الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » الجدل يعود بعد مقتل فلويد: هل كان جون واين عنصريا ؟

الجدل يعود بعد مقتل فلويد: هل كان جون واين عنصريا ؟

by admin

مقابلة قديمة معه تنتشر على وسائل التواصل تكشف انحيازه إلى العرق الأبيض واستبعاده السود من السلطة

اندبندنت عربية / هوفيك حبشيان

قدّمت السينما الأميركية على مر العصور، سلسلة من الشخصيات التي عُرفت بقسوتها واعتزازها برجولتها ولياقتها البدنية. كان هذا الأميركي الذي تكرّس على الشاشة مستكشفاً ومنجزاً ومدافعاً. من الخمسينيات إلى الثمانينيات، تطوّرت هذه الشخصية، متأثرةً بالتداعيات الاجتماعية والسياسية والثقافية الضخمة التي تركتها الحرب العالمية الثانية. جون واين (1907 – 1979) من الممثّلين الذين أدّوا هذه الشخصية على أتم وجه في أفلام هوليوود، فتحوّل معها إلى أيقونة، تربى عليها جيل آبائنا. يصعب فصل تاريخه وسيرته وأفلامه عن مجمل تاريخ الولايات المتحدة والصراعات التي شهدتها. كان واين من النوع الذي ينجز مهمته حتى النهاية مهما تكن صعبة أو قاسية. وقد كرّمه الكونغرس الأميركي لدى موته كما لم يكرّم ممثّل قبله. 

البطل المثالي

بوجهه المربّع وكتفيه العريضتين وقبّعته التي تغطي رأسه، كان واين مقدّراً لتجسيد الأبطال المثاليين الذين لا يخافون شيئاً أو أحداً. لاحظه المخرج جون فورد عندما كان يعمل في الإكسسوارات على بلاتو التصوير، وساعده على الانطلاق في “بيت هانغمان” (1928) في دور قصير لم يُذكر حتى اسمه في الجنريك، فأصبح الرجلان صديقين وصوّرا معاً عدداً من الأفلام الكبيرة أعظمها تحفة فورد “الباحثون”. ثم ظهر واين في أفلام موازنتها ضئيلة. عام 1939، عاود العمل مع فورد في “ستايجكوتش”. برز في هذا العمل الذي يُعتبر محطّة مهمّة في تاريخ الوسترن. مذذاك، لم يتوقّف عن تأدية شخصية الكاوبوي الشجاع والمصر على تطبيق القانون وإحقاق العدالة.

جون واين على الحصان والمخرج جون فورد (موقع واين)

دخل حياة المزرعة في “النهر الأحمر” (1948)، وأدّى دور الـ”شريف” في “ريو برافو” (كلاهما لهاورد هوكس) بفكاهة، حاصداً نجاحاً كبيراً. ثم أُسنِدت اليه أدوار خارج نطاق الوسترن، ولكنه لم يبتعد عن شخصية الرجل ذي الملامح الصارمة، فانتقل من دور البحّار (“عملية في المحيط الهادئ”) إلى دور الملاكم (“الرجل الهادئ”) إلى مسؤول سيرك (“أكبر سيرك في العالم”)، بارزاً في أفلام الحروب بشكل خاص. حاول أيضاً تجربة الإخراج، فأنجز “ألامو” الشديد العنف. وكان العام 1970 تاريخاً مهماً لواين، إذ حاز جائزة “أوسكار” عن دوره في “ترو غريت”.

في مخيلة المُشاهد الأميركي أو حتى غير الأميركي، كان واين ولا يزال مثالاً للقوة والعزيمة ودليلاً على تفوق الرجل الأبيض على سائر البشر. كان البطل الوفيّ الذي مرّ بتجارب، والشجاع غير القادر على التراجع عن موقفه وارتكاب أي فعل جبان. هكذا أضحى أيقونة الثقافة الأميركية الشعبية.

