روايتا شيري و توم ليك من بين العناوين التي نوصي بها هذا الشهر أيضاً (اندبندنت) ثقافة و فنون إصدارات تستحق القراءة في شهر أغسطس by admin 6 أغسطس، 2023 written by admin 6 أغسطس، 2023 233 من رواية “النمنمة، النمنمة” لآن إنرايت إلى “الزوجة” لآنا فاندر نستعرض إصدارات بارزة في زاويتنا الشهرية اندبندنت عربية\ مارتن شيلتون كاتب وصحافي MartinChilton@ عندما داهمت الشرطة حانة “رويال فوكسول تافرن” التاريخية في عام 1987 أثناء ذروة الإشاعات المثيرة للهلع في شأن الإيدز، لاحظ مقدم البرامج التلفزيوني الراحل والممثل الكوميدي بول أوغريدي أن جميع أفراد الشرطة كانوا يرتدون قفازات مطاطية بلون أزرق زاهٍ، كما لو أن أي تماس مع زبائن الحانة، ومعظمهم من المثليين جنسياً، يمثل تهديداً مميتاً بانتقال العدوى. أمسك أوغريدي بميكروفون وقال للجمهور ممازحاً: “حسناً، حسناً، يبدو أن لدينا مساعدة في غسيل الأطباق”. تظهر هذه القصة، وعدد يفوق الحصر من القصص المسلية الأخرى في كتاب “اتجاهات جماعية: موسيقى الرقص وتكوين بريطانيا المعاصرة” Party Lines: Dance Music and the Making of Modern Britain لإد جيليت (صادر عن دار بيكادور للنشر). رواية جيليت الدسمة المحتوية على بحث جيد عن موسيقى الرقص في المملكة المتحدة، تسرد الجذور السوداء لما يعرف بـ”الحركة”، والأخلاق المناهضة للرقص في سنوات حكم مارغريت تاتشر، والمشهد في مانشستر/ هاسيندا، وصولاً إلى مشهد شركات نوادي الرقص في القرن الحادي والعشرين. يتناول فصل “غضب الطاعون” بعض الحقائق والأساطير حول ما حدث مع “الهذيان غير القانوني” أثناء الإغلاق. “اتجاهات جماعية” هو عمل ممتع عن التاريخ الاجتماعي الحديث. أخيراً، بعد روايتي “علامة فقرة” Pilcrow (2008) و”علامة صوتية” Cedilla (2011)، حصلت شخصية جون كومرز الرائعة التي ابتكرها آدم مارس جونز تجربة ثالثة في رواية “علامة إقحام” Caret (عن دار فيبر)، التي تستعرض ذكاء المؤلف المعتاد وبصيرته في قصة تدور أحداثها في سبعينيات القرن الماضي. وعلى فكرة، سيكون لدى محبي السلسلة الكثير للاستمتاع به، حيث يبلغ طول الجزء الثالث ما يقارب 750 صفحة فقط. عقد السبعينيات هو أيضاً الفترة التي تجري فيها أجزاء كبيرة من مذكرات “آه يا أخي” O Brother المؤثرة لجون نيفن (عن دار كانونغيت) حول أثر انتحار الإخوة. وصف الكاتب الراحل جوناثان رابان والده بأنه “خريج المدرسة القديمة لإخفاء المشاعر”، بينما كانت والدته أكثر صراحة، إذ قالت إن زوجها كان يمتلك “قلباً من الجلد”. في كتاب “أب وابن: مذكرات عن الأسرة والماضي والموت” Father & Son: A Memoir About Family, the Past and Mortality (عن دار بيكادور) الذي كتب بعدما تعرض المؤلف لجلطة دماغية، يروي رابان قصة بدايات زواج والديه. الكتاب رقيق وحكيم ومليء بالصراحة. في أحد التأملات المفاجئة، يتفكر رابان الذي توفي عن عمر 80 سنة في يناير (كانون الثاني) بداية هذه السنة، في عادة التدخين “المتهورة” التي رافقته مدى الحياة، معترفاً