 2024
الثلاثاء, أكتوبر 22, 2024
Home » الذكاء الاصطناعي يذكر بما أحدثته الثورة الصناعية قبل عقود

الذكاء الاصطناعي يذكر بما أحدثته الثورة الصناعية قبل عقود

by admin

 

ندخل مرحلة جديدة سيحدث فيها مزيد من التغييرات الجوهرية في حياتنا

سامي خليفة صحافي متخصص في العلوم والتكنولوجيا

يؤكد منح جائزة نوبل هذا العام لبعض الاكتشافات والتقنيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي مكانة التقنيات الجديدة في تاريخ العلوم وهو بمثابة إعلان عن تغييره رسمياً لعصرنا.

وكان دور الذكاء الاصطناعي المحوري واضحاً أخيراً مع منح جائزة نوبل في الفيزياء لجون جيه هوبفيلد وجيفري إي هينتون، وهما رائدان في الشبكات العصبية الاصطناعية، وهي التكنولوجيا الأساس للتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، فيما ذهبت جائزة نوبل في الكيمياء إلى مطوري “ألفافولد”، وهي خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تتنبأ بهياكل البروتين، والتي يمكن أن تعمل على تسريع اكتشاف الأدوية.

كل ذلك يشي بحسب العلماء بأن ظهور الذكاء الاصطناعي بات يضاهي Error! Hyperlink reference not valid. التي انطلقت خلال الحقبة السادسة من القرن الـ18 وأننا سندخل مرحلة جديدة يحدث فيها مزيد من التغييرات الجوهرية في حياتنا.

الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل القوة العالمية

كما دفعت قوة البخار المملكة المتحدة إلى الهيمنة الصناعية في القرن الـ18 وساعد تليغراف اللاسلكي الولايات المتحدة على تبوؤ عرش العالم في الاتصالات خلال أوائل القرن الـ20، فإن الذكاء الاصطناعي سيقود التحول العالمي القادم للقوة.

من هنا ستكتسب الدول والمناطق الرائدة في تطوير الذكاء الاصطناعي وكذلك حوكمته الاستراتيجية نفوذاً في السياسة العالمية والقدرات العسكرية والتجارة الدولية، ونحن نشهد بالفعل سباقاً للذكاء الاصطناعي سيحدد توازن القوى خلال هذا القرن والقرن الذي يليه.

في المستقبل سيصبح من الصعب التمييز بين الإنسان والذكاء الاصطناعي (أ ف ب)

وبينما تناقش الحكومات العالمية ما إذا كان ينبغي لها تعزيز الابتكار أو وضع حواجز لهذه التكنولوجيا القوية بصورة متزايدة، فمن الأهمية بمكان أن ندرك أن وضع معايير السلامة العالمية يمكن أن يكون بمثابة أداة استراتيجية للدول لتأكيد سلطتها.

تغذية الابتكار في جميع المجالات

غذى الذكاء الاصطناعي الابتكارات في مختلف الصناعات مثل المركبات ذاتية القيادة والروبوتات وألعاب الفيديو وتوسع لمجالات لم نكن حتى لنتخيلها، على سبيل المثال يعمل مختبر “بيريكلي إي أي ريسيرش” مع منظمة غير ربحية لاستعادة الشعاب المرجانية وتطوير نماذج التعلم الآلي التي تقدر قيمتها البيئية، فيما يستفيد مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة “جونز هوبكنز” من التعلم العميق والاستشعار من بعد لتحديد مصادر تغير المناخ.

ومن جهتها طورت شركة “داتا ساينتست نيتوورك” روبوت محادثة متعدد اللغات يعتمد على الصوت ويوفر إرشادات مالية لصاحبات الأعمال في نيجيريا، وهو المشروع الذي حصل على تمويل من مؤسسة “بيل وميليندا غيتس”.

تحول كبير في القوى العاملة

أدى إدخال أشباه الموصلات والألياف الضوئية، وكلاهما من التقنيات المعترف بها بجائزة نوبل، إلى إعادة تشكيل الصناعات والقوى العاملة بصورة أساس من الحوسبة والاتصالات وخدمات الإنترنت إلى الإلكترونيات الاستهلاكية والتجارة العالمية وعديد من الصناعات الأخرى.

لكن الذكاء الاصطناعي على استعداد لإحداث تأثير أكبر، ففي حين سيستبدل بعض الوظائف بالأتمتة، ستظهر من ناحية ثانية وظائف جديدة، وأولئك الذين يمكنهم رفع مهاراتهم ودمج الذكاء الاصطناعي في ممارساتهم سيقطفون ثمار هذا التطور الهائل، إذ إن الذكاء الاصطناعي ليس حكراً لمحترفي التكنولوجيا بل إنه متشعب في كل مجال من التصنيع والتمويل إلى الرعاية الصحية والقانون.

جميعنا يعرف أن الإنترنت فتح مجموعة واسعة من المعلومات للجمهور من خلال عمليات بحث بسيطة، لكن الذكاء الاصطناعي يساعد في تجميع البيانات المعقدة من مجالات مختلفة وصولاً إلى رؤى قابلة للإدارة، وهذا يجعل من السهل توسيع خبرة المرء خلال وقت أقل.

