احمد الحارثي: بانكوك..ليلُ من يذهب حُراً

احمد الحارثي \ كاتب وشاعر ودبلوماسي عماني في تايلاند

صفحة الكاتب – facebook

وقد أغلق الليل نوافذه وآوى إلى الفراش باكراً على غير عادته،
أرقب مطوّلا مدينة لم تألف النوم،
ولا الغرباء الذين يدخنون الماريجوانا في وضح النهار.
لم تعد هذه المدينة تحتمل كل هذه الأعشاب اللذيذة القادمة بِكراً من حقول التجار ومستودعاتهم،
ولا الأباطرة الذين قدموا قبل سنين من قارات العالم للحفاظ على شيخوختهم، وما تبقى لديهم من هواء.

في هذا الليل،
تقفز الفتيات النحيفات الخطوط البيضاء،
التي توصل أحلامهن إلى مشرب
تتوسطه منصة صفراء لإلاه،
كاد أن يتبوّل شبعاً من زجاجات الميراندا الحمراء المصفوفة بعناية فائقة أسفل قدميه،
وهو لا يزال متجهما رغم كل هذا البذخ.

في هذا الليل،
تركض نساء بدينات في اتجاهات مجهولة،
وتنادي نادلات الممرات بصوت مزعج، وبلغة غير مفهومة،
عن منتج يساعد على انتصاب الهامات التي أنهكها الزمن.

في هذا الليل،
أخذتُ مساحة معقولة في معبد بوذي أنيق، مع قليل من نبيذ تركه عابد كفر بكل الديانات،
ورحل سعيدا.

( لستُ غيري)