بأنه كان على دراية بمخاطرها حتى عندما بدأ بتجريب السجائر لما كان مراهقاً. يتذكر قائلاً: “في خمسينيات القرن الماضي، قبل وقت طويل من مطالبة شركات السجائر بطباعة التحذيرات على منتجاتها، كنا نتحدث بالفعل عن أن التدخين هو ’لفائف السرطان’”. أخيراً، هناك ظهور لاثنين من أماكن الشرب المفضلة لدي في منقطة هولبورن في كتاب “لندن الأدبية: دليل المدينة لمحبي الكتب” Literary London: A Book Lover’s Guide to the City لإيلويز ميللر وسام جورديسون المليء بالشذرات الثمينة (عن دار مايكل أومارا بوكس). تظهر حانة “ذا سيتي أوف يورك” الكائنة في شارع تشانسري لين، وهي المكان الذي تدور فيه أحداث أحد مشاهد رواية “ديفيد كوبر فيلد” الشهيرة لتشارلز ديكنز في قائمة “أماكن الشرب الديكنزية” التي يقترحانها في العاصمة. بالمثل، هناك ظهور لحانة “ذا لام” القديمة الساحرة، التي اعتاد الشاعر تي إس إيليوت، كما يقول المؤلفان، التوجه إليها من أجل “الاستمتاع بكأس من الجعة بهدوء” عندما كان يتسلل من مكاتب دار “فيبر آند فيبر” للنشر التي عمل فيها محرراً ومديراً. فيما يلي نقدم مراجعة كاملة لمذكرات من تأليف كاثرين تايلر وروايات بقلم آن باتشيت وريتشارد روسو وجو آن بيرد وآن إنرايت وكتاب عن زوجة أورويل من تأليف آنا فاندر. “توم ليك” لآن باتشيت (بلومزبيري/ إيملي دوريو) 1- “توم ليك” Tom Lake لآن باتشيت ★★★★★ تدور أحداث رواية “توم ليك” أثناء الوباء عندما تكشف لارا كينيسون، البالغة من العمر الآن 57 سنة وتعيش في مزرعة كرز في ريف ميشيغان، لبناتها البالغات الثلاث قصة علاقتها مع النجم الهوليوودي اللامع بيتر ديوك. في ختام الرواية المبهرة، يعرف القارئ في نهاية المطاف أكثر مما تعرفه البنات. الأسرار مخفية في قصة تقدم تحريفات صغيرة في الحبكة وكشفا يخزن صدمة بقوة جهاز ارتجاف القلب. هناك أشياء رائعة كثيرة في “توم ليك”: الشخصيات متنوعة ومرسومة ببراعة والطريقة السامية التي تتعامل بها باتشيت – التي كانت تكتب أدباً رائعاً منذ عقود – مع الحياة الداخلية للارا. الحس الفكاهي بارع، وباتشيت التي تشارك بطلتها المرحلة العمرية الصعبة نفسها، لديها ما تقوله عن الديناميكيات الدقيقة بين الآباء وأطفالهم غير المتوافقين معهم. تقول لارا مازحة إن بناتها، إميلي وميسي ونيل مختلفات جداً لدرجة أنهن “ربما كن الدببة الثلاثة من قصة الأطفال الشهيرة”. تلخص لارا أيضاً الطريقة التي يتم بها رسم الآباء والأمهات بشكل مختلف باللجوء إلى مشهد تشاهد فيه العائلة “ديوك” في فيلم أكشن. تقول لارا: “يتعلم الأطفال في وقت مبكر أن خيبة الأمل تجسدها الأم”. الرواية، التي تحتوي على أشياء بارعة لتقولها عن التمييز الجنسي، وديناميكيات القوة، وتأثير أزمة المناخ على عقلية الشباب والحقائق العميقة التي نتعلمها جميعاً عن الحياة مع تقدمنا في السن، هي أيضاً رسالة حب بطريقتها الرائعة عن التمثيل والقراءة والزراعة ورعاية الحيوان والتنس. أشجعكم على الغوص في “توم ليك”… إنها رواية جميلة. صدرت رواية “توم