سقوط النظام السوري يعد أكبر خسارة لإيران منذ عقود (أ ف ب) عرب وعالم إيران تلعب آخر أوراقها في سوريا لتجنب ضربة تطيح بنظامها by admin 5 فبراير، 2025 written by admin 5 فبراير، 2025 24 العمل مع جماعات مسلحة بهدف زعزعة الاستقرار اندبندنت عربية / اسماعيل درويش صحفي تركي @ismaildarwish_ أفادت مصادر مطلعة “اندبندنت عربية” بأن “الحرس الثوري الإيراني يحاول التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية للحصول على عدد من أسرى تنظيم ’داعش‘ لاستخدامهم في زعزعة الأمن في سوريا”، وفي الوقت ذاته لدى إيران مخاوف وصفها المصدر بـ “الجادة” من ضربة عسكرية في طهران “قد تهز النظام الإيراني”، فيما نفى محللون إيرانيون لدى حديثهم إلى “اندبندنت عربية” هذه التقارير جملة وتفصيلاً، مؤكدين أن “إيران تدعم أمن سوريا واستقرارها”. رئيس اتحاد الإعلاميين الأجانب في تركيا أيمن الحسين يقول في حديث خاص إن “إيران اليوم في أضعف حالاتها، وتلقت هزيمة مدوية بسقوط النظام السوري الذي كان أحد أهم أركان المحور الإيراني، مما سمح بأن تكون الجغرافيا السورية ساحة مفتوحة لإيران لتزويد المجموعات التابعة لها في المنطقة بالسلاح. وسقوط النظام في سوريا يُعدّ أكبر خسارة تتلقاها إيران منذ عقود، لذلك من الطبيعي أن تحاول الانتقام، أو بمعنى آخر العبث باستقرار سوريا”. الانفتاح الإقليمي على سوريا “غير كافٍ” ويرى الباحث والصحافي الإيراني حكم أمهز من جهته أن “العلاقات بين الدول يجب أن تكون قائمة على استقرار كلا الدولتين، وسوريا اليوم تشهد حال اضطراب معقدة جداً على المستويين الداخلي والإقليمي، كما أن الدول التي زارت دمشق أخيراً سواء الدول العربية أو الأجنبية كانت حذرة، وأعربت عن مواقف تجاه ما يجري في سوريا، وهذه المواقف كانت شبيهة بالشروط لإقامة علاقات، لذلك عملياً كل ما جرى حتى الآن مبني على الحذر الشديد لأن الأمور في البلاد غير واضحة، والأوضاع حتى الآن هشة على المستوى الأمني، إذ إن هناك تفككاً حتى على مستوى الفصائل العسكرية التي دخلت وحكمت سوريا، وهناك تفاوض وتناقضات في ما بينها على المستوى العقائدي وعلى المستوى السياسي وعلى مستويات أخرى”. إيران في موقف صعب الصحافي والباحث المتخصص في الشأن الإيراني ضياء قدور لا يتفق مع ما ذكره أمهز، فيرى في حديث خاص أنه “مع التطورات الأخيرة في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، تجد إيران نفسها في موقف صعب، ولكنها لا تزال تمتلك بعض الأوراق التي يمكن أن تلعبها ضد الإدارة السورية الجديدة، ومن بين هذه الأوراق يمكنها دعم الفصائل المسلحة التي تعاونت معها في سوريا من قبل مثل ’حزب الله‘ وبعض الجماعات الشيعية لتعزيز نفوذها وخلق حال من عدم الاستقرار، كما يمكنها تنفيذ عمليات تخريبية تستهدف البنية التحتية الحيوية مثل محطات الكهرباء والمياه لزيادة الضغط على الحكومة الجديدة”. ويضيف أن “إيران قد تسعى أيضاً إلى تجنيد عملاء محليين أو سابقين داخل سوريا لجمع المعلومات وتنفيذ عمليات تخريبية أو اغتيالات تستهدف شخصيات بارزة في الحكومة الجديدة، وهناك تقارير تشير إلى أن إيران قد تدعم جماعات إرهابية مثل ’داعش‘ في شرق سوريا لخلق حال من الفوضى وعدم الاستقرار، إضافة إلى إمكان التنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لتحقيق أهدافها في المنطقة”. مطالب إيرانية من سوريا الجديدة في السياق، يوضح الباحث الإيراني حكم أمهز أن طهران “لديها بعض الأمور أو بعض المطالب التي تريدها من سوريا، من بينها المطالب الرسمية المعلنة، ويمكننا القول إن صح التعبير هناك آمال لإيران من سوريا الجديدة، أولها أن تكون سوريا معادية للكيان الإسرائيلي، وليس مطلوباً من سوريا أن تحارب إسرائيل، لكن في الأقل أن تكون معادية لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، وهذا أمر مستبعد لأن حكام سوريا الجدد أصدروا مواقف تشير إلى أنهم مستعدون لتوقيع اتفاقات مع إسرائيل، حتى إن مواقفهم من احتلال إسرائيل لمساحات جديدة في الجنوب السوري