عصفت حرب غزة بحياة أكثر من مليوني شخص (أ ف ب) عرب وعالم أوروبا تستشعر خطر تهجير سكان غزة by admin 2 فبراير، 2025 written by admin 2 فبراير، 2025 20 نددت دول القارة العجوز بتصريحات الرئيس الأميركي في شأن نقل فلسطينيي القطاع إلى مصر والأردن ورفضت من قبل ضغطاً إسرائيلياً اندبندنت عربية / إنجي مجدي صحافية @engy_magdy10 بعد أيام من اندلاع حرب غزة خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2023، سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الحصول على تأييد القادة الأوروبيين للضغط على القاهرة في شأن قبول آلاف اللاجئين من غزة وإعادة توطينهم في مصر، غير أن الدول الأوروبية الكبرى وتحديداً فرنسا وألمانيا وبريطانيا عدت المقترح “غير واقعى”، وأشارت إلى الرفض المصري الحاسم لهذه الفكرة حتى لو نُقل سكان غزة لفترة موقتة. خلال تلك الأثناء، أفادت صحف بريطانية بأن الدور المحتمل لمصر نوقش خلال قمة الاتحاد الأوروبي، لكن القادة الأوروبيين اتفقوا في نهاية المطاف على أن مصر يجب أن تلعب دوراً في تقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق في غزة، ولكن دون الضغط عليها لقبول اللاجئين. وقال دبلوماسي غربي لصحيفة “فايننشال تايمز” آنذاك “أكد نتنياهو بقوة أن الحل هو أن يأخذ المصريون سكان غزة في الأقل أثناء الصراع. لكننا لم نأخذ الأمر على محمل الجد لأن الموقف المصري كان ولا يزال واضحاً للغاية، وهم لن يفعلوا ذلك”، فيما أفاد آخر بأن الأوروبيين يعتقدون أن الضغط الناجم عن الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة قد يؤدي إلى تغيير في الموقف، و”هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن القيام به… والآن، حان الوقت لممارسة ضغوط متزايدة على المصريين للموافقة”. نية إسرائيل في طرد الفلسطينيين من غزة واضحة منذ السابع من أكتوبر 2023، فقد دعا تقرير مسرب من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية بتاريخ الـ13 من أكتوبر 2023 إلى “إجلاء السكان المدنيين من غزة، إلى سيناء”. وخلال الشهر نفسه ورد أن نتنياهو أصدر تعليماته إلى وزير التخطيط الاستراتيجي ومساعده المقرب رون ديرمر باستكشاف السبل لتمكين “الهرب الجماعي (للفلسطينيين) إلى الدول الأوروبية والأفريقية”. ودعا وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش ووزيرة الاستخبارات السابقة جيلا جامليل وآخرون، إلى العمل على دفع الفلسطينيين إلى مصر. ترقب وتنديد أوروبي وبينما يُعاد هذا المقترح بقوة مجدداً مع تصريحات متوالية للرئيس الأميركي دونالد ترمب في شأن الحاجة لتفريغ غزة من السكان، ونقل نحو مليوني فلسطيني إلى مصر والأردن وسط رفض مؤكد من البلدين، يبدو أن الموقف الأوروبي يترقب ردود فعل القاهرة وعمان. وندد بعض رؤساء الحكومات الأوروبية بتعليقات الملياردير الأميركي ساكن البيت الأبيض. ووصف المستشار الألماني أولاف شولتز مقترح ترمب في شأن ترحيل الفلسطينيين إلى دول الجوار بـ”غير مقبول”، وقال في مؤتمر انتخابي ببرلين “أية خطط لإعادة التوطين، وطرد مواطني غزة من هناك إلى مصر أو الأردن غير مقبول”. وفي بيان سابق، قالت الخارجية الألمانية “إن برلين تتفق مع وجه نظر الاتحاد الأوروبي وشركائنا العرب والأمم المتحدة على أن الشعب الفلسطيني ينبغي ألا يُطرد من غزة، وأنه ينبغي عدم احتلال غزة بصورة دائمة، ولا إعادة استعمارها من قبل إسرائيل”. وبالمثل، وصفت فرنسا اقتراح الرئيس الأميركي بنقل الفلسطينيين من قطاع غزة قسراً إلى مصر والأردن بأنه “غير مقبول”. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية عندما سُئل عن تعليقات ترمب، إن تهجير سكان غزة “لن يكون فقط انتهاكاً خطراً للقانون الدولي، ولكنه قد يعرقل الجهود المستقبلية نحو حل الدولتين، مضيفاً “سيكون ذلك عاملاً لزعزعة الاستقرار بحليفينا المقربين مصر والأردن”. وفي المملكة المتحدة، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه “يجب أن يكون المدنيون الفلسطينيون قادرين على العودة وإعادة بناء منازلهم وحياتهم”، معرباً عن رفض بلاده لاقتراح ترمب. فيما جاء تعليق وزير الخارجية الإسباني حاداً، قائلاً “من المؤكد أن غزة ملك للفلسطينيين والشعب الذي يعيش في غزة، ويجب أن يظل الفلسطينيون الذين يعيشون هناك ويجب أن نساعدهم على إعادة بناء حياة جديدة”. وأضاف الوزير خوسيه مانويل ألباريس أنه “يجب مراقبة المستوطنين العُنُف الذين يقتلون أيضاً الفلسطينيين الأبرياء في الضفة الغربية. والمستوطنات غير القانونية تتعارض مع القانون الدولي، ودانتها الأمم المتحدة مرات عديدة”. موقف ثابت وخلال الأيام الماضية، واصل ترمب تكرار تعليقاته في شأن تهجير سكان غزة مع استخدام لهجة أمر لكل من مصر والأردن، مما يدفع بالتساؤل في شأن الموقف الأوروبي الجاد بعيداً من التصريحات المنددة، وهل يمكن للقاهرة وعمان أن يعولا على الموقف الأوروبي في دعم موقفهما من التهجير؟ وفي حديثه إلى “اندبندنت عربية”، استبعد المتخصص السياسي والزميل لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أنتوني دوركين أن تغير الدول الأوروبية موقفها الرافض لتهجير سكان غزة، مشيراً إلى أنه في المراحل الأولى من حرب غزة مارس نتنياهو ضغوطاً على الدول الأوروبية لاستخدام نفوذها لتشجيع مصر على استقبال اللاجئين من غزة. وأضاف “قيل إن بعض الدول كانت مهتمة بهذه الفكرة، ولكن غالب الدول الأوروبية بما في ذلك فرنسا وألمانيا أدركت أن مصر من غير المرجح أن توافق. وفي حين كانت الدول الأوروبية تشعر بقلق شديد إزاء التأثير الإنساني للحرب على سكان غزة، فقد أدركت أن مبدأ عدم نقل السكان بعيداً من وطنهم مهم ويجب الحفاظ عليه. ومنذ ذلك الحين، تمسكت الدول الأوروبية بهذا الخط باستمرار، ولا أعتقد أنها ستتغير الآن”. فلسطينيون يعبرون ممر نتساريم باتجاه مدينة غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار (أ ف ب) ويرى دوركين أنه ينبغي أن يظل تركيز أوروبا على محاولة التأكد من استمرار وقف إطلاق النار، وأنه يؤدي إلى سلام مستدام ومسار سياسي قابل للتطبيق لاستقرار غزة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى إنشاء دولة فلسطينية. وأضاف “أعتقد أن أفضل رد من أوروبا على اقتراح ترمب هو تجاهله والأمل في أن تؤدي المعارضة بالإجماع من العالم العربي إلى إسقاطه”. أوروبا تستشعر الخطر لا يستند الموقف المصري في شأن رفض تهجير سكان غزة فقط على رفض تصفية القضية الفلسطينية، لكن ثمة مخاوف أمنية أشار إليها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في تصريحاته مراراً. وفي أحدث تصريح له في شأن رفض التهجير الأربعاء الماضي، عدَّ الأمر يمس الأمن القومي المصري. وهذه المخاوف الأمنية من تهجير الفلسطينيين لا تتعلق بمصر فحسب بل تمتد أيضاً إلى أوروبا. ووفق مراقبين أوروبيين، فإن