ثقافة و فنونعربي إصدارات جديدة ينصح بقراءتها مع بداية السنة by admin 8 يناير، 2023 written by admin 8 يناير، 2023 18 نستعرض ضمن عمودنا الشهري أهم الكتب التي ستصدر في شهر يناير اندبندنت عربية \ مارتن تشيلتون تعتقد أستاذة الأدب الإنجليزي في جامعة أوكسفورد، ماريون تيرنر، أن شخصية أليسون من حكاية “زوجة باث” في مجموعة “حكايات كانتربري” The Canterbury Tales التي كتبها جيفري تشوسر في نهايات القرن الـ14، “كانت شخصية تقابل بالخوف والكراهية والاستهزاء والسخرية والحط من شأنها بصرامة”. في كتابها المثير للتحدي “زوجة باث: سيرة ذاتية” The Wife of Bath: A Biography (صادر عن مطبعة جامعة برينستون)، تصوغ تيرنر قصة تسردها بمصطلحات طبقية وجنسانية عن شخصية فاضحة واجهت العنف الأسري وكره النساء أثناء رحلاتها الخيالية. تساعدك هذه الدراسة الأكاديمية الممتعة في تقدير لماذا ما زالت هذه المرأة التي كانت في منتصف العمر، الطريفة والواثقة من أفعالها الجنسية، من الشخصيات العملاقة في عالم الأدب بعد حوالى ثمانية قرون من قيام تشوسر بخلقها. يبدو أن قول الحقيقة أصبح سلعة تزداد ندرتها، مما دفع جاستن غريغ إلى تحليل فنون الخداع في فصل بعنوان “أن نكون صادقين” في كتابه “لو كان نيتشه حوتاً وحيد القرن: ما يكشفه الذكاء الحيواني عن غباء الإنسان” If Nietzsche Were a Narwhal: What Animal Intelligence Reveals About Human Stupidity (صادر عن دار هودر آند ستاوتن). ببساطة، يبدو أن كونك شخصاً يقول كثيراً من الهراء مرتبط لدى معظم الناس بكونك أكثر ذكاء. كتب غريغ: “يتمتع المكثرون من الهراء بميزة إضافية على أولئك الذين لا يقولونه… إنهم لا يضيعون وقتهم في القلق حيال الحقيقة، بإمكانهم صب طاقتهم بكاملها على جعل الآخر يصدقهم بدلاً من كونهم دقيقين”. أحد أكثر الإصدارات المذهلة هذا الشهر هو عمل بعنوان “كتاب الرغبة” The Book of Desire (عن دار غالي بيغر برس)، وهو ترجمة قامت بها مينا كانداسامي لـ قصيدة “كاتو بي بال” كتبها الشاعر والفيلسوف ثيروفالوفار باللغة التاميلية عن الحب والرغبة الأنثوية قبل ألفي عام. تعد التاميلية أقدم لغة كلاسيكية في العالم لا تزال مستخدمة، وتستعمل كاندسامي لغة رائعة في نسختها النسوية من القصيدة التي تعترف بـ “البحار الهائجة للرغبة الجنسية”. من بين العبارات البليغة الوفيرة: “كل عناق يبث حياة جديدة في داخلي”. إلى جانب دراسة كارولين دودز بينوك الواقعية عن الأميركيين الأصليين، نستعرض لكم في ما يلي مراجعات كاملة لروايات من تأليف جوناثان دي، جين سمايلي، بريت إيستون إيلس، جو توماس ومايكل بريسويل. رواية جوناثان دي المبتكرة والمقنعة “شارع السكر” هي هي رواية مربكة عن أوقات مربكة (جيسيكا ماركس) “شوغر ستريت” Sugar Street لـ جوناثان دي Jonathan Dee ★★★ ☆☆ لا يوجد شيء حلو في “شوغر ستريت”، وتعني حرفياً شارع السكر، المكان الذي يحاول فيه راو مجهول الهوية، ذكر، الاختباء من “مراقبة الدولة” في محاولته قطع كل صلاته بالعالم. إنه يهرب من ماضيه، ويمثل الكشف التدريجي عن جرائمه المحور الرئيس الممتد على طوال رواية جوناثان دي المبتكرة الآسرة. يرتبط بطل رواية دي بعلاقة متينة واحدة فقط، تكونت من تفاعلاته الفوضوية والسلبية العدوانية مع مالكة مسكنه. بينما يستقر تدريجاً في حياته الخارجة عن القانون، نطلع على نظرته الحاذقة للعالم: هجاؤه