خلف جميع هذه الشخصيات القاسية التي أدّاها وأصبحت تتلبّسه، كان واين يخفي روحاً متفائلة وإحساساً مرهفاً، إذ قال مرّة: “يجب التطلّع إلى المستقبل دائماً. فالتفكير في الغد أحد أسعد الأمور في حياتي، بالإضافة إلى ركوب حصان جيّد، والتحديق في الليل الهادئ والتمدّد على العشب الناعم، ورؤية أمّ تتعرف إلى طفلها، وصوت ولد يدعوك أبي للمرة الأولى. الحياة حافلة بالأمور المدهشة”.  وعلى مستوى القيم، جسّد واين أفضل ما في أميركا وأسوأها، سواء وافقتَ على سياسته أم لا. أكثر من أي ممثّل آخر، كان يحلو له أن يكون قدوة لبلده. لعلّ هذا ما يفسّر حبّ الأميركيين له وبروز اسمه في الأوقات الصعبة، باعتباره المعيار الأميركي الحقيقي للشهامة.

معسكر اليمين

لم يخفِ واين يوماً آراءه السياسية ومواقفه الأيديولوجية، وهي كانت في أغلبها آراء تنم عن فكر محافظ أقرب إلى معسكر اليمين. آراء ظلت تطارده إلى يومنا هذا وتساهم في تشويه فنّه. ففي خضم الحرب الفيتنامية، عام 1968، قرر واين المشاركة في الحرب على طريقته بإخراج “القبّعات الخضر”. كان العمل الذي عاونته فيه القوات المسلحة، مثيراً للريبة، دعائياً ولا يُطاق من المنظور الإيديولوجي. كان أشبه بحملة على الشيوعية واليسار وكلّ مَن لا يتفق معهم سياسياً. ترويج واضح لخيار الحرب، وتسويق لضرورة التورط الأميركي في المستنقع الفيتنامي، خلافاً لكلّ الأفلام المناهضة للحرب التي ظهرت في العقود اللاحقة على يد سينمائيين متنورين لهم مواقف تقدمية. ظلّ واين متمسّكاً بموقفه، حتى بعدما أصبح مجمل الرأي العام الأميركي يميل ضد الحرب.

جون واين فائزاً بالأوسكار عام 1970 (موقع واين)

مع تغير العالم وانفتاحه على الثقاقات الأخرى والإقرار بحقوق الأقليات وتبدّل العقليات، بدأ دعمه غير المشروط للموقف الأميركي الرسمي، يعمّق الهوة بينه وبين جيل جديد من السينمائيين والجمهور. فالكثير من الجدل أثير لدى صدور “الكاوبويز” لمارك ريدل، الذي أنجزه سبع سنوات قبل رحيله. الفيلم أغضب كلّ الذين كانوا ضد تبريره الاستخدام المفرط للعنف من أجل الحفاظ على القانون، ولكنه كان ناجحاً تجارياً، إذ استوحي منه مسلسل تلفزيوني.

تحطيم الأصنام

اليوم، بعد مقتل جورج فلويد، وفي ضوء ما شهدته أميركا أخيراً من غضب ضد التعامل العنصري مع فئات من الشعب الأميركي، ورفع شعار “حياة السود مهمة” وتحطيم الكثير من الأصنام والتماثيل لشخصيات ارتبطت بتاريخ العبودية، ثمة مَن نبش في سجل جون واين مجدداً. الهدف صريح: تحطيم أصنام من الماضي شكّلت الوعي الجمعي الأميركي ومحاولة تشكيل وعي جديد انطلاقاً من قيم اليوم. والخطوة الأولى في هذا هي عبر إدانة واين الذي مجمل الناس في أميركا لا يزال يراه بطلاً، وتقديمه في صورة الرجل الفاشي، عدوّ كلّ شخص لا يجري في عروقه دم أميركي صافي.