وعلى سبيل المثال، قد يحصل مستشار استراتيجية الأعمال بسرعة بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي على فهم أوضح للوائح الرعاية الصحية، ويمكن لرجال الأعمال استكشاف حاجات السوق عبر القارات واستراتيجيات التسويق المحتملة، في حين يمكن لأولئك المهتمين في التجارة الإلكترونية البحث عن صناعات جديدة مثل الترفيه وغيرها.

 تغير طريقة تواصلنا

من خلال تمكين مزيد من التفاعلات الفورية والشخصية يغير الذكاء الاصطناعي مشهد التواصل البشري، إذ تعمل أدوات الترجمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي على كسر الحواجز اللغوية مما يسمح للأشخاص من مختلف أنحاء العالم بالتواصل وفهم الرسائل من دون عناء، وتمكن أجهزة الترجمة هذه المسافرين التحدث مع السكان المحليين من دون تعلم لغتهم.

وحالياً أصبحت برامج الدردشة الآلية والمساعدين الافتراضيين مثل “سيري” و”أليكسا” و”جيميني” و”تشات جي بي تي” متطورة بصورة متزايدة، إذ توفر المساعدة والمعلومات وحتى الرفقة خلال الوقت الفعلي.

إضافة إلى ذلك، يعزز الذكاء الاصطناعي إمكانية التواصل لذوي الحاجات الخاصة من خلال التعرف على الكلام وتقنيات تحويل النص إلى كلام، ومن الأمثلة على ذلك أنظمة المنزل التي يتم التحكم فيها صوتياً والتي تساعد الأفراد الذين يعانون تحديات الحركة في إدارة المهام المنزلية.

فهم أنفسنا بصورة أفضل

تحاكي تقنيات الذكاء الاصطناعي وخصوصاً الشبكات العصبية الإدراك البشري، وهذا يعني أن البشر سيتعلمون مزيداً عن سلوكاتهم المعرفية من خلال التعامل بصورة نقدية مع الآلات التي صنعوها.

ويتعلم الذكاء الاصطناعي بعمق من مجموعة واسعة من الكتابات والصور والوثائق والأخبار ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة المعقدة للعلاقات الاقتصادية والسياسية العالمية، ومن خلال معالجة هذا الحجم الهائل من البيانات التي تتجاوز بكثير القدرة البشرية، يمكنه الكشف عن أنماط في التفضيلات البشرية والأفكار والتاريخ، وبهذه الطريقة يعمل الذكاء الاصطناعي كمرآة تعكس تحيزاتنا وظلمنا وجشعنا ونقاط ضعفنا.

يتأثر التسويق التقليدي في كتابة المحتوى بالذكاء الاصطناعي التوليدي (أ ف ب)

يجب أن يدفعنا هذا إلى أن نكون على دراية بحدودنا وأن نسعى جاهدين لنصبح أكثر مسؤولية ونبني هياكل بيانات أكثر عدالة واستدامة في أنظمة الذكاء الاصطناعي. ومع دخولنا هذا العصر الجديد، سيصبح الوعي الذاتي والتعاطف والاهتمام بالآخرين والبيئة أكثر أهمية مع تنقلنا في العلاقة بين الذكاء البشري والذكاء الآلي.

عالم الأعمال

بصرف النظر عن طبيعة أية شركة إن كانت تعتمد على الخدمات أو التصنيع أو المستهلك أو الأعمال التجارية، فإن الذكاء الاصطناعي بات يلعب دوراً محورياً في عمليات الشركات، فمثلاً كان للدردشة الآلية تأثير ملحوظ بالفعل على خدمة العملاء، ومع تبني الدردشة الآلية لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية ونموها بصورة أكثر موثوقية وبشرية، نتخيل أنه في المستقبل سيصبح من الصعب التمييز بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.

وغالباً ما يكون لدى الموظفين في الشركات مستندات وأدلة مختلفة، تُخزن عادة على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم وفي مستودعات مركزية، فيجعل الذكاء الاصطناعي من السهل البحث عن المعلومات المهمة وتحديد موقعها وفهمها بسرعة.

إلى ذلك يتأثر التسويق التقليدي، وخصوصاً في مجالات مثل كتابة المحتوى بالذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن الناحية المثالية يجب أن يكون المحرر الذي يتمتع بمعرفة واقعية بالأعمال التجارية هو من يقوم بمراجعة النصوص، ولكن المحتوى المكتوب، مثل البيانات الصحافية ومنشورات المدونات ونسخ المبيعات والسير الذاتية يمكن إنتاجها بصورة مصطنعة اليوم. إنها عملية غير كاملة تحتاج إلى التحقق من صحتها من قبل الإنسان لكنها تتحسن بسرعة، ومن المرجح أن تكون نسبة معينة من كل ما نقرأه عبر الإنترنت بالفعل اليوم من صنع الذكاء الاصطناعي.

المزيد عن: جيمينيتشات جي بي تيسيريالذكاء الاصطناعيالثورة الصناعيةجائزة نوبل

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00