"أترك العالم خلفك"... ماذا لو تعرضنا لهجوم إلكتروني ضخم؟ ثقافة و فنون “أترك العالم خلفك”… ماذا لو تعرضنا لهجوم إلكتروني ضخم؟ by admin 22 ديسمبر، 2023 written by admin 22 ديسمبر، 2023 271 هل سيكون الوضع شبيهاً بفيلم جوليا روبرتس الجديد؟ اندبندنت عربية / كريس ستوكل والكر في الوقت الحالي، يشغل انقطاع التيار الكهربائي وتعطل الإنترنت بال كثيرين، بمن فيهم نائب رئيس الوزراء أوليفر داودن، الذي دعانا جميعاً أخيراً إلى التفكير في مدى استعدادنا لمواجهة اضطراب يمتد لفترة طويلة أثناء هجوم سيبراني. لا عجب إذاً أن الفيلم الجديد الذي حقق نجاحاً كبيراً على منصة “نتفليكس” “اترك العالم خلفك” Leave the World Behind وصل إلى المرتبة الأولى في قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة. وبينما يتأمل المشاهدون تصويره الحي للآثار القاتمة لهجوم نهاية العالم، يتساءل كثيرون، هل ستتكشف مثل هذه الأحداث حقاً بهذه الطريقة؟ في الفيلم، كانت العلامة الأولية للمشكلة هي عندما تدرك الشخصيات أنه ليس لديهم إشارة للهاتف المحمول وأن شبكة الإنترنت الخاصة بهم معطلة. ومع ذلك، لن يدركوا حدوث هجوم إلا بعد تلقيهم إشعاراً على شاشات التلفزيون الخاصة بهم. في الواقع، سيستخدم نظام إنذار حالات الطوارئ، الذي جرى اختباره في أبريل (نيسان) الماضي في المملكة المتحدة. أي أن هواتفنا سترن، وسنتلقى النصائح والتعليمات إذا لزم الأمر في شأن ما يجب القيام به في حال وقوع هجوم واسع النطاق أو حدث مناخي متطرف – سواء كان ذلك البقاء في الداخل أم النزوح إلى مكان آمن. وفي خطة الاستعداد الحكومية السنوية التي كشف عنها أخيراً، نصح داودن الناس بأن تكون لديهم بدائل غير رقمية لأجهزة الراديو، إلى جانب الشموع ومخازن الطاقة للحفاظ على تشغيل الأجهزة في حال انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة. يقترح خبراء آخرون وجوب تخزين كل شخص كميات من الطعام والماء تسد حاجته لما بين ثلاثة وأربعة أيام. تبدو خطط داودن ضئيلة إلى حد كبير عندما تأخذ في الاعتبار أن البلدات والمدن في السويد تمتلك ملاجئ بقدرة استيعابية تصل إلى 7 ملايين مواطن، تقع في أقبية تحت المباني السكنية، وفي محطات مترو الأنفاق وبعض المراكز التجارية أيضاً. في داخل هذه الأماكن، توجد مؤن تكفي لمدة أسبوع تقريباً ونظام صفارات إنذار للطوارئ في حال وقوع هجوم يهدد الحياة وقت السلم – يختبر النظام المعروف باسم “هورس فريدريك” عند الساعة 3 عصراً بالتوقيت المحلي في المدن السويدية في أول يوم إثنين من أشهر مارس (آذار) ويونيو (حزيران) وسبتمبر (أيلول) وكانون الأول (ديسمبر). في المملكة المتحدة، جرت العادة على اختبار شبكة صفارات الإنذار الخاصة بالغارات الجوية بانتظام في السبعينيات، ولكنه توقف في التسعينيات. على كل حال، تشير تقارير إلى أن حوالى 1200 صفارة منها لا تزال قيد الاستخدام، وستستخدم إذا وجد خطر وشيك على السكان في المناطق المحيطة. سأصرخ: جوليا روبرتس في الفيلم الذي وصل إلى المرتبة الأولى في قوائم “نتفليكس” (نتفليكس) في الفيلم، كان هناك مؤشر آخر مثير للقلق على انتشار الفوضى عندما جنحت ناقلة نفط إلى الشاطئ بسبب تعطل أنظمة الملاحة. في وقت لاحق، نرى طائرات تتحطم في السماء، وهو ما يذكرنا بالذعر الذي أصابنا في عام 2000، عندما قلق الناس من أن أجهزة الكمبيوتر قد تخطئ في تفسير الصفرين في الرقم 2000 على أنه 1900، الأمر الذي