مثل جبل الشيخ لم تكُن بالمستوى المقبول، والتنديد كان بمستوى ضعيف”. ويتابع أمهز أن “المطلب الثاني هو أن إيران تأمل في أن تكون سوريا ممراً لوجستياً لدعم ’المقاومة اللبنانية والفلسطينية‘ في مواجهة إسرائيل، وهذا صعب إن لم يكُن مستحيلاً، وأيضاً من الأمور الأخرى التي تريدها إيران من سوريا حماية حقوق الأقليات، فهناك فظائع تُرتكب خصوصاً في حق الطائفتين الشيعية والعلوية، علماً أن كل الطوائف في سوريا متضررة، وللأسف الضمانات التي قدمتها قطر وتركيا في شأن حماية الأقليات في سوريا لم تكُن صارمة”. قواعد أميركية في طهران يتفق الحسين جزئياً مع ما أورده أمهز من ناحية أن سوريا لن تنفذ أيّاً من مطالب إيران، ويوضح أنه “بالتأكيد سوريا لن تكون بعد اليوم جزءاً من المحور الإيراني، لكن ما لا يعلمه الجميع هو أن النظام في إيران أصبح هَرماً، وليس من المبالغة على الإطلاق القول إن النظام الحاكم حالياً في إيران سيتعرض لضربة عسكرية كبيرة تنهيه، ويمكنني التأكيد أنه ستكون للقوات الأميركية قاعدة عسكرية في طهران، وهذا ليس في المدى البعيد، وإنما قد يحصل خلال أشهر”. ويضيف الحسين أن “إيران لديها علاقات معقدة مع التنظيمات الكردية، فهي حليف لحزب ’الاتحاد الوطني الكردستاني‘ في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، ومن المعروف أن السليمانية فيها نشاط لحزب ’العمال الكردستاني‘، وهذا محل خلاف كبير بين إيران وتركيا، وتحاول اليوم طهران التعاون مع ’قسد‘ من خلال علاقتها بحزب ’العمال الكردستاني‘، وإذا وافقت ’قسد‘ على التعاون مع إيران فيمكنهما إطلاق سراح عناصر من تنظيم ’داعش‘ وتهديد الاستقرار في سوريا، لكن كما نعلم فإن ’قسد‘ تتلقى دعماً وغطاءً أميركياً، وهذا في مصلحة سوريا من هذه الناحية، وإذا كانت الولايات المتحدة تدعم بالفعل استقرار سوريا وازدهارها، فإنها لن تسمح لـ’قسد‘ بالتعاون مع إيران. ومن ناحية أخرى، نرى اليوم أن تركيا والدول العربية والولايات المتحدة في حلف واحد، وعلاقة أنقرة بالدول العربية التي شهدت تحسناً كبيراً خلال الأعوام الأخيرة وحّدت الصف التركي – العربي – الغربي، وهذا الحلف بالتأكيد أقوى من أي تحالف قد تستطيع إيران الانضواء ضمنه”. أوراق لا تزال تملكها إيران أما قدور، فيرى أن “هناك إجراءات قد تساعد إيران على تقويض الحكم الجديد في سوريا، ولكنها تواجه تحديات كبيرة في ظل التغييرات الجيوسياسية في المنطقة، كما أن تعاون ’قسد‘ مع طهران واستقبالها للدعم العسكري والتقني الإيراني في ظل الدعم الأميركي يعكس تعقيدات التوازنات الإقليمية والدولية، لكن أيضاً مع تراجع الدعم الأميركي والانسحاب المحتمل، قد تجد ’قسد‘ نفسها في موقف صعب يستدعي تعزيز علاقاتها مع قوى أخرى لضمان استقرارها وبقائها”. لكن الأكاديمي أيمن الحسين يستبعد الانسحاب الأميركي الكامل من سوريا، ويرى أن “القوات الأميركية يمكنها أن تعيد تموضعها في سوريا، بحيث تكون لها قاعدة واحدة أو قاعدتين مثل قاعدة عين الأسد في العراق، بمعنى آخر، سيكون هناك انسحاب أميركي جزئي من سوريا، لكن واشنطن ستحتفظ بوجود عسكري محدود، مثل وجودها في بقية دول المنطقة، فكما نعلم القوات الأميركية موجودة في قاعدة أنجرليك جنوب تركيا ضمن قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ولدى الولايات المتحدة قاعدة في العراق وقواعد في دول عربية أخرى ضمن الاتفاقات العسكرية بين هذه الدول وواشنطن، وكما أسلفت إذا كانت هناك إرادة أميركية لاستقرار سوريا وازدهارها، فلن يكون بمقدور ’قسد‘ ولا إيران فعل شيء لأن ’قسد‘ فصيل محلي ضعيف، ولا وجود له لولا الدعم الأميركي، وإيران هي الأخرى في أضعف حالاتها ولا تملك الآن أي أوراق سوى بعض ميليشياتها في اليمن، وبعض الجماعات الكردية التي تقيم علاقات معها، إضافة إلى بعض الميليشيات في العراق، وكل هذه الكيانات ضعيفة مقارنة بدول إقليمية قوية متحالفة مع أقوى دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الأميركية”. تخوف إيراني من “ضربة قاضية” وأكد مصدر إيراني