ثقافة و فنونعربي “أوهام ضائعة” تحفة مهرجان البندقية عن فساد الصحافة by admin 9 سبتمبر، 2021 written by admin 9 سبتمبر، 2021 24 المخرج الفرنسي كزافييه جيانولي اقتبس رواية بلزاك في قراءة بصرية حديثة اندبندنت عربية \ هوفيك حبشيان أخيراً، بعد طول انتظار، أفرجت مسابقة “موسترا” البندقية (1- 11 سبتمبر/ أيلول) عن التحفة السينمائية التي كانت دورة هذا العام ستكون ضعيفة أو حتى ناقصة لولاها: “أوهام ضائعة” للمخرج الفرنسي القدير كزافييه جيانولي الذي كان أدهش هواة السينما مع إخراجه بعض الأفلام التي لا تنتمي إلى المشهد المعتاد للسينما الفرنسية، نذكر منها “عندما كنت مغنياً” مع جيرار دوبارديو و”مارغريت” تمثيل كاترين فرو الذي كان عُرض هنا في البندقية قبل ست سنوات. جيانولي انطلق باكراً في الإخراج، قدّم عمله الأول عندما كان في الثلاثين، واليوم بعد مرور عقدين من الزمن له في سجله ثمانية أفلام يختلف بعضها عن البعض الآخر شكلاً ومضموناً. هو ابن الصحافي بول جيانولي، وحفيد أحد الوزراء في عهد شارل ديغول. رجل درس الأدب في السوربون وله خلفية ثقافية متينة. في كونه ابن صحافي وعمل في مجلة “ليكسبريس” لفترة، فهذا لن يعود تفصيلاً بسيطاً عندما نعلم عمّا يتحدث فيلمه “أوهام ضائعة”: الصحافة والنقد والإعلام المرتشي الفاسد والوصولية الانتهازية في باريس القرن التاسع عشر، علماً أن جيانولي لم يكتب سطراً واحداً من الحكاية المصوّرة، فالعمل مقتبس (ببعض التصرف) من راوية بالعنوان نفسه للأديب الفرنسي أونوريه دو بلزاك، تُعتبر إحدى روائعه. وقد نُشرت على ثلاثة أجزاء بين عامي 1837 و1843 وأهداها إلى فيكتور هوغو، وهي جزء من “الكوميديا الإنسانية”، العنوان الذي جمع بلزاك تحته الكثير من أعماله بمختلف تصنيفاتها. بلزاك اعتبرها وقتها إحدى ركائز عمله الأدبي، في حين قال عنها مارسيل بروست بأنها أفضل ما كتبه الروائي الكبير. وفعلاً، عندما يكون النص قوياً ومتماسكاً وغنياً بالنحو الذي هو عليه عند بلزاك، وله ما يقوله عن العالم والناس والطبيعة البشرية تحديداً في حقبة معينة، فلا بد أن نشعر به، ولا مهرب من أن نشعر به خلف كل لقطة من لقطات الفيلم. وهنا يُكشف البون الشاسع بين “أوهام ضائعة” والكثير من الأفلام الأخرى الركيكة التي عُرضت في المهرجان. صعود وهبوط من جو الفيلم الفرنسي: حب وفساد (الخدمة الإعلامية) استلهم بلزاك عمله في الطباعة، ليؤلف قصّة الصعود والهبوط لشاب ريفي يُدعى لوسيان دو روبانبريه، شاعر يعمل في مطبعة، ويحلم أن يكون كاتباً كبيراً. طموحاته تتجاوز البيئة الريفية التي يعيش فيها والعمل الذي يمارسه في انتظار الفرصة الذهبية. ذات يوم، وبمساعدة زوجة أحد البنلاء التي تقع في غرامه وتساعده في إخراج موهبته إلى العلن، يتوجّه إلى باريس مطارداً حلمه. وما أدراك ما هي باريس في تلك السنوات الانتقالية، أي ما بعد الثورة وما قبل ولادة باريس التي نعرفها. خلية للأفكار الناشئة من أكثرها فظاظة لأشدها راديكالية، حقل تجارب، وحلبة صراع بين الملكيين والمعارضين، حيث الكلّ يتصارعون بعضهم مع البعض الآخر: ابن باريس ومَن يأتي من خارجها، الموهوب وفاقد الموهبة، الجميل والقبيح، المرتشي والنزيه، التقدّمي والمحافظ. في هذا الديكور المدهش الذي يرسمه جيانولي مولياً أهمية قصوى للتفاصيل، يجد لوسيان نفسه فجأةً من غير أن يكون مستعداً له، مكتشفاً المقلب الآخر، أو كواليس الحلم الذي داعبه طويلاً: فهنا، في باريس، كما يصفها بالزاك ويصوّرها جيانولي، كلّ شيء قابل للبيع والشراء، الذمم والأقلام والآراء. الصحافة أو ما يُعرف بالصحف الصغيرة صانعة الرأي العام والجدل، تبتز أهل الفن والثقافة، نقّادها يمدحون مَن يدفع أكثر ويحطون من شأن كل مَن لا يمد يده إلى جيبه أو في انتظار أن يمد يده إلى جيبه. جو مرعب من الدناءة والخساسة وغياب الضمير والفساد. هذا المناخ الموبوء سيبتلع عاجلاً أو آجلاً لوسيان الذي سيقاوم في مرحلة أولى كل الإغراءات من مال وبرستيج الكتابة في صحيفة من تلك الصحف التي ترعب الكتّاب والمسرحيين وغيرهم. ولكن، أمام الحاجة إلى المال والاعتراف، والعطش إلى السلطة، سيستسلم. حكاية مصير الفيلم هو حكاية هذا الرجل الذي سيعيش مصيراً استثنائياً، قبل الهبوط إلى القعر والعودة إلى ريفه مكسوراً محطماً. فمهما سيحقق من شهرة مرحلية ويفوز باحترام الناس الذين من حوله، فالمجتمع الطبقي والصحافة الصفراء الفاسدة أقوى منه بمراحل، وسيعيدانه إلى حيث جاء منه. إلا أن أهمية الفيلم لا تقع في هذه النقطة: عظمته تكمن