Screenshot Uncategorized اتحاد كتّاب الأسد ينال جائزة أسرع بيان استدارة! by admin 13 ديسمبر، 2024 written by admin 13 ديسمبر، 2024 32 الفداحة تأتي، من أن هذا الاتحاد ساهم في وقت ما، بفك عزلة نظام الأسد عربياً، في وقت مبكر، من خلال نشاطاته مع اتحاد الكتّاب والأدباء العرب. جريدة المدن الالكترونية / علي سفر – كاتب سوري مقيم في فرنسا لعل بيان “اتحاد الكتّاب العرب” في سوريا، الصادر يوم سقوط نظام بشار الأسد، هو الأسرع بين منشورات المنظمات “الشعبية” وفق تصنيف حزب البعث والنظام السوري البائد، إذ يتنصل من تبعيته لهما! لكن المفارقة التي لا تُضحك، بل تستدعي التفكير، تتجلى في أن أقرب شيء للبيان في موقع الاتحاد، هي كلمة لرئيسه د.محمد الحوراني، يتحدث فيها بشكل عادي، وكما كان يفعل هو وغيره دائماً، عن ارتباط المنظمة التي يديرها بالمقاومة، فيقول: “لقد كانَ اتّحادُ الكُتّاب العرب في سورية، ولا يزالُ، وسيبقى، مُؤسّسةً للفكر والثقافة المُقاوِمة”! ويذهب إلى تعداد مفاخر الاتحاد بنفسه بزهو واعتداد: “إذا كانَ يحقُّ لنا أن نفخرَ بشيء فإنّ أوّلَ ما نفخرُ به هو حفاظُنا على وطنِنا وتاريخِه وحضارتِه، على الرغم من الريح العاتية التي حاولت اقتلاعَنا منهُ وتدميرَ بُناهُ ومُؤسّساتِه”! غير أن رئيس الاتحاد، لا يستطيع أن يغادر الخطاب التقليدي للأيديولوجيا البعثية، التي ترى بأن وعي الجماهير، هو المشكلة، فيتابع قائلاً: “فقد اتّضحَ أنّ أزمتَنا في جانبٍ من جوانبِها هي أزمةُ ثقافة، لذلك علينا إعادةُ بناءِ الوعي الثقافيّ الوطنيّ على أُسسٍ متينةٍ نابعةٍ من روح العصر ومُتطلّباتِه”. هكذا، ووفق هذه الصيغة السحرية للنجاة من استحقاقات المؤسسة النقابية، في مواجهة الواقع، يهرب رئيس الاتحاد من أول واجبات مؤسسته، في تحري واقع الكُتاب، والدفاع عن حرياتهم، ليجعل أساس الموضوع معركته مع مفهوم بات عائماً هو الثقافة. ولعل هذا هو أفضل السبل للنجاة من الأسئلة الملحة. سبق أن شاهدنا حالة مشابهة لدى أدونيس، الذي كان يهرب دائماً من ابداء الرأي بنظام الأسديين، عبر إحالة المشكلة إلى أزمة ثقافية عربية مستعصية على الحل! هنا لا يمكن أن يتساوى رأي شاعر مستقل، مطرود من الاتحاد، مع رأي آخر لرئيسه. فبعد عشرات السنين من وجوده، لا بد أن يواجه الاتحاد عيون السوريين، وهي تحدق في مبناه الرابض عند أوتوستراد المزة، المبني على أرض منحه إياها حافظ الأسد، في خطوة استعراضية كرست حضوره كمالك للبلاد، يهب جزءاً منها لمن يريد ولأجل ما يشاء! الاتحاد الذي يجد تمويلاً كافياً لتسيير أموره، وتخصيص رواتب تقاعدية لكبار السن من منتسبيه، عبر تأجير جزء من المكان لمؤسسات يعجبها موقعه مثل “شركة شل” النفطية في وقت ما، ثم شركة سيريتل للاتصالات، يُعتبر واحداً من أشد المؤسسات الشعبية ارتباطاً بمحور المقاومة والممانعة، ودأب منذ سنوات على الدفاع عن إيران وتوجهاتها. كما أن السفير الإيراني حسين أكبري لدى سوريا، اعتاد مخاطبة أعضائه، كلما وجد الفرصة سانحة. الموقف هنا ليس عادياً، ولهذا يذهب الاتحاد في بيانه المستعجل إلى التنصل من المرحلة الأسدية، وأيضاً إلى امتطاء الشعارات، من دون أن نعثر في تاريخه على أي مقاربة سابقة حول ما يظنه القارئ مادة دائمة الحضور في أدبياته. فكتب أصحاب البيان قائلين: “لم نكن مسؤولين أمام الله والشعب والتاريخ مثلما نحن اليوم، فالواجب علينا جميعاً أن نكون على قدر التحديات وعظم المسؤوليات. ببطولة وتضحيات أبناء شعبنا العظيم، انتهت حقبة بما لها وبما عليها، وسيكون التاريخ هو الفاصل في التأريخ للحظات الفاصلة من تاريخنا بكل ما فيه”! السرعة في تدوين البيان، تظهرُ من خلال ارتباك صياغته. فترى في سطر واحد منه، تكراراً لكلمة التاريخ ومشتقاتها، وبما يوحي أن الاتحاد بذاته يعاني مشكلة لا يستطيع أن يخفيها، هي مشكلته مع ماضيه الذي لا يمكن محوه من خلال بذل بضعة سطور، مُصاغة على عجل، لتكون مفتاحاً للنجاة من المحاسبة، بعد زمن مديد كان فيه سنداً للطاغية وإجرامه. فهو لم ير في المنتفضين سوى حفنة من الإرهابيين، وقام بإصدار كتب توثق “تضحيات” جيش الأسد الذي ارتكب المجازر بحقهم، لكنه الآن يحكي عن “بطولة وتضحيات السوريين الثائرين الذين صنعوا التغيير”. وحين يصل القارئ إلى بيضة قبان البيان، في قول أصحابه: “إنّنا مطالبون اليوم أن نكون مع بلدنا ووطننا والأكثر حرصاً على الحاضر والمستقبل بكلّ أمانة واقتدار مع شعبنا وحقّه في الحريّة والكرامة بعيداً عن الاستبداد والاستئثار والطائفية”، فإن الصورة الأولى التي تقفز إلى الذهن، إنما هي لائحة طويلة من ممارسات الإقصاء، التصقت تاريخياً بهذه المؤسسة، منذ عهد رئيسه الأسبق علي عقلة عرسان (ع.ع.ع) ومن جاء بعده. إذ طُرد أهم الأدباء السوريين من صفوفه، بحجج متعددة، تأتي قصة التطبيع في مقدمتها، حيث تشدد القائمون عليه ضد آراء الكتّاب السوريين أصحاب الرؤى المختلفة. ولعل الصورة الأكثر إلحاحاً، التي تغلق على العيون كل مساحات الرؤية، تتأتى من المشهد الدموي السوري خلال ما يقارب عقد ونيف، أخذ فيها الاتحاد “وضعية المزهرية” تجاه ممارسات الأجهزة الأمنية ضد الكتّاب السوريين الذين أيدوا الثورة، فتم فصل بعضهم بحجج عدم دفع الاشتراكات، وأيضاً بحجة الانتساب إلى رابطة الكتّاب السوريين المعارضة! لكن الفداحة تأتي، من أن هذا الاتحاد ساهم في وقت ما، بفك عزلة نظام الأسد عربياً، في وقت مبكر، من خلال نشاطاته مع اتحاد الكتّاب والأدباء العرب. وفي المقلب الآخر، لم ينبس ببنت شفة حول عشرات حالات الاعتقال للكتّاب الذين مازال بعضهم مختفياً ولا يعرف له مصير، كالسياسي والكاتب عبد العزيز الخير، والكاتب الفلسطيني السوري علي الشهابي، والكاتب والسياسي فائق المير، والكاتب الصحافي جهاد محمد، والسيناريست عدنان زراعي، وغيرهم الكثير. لم ينتظر اتحاد الكتاب، ككل المؤسسات التي يديرها انتهازيون يسترزقون من ممالأة الطغاة، من أجل أن يغير موقفه، أن يشاهد الصور المرعبة، عما كان يحدث في سوريا الأسدية التي دعم مجرميها، حيث أمسى الوطن سلسلة طويلة من سجون لا تنتهي، وقصوراً يتم نهبها، بعدما نهبت السوريين لنصف قرن، وتماثيل شاهقة، للأسد الأب وابنه، كلما هوى واحد منها، ارتجت الأرض، وسُمعت صرخات القتلى تحت التعذيب في بقاع مجهولة حتى اللحظة. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل يصدر القضاء اللبناني مذكرة غيابية في حق الأسد ومعاونيه؟ next post فرنجية بعد تبدد فرصه: انا أو الجنرال عون You may also like مرصد كتب “المجلة”… جولة على أحدث إصدارات دور... 16 ديسمبر، 2024 سامر أبو هواش يكتب قصيدة ما بعد غزة... 10 ديسمبر، 2024 الكتب رفيقة العزلة بمحتوياتها وملمسها ورائحة ورقها 9 ديسمبر، 2024 «نيويورك تايمز»: ماسك وسفير إيران لدى الأمم المتحدة... 15 نوفمبر، 2024 نتنياهو ينسف الاتفاق المرتقب لوقف حرب لبنان 2 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: صناعة أسطورة جاكسون بولوك... 29 أكتوبر، 2024 العمليات الخارجية الإيرانية في أوروبا: العلاقة الإجرامية 23 أكتوبر، 2024 الذكاء الاصطناعي يذكر بما أحدثته الثورة الصناعية قبل... 21 أكتوبر، 2024 تقرير اندبندنت عربية / ميدان لبنان مشتعل وتل... 13 أكتوبر، 2024 عام من القتال غيّر خطاب “حماس” وتفكيرها السياسي 7 أكتوبر، 2024