ليك” لآن باتشيت عن دار بلومزبري في 1 أغسطس (آب)، وتباع النسخة الواحدة بسعر 18.99 جنيه استرليني. “النبش” لكاثرين تايلر (أوريون بوكس/ كاثرين تيلر) 2- “النبش: مذكرات في التوقيت الشمالي” The Stirrings: A Memoir in Northern Time لـ كاثرين تايلر ★★★★ ☆ إن “الرائحة المخدرة والمسببة للإدمان” لشامبو فوسين هي واحدة فقط من الذكريات العديدة التي أثارتها مذكرات كاثرين تايلر المثيرة والمفعمة ببقايا الماضي التي تدور بشكل أساسي في السبعينيات والثمانينيات في مدينة شيفيلد الواقعة جنوب يوركشر التي نشأت فيها تايلر بعد انتقال عائلتها إليها من نيوزيلندا. من هو الشخص الذي نشأ في تلك الحقبة الذي يستطيع نسيان صيف عام 1976 القائظ، عندما كانت هناك سبل ماء في الشوارع واجتاح بريطانيا وباء من الدعاسيق؟ يوازن الكتاب بدقة بين قصة شخصية – العلاقة الإشكالية بين الكاتبة ووالدها بعد طلاق والديها والخوف من اكتشاف أنها مصابة بداء مناعي ذاتي – وتاريخ اجتماعي ثاقب لحقبة معينة تتم روايته بأمانة من خلال عيون الطبقة العاملة. أنا متأكد من أن الكتاب حتماً سبب إرهاقاً عاطفياً في بعض الأحيان لمؤلفته، ولا سيما عندما تتذكر الصدمة الناتجة عن التعامل مع حمل غير مخطط له. “النبش” هو أيضاً حكاية عما يعنيه أن ينشأ الإنسان كامرأة في عالم رجالي. ليست هناك صورة جيدة للرجال العاملين في مجال الطب ولا الشرطة في الكتاب. نشأت تايلر في يوركشر في وقت كان الخوف ممن يسمى سفاح يوركشر بادياً. إنها تقدم تذكيراً واقعياً بكيف تعامل المحققون غير الأكفاء بازدراء مع ضحاياه. كانت تجربتها الشخصية لكونها امرأة شابة في الجامعة في أوائل الثمانينيات عبارة عن “التحرش في كل مكان” أيضاً. كما أن روايتها عن الاحتجاجات المناهضة للأسلحة النووية التي شهدتها منطقة غرينهام كومون في الثمانينيات تنويرية أيضاً، وتقدم تايلر ملاحظة جانبية مفيدة مفادها أن إحدى قضاة نيوبري التي أصدرت غرامات بانتظام بحق المتظاهرين كانت والدة رئيس الوزراء المستقبلي ديفيد كاميرون. ما تلتقطه تايلر ببراعة في “النبش” هو كيف أن الماضي مليء دائماً بمثل هذه التجارب المتناقضة. عندما تتذكر عام 1978 على سبيل المثال، فإنها تنقل حماسة شراء أول ألبوم موسيقي (“خطوط متوازية” لفرقة بلوندي الأميركية لموسيقى الروك) وحيرتها في محاولة فهم أهوال العالم، بما في ذلك اختطاف جينيت تيت البالغة من العمر 13 سنة من شارع ريفي هادئ في منطقة ديفون. كتبت تايلر في هذه المذكرات الممتازة: “صورة دراجة جينيت المتروكة، بينما لا تزال إحدى العجلتين تدور، لا تمحى من الذاكرة”. يصدر كتاب “النبش: مذكرات في التوقيت الشمالي” لكاثرين تايلر عن دار ويدنفيلد آند نيكولسون في 3 أغسطس، وتباع النسخة الواحدة بسعر 16.99 جنيه استرليني. “شخص ما أحمق” لريتشارد روسو (أتلانتك بوكس/ إلينا سيبرت) 3- “شخص ما أحمق” Somebody’s Fool لريتشارد روسو ★★★ ☆☆ دونالد “سالي” سوليفان، الشخص المسن العنيد الفاسد من قرية نورث باث المتخيلة في شمال ولاية