للسياسيين، والطبقية المجتمعية، والفقر، والعنصرية، والمال، والإنترنت، و”الإرجاء الزائف” للاحتجاج، بينما نرى صورة غير مبهجة أبداً للمناطق الحضرية المتعثرة في أميركا. يعلق البطل الذي لا يتمتع بصفات البطولة التقليدية: “سياسياً، أعتقد أنك تستطيع القول إنني تقدمي. لدي إيمان راسخ بأن كل شيء في المجتمع البشري وما يتعلق به يتجه نحو نهايته”. شوغر ستريت، لـ دي الذي وصل في السابق إلى القائمة النهائية لجائزة بولتزر، هي رواية مربكة عن أوقات مربكة. صدرت رواية “شوغر ستريت” لـ جوناثان دي عن دار كورسير للنشر في 5 يناير (كانون الثاني) وتباع النسخة الواحدة بسعر 16.99 جنيه استرليني. رواية “عمل خطير” للكاتبة جين سمايلي مخصصة لعشاق أدب الجريمة الغامضة التاريخي (ديريك شابتون) “عمل خطير” A Dangerous Business لـ جين سمايلي Jane Smiley★★★ ☆☆ سيجد عشاق أدب الجريمة الغامضة التاريخي كثيراً مما يثير انتباههم في رواية “عمل خطير” للكاتبة جين سمايلي، التي تدور أحداثها في فترة حمى الذهب في كاليفورنيا أوائل خمسينيات القرن الـ19. عندما تجبر المراهقة إليزا على الزواج من “متنمر ومحتال” يدعى بيتر، تنجو من حياة معذبة بسبب موت زوجها بصورة عنيفة أثناء شجار في الحانة. تغير إليزا كنيتها لتصبح ريبل وتبدأ العمل في بيت للدعارة في مونتيراي. عندما يتكشف وجود جثث شابات في ضواحي المدينة، تقرر إليزا وصديقتها وزميلتها في بيع الهوى، جين، تعقب القاتل المتسلسل. تصور سمايلي بوضوح مخاطر مساعيهما، التي تسلط الضوء على أن كون الشخص امرأة هو “عمل خطر” بصورة عامة. تقدم سمايلي صاحبة رواية “ألف فدان” A Thousand Acres الحائزة على جائزة بوليتزر، كثيراً من المحاور التاريخية (العبودية، الهوس بالأشباح في العصر الفيكتوري، كتابات الشاعر والروائي الأميركي إدغار آلان بو)، ويعرفنا الكتاب أيضاً على مقتطفات من روح الدعابة في ذلك الوقت، كما في وصف أحد المزارعين لولاية ماساتشوستس بأنها “كومة فضلات هائلة”. على رغم أن الخاتمة كانت منمقة أكثر مما أستسيغ شخصياً، إلا أن الشخصيات محبوكة بإتقان وإيقاع الحبكة يتغير بانسيابية على العموم. تصدر رواية “عمل خطير” لـ جين سمايلي عن دار أباكس بوكس للنشر في 12 يناير (كانون الثاني) وتباع النسخة الواحدة بسعر 16.99 جنيه استرليني. الرواية الأولى لـ بريت إيستون إيلس منذ 13 عاماً تتحدث مجموعة من الأصدقاء الموسورون في وقت الذي كان فيه الرعب يسيطر على لوس أنجلس بسبب قاتل متسلسل (كيسي نيلسون) “الشظايا الزجاجية” The Shards لـ بريت ايستون إيلس Bret Easton Ellis ★★★ ☆☆ يقول البطل بريت ابن 17 ربيعاً، والراوي الذي يصعب الوثوق به لحكاية “الشظايا الزجاجية”، أول رواية تصدر منذ 13 عاماً لـ بريت إيستون إيلس، صاحب كتاب “مريض نفسي أميركي” American Psycho: “فعلياً لم أعد الشخص نفسه على الإطلاق بعد سنة 1981”. تعرفنا الرواية الجديدة على مجموعة من الأصدقاء هم طلاب موسورون في المرحلة الثانوية في وقت كان الرعب يسيطر على لوس أنجلس بسبب قاتل متسلسل يعرف باسم “ترولر”. في خضم تلك المخاطر وحالات الاختطاف واقتحام المنازل، يبدأ خوف بريت ينمو تدريجاً من أن القاتل قد تسلل إلى دائرته المقربة المكونة من أبناء الأثرياء الذين يجمعهم السهر وتعاطي المخدرات. المواضيع المميزة للكتاب هي “الجنس، الجمال، الامتياز، الفضيحة، الشهوة والقتل”، ويصور إيلس