الخميس, سبتمبر 19, 2024
الخميس, سبتمبر 19, 2024
Home » الترجمة المكتوبة: مفتاح تعزيز فهمنا لما نراه على الشاشات

الترجمة المكتوبة: مفتاح تعزيز فهمنا لما نراه على الشاشات

by admin

 

يكتشف مزيد من الناس، يوماً بعد يوم، فوائد مشاهدة العروض التلفزيونية والأفلام مع تشغيل الترجمة المكتوبة. وعلى رغم أن هذه الظاهرة قد تكون مثار جدل لدى بعضهم، إلا أنها تعزز فعلياً تجربة المشاهدة بصورة كبيرة

اندبندنت عربية / أنابيل نيوجنت مراسلة @annabelnugent

على شاشتي، تدور معركة طاحنة، الأسلحة مشتعلة والرصاص يتطاير من كل حدب وصوب. لقد اكتشف توني مونتانا الذي يجسده آل باتشينو، للتو أن جثة شقيقته ملقاة على الأرض، وهناك مسلحون ينتظرون خلف الباب. وفي لحظة التقاطه قاذف القنابل وتوجيهه نحوهم، تظهر على شاشتي الكلمات التالية: “قل مرحباً لصديقي الصغير”. قد يظن بعضهم أن حبي لتشغيل الترجمة المكتوبة subtitles [الشريط الكلامي في أسفل الشاشة الذي يعبر عن الكلام المنطوق أو ترجمته  في الأفلام والمسلسلات] في كل ما أتابعه يفسد تجربة مشاهدتي لفيلم “وجه الندبة” Scarface. لكنني أؤكد أن هذه العادة تعزز التجربة في الواقع.

آه، الترجمة المكتوبة… كم أحبها!. التأكد من فهم كل كلمة تُقال في أي فيلم أو برنامج تلفزيوني هو كنز بالنسبة لي. بالتأكيد تستحق الكتابة تلك البقعة الصغيرة في أسفل الشاشة التي تشغلها – على رغم أن بعضهم يعتبرها انتهاكاً لـ”فن” السينما. في كل غرفة معيشة حول العالم، تدور معركة هادئة وذات طابع غير مباشر حول الترجمة المكتوبة.

وفقاً لإحصاءات منصة “نتفليكس”، كانت الترجمة المكتوبة عام 2023 مفعلة باستمرار لدى 40 في المئة من مشتركي الشبكة حول العالم، بينما استخدمها 80 في المئة منهم في الأقل مرة واحدة في الشهر – وهي أرقام تتجاوز بكثير عدد المشاهدين الذين يحتاجون إلى الترجمة المكتوبة بسبب مشكلات السمع. أنا نفسي أنتمي إلى هذه الفئة – شخص لا يحتاج إلى قراءة ما يُقال، ولكنه لا يستطيع الاستغناء عنها (وفي كل الأوقات).

كما هي الحال مع كثير من العادات، نشأت عادتي هذه تحديداً من الحاجة. فبما أن لغة والدتي الأصلية ليست الإنجليزية، نشأت في عائلة تحتاج إلى الترجمة المكتوبة. (لم تكُن اللغة الإندونيسية خياراً متاحاً عادة، لذا اخترنا الإنجليزية) قد تقولون إنني أصبحت معتمدة عليها، وهذا صحيح، ولكنني أيضاً تعودت عليها وأصبحت بارعة في استخدامها “بصورة صحيحة” كمن لا يعاني ضعف السمع. صحيح أن الترجمة المكتوبة مفيدة في الأماكن الصاخبة أو عندما تحاول ألا تزعج طفلاً نائماً، ولكنني أعتقد أيضاً بأنها تعزز تجربة المشاهدة وتجعلها أفضل، وتستحق التقدير بدلاً من الاستهزاء.

