عرب وعالمعربي استقالة الحريري “تنعش” الانتفاضة… بعد “غزوة” وسط بيروت by admin 30 أكتوبر، 2019 written by admin 30 أكتوبر، 2019 60 عناصر من “أمل” و”حزب الله” اعتدوا بالضرب والتخريب على المتظاهرين السلميين اندبندنت عرببة / محمد غندور صحافي @ghandourmhamad سجلت الانتفاضة الشعبية في لبنان، الهدف الأول في مرمى السلطة الحاكمة، بعد ثباتها في الشارع والتمسك بمطالبها، واستقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استجابة لمطالب فئة كبيرة من اللبنانيين على مدار 13 يوماً. الذي سرّع في تقديم الاستقالة، ما أقدمت عليه مجموعة مؤيدة لرئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل نبيه بري، إذ اعتدت على المحتجين السلميين على جسر فؤاد شهاب وفي ساحتي رياض الصلح والشهداء، ما أوقع عدداً من الجرحى في صفوف المتظاهرين، وخرّبت وحرقت وكسّرت كل ما في ساحة الشهداء من خيم ومعدات صوتية وسيارات، على وقع هتافات “بالروح بالدم، نفديك يا نبيه”. كلمة الحريري وقال الحريري في كلمة توجه بها إلى الشعب “سأتوجه إلى قصر بعبدا لتقديم استقالة الحكومة” لرئيس الجمهورية ميشال عون وللشعب اللبناني، “تجاوباً لإرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات للمطالبة بالتغيير”. وأضاف “وصلت إلى طريق مسدود وبات من الضروري أن نقوم بصدمة كبيرة لمواجهة الأزمة”، مؤكداً أن “المناصب تذهب وتأتي، المهمّ كرامة البلد وسلامته”. ووجّه الحريري نداءً إلى اللبنانيين “في هذه اللحظة التاريخية” طالباً منهم “أن يقدموا مصلحة لبنان وحماية السلم الأهلي ومنع التدهور الاقتصادي على أي شيء آخر”. وتسلم الرئيس ميشال عون من الحريري كتاب استقالة الحكومة، وغادر القصر الجمهوري من دون الإدلاء بتصريح. وتلقى المتظاهرون في الساحات والشوارع خبر الاستقالة بالترحيب والهتافات. تأخر الاستقالة وتصدى مؤيدو السلطة وجمهورها لقمع وكبت الأصوات الشابة المطالبة بالحرية والعدالة والعيش الكريم ومحاربة الفساد، بالتخوين والترهيب والضرب والسحل والتكسير والحرق، والاتهام بالتبعية إلى الخارج. وأدى هذا الاستقرار الذي تكلمت عنه أحزاب السلطة إلى تقسيم البلد، والمحاربة شارع مقابل شارع. طلبات بسيطة قد تمنع هجرة الأدمغة في حال نُفّذت، لكن تعنّت بعض أركان السلطة وإصرارها على المواجهة بالشارع، دفع البلد إلى الانقسام مجدداً، واستعادة مشاهد من الحرب الأهلية التي توقفت عام 1990. في المقابل، حاول الحريري تدارك الأمر، فقدم استقالته بعدما شاهد على الهواء مباشرة كيف يقاتل اللبناني أخوه في الشارع، وربما قد يقتله لو سنحت الفرصة، أو القرار لذلك. الفرحة باستقالة الحكومة كانت منقوصة بالنسبة إلى المحتجين في الشارع، خصوصاً أولئك الذين يقطعون جسر فؤاد شهاب منذ ثلاثة أيام بأجسادهم، والسبب بسيط، “تُحاربنا الدولة بأدواتها الشعبية البسيطة، الفقر مقابل الفقر، والحاجة مقابل الحاجة، والدم مباح في تلك الحالات، وإلا كيف يفسّر غياب القوى الأمنية عن كل المعارك التي حصلت منذ الصباح”. غياب الدولة قررت السلطة اللبنانية، أن “تذوب” في المشهد الدرامي الذي تعيشه البلاد، فوقفت خلف جدار شارع ثانٍ، يرفض الحراك الشعبي، ويتهمه بالعمالة للخارج، وتلطت وراء أحزابها وجمهورهم البسيط الذي “يعبد” زعماءه، دافعة بهم لمواجهة متظاهرين سلميين عزل لفتح الطرقات والتنكيل بهم، في حين فضلت أن تكون “شاهد ما شفش حاجة”، إذ لم تسجل اعتقالات تذكر من قبل المعتدين، ولم تكن حاسمة في التصدي للشغب والعنف. وقد