نيويورك، هو أشهر شخصية ابتكرها ريتشارد روسو وأكثرها ديمومة. بعد رواية “لا أحد أحمق” Nobody’s Fool الصادرة عام 1993 – تم تحويلها إلى فيلم رائع من بطولة بول نيومان في دور سالي – وجزء التتمة “الجميع حمقى” Everybody’s Fool الصادر عام 2016، يأتي الجزء الثالث “شخص ما أحمق”، الذي تدور أحداثه بعد 10 سنوات من وفاة سالي. سالي شخص تصعب متابعته وتشبه قراءة هذا الكتاب إلى حد ما الاستمتاع بفيلم لتوم هانكس، ثم الذهاب إلى السينما لتجد أن فيلمه الجديد هو من بطولة ابنه كولين. مزحة التبديل بين هانكس وابنه ليست عادلة، على كل حال، لأن الحدوتة الأدسم في هذا الجزء الجديد تتضمن ابن سالي، بيتر، وأزمته غير المتوقعة مع ابنه المبتعد والغاضب توماس. تتناول الحدوثة الرئيسة الأخرى رئيس الشرطة المتقاعد دوغلاس رايمر (الذي جسده في شبابه في الفيلم فيليب سيمور هوفمان)، والذي يتعين عليه أن يتسلم المسؤولية من حبيبته السوداء تشاريس في التحقيق في حالة انتحار غريبة. رواية “شخص ما أحمق” المثقلة بالحوارات، هي ملاحظات ذكية حول أميركا الحديثة، تنعكس في الطريقة التي يتم بها استيعاب واستهلاك قرية نورث باث، التي توشك على التفتح الآن، من قبل جارتها الحضرية سكايلر سبرينغز. لكن بالمجمل، الرواية عبارة عن مزيج مختلط. ترزح الفصول الافتتاحية تحت وطأة كليشيهات من قبيل “الانهيار السريع”/ “معني شخصياً بالأمر”/ “حان وقت الانسحاب”/ “بدا كشخص خرج للتو من المعركة” (حتى إن بعضها يتكرر)، كما أن قصة روسو البالغ من العمر 74 سنة تفتقر إلى الكوميديا الرائعة والغريبة التي تمتعت بها الرواية الأولى. بالطبع، الفكاهة تخضع للذائقة الشخصية، لكن عبارات مثل “كان معروفاً أن الكحول يجعل تشاريس تحب المداعبة، وهما لم يمارسا المداعبة منذ شهر تقريباً” بدت بلا طعم بالنسبة لي. أنا أستمتع حقاً بكتابات روسو – روايته “سقوط الإمبراطورية” Empire Falls الحائزة جائزة بوليتزر هي سرد رائع لأميركا البلدة الصغيرة – ولا يزال هناك كثير مما يعجبني في روايته المكونة من 450 صفحة تشد عزمها حقاً في الربع الأخير، ويعود فضل جزء كبير من هذا إلى مشهد رائع يتضمن مواجهة مشحونة بين بيتر وشرطي نورث باث الفاسد والعنيف ديل. لا يزال روسو يتألق في كتابة الشخصيات الساحرة والجذابة (آه، تينا المزعجة، بعينها المعتلة) وعلى رغم كل عيوبها لا تزال “شخص ما أحمق” تحتوي على أشياء رفيعة تقولها عن قوة الصداقة وجاذبية البذل. تصدر رواية “شخص ما أحمق” لريتشارد روسو عن دار آلين آند أنوين في 3 أغسطس، وتباع النسخة الواحدة بسعر 17.99 جنيه استرليني. “الزوجة: الحياة غير المرئية للسيدة أورويل” لآنا فاندر (بينغوين راندوم هاوس) 4- “الزوجة: الحياة غير المرئية للسيدة أورويل” Wifedom: Mrs Orwell’s Invisible Life لآنا فاندر ★★★★★ مع اقتراب وفاته، كان جورج أورويل المريض المنكمش يقرأ قصة حياة جوزيف كونراد التي وضعتها زوجة الكاتب. رمى أورويل الكتاب وسط الغرفة وصرخ في رفيقته الشابة سونيا، “لا تفعلي ذلك بي