اعتقد البعض أنه سيحدث اضطراباً في كل شيء من أنظمة الملاحة إلى البنية التحتية للطاقة. لم يحدث هذا على الإطلاق، ويرجع ذلك بنسبة كبيرة إلى أن عديداً من الأشخاص في الكواليس كانوا يعملون بجد، ولكن حدثت حالات فشل على المستوى الدولي عندما أغلق 15 مفاعلاً نووياً، وانقطعت الكهرباء في هاواي، وتعطلت أجهزة الكمبيوتر الحكومية في الصين وهونغ كونغ. وأكد انقطاع أنظمة مراقبة الحركة الجوية في المملكة المتحدة في أغسطس (آب) 2023، الذي أوقف الرحلات الجوية، على اعتمادنا على أجهزة الكمبيوتر. وكشفت هذه الحادثة، إلى جانب اضطرابات أخرى على نطاق أصغر، عن إمكان حدوث تأثير واسع النطاق. استغرق الأمر أياماً عدة حتى تمكنت “هيئة مراقبة الحركة الجوية الوطنية” NATS، من حل المشكلة. ومع ذلك، أظهر الوضع أن أنظمة الإنذار المبكر وخطط الطوارئ الفعالة موجودة، مما يمنع النتائج المتطرفة مثل تحطم الطائرات كما هو موضح في الفيلم. على أية حال، لا يعني هذا التقليل من مدى ترابط أنظمتنا اليوم– وبطريقة أكثر تعقيداً مما كانت عليه خلال المخاوف المتعلقة بالأخطاء في الألفية الثالثة. منذ قرابة 15 عاماً، اتخذت المملكة المتحدة توجهاً في استراتيجيتها الوطنية للأمن السيبراني أعطى الأولوية لاستمرارية أنظمة الكمبيوتر الحكومية على حساب كل الأنظمة الأخرى. تقول لينيت ناسباكر، التي كانت في ذلك الوقت ضابطة استخبارات كبيرة في لجنة الاستخبارات المشتركة البريطانية وأسست وحدة مسح أفق الأمن القومي التابعة لمكتب مجلس الوزراء: “كان الأمر خاطئاً في عام 2009 لأننا تجاهلنا تماماً حقيقة أن جزءاً كبيراً من الاقتصاد كان افتراضياً بالفعل، وأن النسبة ستزداد”. في حين أن ناسباكر غادرت منصبها في عام 2010، إلا أنها تقول، من وجهة نظر مراقب خارجي، إن المواقف لم تتغير كثيراً منذ ذلك الحين، مضيفة: “لم نحدث تغييراً كبيراً منذ ذلك الحين”. مع ذلك، فإن احتمال حدوث هجوم سيبراني واسع النطاق ضئيل للغاية، كما يعتقد كيران مارتن، الأستاذ الخبير في هذا المجال في كلية بلافاتنيك للإدارة الحكومية، الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي الأول للمركز الوطني للأمن السيبراني في المملكة المتحدة حتى أغسطس (آب) من عام 2020. يقول مارتن: ” فرص حدوث هجوم إلكتروني بمثل هذا الحجم من دون إعلان واضح لوجود تصاعد في العداء أو النزاعات ضعيفة للغاية”. يتمتع كثير مما يعتبر بنية تحتية وطنية حيوية مثل شبكة الكهرباء الوطنية بحماية جيدة نسبياً وهو كذلك منذ عقود. تدرج هيئة الأمن الوقائي الوطني في المملكة المتحدة 13 قطاعاً باعتبارها قطاعات حيوية، بما في ذلك الطاقة والمواد الكيماوية والطاقة النووية المدنية، إلى جانب الصحة، والاتصالات، والغذاء، والمياه. اختيرت هذه القطاعات الـ13 على اعتبار أن “أي أثر كبير على توافر أو سلامة أو القدرة على تقديم هذه الخدمات الأساسية. يمكن أن يؤدي إلى خسائر جسيمة في الأرواح أو أعداد ضحايا كبيرة”، وفقاً للهيئة. تضيف ناسباكر: “مع ذلك، إذا كان أحد أجزاء البنية التحتية الوطنية هدفاً صعباً، فسيبحث المهاجم عن أهداف سهلة”. التواصل أمر أساسي، وتقول: “لقد أبرمت الحكومة اتفاقات خاصة مع مقدمي خدمات معينين لضمان عدم وجود حتى نقطة فشل واحدة”. قد تشمل الانقطاعات جوانب تؤثر في الأشخاص العاديين، مثل اتصالك بالإنترنت وربما خدمة الهاتف المحمول الخاصة بك حيث يلجأ إليها الأشخاص لأنهم لا يستطيعون استخدام شبكة