الإثنين, نوفمبر 25, 2024
الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Home » الأكاديمية الفرنسية تتجاوز نظامها وتنتخب بارغاس يوسا عضوا خالدا

الأكاديمية الفرنسية تتجاوز نظامها وتنتخب بارغاس يوسا عضوا خالدا

by admin

الروائي البيروفي الإسباني الفرنكوفوني الثقافة بلغ الـ85 ولا يكتب بالفرنسية

اندبندنت عربية \ عبده وازن 

إنها لمفأجاة أدبية فرنسية كبيرة: الأكاديمية الفرنسية تنتخب الروائي البيروفي الإسباني ماريو بارغاس يوسا عضواً من أعضائها “الخالدين”. وقد حاز 18 صوتاً مقابل صوت واحد ناله منافسه الكاتب والمخرج الفرنسي فردريك فينيال. أكثر من سبب يمنح هذه المفاجأة طابعها الفريد، يتمثل الأول في كون يوسا أجنبياً صرفاً وليس فرنكوفونياً، يجيد التكلم بالفرنسية لكنه لا يكتب بها. السبب الثاني هو بلوغ يوسا الخامسة والثمانين من عمره، ما يعني أنه تخطى العام الخامس والسبعين الذي جعلته الأكاديمية شرطاً يجب أن يلتزم به المرشحون، كحد أقصى، لئلا تتحول الأكاديمية إلى مجمع من المتقدمين سناً. والسبب الثالث أن يوسا هو أول فائز بجائزة نوبل يدخل الأكاديمية بعد مرور أكثر من نصف قرن على رحيل الكاتب الفرنسي فرانسوا مورياك (1970) الذي انتخب عضواً عام 1933 وفاز بنوبل في 1952.

بعد انتخاب يوسا، تبقى خمسة مقاعد شاغرة تسعى الأكاديمية إلى ملئها في انتخابات مقبلة، قد تكون المنافسة فيها غير حماسية. وقد تتحين الأكاديمية الفرصة لانتخاب أسماء أجنبية فرنكوفونية، تمنحها بعداً عالمياً، يبدو أن الفرنكوفونية تحتاج إليه، بعد الاجتياح الأنغلوفوني العالمي الرهيب. وعلى الرغم من الحملات النقدية التي تواجهها الأكاديمية منذ سنوات، فهي لا تزال “أكاديمية” وطنية، تمثل دور “حارسة” اللغة الفرنسية، الساهرة على سلامتها وسلامة الأدب الفرنسي، والساعية إلى عصرنة اللغة وتطويرها انطلاقاً من حرصها على أصالتها. وكانت انطلقت حملات ضدها حاملة عناوين أو شعارات “صارخة” ومنها على سبيل المثل: هل ما زالت الأكاديمية ذات نفع؟ هل وصلت إلى نهايتها؟ أو: “إذا اختفت الأكاديمية غدا فلن يتأثر أحد”، “الأكاديمية الفرنسية ضد اللغة الفرنسية”… وكتبت مرة مجلة “اكسبرس” الشهيرة مقالاً عنوانه “لماذا يجب إلغاء الأكاديمية الفرنسية؟”.

انفتاح الأكاديمية

كان واضحاً انفتاح الأكاديمية على أسماء كبيرة في الأدب الفرنكوفوني، وهذا الانفتاح يدل على التزامها الفرنكوفوني وسعيها إلى الحفاظ على خريطة انتشار اللغة الفرنسية في العالم. وماريو بارغاس يوسا ليس الأجنبي الأول يدخل رحابها، فقد سبقه إليها أدباء متنوعو الهويات ومنهم: الجزائرية آسيا جبار، اللبناني أمين معلوف، الصيني فرانسوا شينغ، البريطاني ميكايل إدواردز، الايطالي موريزيو سيرا… لكن هؤلاء فرنكوفونيون حقاً، يكتبون بالفرنسية وينتمون إلى المشروع الفرنكوفوني ومعظمهم يحمل الجنسية الفرنسية.

