ثقافة و فنونعربي الحقيقة المخاتلة في رواية “رائحة الموت” by admin 15 مارس، 2020 written by admin 15 مارس، 2020 139 ليلى مهيدرة تتغلغل في نفسية بطل روايتها الشاب العربي بلقايد الذي أراد أن يضع حدا لحياته نتيجة ظروف حياتية معينة. ميدل ايست اونلاين / أحمد فضل شبلول تواكب رواية “رائحة الموت” للكاتبة المغربية ليلى مهيدرة ظاهرة انتحار الشباب في الكثير من الدول الآن، لكن روايتها تعلو على الحدث، محلقة في آفاق الفن الروائي ولا تتناول الظاهرة بطريقة فجة أو بطريقة مباشرة، ولكنها تتغلغل في نفسية بطل الرواية الشاب العربي بلقايد الذي أراد أن يضع حدا لحياته نتيجة ظروف حياتية معينة، فقد فيها رجولته ورحلت والدته (زينب) منبع الدفء والحنان والأمان له رغم صمتها الطويل الحزين. ومن قبلها رحل والده (المختار)، وجده لأمه بلقايد الذي لم يكن على علاقة طيبة معه، فهو نتاج فترة استعمارية كان ينحاز فيها للاستعمار الفرنسي لكسب المال والسيطرة على أهالي المنطقة، وعندما رحل الاستعمار وانتصرت إرادة الشعب المغربي لم يجد له مكانا. يلعب المكان دورا مهما في مجريات أحداث الرواية، لأن الكاتبة اختارت منطقة بعينها هي مدينة الصويرة المغربية التي تقع على المحيط الأطلسي – وإن لم تصرح بذلك – التي خبرتها وتعيش فيها، لذا جاء وصف الشوارع والأزقة والطرقات والبيوت وصفا دقيقا يكشف عن معرفة وافية ومعايشة حقيقية للمكان الذي ينجذب نحوه الخيال – حسب باشلار – حيث “لا يمكن أن يبقى المكان مكاناً لا مبالياً، ذا أبعاد هندسية وحسب. فهو مكان عاش فيه بشر ليس بشكل موضوعي فقط، بل بكل ما في الخيال من تميز”. وإلى جانب هذا فإنها تستنطق الشخصية وتغوص في ماضيها وتستدعي كل الأزمات التي مرت بها بل تغوص في عقول شخصيات أخرى تم استدعاؤها لتساند الشخصية الرئيسية في حضورها وتألقها الروائي. إن العربي بلقايد وهو يتأهب للانتحار أو الشنق عن طريق ربطة العنق التي لم يستخدمها أو يرتديها من قبل يتساءل: ماذا تراها ستقول عني الجرائد غدا؟ وبهذه العبارة تفتتح الكاتبة صفحات روايتها البالغة 160 صفحة والصادرة عن مؤسسة الرحاب الحديثة في بيروت 2018. اختيار اسم “العربي” لبطل الرواية الذي اختار العزلة والانعزال، يفتح الكثير من الدلالات والتأويلات، خاصة في ظل الوضع العربي الراهن الذي نعيشه حاليا، ومحاولات البحث عن الهوية المتجذرة في الأعماق إن اهتمام العربي بلقايد بما ستذكره الصحف بعد انتحاره، قد يشي بشيء من عبثية تلك الشخصية، وأن انتحاره لم يكن سوى مجرد لعبة يلعبها مع القارئ،، خاصة أننا نكتشف أن هناك ذاتا أخرى تتوازى مع شخصية العربي بلقايد هي الذات الروائية، أو الذات الراوية، ولا أعنى بها ذات الكاتبة ليلى مهيدرة، ولكنّ هناك ذاتا أخرى تكتب الأحداث وتتابع ما يجري وتؤرخ له، وتتحاور مع شخصية بلقايد. ومن هنا نجد تعقيدا في نسيج العمل يجب أخذه في الحسبان حتى لا تتوه خيوط الرواية أثناء القراءة، بل إن هناك ذاتا ثالثة هي القرين (أو الرفيق) الذي يطل على الشخصية وهي مسجاة على سريرها في انتظار التشريح لمعرفة أسباب الوفاة، هل هو انتحار، أم سقوط من الأعلى، أم أسباب أخرى، ومن بعيد تحلق شخصية الطبيبة التي سوف تكتب تقرير الوفاة وتستخرج تصريح الدفن. حيث تنتهي الرواية بالفقرة التالية: “توجه للطبيبة يحاول أن يثنيها عن قرارها، لم تنتبه لصراخه ولا لوجوده في الغرفة، فهي لم تلمح إلا جسده المتروك على الطاولة، حملت الأوراق ورمتها فوق جسده العاري وغادرت. جملة واحدة كانت واضحة جدا، وضعت على شكل طابع كانت باللون الأحمر هي (تصريح بالدفن)”. عند هذه النقطة تنغلق الرواية على كل الذوات التي حلقت معنا خلال هذا العمل الروائي الذي يحلق في آفاق فانتازية وغرائبية منها على سبيل المثال حكاية أمنا الغولة التي خطفت العربي بلقايد في صغره، ولكنه استطاع الهرب، أو الكتب التي خرجت من المكتبة لتتحول لصواريخ ورقية تتطاير في الهواء ورقة ورقة (ص 144)، وغير ذلك من مشاهد فنتازية وغرائبية. إن العربي بالقايد يفلسف انتحاره قائلا: “وأنت منتحر تمتلك كل الحق في إعادة رسم خيوط حياتك كما تحب، فقط عليك أن تكون مقنعا، القدرة على الإقناع وحدها تجعل الآخر يصدق ما ستقوله، أن تقدم له