أبداً” مانعاً إياها من كتابة أية سيرة ذاتية عنه. كان لدى أورويل سبب وجيه للخوف من سرد موضوعي وصادق لحياته، لأن لائحة الاتهام ضده طويلة ومُؤثمة. آنا فوندر، مؤلفة كتاب “ستيسيلاند” Stasiland التاريخي الممتاز، من أشد المعجبات بقصص ومقالات أورويل الرائعة، لكن هذا لا يمنعها من رسم صورة مدمرة لإنسان رهيب. يظهر كتاب فاندر، وهو مزيج ماهر من الخيال والتأملات الشخصية والسيرة الذاتية (بما في ذلك مقتطفات من رسائل آيلين إلى صديقتها المقربة نورا سايمز مايلز) وانغماس أورويل الذاتي وأنانيته عبر تفاصيل صغيرة مهمة عديدة. سأعود إلى سلوكه الإجرامي المفترس. يجب ألا تحجب هذه الأحداث المحبطة الهدف الرئيس الجدير بالثناء لكتاب “الزوجة” الكتاب الذي أصرت فيه فاندر على إعطاء آيلين أوشونيسي، زوجة أورويل الأولى، الصوت الذي تستحقه. إنها امرأة تم حذفها على ما يبدو من التاريخ في السير الذاتية السبع السابقة لأورويل (التي كتبها جمعياً رجال) على غرار ما حدث في رواية أورويل “1984”. كانت آيلين، التي تلقب لأسباب غير واضحة بخنزيرة، تعاني وقتاً مريراً أثناء كونها السيدة أورويل. لقد دعمت زوجها مادياً وأسرياً، وتركت لتقوم بجميع الواجبات القذرة – حرفياً، حيث كانت هي المسؤولة عن تنظيف المرحاض عندما انسدت بالوعة التصريف في كوخهما المتداعي. في هذه الأثناء، كانت دائماً تشجع زوجها على الكتابة وترضي غروره. وقد عرفته آيلين، وهي شخصية مرحة واجتماعية، على طرق أكثر مرحاً في الكتابة – الأمر الذي يتجلى في الاختلاف الذي لاحظه الناس في “مزرعة الحيوانات” Animal Farm. لقد كانت منسقة رائعة وفريق دعم مكوناً من امرأة واحدة، ومع ذلك لم يرجع إليها سوى قليل من الفضل في كتابات أورويل الخاصة عن حياته. وعلى رغم كونها جزءاً أساسياً من الحرب في إسبانيا، لم يذكر اسمها ولا حتى مرة واحدة في كتاب “تحية إجلال لكتالونيا” الصادر عام 1938. يبدو أن أورويل كان مسروراً بإهانتها، بخاصة من خلال سلسلة العلاقات خارج إطار الزواج التي أنشأها. خلال رحلة إلى المغرب، قال لزوجته إنه “يستحق مكافأة” – ولم يكن يقصد حلوى اللوز. بدلاً من ذلك، أراد موافقتها على مضاجعة فتاتين من “الشابات” البربريات اللاتي قدمن له العشاء. في محادثة لاحقة مع هارولد أكتون، سال لعاب أورويل على خصريهما النحيلين وأثدائهما الصغيرة المدببة”. بالمناسبة، تتكهن فاندر أن رغبة أورويل الخفية، “الخفية حتى عن نفسه ربما” قد تكون تجاه الرجال. من يعرف الحقيقة ومن يهتم بها؟ كما تفصل فاندر سجله بمحاولات الاغتصاب، والتي كانت تعرف بشكل ملطف باسم “انقضاضه” على النساء. إحدى هذه المحاولات مع “صديقة” تدعى جاسينثا، تركت المراهقة بملابس ممزقة وإصابات في وركها وكتفها. مما يثير الإحباط أنه كانت هناك محاولات عديدة وكثيرة. ربما يكون التدريب القانوني الذي تتمتع به فاندر – التي تجمع بين بكالوريوس في الآداب وبكالوريوس في القانون مع مرتبة الشرف وعملت في قانون حقوق الإنسان قبل أن تصبح كاتبة – هو ما يسمح لها بأن تكون