أعماله الروائية في سلسلة “لا بلياد” الراقية (دار غاليمار)

غير أن ماريو بارغاس يوسا ليس غريباً البتة عن الادب الفرنسي، وعلاقته به بدأت منذ أن كان طالباً جامعياً في ليما، العاصمة البيروفية، وراحت تقوى اكثر فاكثر بدءاً من عام 1959 عندما سافر إلى باريس وأقام فيها ودرّس اللغة الاسبانية في معهد بيرليتز، ثم عمل صحافياً ومترجماً في وكالة الصحافة الفرنسية. ولا ينسى ذكرياته الباريسية وسكنه في فندق صغير في الحي اللاتيني الشهير، ثم في “غرفة خادمة” في بناية فخمة كان يقطنها الممثل الشهير فيليب جيرار. ويروي كيف انفعل عندما شاهد جان بول سارتر الذي كان يعده استاذاً له، في إحدى التظاهرات واقترب منه ولم يجرؤ على التكلم معه. قرأ يوسا سارتر في الجامعة وتأثر به وتابع اعداداً من مجلة “الازمنة الحديثة” التي كان يصدرها. وتعلم منه، كما يقول، أن الكلمات هي افعال وأن الادب قادر على تغيير الحياة. لكنه لم يفهم “جولات” سارتر السياسية اليسارية بين الشيوعية السوفياتية والماوية وسواهما، ما جعله يتجه نحو البير كامو ليصبح “كاموياً” بامتياز. وردّ في ما بعد على سارتر بقسوة، عندما دعا رائد الوجودية الجديدة، كتّاب أميركا اللاتينية إلى رمي أقلامهم والنزول إلى حياة الناس الفقراء والمعدمين والنضال ضد الأنظمة الظالمة. وقد ألف كتاباً صغيراً في هذا الصدد عنوانه “من سارتر إلى كامو”.

الفرنكوفوني الهوى

كان الأدب الفرنسي أكثر الآداب حضوراً في حياة يوسا وفي مساره الثقافي، حتى ليمكن القول إنه “فرنكوفوني الهوى” . فهو قرأ باكراً جول فيرن وألكسندر دوما وفيكتور هوغو وفلوبير وسواهم. ثم اكتشف لاحقاً اندريه مالرو الذي يعده واحداً من كبار كتاب القرن العشرين، ويصنف روايته “الوضع البشري” في مرتبة الروايات العظيمة الصادرة في هذا القرن. قرأ رولان بارت وتوقف عند كتابه “لذة النص” آخذاً بهذه المقولة التي اكتشفها بنفسه مرات ومرات، خلال قراءاته أو في لحظة الكتابة… ولعل بارغاس هو الروائي الأجنبي الوحيد الذي تصدر أعماله الكاملة مترجمة إلى الفرنسية في سلسلة “لا بلياد” الشهيرة خلال حياته وليس بعد مماته، كما درجت عادة دار غاليمار ناشرة السلسلة. والتحاقه بهذه السلسلة التي تضم “الأدباء الخالدين” يعد بذاته تكريماً كبيراً له.

في الخامسة والثمانين من عمره، لا يزال يوسا على حماسته ونشاطه وعلى التزامه الذي حاول أن يُكسبه بعداً آخر من خلال جمعه بين النزعة اليسارية والرؤية اليمينية. ينبذ التطرف، يساراً ويميناً، يؤمن بالحرية واليوتوبيا. وقد شارك في عام 1988 في تأسيس “حركة الحريات” الشهيرة التي رشحته لرئاسة جمهورية البيرو عام 1990 من موقع اليمين الوسط. لكنه خسر في معركة الرئاسة ومثلت خسارته خيبة في الأوساط الثقافية في البيرو وأميركا اللاتينية وأوروبا. وبعد تلك الخسارة اعتزل يوسا العمل السياسي في مفهومه المباشر، منصرفاً إلى النضال الفكري والكتابة الروائية. وقد رأى بعض الصحافيين أن خسارته في الرئاسة كانت لمصلحته كروائي، فهو كتب بدءاً من تسعينيات القرن المنصرم أعمالاً مهمة جداً.