يكون ما حصل في بيروت منذ صباح اليوم، الأعنف منذ 11 سنة، أي أحداث مايو (أيار) 2008، عندما اندلعت اشتباكات بين عناصر من حزب الله وتيار المستقبل. ويبقى السؤال، لم يكون قسم من الشيعة في لبنان دوماً في وجه الشارع والحركات المطلبية، ولماذا تختارهم السلطة، لمجابهة الشارع الآخر، وما دور الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس حركة أمل نبيه بري في كل هذا التوريط، وإلى متى يبقى الحب الأعمى للزعماء، منتصراً على الانتماء للوطن؟ فمنذ أيام تهجّم مؤيدون لحزب الله على المتظاهرين في ساحة رياض الصلح، بحجة ما يتعرض له حسن نصرالله من شتائم، واليوم تعرض مؤيدون لحركة أمل للمتظاهرين السلميين في كل ساحات وسط بيروت، بحجة فتح الطرقات. متظاهرة تتعرض للتهديد بالضرب في ساحة الشهداء (مواقع التواصل الاجتماعي) انسحاب تكتيكي انسحب الحريري من المشهد الحكومي، تاركاً خلفه آلاف الملفات المفتوحة، مقدماً فرصة ذهبية للحراك الشعبي للاستمرار في تحركه لإسقاط النظام الطائفي، والانقلاب على رجعية القوانين واتفاق الطائف، في حين كسب رئيس الحكومة السابق ثقة الشارع السني مجدداً. إذ نزل جمهوره بعد الاستقالة إلى الساحات وقطع الطرقات، منوهاً بالخطوة العظيمة التي أقدم عليها رئيسهم. من جهة ثانية، يجمع الحراك المطلبي، على أن الاستقالة، نقطة أولى من سلة مطالب متكاملة يجب أن تنفذ، ومنها محاكمة الفاسدين في الحكم وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وتشكيل حكومة إنقاذية واستعادة الأموال المنهوبة. ولدى السؤال عن الاستعدادات الشعبية للمواجهة، يأتي الرد سريعاً “سنبقى في الشارع حتى تحقيق كل مطالبنا، وكما أسقطنا الحكومة، سنعمل على تحقيق البنود التالية ضمن مدة زمنية قد لا تكون قصيرة”. “غزوة” اليوم؟ يصر المتظاهرون السلميون منذ أيام ثلاثة على قطع جسر فؤاد شهاب الذي يربط شرق المدينة بغربها، بطريقة سلمية وحضارية. لكن سكان المنطقة المجاورة للجسر، تضايقوا من فعل القطع، ودارت مناوشات بينهم وبين المحتجين في الأيام الماضية، لكنها لم تتخط الشتائم والصراخ. صباح اليوم، كان مختلفاً وغريباً، ثمة ما أوحى بأن المواجهة حتمية. إذ تجمع عدد من شبان المنطقة على الجسر في محاولة لفتح الطريق، وتصادموا مع المحتجين، وحدث كر وفر بينهما لكن الطريق لم يُفتح، مع مساعدة من القوى الأمنية الموجودة التي تصدت لعنف الشبان في بعض الأحيان. ومن جسر فؤاد شهاب، انتقل الشبان المعترضون إلى ساحة الشهداء. هناك بات المشهد أشد عنفاً وقسوة. عشرات الشبان يجتاحون الساحة ويكسرون كل ما فيها، ويعتدون على الصحافيين والمصوّرين وكل من كان يحمل هاتفاً أو كاميرا، لتوثيق ما يحصل، كأنها معركة حياة أو موت. معركة بين الحق والباطل، بين الخير والشر. هجم الشبان الغاضبون بكل حقد وهمجية على المدينة، كسروا ما فيها من لحظات، لاعنين كل من كان أو مر من هنا، هاتفين بأعلى أصواتهم لحبيب قلوبهم نبيه بري. حرقوا الخيم التي كان المتظاهرون يبيتون فيها، أشعلوا النار بمجسم للثورة في الساحة، كما حاصروا بعض المحتجين في ساحة رياض الصلح، إلى أن تدخلت القوى الأمنية. تحولت الساحة إلى أرض لمعركة طاحنة، بين الرمزية وشبان غاضبين. ومن أقسى المشاهد التي رصدت، ما تعرضت له الفتيات من دفع وشتائم ومحاولات لسرقة هواتفهن التي تصور ما يحدث. عنّفت نساء في الساحة، على مرأى قوى الأمن التي لم تتحرك، إذ كان القرار السياسي واضحاً في ما يحصل، “لا تتدخلي أيتها الدولة، دعينا ننهي ما بدأناه”. شبان