رشيدة وهادئة وتحليلية جداً لسلوكه الوضيع. ليس واضحاً ما الذي حصلت عليه النساء اللاتي كن ينمن مع أورويل عن طيب خاطر من لقاءاتهن. تتذكر سيليا كيروان، مساعدة تحرير شابة في مجلة، خيبة أملها من ممارسة الجنس مع أورويل العجوز الذي يعاني من مرض السل، قائلة: “إنه يمارس الجنس مثل رقيب من بورما، ويقول بعد الانتهاء ’آه، هذا أفضل’ قبل أن يدير ظهره”. وجه أورويل ضربة قاصمة أخيرة إلى آيلين، عندما تركها ليذهب في رحلة بينما كانت مريضة بشدة من أورام في الرحم. إن موتها المأسوي، عن عمر 39 سنة فقط على يد جراح مهمل وغير مكترث، أمر مفجع. أعتقد أن معظم قراء “الزوجة” سيجدون أنفسهم بعد الانتهاء من القراءة، مثلي، يفكرون في سبب بقاء آيلين الشاعرة الموهوبة مع أورويل خلال أوقات عصيبة كتلك. من الواضح أنها أرادت أن يحقق مصيره، على رغم أن أي انعكاس للمجد يبدو مكافأة سيئة جداً، وأن إخلاصها جاء على حساب مواهبها وطموحاتها الإبداعية – فضلاً عن صحتها العقلية والجسدية. في هذا الكتاب الرائع تمت الإشادة بها على الأقل كما أنها تمتع بوجود كامل. تقول فاندر: “لقد استعدتها من تحت محوها الذاتي”. يبدو لي أن هذا هو ما سماه أورويل شخصياً “حقيقة موضوعية” و”تغيير مشرف للماضي” لمرة واحدة. يصدر كتاب “الزوجة: الحياة غير المرئية للسيدة أورويل” لآنا فاندر عن دار فايكينغ في 17 أغسطس، وتباع النسخة الواحدة بسعر 20 جنيهاً استرلينياً. “شيري” لجو آن بيرد (بروفايل بوكس/ فرانكو فوغت) 5- “شيري” Cheri لجو آن بيرد ★★★★★ تتفوق جو آن بيرد المولودة في مولين في إلينوي سنة 1955، في وصف التجارب الحسية الخالصة، وهناك كثير يستحق التقدير في الطبعة الجديدة من مقالاتها الصادرة سابقاً ورواياتها غير الخيالية “مجموعة أعمال جو آن بيرد” The Collected Works of Jo Ann Beard. حتى إن منشوراتها، من “الصبيان من مرحلة صبايا” إلى “أيام المهرجان” تشتمل على نكتة حول “صوت ميك جاغر الشبيه بالسحلية”. أحد الأعمال في المجموعة هو “عزيزي” الذي أعيد نشره أيضاً كمجلد منفرد، وهو مخصص لشيري تريمبل (1950-1977)، امرأة توفيت بسبب السرطان. كانت شيري واحداً من أكثر من 300 شخص توفوا بالقتل الرحيم بمساعدة الطبيب الأميركي – الأرمني الراحل جاكوب كيرفوركيان، وهو شخصية مثيرة للاستقطاب تعرف باسم “طبيب الموت”. يتركك الكتاب لتتخذ قرارك في شأن أخلاقيات القتل الرحيم، بعد قراءة أوصاف بيرد المثيرة للشجن لما تمر به شيري، يمكنك بسهولة فهم لماذا قامت شيري بذلك الاختيار. تلقي بيرد نظرة باردة ومهمة على مرض عضال، وتمتلك موهبة في حياكة تشبيهات أصلية. على سبيل المثال، تظهر الصورة الأولى للكتلة في ثدي شيري سرطاناً يبدو صغيراً “مثل أصابع رضيع متشبثة”. أنت كقارئ – كما هو حال بنات شيري في الحياة الواقعية – متفرج عاجز، تترك للتحديق بقلق في الطبيعة التي تفني هذه المرأة. تكتب بيرد: “تكتشف أنه من المستحيل تخيل عدم الوجود، لأنك كي تتخيل، يجب أن تكون موجوداً”. تصبح التدخلات الطبية غير مجدية – وزادت سوءاً