ينتمي يوسا إلى مدرسة الرواية الأميركية اللاتينية المعاصرة وإلى التراث الروائي الغربي في الحين عينه، وهذا الانتماء المزدوج هو الذي منح عالمه الروائي خصائص لم يعرفها رفاقه الروائيون الأميركيون اللاتينيون. ولعل هذا الانتماء أبعده عن إشراك “الواقعية السحرية” التي رسخها هؤلاء الروائيون وفي مقدمهم خوان رولفو وغبريال غارثيا ماركيز وكارلوس فونتيس وخوليو كورتزار. ولكن لا يمكن إسقاط أثر هذه المدرسة في يوسا، على رغم بحثه عن أفق روائي فريد، يتجاور فيه التاريخ والمخيلة والالتزام والمفهوم الواقعي الجديد. وانطلاقاً من روايته “المدينة والكلاب” التي صدرت في 1963 وكان في السابعة والعشرين من عمره، تمكن يوسا من إضفاء طابع مختلف على الرواية الأميركية – اللاتينية، متأثراً بالأدب الفرنسي، العبثي والوجودي في فرنسا. ثم توالت أعماله الأخرى مثل “البيت الأخضر” و”حرب نهاية العالم” و”الفردوس أبعد قليلاً” و”مديح زوجة الأب” و”من قتل بالومينو موليرو” و”المدينة والكلاب” وسواها. وروايته “حفلة التيس” أثارت سجالاً في معظم عواصم أميركا اللاتينية تبعاً لتطرقه فيها إلى شخصية ديكتاتور جمهورية الدومينيك تروخييو.

المزيد عن: روائي بيروفي\ادب اميركي لا تيني\ادب إسباني\ماركيز\الواقعية السحرية\الترجمة\روايات\اخترنا لكم

 

 

You may also like

28 comments

Sistema Call Center 27 نوفمبر، 2021 - 3:46 ص

Hello there! Do you know if they make any plugins to safeguard against
hackers? I’m kinda paranoid about losing everything I’ve worked hard on. Any recommendations?

Reply
soicauxsmt 27 نوفمبر، 2021 - 3:46 ص

Usually I do not read article on blogs, however I would like to say that this write-up very forced me to take a look
at and do it! Your writing taste has been surprised me.
Thanks, very nice article.

Reply
ฝึกงานต่างประเทศ 27 نوفمبر، 2021 - 4:16 ص

This piece of writing provides clear idea in support of the new visitors of blogging,
that genuinely how to do running a blog.

My page … ฝึกงานต่างประเทศ

Reply
www.clasificadosrosario.com.ar 27 نوفمبر، 2021 - 6:12 ص

My partner and I absolutely love your blog and find many of your post’s to be exactly I’m looking for.
Would you offer guest writers to write content in your case?
I wouldn’t mind producing a post or elaborating on a few of the subjects you write
concerning here. Again, awesome site!

Reply
wrycon.ca 27 نوفمبر، 2021 - 6:29 ص

Hello There. I found your blog using msn. This is a very well written article.
I’ll be sure to bookmark it and come back to read more of your useful info.
Thanks for the post. I’ll definitely comeback.

Reply
Cara Menulis Artikel Yang Baik 27 نوفمبر، 2021 - 6:49 ص

Great site you have here but I was curious if you knew of
any discussion boards that cover the same topics discussed here?
I’d really like to be a part of community where I
can get comments from other knowledgeable individuals that
share the same interest. If you have any suggestions, please let me know.
Thanks!

Reply
Marjorie 27 نوفمبر، 2021 - 7:05 ص

It’s genuinely very complex in this active life to listen news on Television,
so I only use web for that purpose, and obtain the latest information.

Reply
satta king 27 نوفمبر، 2021 - 7:42 ص

Have you ever thought about writing an e-book or guest authoring on other
sites? I have a blog based upon on the same subjects you discuss and would love to have you share some stories/information. I know
my subscribers would value your work. If you are even remotely interested, feel free to shoot me an email.

Reply
قالب فلزی 27 نوفمبر، 2021 - 8:31 ص

I am actually glad to read this web site posts which contains lots
of helpful information, thanks for providing these statistics.

Reply
Dong 27 نوفمبر، 2021 - 8:34 ص

Hello There. I found your blog usingg msn. This is a realpy well written article.
I will be sure to bookmark it and come back to read
more of your useful info. Thanks for the post. I will certainly comeback.

Reply
essays writing service 27 نوفمبر، 2021 - 8:39 ص

I blog frequently and I genuinely appreciate your information.
Your article has truly peaked my interest. I am going to take a note of your blog and keep
checking for new details about once per week.
I opted in for your RSS feed too.

Reply
tanie prezenty świąteczne 27 نوفمبر، 2021 - 9:12 ص

Yes! Finally something about prezenty na święta.