غاضبون يضربون بوحشية، ويهددون بحقد من يقف في طريقهم. سقط عصر اليوم في الساحة مفهوم الدولة، وسقطت معها الثقة بكل مؤسساتها العسكرية والأمنية. فالتواطؤ واضح للعيان بين “الغضب الشعبي من الحراك” وبين أركان الدولة. وكالعادة وصل الجيش متأخراً، بعدما تغيرت ملامح الساحة وتبدلت، وباتت أشبه بساحة كانت للحرية. اللافت في الأمر، كمية الكره والحقد من الغاضبين على ما كان يحصل في الساحة، ومن كل غرض يكسرونه أو “يدمرونه” يقولون، “انظروا، ما كل هذا الطعام والشراب، إنها من أموال حرام، لا تلمسوها”. https://www.canadavoice.info/wp-content/uploads/2019/10/الحريري-يستجيب-لانتفاضة-اللبنانيين-ويعلن-استقالة-نهائية-اندب.mp4 العودة إلى الوضوح كل ما تقدم، لم يمنع اللبنانيين المؤمنين بمستقبل أفضل، من النزول مجدداً إلى الساحات، إذ غصت بالزائرين مجدداً بعد الاعتداء الهمجي، ودفعت استقالة الحكومة، كثيرين بدعم هذه الانتفاضة والتوجه مع عائلاتهم إلى الساحات للتعبير عن التضامن والوقوف مع المحتجين السلميين، في وجه قوى الظلام. ردود فعل في المقابل، اعتبرت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن التي تنتمي إلى تيار المستقبل بزعامة الحريري، في تغريدة مساء اليوم أن الاستقالة “كانت ضرورية لمنع الانزلاق نحو الاقتتال الأهلي الذي شهدنا خطره اليوم في وسط بيروت”، في إشارة إلى أعمال العنف التي وقعت. وفي إطار ردود الفعل الداخلية، أشاد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي قدّم وزراؤه استقالتهم في أول أيام الحراك، بخطوة الحريري مشيراً إلى أن المهمّ حالياً “تشكيل حكومة جديدة من اختصاصيين مشهود لهم بنظافة كفهم (…) اختصاصيون مستقلون تماماً عن القوى السياسية”. ووصف النائب سامي الجميّل، رئيس حزب الكتائب الوحيد غير الممثل في الحكومة، عبر “تويتر” قرار الحريري بأنه “قرار تاريخي في ظرف تاريخي”، مشيراً إلى أن “هذه بداية مسار التغيير”. ودعا إلى “تشكيل حكومة اختصاصيين وإجراء انتخابات مبكرة”. على الصعيد الخارجي، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن إعلان الحريري استقالته “يفاقم الأزمة”. وسأل في بيان “هل سيضع القادة اللبنانيون المصلحة العامة أمام مصالحهم الخاصة؟ هذا سؤال يطرحه قرار رئيس الوزراء بالانسحاب”. المزيد عن: لبنان ينتفض/استقالة الحكومة اللبنانية/سعد الحريري/حركة امل/احتجاجات/تظاهرات/مطالب شعبية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post استقالة الحريري… “خطوة إنقاذية” أكسبته الشارع اللبناني next post الانتفاضة اللبنانية: ثورة خارج التصنيف التقليدي You may also like “الأوضاع المزرية” تجبر لبنانيين فروا إلى سوريا على... 23 نوفمبر، 2024 ماذا ينتظر غزة… حكم عسكري إسرائيلي أم لجنة... 23 نوفمبر، 2024 طهران ترد على قرار “الطاقة الذرية” باستخدام “أجهزة... 23 نوفمبر، 2024 كارين هاوس: مساعدو صدام حسين خافوا من أن... 23 نوفمبر، 2024 مصادر:الغارة الإسرائيلية استهدفت رئيس قسم العمليات بحزب الله 23 نوفمبر، 2024 غارات عنيفة تهز بيروت وتوسع العمليات البرية وأنباء... 23 نوفمبر، 2024 شاهد : من هو “حزب الله”؟ متى وكيف... 22 نوفمبر، 2024 إيطاليا تحمل “حزب الله” مسؤولية إصابة 4 جنود... 22 نوفمبر، 2024 إسرائيل تنهي الاعتقال الإداري لمستوطني الضفة 22 نوفمبر، 2024 لماذا أصدرت “الجنائية الدولية” مذكرة توقيف ضد نتنياهو... 22 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.