ففي مقابلة كان أجراها مع مجلة “بلايبوي” في العام 1971 عادت وانتشرت قبل بضعة أيام على وسائط التواصل الاجتماعي، تحدّث واين بالكثير من العبارات التي تنم عن نظرة عنصرية وفوقية. في هذه المقابلة، نكتشفه ضد حركة “هوليوود الجديدة” التي صعد نجمها بدءاً من أواخر الستينيات على يد سينمائيين مثل كوبولا وسكورسيزي وبراين دبالما، وهي كانت “ثورة” ضد السينما التي جسّدها هو وجيله. أما عن أفلام مثل “إيزي رايدر” و”كاوبوي منتصف الليل” اللذان أحدثا انقلاباً في المفاهيم وثارا على ما كان يُعرف بالحلم الأميركي، فنعتهما واين بالـ”الأفلام المنحرفة”، منتقداً العلاقة المثلية ومادحاً فضيلة العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، كبديل طبيعي عن هذه العلاقات “الشاذة”، كما قال.

جون واين في فيلم “الفبعات الخضر” (موقع واين)

بيد أن أكثر تصريح أزعج أعداء واين هو ذاك الذي أعرب فيه عن إيمانه الصلب بأن العرق الأبيض يتفوق على سائر الأعراق. أما عن الأفرو أميركيين، فقال: “لا يمكننا فجأةً أن نركع أمامهم ونعطيهم السلطة. لا أؤمن في منح القيادة إلى ناس لا يتحلون بالمسؤولية”. أما عن تاريخ أميركا مع العبودية، فقال في المقابلة المذكورة إنه لا يشعر بأي ذنب حياله، ببساطة لا يشعر بذنب بأن هؤلاء الناس كانوا من العبيد قبل خمسة أو عشرة أجيال. مع ذلك، وضّح بأنه ليس مع العبودية في الوقت الراهن، وشبّهها بالطفل المعوّق الذي يخضع لعلاج طبي معين كي يستطيع لعب كرة القدم مع سائر الأطفال.

حتى السكّان الأصليون لأميركا لم يوفّرهم، علماً أن الكثير من هؤلاء كانوا شخصيات أساسية في أفلام الوسترن التي صنعت مجده. قال: “لا أشعر بأننا اخطأنا عندما أخذنا هذه الأرض العظيمة منهم. السرقة المزعومة كانت مسألة بقاء على قيد الحياة. كان هناك عدداً كبيراً من البشر يحتاجون إلى أرض جديدة، والهنود الحمر كانوا يحاولون إبقاءها لأنفسهم بطريقة أنانية”.

طبعاً، إعادة نشر هذه المقابلة في هذا التوقيت بالذات ليست مصادفة. كأي قضية تنتشر في العالم الافتراضي، انقسمت الآراء حولها. المحافظون اعتبروا نبش مثل هذا الكلام بعد مرور نحو نصف قرن عليه، ما هو سوى محاولة نيل من رجل ميت، ونوع من أنواع النفاق الليبرالي، علماً أن هذه ليست المرة الأولى التي يطفو فيها كلامه على السطح. فجدل مشابه حدث في العام 2016، عندما أقدمت ابنة واين، آيسا واين، على تأييد المرشّح دونالد ترامب لرئاسة الجمهورية.

المزيد عن: جون وين/عنصرية/العرقية/البيض/الافرو اميركيين/جون فورد/سينما اميركية

 

 

You may also like

30 comments

зарубежные сериалы смотреть онлайн 25 مارس، 2024 - 10:19 م

Hey There. I found your blog using msn. This is a very well written article. I will be sure to bookmark it and come back to read more of your useful information. Thanks for the post. I will definitely comeback.

Reply
глаз бога телеграмм бесплатно 10 أبريل، 2024 - 6:45 م

I think the admin of this website is in fact working hard for his site, since here every data is quality based information.

Reply
cs2 skins betting websites 2024 7 مايو، 2024 - 9:45 م

great post, very informative. I wonder why the other experts of this sector do not realize this. You should continue your writing. I am sure, you have a huge readers’ base already!

Reply
Гомельский государственный университет имени Франциска Скорины 16 مايو، 2024 - 4:49 م

Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям.

Reply
Гостиничные Чеки СПБ 25 مايو، 2024 - 8:14 ص

Remarkable! Its truly awesome post, I have got much clear idea concerning from this article.

Reply
удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 4:45 م

It’s going to be end of mine day, but before finish I am reading this great post to increase my experience.