الإنترنت السريع. على كل حال، ستظل خدمات الطوارئ تعمل – أدركت الحكومة بعد الهجوم الإرهابي الذي شن على لندن في السابع يوليو (تموز) عام 2005 أنه لا يمكن للمستجيبين للطوارئ استخدام الشبكة عينها التي تستعملها عامة الناس. ستستخدم خدمات الطوارئ نظاماً جديداً يسمى شبكة خدمات الطوارئ، وهي منفصلة عن شبكة الاتصالات العامة الأساسية. في الآونة الأخيرة، كان هناك تركيز على خدمات الهاتف الأرضي، لا سيما قيمتها التناظرية وفائدتها أثناء الهجوم السيبراني [تنقل أنظمة الهاتف التناظرية الإشارات الصوتية على شكل موجات كهربائية مستمرة عبر أسلاك نحاسية. وتشمل هذه الخصائص طريقة إرسال الإشارة ومعالجتها، والبنية التحتية التي تدعمها، مثل مصدر الطاقة المنفصل وشبكة الأسلاك النحاسية]. يقول آلان وودوارد، أستاذ الأمن السيبراني في جامعة ساري: “نحن نتراجع خطوة إلى الوراء من خلال إغلاق نظام الهاتف القديم البسيط، الذي كان عبارة عن شبكة مستقلة، تعمل بشكل منفصل ولديها بنيتها التحتية النحاسية”. تقطع شركة بريتيش تيليكوم ومقدمو خدمات الهاتف الآخرون شوطاً طويلاً في ترحيل خدماتها من الأسلاك النحاسية التقليدية إلى البدائل الرقمية، المدعومة بتقنية نقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت (VoIP) – وهي التقنية نفسها التي تدعم برنامج “سكايب”. مع ذلك، تقول شركة الهاتف إن لديها خطط طوارئ معمولاً بها للحفاظ على استمرار الخدمات في حال وقوع حدث خطر وإنها تتواصل بانتظام مع الحكومة للحفاظ على استتباب الأمن. يقول وودوارد: “توجد في المملكة المتحدة أيضاً فائدة خفية تتمثل في امتلاكنا عديداً من مزودي الشبكات. في حين يستخدم كثير من مقدمي الخدمة الشبكات المادية نفسها، فإن هناك عديداً من شبكات الهاتف المحمول الفعلية”. ويقول كيران مارتن إن الأمر نفسه ينطبق على المصارف التي تمتلك جميعها خططاً احتياطية في حال وقوع حوادث إلكترونية ضخمة. الهدف هو ضمان بقاء الخدمات عبر الإنترنت. يضيف: “من حيث المبدأ، صممت المصارف الكبرى وشبكات الكهرباء بحيث يكون الحصول على القدرة ممكناً من مكان آخر”. بدوره يقول وودورد: “باستثناء السيناريوهات المتطرفة مثل النبض الكهرومغناطيسي على ارتفاعات عالية، فإن جزءاً من البنية التحتية المخصصة للمستخدمين من عامة الناس سيبقى قائماً. ستنطلق مولدات الطوارئ مبقية الأنظمة الأساسية متصلة بالإنترنت”. أحد أكثر المشاهد المثيرة في الفيلم – أو في الأقل كما نرى على وسائل التواصل الاجتماعي – هو رؤية سيارات تسلا الكهربائية ذاتية القيادة وهي تجنح على الطرقات. أثار هذا المشهد غضب الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، الذي نشر على الفور على موقع “إكس”، “تويتر” سابقاً، أن السيارات الكهربائية مثل سيارته لا تزال قادرة على العمل حتى لو انقطع التيار الكهربائي. كتب ماسك: “تستطيع سيارات تسلا أن تشحن بواسطة الألواح الشمسية حتى لو تحول العالم تماماً إلى نسخة مما نراه في أفلام ’ماد ماكس’ Mad Max ولم يعد هناك بنزين!”. فشل ذريع: “استُفز” إيلون ماسك من مشهد يظهر خللاً في سيارات “تسلا” (نتفليكس) من غير المعروف تماماً ما إذا كان من الممكن شحن السيارات الكهربائية الأخرى التي يبلغ عددها 850 ألفاً أو نحو ذلك الموجودة على طرق البلاد بحسب تقديرات هيئة نادي السيارات الملكي، بالطاقة الشمسية. مع ذلك، تقول ناسباكر إن فكرة توجه السيارات أو السفن في الاتجاه الخاطئ ليست بعيدة الوقوع، موضحة: “إذا تم تغيير منتج الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية المتاح على نطاق واسع بشكل طفيف جداً لإحداث بلبلة، فقد يكون التأثير كبيراً”. وبطبيعة الحال، يمكن للبشر تجاوز ذلك ببساطة عن طريق تجاهل التوجيهات واتباع الخطط التقليدية. هل ما زلت تذكر الخرائط؟ ستكون مواصلة الخدمات العامة والحصول على الغذاء أمراً أساسياً في حال استمرار المشكلات. سيشرف برنامج قدرات المرونة، وهو خطة على المستوى الوطني، على ما سيحدث في حالة طوارئ رئيسة. على المستوى المحلي، ستنقل المسؤولية إلى المجالس البلدية التي ستقوم بتنظيم أماكن لإجلاء الناس في حال حدوث كارثة. وإذا وقع حدث شديد مثل هجوم نووي، يعتقد أن عدد الملاجئ النووية الصالحة للاستخدام لا يتجاوز 50 في جميع أنحاء البلاد، وسيتم الاحتفاظ بالأماكن في هذه الملاجئ للأعضاء الرئيسين في الحكومة والجيش والأشخاص الذين ستكون هناك حاجة إليهم لإدارة البلاد بعد الهجوم. مع ذلك، وعلى نطاق أقل، لا يحتاج تعطيل خدمة عادية كثيراً. فكما رأينا قبل عامين، عندما رست ناقلة في قناة السويس وخلال وباء كورونا، إذ توقفت سلاسل التوريد في الوقت المناسب، سرعان ما وقع النقص في أعقاب ذلك. وفي عام 2021، وضع الجيش على أهبة الاستعداد للتعامل مع نقص الغذاء الناجم عن انخفاض السائقين المؤهلين لقيادة الشاحنات، وتمت الاستعانة بفيلق لوجستي ملكي وغيره من القوات للمساعدة في توزيع الغذاء والإمدادات الأساسية الأخرى، بما في ذلك الأدوية إذا لزم الأمر. ما يظهره الفيلم، وأي تدهور تدريجي لحياتنا الرقمية في الحياة الواقعية، هو مدى أهمية التكنولوجيا والإنترنت في أسلوب عيشنا اليوم. تقول ناسباكر: “من المهم إدراكنا أننا عندما نسلم مزيداً من السيطرة على عالمنا إلى التكنولوجيا، مدفوعين بكل الأسباب الجيدة، فإن تلك التبعيات تصبح أكثر حدة. حتى لو كنا مستعدين جيداً، فقد نجد أنفسنا في مواجهة صعوبات هائلة”. لكن هل سننقلب ضد بعضنا بعضاً أم سيساند أحدنا الآخر؟ عندما تأخذ في الاعتبار الإحصاءات التي تشير إلى أن 90 في المئة من الأرواح التي يتم إنقاذها في الكوارث نجت بفضل الأشخاص القريبين منها وليس بواسطة خدمات الطوارئ، نأمل أن الاحتمال الثاني هو الذي سينتصر. © The Independent المزيد عن: هجوم سيبرانيجوليا روبرتسنتفليكسأنظمة الاتصالاتالانترنتالأمن السيبراني 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حين انتظر “سبارتاكوس” رحيل ستالين قبل ظهوره وثورة العبيد عبر الفولكلور الأرمني next post الجزء 7من الرواية العالمية “ميلينيوم” يصاب بالفشل You may also like بودلير وهيغو… لماذا لا يطيق الشعراء الكبار بعضهم... 27 نوفمبر، 2024 شوقي بزيع يكتب عن: شعراء «الخيام» يقاتلون بالقصائد... 27 نوفمبر، 2024 محمود الزيباوي يكتب عن: ماجان القديمة …أسرارٌ ورجلٌ... 27 نوفمبر، 2024 «سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد 27 نوفمبر، 2024 محمد خيي ممثل مغربي يواصل تألقه عربيا 27 نوفمبر، 2024 3 جرائم سياسية حملت اسم “إعدامات” في التاريخ... 27 نوفمبر، 2024 سامر أبوهواش يكتب عن: “المادة” لكورالي فارغيت… صرخة... 25 نوفمبر، 2024 محامي الكاتب صنصال يؤكد الحرص على “احترام حقه... 25 نوفمبر، 2024 مرسيدس تريد أن تكون روائية بيدين ملطختين بدم... 25 نوفمبر، 2024 تشرشل ونزاعه بين ثلاثة أنشطة خلال مساره 25 نوفمبر، 2024