الذي احتفل بعيد ميلاده الـ58 العام الماضي، كيف يمكن للأصدقاء اقتحام ماضيك بلا رحمة. تضج الرواية بالمراهقين الشبقين ذوي الإطلالات المبهرة، سوزان وتوم وديبي ومات، الذين يبدون جميعاً مدللين ومنغمسين في أنفسهم. هناك كثير من الجنس (بريت، الذي يكتشف ميوله الجنسية، يتباهى بأنه يحتفظ بـ “يوميات للاستمناء”)، على رغم الشعور بأن الكاتب احتاج إلى بعض المحفزات الجنسية ليتمكن من إعادة إحياء مشاهد المراهقين الجنسية الفاضحة التي عاشها قبل أربعة عقود. ويتساءل القارئ إلى أي مدى يقحم بريت الكاتب الكبير في السن نفسه في أذهان شخصياته المراهقة الخيالية. اعترف إيلس أنه في “الشظايا الزجاجية” كان “مهتماً باستكشاف تلك الأشياء التي يعتبرها بعض الناس من المحرمات”، وأن شخصياته تبتهج بتخيلات الاغتصاب، والجنس “مع القصر نظرياً”، و”الأحلام الإباحية المستفيضة”. تتفاخر شخصيه روبرت مالوري المنحرف، الذي يشك بريت في أنه قادر على ارتكاب جرائم قتل جماعي، بأنه يريد أن “مضاجعة سوزان في مؤخرتها بقوة” ستجعلها تصرخ. هل هو تعبير صادم أم لا مبرر له؟ في كلتا الحالتين، يفشل العنف الدموي في نهاية الرواية قليلاً ويبدو هوسياً بطريقة غريبة: يتكرر ذكر تفصيل أن الضحية كانت ترتدي “سروالاً داخلياً” فقط مرتين في وصف لهجوم وحشي تم فيه شق ثدي فتاة شابة. في مقابلة أجريت معه أخيراً، قال إيلس المثير للجدل إنه انساق دائماً في لعبة “العدمي اللامبالي”. ربما سيستمتع الناس بـ “الشظايا الزجاجية” بسبب حيلها الخيالية أو الرعب المحفز، أو ربما كقصة يافعين مؤثرة عن مراهقين معيبين ومتضررين وتائهين، وإن كانوا يستمتعون بجاذبيتهم الجنسية. هناك جوانب أحببتها في الرواية. يحافظ إليس من دون بذل جهد على تحكمه بإيقاع السرد والتشويق على مدار حوالى 600 صفحة تقطر جميعها بقدر كاف من الحنين إلى الماضي، على رغم أن هناك نقطة خلافية تتمثل في أن سلسلة الإشارات الثقافية – مثل أشرطة الكاسيت، الأكياس الصفراء التي كانت تشتهر بها محال تاور ريكوردز للتسجيلات، أشرطة فيديو بيتاماكس، مقتل جون لينون، وأفلام مثل “مستذئب أميركي في لندن”، وأغنيات جميلة مثل “ميركوري بلوز” لـ ديفيد ليندلي – لا تتجاوز كونها أدوات وصفية لقراء من شريحة عمرية أقرب إلى شخصياته المراهقة. تصدر رواية “الشظايا الزجاجية” لـ بريت ايستون إليس عن دار سويفت للنشر في 17 يناير (كانون الثاني) وتباع النسخة بسعر 20 جنيهاً استرلينياً. تقدم “عن الشطآن البدائية” سرداً من منظور غير أوروبي حول اكتشاف الحضارات العظيمة للأميركيتين – الأزتيك والمايا وتوتوناك والإنويت – أوروبا (اندبندنت) “عن الشطآن البدائية: كيف اكتشف الأميركيون الأصليون أوروبا” On Savage Shores: How Indigenous Americans Discovered Europe لـ كارولين دودز بينوك ★★★★ ☆ يبدأ كتاب “عن الشطآن البدائية” بالسير عبر “حقل ألغام لغوي” عن الطريقة التي يعرف بها السكان الأصليون جزءاً من إرث تاريخ “الرجال البيض الذين يتنقلون عبر العالم لجعله ملائماً لهم”، بحسب تعبير كارولين دودز بينوك، المحاضرة بجامعة شيفيلد. أصبحت الهجرة الآن موضوعاً ينادى به بكثرة في السياسية البريطانية لدرجة بات من المفيد التذكير بأن تدفق الناس إلى أوروبا وعبرها منذ آلاف السنين يمر بمد وجزر. بالنسبة إلى أولئك الذين لا تتجاوز معرفتهم بالسكان الأصليين الذي قدموا إلى أوروبا حكاية بوكاهونتاس (واسمها الحقيقي ماتواكا) ، يقدم كتاب “عن الشطآن البدائية” رواية من منظور غير أوروبي حول اكتشاف الحضارات العظيمة للأميركيتين – الأزتيك والمايا وتوتوناك والإنويت- أوروبا. تشير بينوك، المؤرخة الوحيدة في المملكة المتحدة عن حضارة الأزتيك وفقاً للناشرين إلى أن “السكان الأصليين انتشروا في إنجلترا في عصر تيودور” في ثمانينيات القرن الـ16. كثير من الأشياء التي نأخذها كمسلمات، مثل التبغ والشوكولاتة والبطاطا والفلفل الحار والفاصولياء والذرة، جلبها إلى أوروبا مسافرون من السكان الأصليين [لبلاد أخرى]، الذين أجبر معظمهم على عبور مساحة شاسعة من المحيط. “عن الشطآن البدائية” كتاب مهم لأنه يستكشف قصص المسافرين من السكان الأصليين، التي تنطوي غالباً على حكايا قاتمة عن الانفصال والمعاناة والموت. هناك سرد مؤسف لمصير إحدى عائلات الإنويت التي جاءت إلى إنجلترا في سبعينيات القرن الـ15 الذي انتهى بعرض طفلها اليتيم في أحد نزل لندن ليتفرج عليه السكارى المحليون من أجل متعتهم المتلصصة. على الأقل الزمن يتغير. في خاتمة الكتاب، أفادت بينوك بأن بقايا المسافرين من السكان الأصليين أصبحت الآن موضوع صراعات حول الملكية. في عام 2020، قام متحف “بت ريفرز” في أكسفورد بإزالة “تماثيل الرؤوس القبلية” – “التي كانت تعرض كدليل عنصري على ’البدائية‘ لمدة قرن من الزمان أمام زوار المتحف، كما تشير بينوك – بعد مناقشة مع شركاء من شعوب “شور” Shuar الأصليين. يصدر كتاب “عن الشطآن البدائية: كيف اكتشف الأميركيون الأصليون أوروبا” لـ كارولين دودز بينوك عن دار ويدينفيلد آند نيكلسون للنشر في 19 يناير (كانون الثاني) وتباع النسخة الواحدة بسعر 22 جنيهاً استرلينياً. تنقل رواية جو توماس بدقة الطبيعة الدنيئة والقاتمة لفساد الشرطة والعنصرية المؤسسية في لندن في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات (اندبندنت) “شغب أبيض” White Riot لـ جو توماس ★★★★ ☆ تصور “شغب أبيض”، وهي الجزء الأول من ثلاثية جديدة عن الجريمة السياسية التي تدور أحداثها في لندن، الطاقة المستعرة والطبيعة المستقطبة للعاصمة البريطانية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات. السياسة والموسيقى وقوة الاحتجاج كلها عناصر أساسية في رواية تنقل بدقة الطبيعة الدنيئة والقاتمة لفساد الشرطة والعنصرية الممنهجة في أقسام مثل “مجموعة الدوريات الخاصة” و”وحدة الاعتداء الشديد” في مركز ويست إند سنترال الذي كان معروفاً في أوساط قوى الأمن في ذلك الوقت باسم “فرقة الباكستانيين”. أجرى جو توماس المولود في منطقة هاكني سنة 1977، بحثاً شاملاً في ذلك العصر. عندما كنت مراهقاً، اعتدت على المساومة في أكشاك منطقة بريك لين في أيام الأحد في ذلك العقد، مما جعلني أعجب بوصفه الذي أعاد إحياء الطريقة التي كان يعمل بها حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف علناً في المناطق المناصرة له. الشخصيات الرئيسة، بمن فيها الصحافية سوزي شالفا والضابط المحقق باتريك نوبل، مرسومة جيداً، ويخلق توماس مادة درامية قوية من الثقافة المضادة في فترة كانت مهرجانات مثل “موسيقى الروك في مواجهة العنصرية” ومنظمات مثل “عصبة مناهضة النازية” تحارب التحيز. تمزج “شغب أبيض” ببراعة بين الحقيقة والخيال. يصور توماس شخصيات من الحياة الواقعية، بمن فيها رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر (متحدثاً عن سبب كرهها لاسم “هيلدا” الذي كانت تلقب به في مرحلة مبكرة من حياتها) والضحيتان ألتاب علي وكولين روتش، اللذان واجها موتاً ظالماً بشدة. “شغب أبيض” هو كتاب سيكون له صدى عميق لدى سكان لندن الذين عاشوا تلك الأيام الغريبة والمتخلفة. تصدر رواية “شغب أبيض” لـ جو توماس عن دار كيركس للنشر في 19 يناير (كانون الثاني) وتباع النسخة الواحدة بسعر 14.99 جنيه استرليني. “عمل غير مكتمل” لمايكل بريسويل هو انعكاس هادئ لرواية عن الندم والشيخوخة وذكرى الحب الضائع (اندبندنت) “عمل غير مكتمل” Unfinished Business لـ مايكل بريسويل ★★★★★ قراءة رواية حول رجل في الخمسينيات من عمره يدعى مارتن والذي يعتبر “قضية خاسرة للتقدم في العمر ” ستبدو وكأن شخصاً يمضي إجازته السنوية في عمله. لكن، فإن “عمل غير مكتمل”، أول رواية يصدرها مايكل بريسويل منذ 21 عاماً، هي دراسة رائعة ودقيقة لموظف مكتبي وحيد يتعاطى الكحول بكثرة يدعى مارتن نايت، لا يعتقد أن القرن الـ21 هو “قرنه” بينما يتشكل لديه إحساس بأنه “غير مرئي”. بطل الرواية مهووس بالذكريات ويمزقه كره الذات. يخبرنا المؤلف: “شعر مارتن وكأنه شخص ينسحب من لعبة كانت شاقة ومرهقة، تجري في وقت متأخر من بعد الظهر، لفترة أطول بكثير وبهمجية تتجاوز بكثير ما كان بإمكان أي شخص تخليه عند بدايتها المبهجة”. إضافة إلى شعوره بالذنب، نحن نرى شخصيته ذات العيوب والمكافحة بعدسة زوجته السابقة الموضوعية بشكل لطيف، مارلين، وهي امرأة على النقيض منه، “سئمت من الماضي” مع تقدمها في العمر. كما أننا نرى بعيني مارتن المجهدتين الجيل الذي تنتمي إليه ابنته كلوي البالغة من العمر 26 سنة. يقول متأملاً: “كانت هي وصديقاتها مشغولات للغاية طوال الوقت. بدا أن مشروعهن المشترك الذي يستهلكهن بالكامل هو حياتهن الرائعة”. من عناصر القوة الحقيقية في الرواية الطريقة التي يستخدم بها بريسويل جمال لندن وبؤسها وكأنها شخصية قائمة في حد ذاتها تقريباً. على رغم أن الانعطافة القاتمة في الحبكة في النهاية بدت مقحمة بعض الشيء، إلا أن هذه الرواية التأملية الثمينة التي تتحدث عن الندم والشيخوخة وذكريات الحب الضائع استحوذت علي. تصدر رواية “عمل غير مكتمل” لـ مايكل بريسويل عن دار وايت رابيت للنشر في 19 يناير (كانون الثاني) وتباع النسخة الواحدة بسعر 16.99 جنيه استرليني. © The Independent 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ماركوزه كشف مبكرا عن مأزق الإنسان المعاصر “ذو البعد الواحد”؟ next post استعادة أمثولة كافكا الحائر في تجاوز عبثية الحياة You may also like براعة باخ في كونشرتوات براندنبورغ وأثرها الدائم 19 نوفمبر، 2024 في روايته الجديدة… أوبير حداد يصوّر الحرب بعيني... 19 نوفمبر، 2024 16 فيلم رعب تسببت بصدمة نفسية لممثليها 19 نوفمبر، 2024 العداوة والعدو كما فهمهما الفلاسفة على مر العصور 19 نوفمبر، 2024 قصة واحدة من أكبر الأكاذيب في تاريخ حكايات... 19 نوفمبر، 2024 أول ترشيحات “القلم الذهبي” تحتفي بالرعب والفانتازيا 17 نوفمبر، 2024 شعراء فلسطينيون في الشتات… تفكيك المنفى والغضب والألم 17 نوفمبر، 2024 “بيدرو بارامو” رواية خوان رولفو السحرية تتجلى سينمائيا 16 نوفمبر، 2024 دانيال كريغ لا يكترث من يخلفه في دور... 16 نوفمبر، 2024 جاكسون بولوك جسد التعبيرية التجريدية قبل أن يطلق... 16 نوفمبر، 2024