البرهان الكافي الدافع لما فعلت، أن تقنع الآخرين ضعف ما أقنعت به نفسك قبل أن تستسلم لمشنقتك، خذ كل الوقت الذي يلزمك للسفر لماضيك، لتدرك الحقائق كما وقعت، أو كما خيل لك، فعندما نقرر أن نروي حكايتنا فليس بالضرورة أن ما سنقوله هو الحقيقة، قد تكون ما قد تصورناه كذلك فقط، من وجهة نظرنا على الأقل وربما بأبعاد مختلفة. فقط افتح ملفك العمري واستعرض الحقائق كما تحب وحتى دون تجميلها فهي حياتك وكفى”. (ص 38). وعلى الرغم من أن التخييل يلعب دورا كبيرا في الرواية، فإن هناك إقرارا بأن هناك أشياء أو وقائع قد تكون غير حقيقية ولا توجد سوى في مخيلة صاحبها، ولكن طريقة الإقناع بوقوعها ربما قد تكون أهم من وقوعها. وربما يكون هذا الأمر سر من أسرار الصنعة في العالم الروائي بصفة عامة، وفي هذه الرواية بصفة خاصة. وعليه فإن عمليات العودة إلى الوراء (الفلاش باك) قد تكون غير حقيقية في حياة الشخصية، ربما تكون أوهاما أو أضغاث أحلام، مما يرفع نسبة المتخيل في مقابل الواقعي بالرواية، وتتماشى تلك التقنية في حالة الرواية الفنتازية أو الرواية الغرائبية والعجائبية وروايات الواقعية السحرية، غير أنها قد لا تناسب روايات السيرة الذاتية. لذا قد ننظر إلى عملية فقد الشخصية لجزء كبير من قضيبه نتيجة ضغط الجد على هذا العضو، على أنه من تلك الأوهام التي قد يصدقها العربي بلقايد، ويعيش على أن هذه العاهة عاهة حقيقية وما هي بذلك، رغم أن أمه زينب حاولت صرفه عن هذا التفكير. هنا يتداخل الحقيقي بغير اللاحقيقي، وقد لا تكون هناك رائحة للموت تزكم أنفاس العربي بلقايد وتفقده القدرة على المقاومة، على الرغم من أننا نراه يتكوم في ركن مفترشا الأرض، غير آبه ببقايا القيء المتناثر في المكان، ولا الحشرات التي اتخذته وجبة لها. ولكننا نقول إذا لم تكن هناك رائحة للموت لما وجدت هذه الرواية من الأصل. رواية ما بعد الفترة الاستعمارية إن العربي بلقايد يرى العالم في لحظة موته بشكل مختلف، وعلينا نحن كقراء أن نستقبل رؤيته للعالم من خلال الرواية، بشيء من الشك، وفي هذا يبرز الإبداع الروائي في أجمل تجلياته، حيث يعجز القارئ عن التفرقة بين الخرافة والحقيقة، أو بين الخيال والواقع. إن هذه المنطقة الرمادية، أو المسافة بين الحياة والموت هي مسافة الإبداع في الرواية، ما بين اليقظة والحلم، وما بين الحلم والكابوس، وما بين الكابوس والكارثة، فمن داخل منطقة البينيات هذه تبدع ليلى مهيدرة روايتها المتميزة، وليس مطلوب منا كقراء أن نبحث عن الحقيقي وغير الحقيقي، فالعربي بالقايد نفسه يشك في مسألة انتحاره وأنه قد يكون كابوسا مزعجا، فهو أجبن من أن ينتحر، أو ربما انتحر فعلا لكنه لم يمت، ولهذا لم يتم تشريحه بعد، فكل الاحتمالات قائمة وواردة، وباب التأويل مفتوح على مصراعيه. على هذا الوتر بين الشك واليقين، وبين الحياة والموت، وبين الوهم والتأكيد، والظن والتيقظ، تدور الرواية فتحقق الكثير من المتعة الفنية، خاصة لو عرفنا أن العربي بلقايد يظن أنه شخصية شفافة أو غير مرئية في كثير من الأحوال، فيقوم بعمل أفعال شاذة أو غير مستحبة، ظنا منه أن لا أحد يراه، وأحيانا يتعمد بعض المتعاملين معه إهماله أو يؤخرون طلبا له، فيزداد يقينا أنه غير مرئي للآخرين، مثلما حدث مع إحدى الجارات التي تلتقي بصديقة لها على بعد متر من عتبة بيتهم، ولم ينتبها لوجوده فاصطدما به وازدادا رعبا، رغم أنهما كانتا ترددان تعويذة تحميهما من لعنة جده (ص 14). وكان العربي يسعد كثيرا بمثل هذه الأمور (كاد يضحك في سره مما حصل) لكن تكرارها على نواح متعددة جعلته يغرق في صمته. إنه – كما ذكرنا من قبل – يشك في موته فيتساءل: “كيف أكون ميتا وأنا أكاد أبصر رفيقي (قرينه) وهو يعبث بكل ما يخصني وما زالت مخيلتي تقلب ذكرياتها وتنثرها في الفضاء حولي؟ كيف يمكن أن أجزم الآن أنني ميت، وكيف يمكنني الجزم أنني ما زلت حيا؟ ماذا لو أحس مَن حولي بحيرتي وقرروا نيابة عني بأنني ميت وشيعوني؟ عليّ التفكير جيدا ما زال الأمر بيدي” (ص 105). ولأن الأمور غائمة لدى الجميع سواء شخصيات الرواية أو القارئ – ولا أريد أن أقول الكاتبة لأنها تعي تماما ما تفعل وما تكتب وما تهندس من كلمات تطير على أجنحة الوصف والحوار وتيار الوعي والتناص واللعب بالضمائر واستخدام الأبناط الثخينة والأغنيات الشعبية، وغيرها من تقنيات روائية – فإننا نقبل فكرة أن في الحياة بعضَ موت، وفي الموت بعض حياة. إن العربي بلقايد يخاطب الحياة وكأنها شخص متجسد أمامه. إننا نستطيع أن ننظر إلى الرواية على أنها رواية ما بعد الفترة الاستعمارية (أو ما بعد الكولونيالية) حيث كان الجد بلقايد نتاجا مشوها للاستعمار الفرنسي الذي أطلقه أو تركه يعبث في الحي الذي يعيش فيه ويحجز معارضيه أيام حكم السيبة (التي امتنع فيها الأهالي عن دفع الضرائب في القرن التاسع عشر)، فكان بلقايد (المشتق من كلمة القائد) يضع معارضيه في غرفة بها الفحم مشتعل ويتركهم يموتون ببطء مع كل نفس يتنفسونه، وعندما تحررت البلاد أصبح اسم بلقايد عارا على الأسرة وخاصة على الحفيد العربي. ولعل هذا الأمر من أسباب إقدام العربي على الانتحار. إنها لعنة الجد الذي لبس بذلة عسكرية فرنسية، أصابت الحفيد، لذا أطلق العربي على مدينته وصف المدينة الجاحدة. ولعل السؤال المطرح في الرواية (ص 35) يفسر ذلك: ماذا يمكن أن ينتج عن عرس تزكيه القوى الاستعمارية ومجمع الخونة والانتهازيين، إلا عبدا خنوعا مثلي، تركيبة حددت مصيري حتى قبل ولادتي، توليفة سقتني الخزي والذل؟ إن اختيار اسم “العربي” لبطل الرواية الذي اختار العزلة والانعزال، يفتح الكثير من الدلالات والتأويلات، خاصة في ظل الوضع العربي الراهن الذي نعيشه حاليا، ومحاولات البحث عن الهوية المتجذرة في الأعماق. 49 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الثقافة من قوة ناعمة إلى سلاح من أسلحة العولمة next post Medical Assistant School – An A to Z Guide For Beginner You may also like “بيدرو بارامو” رواية خوان رولفو السحرية تتجلى سينمائيا 16 نوفمبر، 2024 دانيال كريغ لا يكترث من يخلفه في دور... 16 نوفمبر، 2024 جاكسون بولوك جسد التعبيرية التجريدية قبل أن يطلق... 16 نوفمبر، 2024 المخرج والتر ساليس ينبش الماضي البرازيلي الديكتاتوري 16 نوفمبر، 2024 الحقيقة المزعجة حول العمل الفائز بجائزة “بوكر” لهذا... 16 نوفمبر، 2024 فرويد الذي لم يحب السينما كان لافتا في... 16 نوفمبر، 2024 يونس البستي لـ”المجلة”: شكري فتح السرد العربي على... 15 نوفمبر، 2024 مرصد كتب “المجلة”… جولة على أحدث إصدارات دور... 15 نوفمبر، 2024 بغداد: قصة مدينة عربية بُنيت لتكون عاصمة إمبراطورية... 15 نوفمبر، 2024 أهم إصدارات الكتب في بريطانيا لنوفمبر 2024 15 نوفمبر، 2024 49 comments Latisha 20 يونيو، 2020 - 1:35 ص What i don’t realize is in reality how you’re not actually much more well-favored than you might be now. You are so intelligent. You realize thus considerably when it comes to this subject, made me individually believe it from so many various angles. Its like women and men aren’t interested unless it’s something to do with Girl gaga! Your personal stuffs excellent. At all times care for it up! Also visit my web page … g one Reply Dorothy 21 يونيو، 2020 - 2:18 ص Hello friends, fastidious piece of writing and pleasant arguments commented at this place, I am actually enjoying by these. My blog post; use g Reply Alda 26 يونيو، 2020 - 7:53 ص Asking questions are in fact good thing if you are not understanding something completely, but this paragraph offers good understanding yet. Have a look at my website: cbd oil; ecoups.net, Reply Dani 26 يونيو، 2020 - 9:47 م An impressive share! I have just forwarded this onto a co-worker who had been conducting a little homework on this. And he actually bought me dinner due to the fact that I stumbled upon it for him… lol. So allow me to reword this…. Thanks for the meal!! But yeah, thanks for spending time to talk about this topic here on your site. my blog :: cbd oil – tinyurl.com – Reply Kristina 27 يونيو، 2020 - 10:20 م Hello, i think cbd oil that works 2020 i saw you visited my site so i came to “return the favor”.I’m trying to find things to improve my web site!I suppose its ok to use a few of your ideas!! Reply Angus 22 يوليو، 2020 - 1:01 ص What’s up to all, how is everything, I think every one is getting more from this best web hosting 2020 page, and your views are nice in support of new people. Reply Jasper 28 يوليو، 2020 - 3:04 ص Your way of explaining all in this article is genuinely pleasant, every one be able to simply know it, Thanks a lot. Also visit my blog – priceline cheap flights Reply Susanna 29 يوليو، 2020 - 5:24 ص When I originally commented I clicked the “Notify me when new comments are added” checkbox and now each time a comment is added I get several emails with the same comment. Is there any way you can remove people from that service? Bless you! Here is my website cheapest Reply Kerstin 7 أغسطس، 2020 - 6:35 ص It is perfect time to make a few plans for the long run and it is time to be happy. I have read this put up and if I may I wish to recommend you few fascinating issues or tips. Perhaps you can write next articles relating to this article. I want to read more issues about it! Feel free to surf to my page :: best web hosting Reply Mark 14 أغسطس، 2020 - 11:09 ص This page truly has all of the information I wanted concerning this subject and didn’t know who to ask. My webpage … best web hosting sites Reply Sheldon 27 أغسطس، 2020 - 10:49 ص Hmm is anyone else experiencing problems with the pictures on this blog loading? I’m trying to find out if its a problem on my end or if it’s the blog. Any feedback would be greatly appreciated. My homepage: cheap flights Reply Will 28 أغسطس، 2020 - 7:17 ص Awesome post. Feel free to surf to my blog post black mass Reply Rosaline 28 أغسطس، 2020 - 10:40 ص This page certainly has all the info I wanted about this subject and didn’t know who to ask. Also visit my web-site :: black mass Reply order zithromax online 12 أبريل، 2021 - 11:27 م zithromax instructions https://zithromaxes.com/ azithromycin 1g side effects Reply brimonidine 16 مايو، 2021 - 7:21 ص brimonidine tartrate 2% combigan eye drops Reply cyclomune 20 مايو، 2021 - 2:23 م cyclosporine emulsion drops cyclosporine for humans Reply зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 23 مارس، 2024 - 2:53 ص Hi there just wanted to give you a quick heads up and let you know a few of the images aren’t loading correctly. I’m not sure why but I think its a linking issue. I’ve tried it in two different browsers and both show the same results. Reply глаз бога телеграмм бесплатно 10 أبريل، 2024 - 9:23 ص My brother suggested I would possibly like this blog. He used to be totally right. This post actually made my day. You cann’t believe just how much time I had spent for this information! Thank you! Reply глаз бога бот 10 أبريل، 2024 - 10:40 م I was able to find good information from your blog posts. Reply cs2 betting website 8 مايو، 2024 - 1:27 ص Hello there! I know this is kinda off topic but I was wondering which blog platform are you using for this site? I’m getting tired of Wordpress because I’ve had issues with hackers and I’m looking at options for another platform. I would be awesome if you could point me in the direction of a good platform. Reply F. Skorina Gomel State University 16 مايو، 2024 - 2:20 ص Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям. Reply Гостиничные Чеки СПБ купить 24 مايو، 2024 - 6:04 م Great web site you’ve got here.. It’s hard to find high-quality writing like yours these