بسبب العواقب الوخيمة لإعادة تشكيل فاشلة للثدي – التي كانت فاعليتها بالنسبة لشيري مثل “قيام مروضي الأسود بمد كراس طويلة”. على رغم أن المحتوى قاتم بلا شك، فإن كتابات بيرد رائعة وتقدم في النهاية بعض الأمل، لأن الكتاب في الأساس لا يتعلق بالموت، بل يركز أكثر على معنى الحياة. شيري هي حكاية مروية عبر 76 صفحة من القياس الصغير وبخط طباعة كبير، ودليل على أن القليل يصبح أكثر بكثير عندما يكون في يد المحترف. يصدر كتاب “شيري” لجو آن بيرد عن دار سيربنتس تيل في 17 أغسطس، وتباع النسخة الواحدة بسعر 10 جنيهات استرلينية. “النممة، النممة” لآن إنرايت (بينغوين/ هيو شالونر) 6- “النمنمة، النمنمة” The Wren, The Wren لآن إنرايت ★★★ ☆☆ استكشفت آن إنرايت، الحائزة جائزة الكتاب الإيرلندي للرواية وبوكر (عن رواية “التجمع”The Gathering)، الأبوة والأمومة في روايتها الممتازة الصادرة عام 2020 “الممثلة” Actress، وها هي تعود إلى المشاعر العائلية المعقدة في “النمنمة، النمنمة”. تدور الحكاية التي تتناول عدة أجيال حول الأم كارمل وابنتها نيل، اللتين تقع كل منهما تحت سيطرة الد كارمل، فيل مكداراه، الذي يعتبر “أفضل شاعر حب في جيله”. قصيدته “النمنمة، النمنمة” التي تدور حول “غشاوة الحب” موجهة إلى كارمل. إنه يتخلى عن عائلته فقط عندما تصاب زوجته بسرطان قاتل. تكشف رواية إنرايت تدريجياً عن قصة خذلان، ووحدة، وأنانية، وتظهر بطريقة رحيمة وقوية المشكلات التي تواجهها نيل وهي تبحر في عالم قاسٍ. تم تصوير علاقتها مع فيليم، صديقها المزعج والمتلاعب، بشكل حاذق. تقول نيل عن فتى عملاق “أظن أنني بقاياه… يتغذى على مع خبز مخمر وشرائح لحم الخنزير المقدد”. إنه شخص يثير دائماً في نيل “فكرة أنه سيحاول إيذائي بطريقة ما”. في “النمنمة، النمنمة” نرى العالم الحديث من خلال عيني نيل، وهو ليس مكاناً لطيفاً. إن نيل وكارمل شخصيتان معقدتان – قد تكون نيل أول شخصية متخيلة تشيد بأغنية بيتي ديفيس “فتاة بغيضة” لبيتي ديفيس – وتوجه إنرايت القارئ بمهارة إلى استنتاج، حيث يكون التعاطف مهماً ويستطيع الناس العودة إلى ذواتهم “الحقيقية”. تصدر رواية “النمنمة، النمنمة” لآن إنرايت عن دار فينتج في 31 أغسطس، وتباع النسخة الواحدة بسعر 18.99 جنيه استرليني. © The Independent المزيد عن: أحدث إصدارات الكتبأوسع الكتب انتشاراأسعار الكتبإصدارات الكتب 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post تيار ما بعد الحداثة “دفن” إنسان التنوير الأوروبي وجعل العقلانية قيدا next post اختتام “محادثات جدة” ووفود تعتزم المشاركة في اجتماعات ثنائية You may also like سامر أبوهواش يكتب عن: “المادة” لكورالي فارغيت… صرخة... 25 نوفمبر، 2024 محامي الكاتب صنصال يؤكد الحرص على “احترام حقه... 25 نوفمبر، 2024 مرسيدس تريد أن تكون روائية بيدين ملطختين بدم... 25 نوفمبر، 2024 تشرشل ونزاعه بين ثلاثة أنشطة خلال مساره 25 نوفمبر، 2024 فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024