أكثر ردود الفعل شيوعاً التي أتلقاها من منتقدي الترجمة المكتوبة هو: “لكن في هذه الحالة أنت تقرئين التلفزيون بدلاً من مشاهدته!”. وبالفعل، قد يكون هذا صحيحاً بالنسبة إلى أولئك الذين بدأوا للتو باستخدام الترجمة المكتوبة (فتكون عيونهم بصورة طبيعية مشدودة نحو الأسفل في البداية، مما يجعل الأمر مشتتاً للغاية) ولكن سرعان ما يتكيف الدماغ، ويصبح النص جزءاً في الخلفية غير مرئي تقريباً. خذوا مثالاً كيف يستطيع الناس النوم على رغم أصوات المنبه المزعجة.

عندما تصل إلى هذه الدرجة من الارتياح مع الترجمة المكتوبة ، ويصبح وجودها أمراً طبيعياً بدلاً من كونه مزعجاً، عندها تكشف هذه الأداة عن عبقريتها الحقيقية. فهي ليست للمتابعة الدقيقة أو القراءة كلمة بكلمة. بل يمكن أن نقارنها بسترة النجاة على القارب، أنت تأمل في ألا تحتاج إليها، لكنها موجودة لتكون في متناولك إذا تطلب الأمر. هل فاتتك كلمة ما؟، ألقِ نظرة سريعة إلى أسفل الشاشة. هل نسيت اسم الشخصية؟، نظرة سريعة لأسفل. لم تفهم آخر جزء من مصطلح ما؟، نظرة سريعة لأسفل. وأنا أقصد فعلياً نظرة سريعة عندما أقول ذلك، لأن الترجمة المكتوبة، إذا كانت مصممة بصورة صحيحة، لا تحتاج إلى أكثر من جزء من الثانية لاستيعابها. فهي ليست مخصصة للقراءة بالمعنى التقليدي.

أعترف بأنني بتّ أجد نفسي أمد يدي إلى سترة النجاة هذه بصورة متكررة أكثر في الآونة الأخيرة، إذ أستعين بالنظرات السريعة إلى أسفل الشاشة لملء الفراغات المتزايدة. في عالم التلفزيون المليء بالتعقيدات الدرامية، مثل المسلسل رفيع المستوى “بيت التنين” House of the Dragon الذي يتضمن كثيراً من الأسماء المتشابهة في نطقها (مثل إيموندن ودايمون وآيغون وفيلاريون وتارغارين) يمكن أن تساعدنا الترجمة المكتوبة في متابعة الأحداث بدقة أكبر.

وماذا عن العروض التي تفيض بالمصطلحات السريعة؟. لا أستطيع الاستغناء عن الترجمة المكتوبة في مثل هذه الحالات. كيف يُفترض بنا أن نغوص في لغة المال الخاصة بسلسلة “صناعة” Industry التي تعرضها شبكة “إتش بي أو” من دون أي مساعدة؟. خذوا على سبيل المثال هذا الحوار المربك من الموسم الأول: “تذكّر أن هذه ليست عملية طرح أولي – لن تكون هناك جولة ترويجية تستمر شهراً لجذب الانتباه، ولا حتى تلميحات خفية. لدينا أقل من 24 ساعة لتجميع المعلومات اللازمة وتصفية المركز المالي [كامل حجم الاستثمار] بالكامل”. ماذا؟، يشابه جهلي بعالم المال حالي وأنا أتوه في أزقة بالتيمور التي يصورها مسلسل “ذا واير” The Wire.

قد تشيرون إلى أن قدرتي على قراءة تلك الكلمات لا تعني بالضرورة فهمها – فحتى يومنا هذا، لا يزال تعبير “تصفية المركز المالي بالكامل” غامضاً بالنسبة لي. لكنني في الأقل، أستطيع أن أتأكد من (أو أتابع المشاهدة) أنني لم أفوّت أي شيء مهم أو مؤثر في القصة. (ولو كان الأمر كذلك، سأبحث عنه في “غوغل”). بالنسبة لي، هذه هي الفكرة الأساسية من استخدام الترجمة المكتوبة : التأكد من أنني لم أترك شيئاً يمر من دون أن ألاحظه. إطلاقاً وأبداً.

