اقتراح من بواليافر بحجب الثقة عن حكومة ترودو عند العودة البرلمانية

راديو كندا الدولي /   RCI

ينوي حزب المحافظين الكندي تقديم اقتراح جديد بحجب الثقة عن حكومة جوستان ترودو الليبرالية في كانون الثاني (يناير) المقبل. لكن، من الممكن أن يظل هذا الإجراء حبراً على ورق، وفقاً لما ذكره أحد الخبراء السياسيين رداً على أسئلة راديو كندا.

’’بعد تسع سنوات (في السلطة)، فقد جوستان ترودو السيطرة بشكل كامل ويتشبّث بالسلطة بشكل يائس‘‘، كتب حزبُ المحافظين، الذي يشكّل المعارضة الرسمية في مجلس العموم، في بيان صحفي نشره اليوم.

وتجتمع لجنة الحسابات العامة في 7 كانون الثاني (يناير) للنظر في هذا الاقتراح لحجب الثقة عن الحكومة.

وإذا تمّ تبنّي الاقتراح، يتمّ تقديم تقرير اللجنة إلى البرلمان في 27 كانون الثاني (يناير)، وهو اليوم الذي يستأنف فيه البرلمان أعماله بعد عطلة أعياد نهاية السنة التي تدوم ستة أسابيع. ويمكن بعد ذلك طرح الاقتراح على التصويت في مجلس العموم اعتباراً من يوم الخميس 30 كانون الثاني (يناير).

’’نظراً للتفويض الرقابي للجنة الحسابات العامة، من المناسب أن يباشر أعضاؤها هذه المداولات بشأن سحب الثقة فيما البرلمان مؤجَّل حتى نهاية كانون الثاني (يناير)‘‘، جاء في رسالة لرئيس لجنة الحسابات العامة جون ويليامسون نُشرت على موقع ’’إكس‘‘ للتواصل.

رئيس الحكومة الليبرالية جوستان ترودو خارجاً من مبنى البرلمان في أوتاوا (أرشيف).
الصورة: La Presse canadienne / Sean Kilpatrick

وتبنّي مجلس العموم اقتراحَ حجب الثقة، في حال حصوله، يعني فقدان حكومة الأقلية الليبرالية ثقة المجلس، ما يؤدّي بالتالي إلى حلّه والدعوة إلى إجراء انتخابات عامة.

والأحداث التي وقعت في أوتاوا الأسبوع الماضي قد تسرّع الأمور. فالاستقالة المفاجئة والصادمة لكريستيا فريلاند من منصبيْ نائبة رئيس الحكومة ووزيرةِ المالية قبل ساعات فقط من موعد تقديمها البيان الاقتصادي الخريفي للحكومة كانت بمثابة ضربة قوية لسلطة ترودو على الحزب الليبرالي وجعلت الضغوط عليه ليستقيل من قيادة الحزب، وبالتالي من رئاسة الحكمة، تتزايد، إن من داخل حزبه أو من قِبل أحزاب المعارضة.

يُذكر في هذا الصدد أنّ الحزب الديمقراطي الجديد وعد يوم الجمعة الفائت بحجب الثقة عن الحكومة عند استئناف مجلس العموم أعماله بعد عطلة أعياد نهاية السنة، ضامماً صوته إلى صوت كلّ من حزب المحافظين وحزب الكتلة الكيبيكية في الدعوة إلى إسقاط حكومة الأقلية الليبرالية في أوتاوا.

’’بغضّ النظر عمّن يقود الحزبَ الليبرالي، لقد انتهى وقت هذه الحكومة. سنقدّم اقتراحاً واضحاً بحجب الثقة خلال الجلسة المقبلة لمجلس العموم. (…) لقد طلبتُ من جوستان ترودو الاستقالة، وعليه أن يستقيل‘‘، كتب زعيم الديمقراطيين الجدد جاغميت سينغ ذاك اليوم في رسالة موجَّهة إلى الكنديين نشرها على موفع ’’إكس‘‘ للتواصل.

زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، جاغميت سينغ، متحدثاً إلى الصحفيين في مبنى البرلمان في أوتاوا في 16 كانون الأول (ديسمبر) الجاري.
الصورة: La Presse canadienne / Justin Tang

وكان الحزب الديمقراطي الجديد بقيادة سينغ قد صوّت ضد ثلاثة اقتراحات بحجب الثقة عن حكومة ترودو قدّمها حزبُ المحافظين بين أواخر أيلول (سبتمبر) الفائت والتاسع من كانون الأول (ديسمبر) الجاري.

يُذكر أنّ سينغ كان قد أعلن قبل ذلك، في 4 أيلول (سبتمبر)، أنه ’’مزّق‘‘ ’’اتفاق الدعم والثقة‘‘ بين حزبه اليساري التوجه وحكومة ترودو الذي دخل حيز التنفيذ في 22 آذار (مارس) 2022 والذي بموجبه ضَمَنَ الحزب الديمقراطي الجديد لحكومة الأقلية الليبرالية دعماً في عمليات التصويت الأساسية لكي تبقى في السلطة حتى نهاية ولايتها عام 2025 مقابل إطلاق الحكومة عدداً من البرامج لذوي الدخل المنخفض والمتوسط.

’’مسرحية سياسية‘‘

البروفيسور دانيال بيلان، مدير معهد الدراسات الكندية في جامعة ماكغيل في مونتريال، خلال مقابلة عبر الفيديو (أرشيف).
الصورة: Radio-Canada

وفي اتصال أجراه معه راديو كندا، وصف البروفيسور دانيال بيلان، مدير معهد الدراسات الكندية في جامعة ماكغيل في مونتريال، خطوةَ المحافظين بأنها ’’مسرحية سياسية‘‘.

فمن ومن وجهة نظره، ليس هناك ما يضمن أنّ أحزاب المعارضة الأُخرى ستصوّت لصالح الاقتراح بحجب الثقة عن الحكومة الذي ينوي المحافظون تقديمه.

’’لا أحد يعرف كيف سيصوّت قادة أحزاب المعارضة، وبغضّ النظر عمّا قالوه في الماضي“، قال بيلان، مضيفاً أنه إذا قررت حكومة ترودو ’’تقديم القمر‘‘ لحزب الكتلة الكيبيكية أو للحزب الديمقراطي الجديد، فليس هناك ما يشير إلى أنّ زعيم هذا الحزب أو ذاك سيصوّت ضدّها.

ويرى بيلان أنّ هناك عدة سيناريوهات ممكنة. ’’لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين‘‘، يضيف بيلان. فمن الممكن أن يستقيل ترودو.

ومن الممكن أيضاً أن يقرر حزبُه الليبرالي اختتام الدورة البرلمانية (prorogation)، وفي هذه الحال لن يعود النواب إلى البرلمان في الموعد المقرر، في 27 كانون الثاني (يناير).

’’احتمال خسارة الليبراليين الانتخابات المقبلة مرتفع‘‘، يضيف بيلان، مشيراً إلى أنّه من غير المعروف متى ستجرى الانتخابات المقبلة.

ويتصدّر حزب المحافظين بقوة نوايا التصويت في استطلاعات الرأي منذ أكثر من سنة.

(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

روابط ذات صلة:

• الديمقراطي الجديد بات يريد، هو الآخر، إسقاط حكومة ترودو

• ترودو يجري تعديله الوزاري: ثمانية وجوه جديدة وتغيير حقائب

• استقالة وزيرة المالية كريستيا فريلاند من حكومة ترودو

• حكومة ترودو تنجو من اقتراح ثالث من المحافظين بحجب الثقة عنها

• سينغ يرفض الإصغاء لبواليافر الذي تحدّاه أن يسقط حكومة ترودو

• الديمقراطي الجديد ينهي اتفاقه مع حكومة الأقلية الليبرالية
• بواليافر يحثّ الديمقراطيين الجدد على إنهاء اتفاقهم مع الليبراليين