Reply
国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 3:21 م

Im not that much of a online reader to be honest but your blogs really nice, keep it up! I’ll go ahead and bookmark your site to come back later. All the best

Reply
www.russa24-diploms-srednee.com 12 يونيو، 2024 - 4:53 ص

Hi my family member! I want to say that this article is awesome, great written and come with almost all significant infos. I’d like to peer more posts like this .

Reply
hot fiesta казино 12 يونيو، 2024 - 9:49 م

This is very interesting, You are an overly professional blogger. I have joined your feed and look ahead to seeking more of your great post. Also, I have shared your site in my social networks

Reply
хот фиеста играть 13 يونيو، 2024 - 4:13 م

What’s up friends, its impressive piece of writing about tutoringand completely explained, keep it up all the time.

Reply
хот фиеста играть 14 يونيو، 2024 - 3:08 ص

No matter if some one searches for his required thing, so he/she wants to be available that in detail, thus that thing is maintained over here.

Reply
хот фиеста game 14 يونيو، 2024 - 2:50 م

Hi there to every one, it’s in fact a nice for me to go to see this web site, it consists of valuable Information.

Reply
хот фиеста казино 15 يونيو، 2024 - 2:09 ص

Hi there Dear, are you truly visiting this web site regularly, if so then you will definitely get good knowledge.

Reply
Теннис онлайн 27 يونيو، 2024 - 10:27 م

Wow, amazing blog layout! How long have you been blogging for? you make blogging glance easy. The total glance of your site is great, let alonesmartly as the content!

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 6:59 ص

Great blog you have here.. It’s hard to find high-quality writing like yours these days. I truly appreciate people like you! Take care!!

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 8:58 ص

Hi! I’m at work browsing your blog from my new iphone 3gs! Just wanted to say I love reading your blog and look forward to all your posts! Keep up the excellent work!

Reply
Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 10:37 ص

Hello there, You have performed a great job. I will definitely digg it and personally recommend to my friends. I am sure they will be benefited from this site.

Reply
Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 7:09 م

Wow that was strange. I just wrote an really long comment but after I clicked submit my comment didn’t show up. Grrrr… well I’m not writing all that over again. Regardless, just wanted to say great blog!

Reply
Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 3:59 ص

Hi there, I check your new stuff daily. Your story-telling style is awesome, keep up the good work!

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 6:28 ص

You ought to take part in a contest for one of the greatest blogs on the web. I most certainly will recommend this blog!

Reply
Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 7:43 ص

Nice post. I used to be checking continuously this blog and I am inspired! Very useful information particularly the last phase 🙂 I take care of such info a lot. I used to be seeking this particular info for a long timelong time. Thank you and good luck.

Reply
строительство автомойки 5 يوليو، 2024 - 9:16 م

“Мойка самообслуживания под ключ” привлекает владельцев автомобилей своей оперативностью и качеством. Инвестируйте в перспективу еще сегодня!

Reply
автомойка под ключ 7 يوليو، 2024 - 7:39 م

Строительство автомойки требует знаний и опыта. Наша команда профессионалов поможет реализовать вашу мечту в жизнь.

Reply
Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 4:05 م

Nice post. I learn something new and challenging on sites I stumbleupon every day. It will always be exciting to read content from other writers and practice a little something from their websites.

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 10:38 ص

Article writing is also a fun, if you be acquainted with then you can write otherwise it is complex to write.

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 12:32 ص

If you wish for to improve your experience only keep visiting this website and be updated with the newest news posted here.

Reply
Прогнозы на футбол 12 يوليو، 2024 - 2:13 ص

This text is invaluable. Where can I find out more?

Reply
мойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 10:18 ص

Автомойка под ключ – это быстрый старт в автомобильном бизнесе. Наши специалисты помогут вам во всём.

Reply
Джак 19 أغسطس، 2024 - 3:31 ص

you are in point of fact a good webmaster. The web site loading speed is incredible. It sort of feels that you are doing any unique trick. Also, The contents are masterpiece. you have performed a wonderful process in this topic!

Reply
theguardian.com 24 أغسطس، 2024 - 12:10 م

Greate article. Keep writing such kind of information on your page. Im really impressed by your site.

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00