في قدرته على رسم مشهدية سينمائية عريضة في منتهى البراعة الفنية، للحياة الباريسية والثقافية والإعلامية في تلك الحقبة، وذلك بإيقاع جهنمي يضع الحكاية على قطار سريع ويمضي بها حتى النهاية. من أجواء الفيلم (الخدمة الإعلامية) لا توجد لحظة ضائعة، ولا خطوة ناقصة. ما من مشهد يخلو من معنى أو دلالة. كل شيء مدروس بالميليمتر، إخراجاً ومونتاجاً وحركات كاميرا، كي يبلغ الفيلم الهدف. يعرف المخرج ماذا يقول وكيف يقول. هذا كله قمة في الروعة، وبسبب جماليته والمصير المحتم الذي ينتظر شخصية لوسيان، والموسيقى الكلاسيكية وتعليقه الصوتي اللئيم، يذكّرنا الفيلم برائعة “باري ليندون” لستانلي كوبريك. مع فيلم تجري أحداثه قبل قرن ونيف، يؤكد جيانولي أمرين: أولاً، الاقتباس الأدبي لا يصنع بالضرورة أعمالاً مشغولة بأكاديمية مملة وكلاسيكية تلفزيونية. ثانياً، الأخبار الكاذبة المنشورة في الإعلام الفاقد للمصداقية الذي يحاول جذب القراء بأي طريقة حتى وإن كانت على حساب الحقيقة والموضوعية، ليس اختراع وسائط التواصل الاجتماعي، بل لهذا النوع من الإعلام تاريخ مديد من الممارسات الشنيعة. “أوهام ضائعة” يستثمر في كل الفنون التي وُضعت في خدمة السينما، من موسيقى ومسرح وأدب وفنّ تشكيلي. هذا فيلم ممكن معاودة مشاهدته مرات ومرات، فهو متعة للعين، غني بالأفكار، درس في السرد، يحشد كمية من المواهب التمثيلية من بنجامان فوازان (في دور لوسيان) وفنسان لاكوست وسيسيل دو فرانس وكزافييه دولان وجانّ باليبار وسالومي ديويلز، وأيضاً وخصوصاً جيرار دوبارديو في دور ليس رئيسياً لكن يضفي بحضوره المحبب لمسته الخاصة على الفيلم. حبذا أن يجد الصدى المطلوب في قلوب أعضاء لجنة التحكيم برئاسة المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو. المزيد عن: فيلم فرنسي\مهرجان سينمائي\رواية\إقتباس\بلزاك\الصحافة\الفساد 13 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post فلسفة الغيرية تعني اعتراف الآخر بالذات لا إلغاءها next post جهاد الزين: فرنسا تزرع في لبنان وتقطف في العراق! You may also like فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 13 comments problem solution essay topics 12 نوفمبر، 2021 - 5:53 م say thanks to so considerably for your internet site it helps a whole lot. http://multiessay.com Reply games of thrones sex scenes 18 نوفمبر، 2021 - 7:22 م Simply had to express I’m glad I happened in your website! https://sexygamess.com/ Reply sex fighting games 19 نوفمبر، 2021 - 12:06 ص Great looking site. Assume you did a bunch of your very own coding. https://winsexgames.com/ Reply sex games for xbox 19 نوفمبر، 2021 - 7:58 م Many thanks, this website is really handy. https://sex4games.com/ Reply online casino software providers 10 يناير، 2022 - 12:06 ص I enjoy the data on your internet site. thnx! online casino software providers Reply manhunt gay dating website sign up 12 يناير، 2022 - 9:03 ص gay college humor dating girlfriend san diego speed dating gay frer gay male dating app Reply dinner for eight gay dating 12 يناير، 2022 - 3:21 م gay men vs women dating dating transwoman gay gay addiction dating apps dinner for eight gay dating Reply act essay 12 يناير، 2022 - 6:44 م good college essay samples niche no essay scholarship essay about success act essay Reply comic sans for essay 13 يناير، 2022 - 5:48 ص domestic violence essay gun control essay apa essay example comic sans for essay Reply dating gay bear 14 يناير، 2022 - 1:36 ص palm springs ca mature gay bisexuak datingdating gay beargay dating apps 2019 paid gay escort dating gay senior dating san antonio Reply 2-free-slots.com 21 يناير، 2022 - 8:08 ص free slots download for pc ashbringer relic slots caesars free slots online 2-free-slots.com Reply pennyslotmachines.org 21 يناير، 2022 - 10:14 ص free coins hot shot slots china shores free slots free slots casino pennyslotmachines.org Reply free double diamond slots 2 فبراير، 2022 - 7:40 م yahoo slots farm play free vegas slots fortune slots free online free double diamond slots Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.