days. I seriously appreciate people like you! Take care!! Reply купить удостоверение тракториста машиниста 30 مايو، 2024 - 8:37 م Howdy! I know this is somewhat off topic but I was wondering which blog platform are you using for this site? I’m getting fed up of Wordpress because I’ve had issues with hackers and I’m looking at options for another platform. I would be awesome if you could point me in the direction of a good platform. Reply купить удостоверение тракториста машиниста 31 مايو، 2024 - 1:43 م Do you mind if I quote a couple of your posts as long as I provide credit and sources back to your website? My blog site is in the very same area of interest as yours and my visitors would certainly benefit from a lot of the information you present here. Please let me know if this okay with you. Cheers! Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 1 يونيو، 2024 - 2:21 ص It’s an remarkable article in favor of all the web people; they will take benefit from it I am sure. Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 1 يونيو، 2024 - 2:14 م Wow, amazing blog layout! How long have you been blogging for? you make blogging look easy. The overall look of your site is great, let alone the content! Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 2 يونيو، 2024 - 1:58 ص I have been surfing online more than three hours lately, yet I never found any fascinating article like yours. It’s pretty worth enough for me. In my opinion, if all website owners and bloggers made good content as you did, the internet shall be much more useful than ever before. Reply купить удостоверение тракториста машиниста 2 يونيو، 2024 - 1:42 م I am curious to find out what blog system you are utilizing? I’m experiencing some minor security problems with my latest site and I would like to find something more safeguarded. Do you have any solutions? Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 3 يونيو، 2024 - 1:28 ص Wow, amazing blog format! How long have you been blogging for? you make blogging glance easy. The entire glance of your site is great, let alonewell as the content! Reply 乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 7:15 م What’s up to all, how is everything, I think every one is getting more from this web site, and your views are nice for new users. Reply хот фиеста слот 13 يونيو، 2024 - 1:33 ص This is my first time go to see at here and i am really happy to read all at one place. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 2:12 ص Oh my goodness! Awesome article dude! Thank you, However I am going through issues with your RSS. I don’t know why I am unable to subscribe to it. Is there anybody else getting the same RSS problems? Anyone who knows the solution will you kindly respond? Thanx!! Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 7:44 م I relish, lead to I found exactly what I used to be taking a look for. You have ended my 4 day long hunt! God Bless you man. Have a nice day. Bye Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 10:31 م I for all time emailed this weblog post page to all my associates, because if like to read it after that my friends will too. Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 12:12 ص We stumbled over here coming from a different page and thought I might check things out. I like what I see so now i am following you. Look forward to looking at your web page for a second time. Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 4:27 م Your way of describing everything in this post is really good, all can easily know it, Thanks a lot. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 6:22 ص Hi there, all is going well here and ofcourse every one is sharing data, that’s actually fine, keep up writing. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 8:44 ص Hey There. I found your blog using msn. This is an extremely well written article. I will be sure to bookmark it and come back to read more of your useful information. Thank you for the post. I will definitely comeback. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 9:34 م I know this if off topic but I’m looking into starting my own blog and was wondering what all is required to get set up? I’m assuming having a blog like yours would cost a pretty penny? I’m not very internet savvy so I’m not 100% sure. Any recommendations or advice would be greatly appreciated. Thanks Reply строительство автомойки под ключ 7 يوليو، 2024 - 9:46 م Ищете надежного партнера для строительства автомойки? Мы предложим индивидуальные решения и полное сопровождение проекта от начала до конца. Reply автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 9:03 م “Автомойка под ключ” – это не просто прибыльный бизнес. это возможность предложить клиентам исключительные услуги и построить связь с сообществом. Reply мойка самообслуживания под ключ 9 يوليو، 2024 - 8:35 ص Автомойка самообслуживания под ключ — современный и прибыльный проект. Мы предложим лучшее оборудование и технологии. Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 7:52 م Hey very nice website!! Guy .. Beautiful .. Superb .. I will bookmark your blog and take the feeds also? I am glad to find so many useful information here in the submit, we need develop more strategies in this regard, thank you for sharing. . . . . . Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 1:02 م Excellent post. I used to be checking continuously this blog and I am inspired! Very useful information specially the final phase 🙂 I maintain such info a lot. I used to be seeking this particular info for a long timelong time. Thank you and good luck. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 2:48 ص It is perfect time to make some plans for the future and it is time to be happy. I have read this post and if I could I wish to suggest you few interesting things or advice. Perhaps you could write next articles referring to this article. I wish to read more things about it! Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 3:49 م You really make it seem so easy with your presentation but I find this topic to be really something which I think I would never understand. It seems too complicated and very broad for me. I am looking forward for your next post, I will try to get the hang of it! Reply купить JAC 19 أغسطس، 2024 - 6:16 ص It’s very easy to find out any topic on net as compared to books, as I found this article at this web site. Reply theguardian.com 23 أغسطس، 2024 - 3:35 ص I am sure this post has touched all the internet people, its really really good post on building up new weblog. Reply theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 10:29 ص Write more, thats all I have to say. Literally, it seems as though you relied on the video to make your point. You clearly know what youre talking about, why waste your intelligence on just posting videos to your blog when you could be giving us something enlightening to read? Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.