لـ”اندبندنت عربية” أن “دائرة صنع القرار في إيران لديها مخاوف جادة من ضربة عسكرية قوية قد تتلقاها طهران في أي لحظة، وما تحاول إيران فعله اليوم هو اللجوء إلى التفاوض أو شراء الوقت، وعملياً ليست لدى المسؤولين الإيرانيين خطط واقعية لزعزعة الاستقرار في سوريا، لكنهم يلعبون بهذه الورقة كخيار أخير في محاولة الضغط على الأعداء للحفاظ على الوضع الراهن من دون مزيد من الخسائر، أو يستخدمونها للتفاوض منعاً لتعرض طهران لضربة قاضية، أو في الأقل لتأخيرها”. ويقول الباحث الإيراني حكم أمهز إن “موضوع العلاقة بين الطرفين الإيراني والسوري محكومة ليس فقط بالعلاقات الثنائية بذاتها، إنما محكومة بأطراف إقليمية ودولية، وهي أطراف لاعبة بصورة كبيرة على مستوى الداخل السوري والمستوى الدولي لأننا نعلم أن هناك خرائط جديدة حالياً يمكننا الحديث عنها، وعن موضوع التحالفات السياسية الجديدة وخريطة العالم الجديد والشرق الأوسط الجديد وما إلى ذلك، فعملياً في المستقبل القريب ليس هناك من أفق لأن تكون هناك علاقات بين الطرفين ولكن على المدى الأبعد قليلاً قد تكون هناك علاقات إذا حصل استقرار في سوريا لأن موضوع الاستقرار يحتاج إلى نقاش كبير جداً، بطبيعة الحال تقتضي المصالح المشتركة بين الدولتين إقامة علاقات لكن على مستوى معين”. ويردّ أيمن الحسين على هذا الطرح، فيقول “ستكون هناك علاقات سورية – إيرانية لكن بعد تغيير النظام في طهران لأنه لم يعُد مقبولاً لا إقليمياً ولا دولياً، وتابعنا أخيراً تقارير تتحدث عن طلب نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف من أطراف أوروبية العودة لمفاوضات البرنامج النووي مما يُعدّ من إشارات الضعف، وكما ذكرت فإن إيران تريد فقط شراء مزيد من الوقت، فعلى أرض الواقع هناك شرق أوسط جديد، وهذا ليس تحليلاً إنه واقع شاهدناه، إذ تغيرت موازين القوى في لبنان وسوريا، وستستمر رياح هذا التغيير حتى تصل إلى إيران التي تواجه بصورة مباشرة وغير مباشرة إسرائيل والولايات المتحدة وتركيا والدول العربية والمنطقة بأكملها، أما روسيا والصين فليس لديهما الاستعداد لإنقاذ إيران لأن موسكو بكل بساطة ليست راغبة في فتح جبهة جديدة ضد المعسكر الغربي، أو المعسكر المنتصر إن صح التعبير”. في المحصلة، تفيد معلومات متقاطعة بأن إيران تحاول التعاون مع مجموعات مسلحة بهدف زعزعة الأمن في سوريا، وعلى رغم ذلك يخشى المسؤولون في طهران من ضربة عسكرية موجعة قد تغير موازين الحكم في البلاد، في حين تتفق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مع تركيا والدول العربية في ما يتعلق بضرورة دعم استقرار سوريا وازدهارها، ما من شأنه التأثير إيجاباً في الإقليم، إضافة إلى عودة ملايين اللاجئين من مختلف دول العالم. المزيد عن: النظام الإيرانيسورياداعشمجموعات مسلحةزعزعة الاستقرارالولايات المتحدةتركياقسدقوات سوريا الديمقراطيةالحرس الثوري الإيرانيسقوط الأسدقواعد أميركية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هل بإمكان “الدعم السريع” استعادة قواها لإبقاء الحرب مشتعلة؟ next post رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد يبقي نيران الحرب مشتعلة You may also like تسريبات استخبارية: إيران تسرّع إنتاج سلاح نووي “بدائي” 5 فبراير، 2025 الحياة بعد الحرب… وكأن قنبلة هيروشيما هزت جنوب... 5 فبراير، 2025 (10 قتلى) بهجوم مدرسة السويد ورئيس الوزراء: يوم... 5 فبراير، 2025 رئيس وزراء قطر: سندعم مؤسسات لبنان بعد تشكيل... 5 فبراير، 2025 رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد يبقي نيران الحرب... 5 فبراير، 2025 هل بإمكان “الدعم السريع” استعادة قواها لإبقاء الحرب... 5 فبراير، 2025 وفاة الآغا خان إمام الإسماعيليين النزاريين 5 فبراير، 2025 (خاص سكاي نيوز عربية): السلام من خلال القوة..... 5 فبراير، 2025 ترامب يستقبل نتنياهو في البيت الأبيض.. ويكشف تفاصيل... 5 فبراير، 2025 ترامب يحذر إيران من اغتياله.. ويوقع مذكرة “صارمة”... 5 فبراير، 2025