Reply
구글 정보이용료 27 نوفمبر، 2021 - 9:32 ص

Thanks for the good writeup. It in fact was once
a leisure account it. Look complicated to far brought agreeable from you!
However, how could we keep up a correspondence?

Reply
satta king 27 نوفمبر، 2021 - 9:52 ص

First off I would like to say awesome blog! I had a quick question which I’d like to
ask if you don’t mind. I was interested to find out how you center yourself and clear your
head before writing. I have had difficulty clearing my thoughts in getting my ideas out.

I do take pleasure in writing however it just seems
like the first 10 to 15 minutes are wasted just trying to
figure out how to begin. Any suggestions or tips?

Many thanks!

Reply
파워볼 최상위사이트 27 نوفمبر، 2021 - 10:01 ص

Keep on writing, great job!

Here is my web-site; 파워볼 최상위사이트

Reply
satta king 27 نوفمبر، 2021 - 10:04 ص

Hello, Neat post. There’s an issue with your web site in web explorer, may test this?
IE nonetheless is the market chief and a large element of other folks will leave out
your wonderful writing because of this problem.

Reply
Design shirt 27 نوفمبر، 2021 - 10:20 ص

It’s going to be ending of mine day, except before finish I am
reading this impressive post to increase my experience.

Reply
naija music 27 نوفمبر، 2021 - 10:23 ص

Write more, thats all I have to say. Literally, it seems as though you relied on the video to make
your point. You obviously know what youre talking about, why throw away your intelligence on just posting
videos to your weblog when you could be giving us something informative
to read?

Reply
hickory beer fest 27 نوفمبر، 2021 - 10:38 ص

I like the helpful info you provide in your articles.

I’ll bookmark your blog and check again here regularly. I’m quite certain I’ll learn plenty of new stuff
right here! Good luck for the next!

Reply
moose summer sausage 27 نوفمبر، 2021 - 11:05 ص

Good day! I know this is kinda off topic nevertheless
I’d figured I’d ask. Would you be interested in exchanging links or maybe guest authoring a blog article or vice-versa?
My website discusses a lot of the same topics as yours and I think we could greatly benefit from each other.
If you’re interested feel free to shoot me an e-mail.
I look forward to hearing from you! Awesome blog
by the way!

Reply
Anqrel 27 نوفمبر، 2021 - 12:00 م

Useful information. Fortunate me I found your site by chance, and I’m surprised why this accident did not took place in advance!
I bookmarked it.

Reply
เกมไพ่ ออนไลน์ 27 نوفمبر، 2021 - 12:00 م

always i used to read smaller posts which as well clear their
motive, and that is also happening with this piece of writing which I am reading now.

Reply
nigeria latest songs 27 نوفمبر، 2021 - 12:13 م

I am not sure where you’re getting your information, but great topic.

I needs to spend some time learning much more or understanding more.
Thanks for great info I was looking for this information for my mission.

Reply
bulk index elasticsearch node js 27 نوفمبر، 2021 - 12:18 م

Oh my goodness! Amazing article dude! Many thanks,
However I am encountering difficulties with your RSS.
I don’t understand why I am unable to join it.
Is there anybody having similar RSS issues? Anybody who knows the solution can you kindly respond?
Thanks!!

Reply
Casino Online Terpercaya 27 نوفمبر، 2021 - 12:26 م

Thanks very nice blog!

my web blog – Casino Online Terpercaya

Reply
click here 27 نوفمبر، 2021 - 12:29 م

Pennsylvania is expected to commence providing mobile betting in the
subsequent week or so.

Reply
แทงหวยออนไลน์ 15 فبراير، 2022 - 5:37 م

It’s the best time to make some plans for the longer term and it is time to be happy.
I have read this publish and if I could I want to recommend you few interesting
things or advice. Maybe you can write subsequent articles
relating to this article. I want to read even more things about it!

Look at my page … แทงหวยออนไลน์

Reply
แทงหวยออนไลน์ 8 يوليو، 2022 - 10:19 م

I’ve been browsing on-line more than 3 hours lately,
yet I never found any fascinating article like yours.
It’s pretty value sufficient for me. Personally, if all web
owners and bloggers made excellent content as you probably did, the web will
probably be much more useful than ever before.

Here is my web site … แทงหวยออนไลน์

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00