الدول الأوروبية تستشعر خطر أن يؤدي مثل هذا التحرك إلى عدم استقرار في مصر، ومن ثم احتمال حدوث موجة جديدة من الهجرة عبر البحر نحو أوروبا، وهذه المرة من قبل الفلسطينيين. ودفع هذا الاحتمال بالفعل المفوضية الأوروبية الصيف الماضي إلى تسريع المفاوضات مع القاهرة في شأن صفقة جديدة لمنع الهجرة غير الشرعية المتزايدة إلى أوروبا. ويأتي هذا في أعقاب عرض سابق من الاتحاد الأوروبي بقيمة 21 مليون يورو لمصر لاستيعاب اللاجئين من السودان لمنعهم من الوصول إلى أوروبا. وهنا، يمكن للحكومة المصرية أن تضغط على الموقف الأوروبي بهذا الملف. ويقول دوركين “أعتقد أنه إضافة إلى الاعتراض المبدئي من جانب الأوروبيين على اقتراح ترمب، فإنهم سيأخذون على محمل الجد أيضاً الأخطار التي قد تزعزع استقرار مصر إذا أسهم الفلسطينيون الذين ينتقلون إلى سيناء في تجدد التمرد هناك، أو هاجموا إسرائيل عبر الحدود. وسوف يشعر الأوروبيون بقلق خاص إزاء الخطر المتمثل في أن يؤدي عدم الاستقرار أو الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في مصر، إلى زيادة أعداد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا من مصر”. وتوضح مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى مركز الأبحاث الأوروبي كيلي بيتلو أن وصول مئات الآلاف -إن لم يكن الملايين- من الفلسطينيين، قد يؤدي أيضاً إلى زعزعة استقرار شبه جزيرة سيناء، حيث يقاتل الجيش المصري الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم “داعش” منذ عام 2013. وأن وجود عدد كبير من اللاجئين المحرومين من أية آفاق اجتماعية واقتصادية وسياسية من شأنه أن يعمل أيضاً كمستودع تجنيد دائم للجماعات المسلحة، مما يغذي التمردات في سيناء وغزة وعلى طول الحدود المصرية-الإسرائيلية. وتشير بيتلو في تقرير سابق إلى معارضة المفوضية الأوروبية أي ترحيل قسري للفلسطينيين إلى مصر، وتدعو إلى موقف أوروبي حاسم، قائلة “هذا لا يكفي لتجنب العواقب الكارثية التي قد تترتب على الفلسطينيين والتأثير المزعزع للاستقرار المحتمل على مصر، في ظل التهديد بإحياء الجماعات الإسلامية مثل جماعة ’الإخوان المسلمين‘، وعلى أوروبا في ظل الضرورة الملحة لوقف الهجرة”. المزيد عن: مصرالأردنغزةقطاع غزةتهجير الفلسطينيينالتهجير القسريإسرائيلالولايات المتحدةأميركاأمريكادونالد ترمبترمبحرب غزةالدول الأوروبيةأوروبافرنساألمانيابريطانيا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post فتح تحقيق جنائي في حق زوجة نتنياهو next post مهى سلطان تكتب عن: معرض وكتاب عن “البداية الأبدية” للفنان فرنسيس بيكابيا You may also like فلسفة العفو العام تتحور… المصلحة السياسة أولا ثم... 3 فبراير، 2025 غرافيتي يطارد يهود سيدني وشرطة “معاداة السامية” تراقب 2 فبراير، 2025 العثور على رجل دين أرمني لبناني مقتولا في... 2 فبراير، 2025 كيف تؤثر رسوم “ترمب” الجمركية في الاقتصاد الأميركي؟ 2 فبراير، 2025 بداية هادئة للدولار… كيف يتحرك الجنيه المصري عام... 2 فبراير، 2025 ( 199مليار دولار ) مكاسب أكبر 10 أثرياء... 2 فبراير، 2025 ترمب يدعو الأميركيين لتحمل “الألم” بسبب قرارات الرسوم... 2 فبراير، 2025 فتح تحقيق جنائي في حق زوجة نتنياهو 2 فبراير، 2025 ما أولويات الرئيس الجديد لأركان الجيش الإسرائيلي؟ 2 فبراير، 2025 إيران تكشف عن «مدينة صواريخ» مضادة للسفن 2 فبراير، 2025