أصبحت الترجمة المكتوبة أكثر أهمية خلال الأعوام الأخيرة، بخاصة مع إصرار بعض المخرجين (نعم، أعنيك يا كريستوفر نولان) على تقديم أفلام رائعة لكنها ذات حوارات يصعب سماعها بوضوح. جزء كبير من فيلم “تينيت” Tenet كان شبه غير مسموع، فطغت عليه أصوات أقنعة الأوكسجين والانفجارات، إضافة إلى مزج صوتي جعل صوت رش زجاجة واقي الشمس أعلى من حوار حاسم. ليس من المستغرب إذاً أن معظم الناس لم يفهموا الحبكة.

دافع نولان نفسه مراراً عن مزجه الصوتي “الجريء والمبدع”. وفي حالة فيلم “تينيت”، أبدى دهشته من الشكاوى التي لم تأتِ فقط من الجمهور بل من مخرجين آخرين أيضاً، فقال: “لقد فوجئت قليلاً من مدى تحفّظ الناس عندما يتعلق الأمر بالصوت. يمكنك أن تصنع فيلماً بأي شكل كان، يمكنك حتى تصويره بواسطة هاتفك ولن يعترض أحد. لكن إذا قمت بمزج الصوت بطريقة معينة، أو استخدمت ترددات منخفضة معينة، يبدأ الناس بالاعتراض”.

أنا من أولئك الأشخاص، هذا صحيح. وفي حين أنني أدعم حرية الإبداع والتجريب الفني، بل أتقبل حتى أن يكون مسلسل مثل “بيت التنين” غير صالح للمشاهدة تقريباً بسبب الظلام الشديد في مشاهده – لكن في نهاية المطاف، إذا كنت أريد أن أفهم ما يحدث، يجب أن أعرف ما يُقال. يشكل الحوار جوهر أي فيلم أو عرض تلفزيوني، ولا يمكنني ببساطة أن أتجاهل ما يفوتني.

وهناك فوائد أخرى للسترجة قد يقدرها حتى أولئك الذين ينتقدون شغفي بها. فعندما تعتاد على قراءة النص المكتوب وتدقق فيه، ستبدأ بتقدير أداء الممثلين على نحو أعمق.

خذوا فيلم “صمت الحملان” على سبيل المثال Silence of the Lambs. على الورق، قد تبدو جملة مثل “أتمنى لو استطعنا التحدث لفترة أطول، لكنني أنتظر صديق قديم على العشاء” مبتذلة بعض الشيء. لكن عندما تخرج من شفتي أنتوني هوبكنز، تتحول إلى تحفة فنية خالصة. ينطبق الأمر ذاته على كتاب السيناريو في التلفزيون، من المؤسف حقاً أن تمر الكلمات اللاذعة والشاعرية في مسلسل “توريث” Succession من دون أن يلاحظها أحد.

النشأة في بيت يعتمد على الترجمة المكتوبة على الشاشة تغرس فيك انفتاحاً على الأفلام بلغات أجنبية، إذ لا تبدو مشاهدة فيلم مع الترجمة المكتوبة، حتى لو كانت ترجمة من لغة أخرى، مثل مهمة شاقة عندما تكون جزءاً من حياتك اليومية. مرّت أربعة أعوام منذ أن حصل المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو على أوسكار أفضل فيلم عن “طُفيلي” Parasite، وناشد جمهور جوائز “غولدن غلوب” أن يتجاوزوا “حاجز الترجمة المكتوبة الصغير”. وعلى رغم أن رسالته كانت تدعو إلى توسيع الآفاق بمشاهدة أفلام بلغات مختلفة، إلا أنني أرى أن الترجمة المكتوبة يمكن أن تضيف بعداً جديداً حتى للأفلام الناطقة بلغتك الأم. ما الاستثناء الوحيد؟. هو فن الستاند أب كوميدي. فحتى أنا أعترف بأن هناك حدوداً لا يمكن تجاوزها.

© The Independent

المزيد عن: السترجةأفلام ومسلسلاتمسلسل توريثفيلم تينيتالترجمة المكتوبة

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00