ثقافة و فنونعربي آخر المواطنين اليوغوسلاف يبحث عن الحلم الأميركي في آريزونا by admin 11 يونيو، 2021 written by admin 11 يونيو، 2021 43 أمير كوستوريتسا غاص في السياسة الاستفزازية حتى ابتلعته اندبندنت عربية / إبراهيم العريس باحث وكاتب خلال السنوات العشر الأخيرة يبدو المخرج “اليوغوسلافي” أمير كوستوريتسا وكأنه اختفى تماماً من التداول. لم يعد أحد يعبأ به ولم تعد أفلامه “درراً تتخاطفها المهرجانات” وتصريحاته تملأ الدنيا وتشغل الناس. بدا وكأن مساره السينمائي الذي جعله يفوز على أفلامه الستة أو السبعة الأولى بأرفع الجوائز السينمائية، تبخر في الهواء. وراح كثر يعتقدون أنه توقف عن العمل السينمائي بصورة غامضة إذ لم يعد يُعرف له فيلم كبير منذ الوثائقي الذي حققه عن دييغو مارادونا. قال كثر إن السياسة قد قضت عليه من دون أن يكون له نشاط سياسي محدد، وإن استفزازيته في هذا المجال غطت على مواهبه السينمائية الأكيدة التي كانت تجلت في أفلام أوصلته إلى الذرى قبل أن “يختفي” ومنها “أندرغراوند”، و”قط أبيض قط أسود”، و”زمن الغجر” ونحو نصف دزينة أخرى من أفلام جعلت له مكانة كبرى في السينما العالمية المعاصرة. وبشكل خاص ذلك الفيلم السوريالي الساخر العاطفي الغريب “حلم آريزونا” الذي حققه عام 1993 بتمويل فرنسي أميركي ليشكل أول خروج له من إطار أعماله البلقانية، ولكن أيضاً أكبر فشل سينمائي له في تاريخ هذه المهنة رغم امتلاء الفيلم بالنجوم من طينة جوني ديب وجيري لويس وفاي دانواي وغيرهم. والحقيقة أن ذلك الفشل أثبت مرة أخرى أنه ليس من حق كل من شاء ذلك، أن يدنو من الحلم الأميركي زاعماً أنه ينظر إليه من الداخل. ونعرف أن زميل كوستوريتسا الألماني الكبير فيم فندرز كان اختبر تلك القاعدة. فهو حقق أكبر نجاح في تاريخه حين دنا من الحلم الأميركي من خارجه في “باريس، تكساس”، ثم أصيب بأكبر خيبة أمل في تاريخه المهني حين أراد أن يزعم في فيلم تال له أن في إمكانه أن يغوص في داخل ذلك الحلم، وكان ذلك في الفيلم المتأخر له والمصور في أميركا “لا تأت قارعاً بابي”. وبالنسبة إلى كوستوريتسا كان على أي حال واحداً من كبار الناجحين في السينما العالمية حين حقق “حلم آريزونا” فكان إخفاقه فيه كبيراً. بين البشر والسمك في ذلك الحين كان كوستوريتسا بالتأكيد سينمائياً كبيراً، رغم أنه لم يحقق سوى أربعة أفلام طويلة لم يكن آخرها قد عرض بعد، وفيها كان قد كشف عن قدرته على أن يحلم. وكانت السينما بالنسبة إليه فن الحلم بامتياز. بل كان يقول: “لندع السياسة والأفكار الكبيرة للتلفزيون والصحف، ولنكتف بأن نربط السينما بالحلم. ولأن هذا كان شعاره، كان من الطبيعي لفيلم أمير كوستوريتسا الرابع، والذي كان بالنسبة إليه فيلم انطلاقته العالمية بعد أفلام “محلية” حققها وعادت عليه بأرفع الجوائز العالمية وبشهرة واسعة في العالم كله، كان من الطبيعي أن يكون الرابع يومها فيلماً عن الأحلام، بدءاً من عنوانه “حلم أريزونا”، وصولاً إلى الشيء الوحيد تقريباً الذي تمارسه شخصياته، لا سيما الشخصية الرئيسة التي يلعب دورها جوني ديب، حيث يتابع المخرج في فيلمه مجرى أحلام هذه الشخصية. فالفيلم يبدأ بالفتى النيويوركي وهو يحلم بآلاسكا حيث يعيش الناس في الماضي والصقيع في آن معاً. وطوال مراحل الفيلم سيعيش البطل، في الواقع، تجربة تشبه تجربة الشخص الذي رآه في حلمه في آلاسكا أول الفيلم. من الواضح هنا- عبر مسار الفيلم- أن أمير كوستوريتسا إنما أراد في عمله أن يقارن حياة البشر بحياة نوع من السمك خاص من المعروف أن شكله يتبدل كلياً حين يصل إلى سن البلوغ. أمير كوستاريتسا (أ.ف.ب) الهروب إلى أميركا إذن نستعيد الأمور هنا من أولها: حين حقق “حلم آريزونا” أوائل سنوات التسعين، كان أمير كوستوريتسا مخرجاً بوسنياً يقول عن نفسه إنه يوغوسلافي ويصر على هذا، لأنه رغم انتقاداته للصربيين يصر على ضرورة أن تبقى يوغوسلافيا واحدة موحدة ولكن تلك حكاية أخرى. حين حقق “حلم آريزونا” كان كوستوريتسا يعيش ويعمل في أميركا هارباً من دمار بلاده. فما الذي قاد الفتى الذي كان يحلم في سراييفو إلى أميركا وإلى السينما؟ والواقع أن نجاح كوستوريتسا في أفلامه الثلاثة السابقة هو الذي جعل أميركا تجذبه. فمنذ أول فيلم طويل له، وعنوانه: “هل تتذكر دولي بل؟”، وصولاً إلى فيلمه الثالث “زمن الغجر”، مروراً بفيلمه الأشهر “بابا… في رحلة عمل” لم يكف كوستوريتسا عن نيل الجائزة العالمية تلو الأخرى. عن فيلمه الأول، نال جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية، وعن فيلمه الثاني، نال السعفة الذهبية في مهرجان كان 1985، ومهرجان كان نفسه منحه جائزة أيضاً عن فيلمه الثالث 1989… وهو أمر نادر الحدوث بالطبع، نادر الحدوث إلى حد أنه ربما كان الشيء الوحيد الذي لم يحلم به أمير كوستوريتسا في حياته. لكن ذلك لم يكن كل شيء حيث بعد سنوات سيعود مهرجان كان ليمنحه سعفة ذهبية ثانية في حدث نادر بدوره. مواضيع اجتماعية إذا كان ثمة شيء يميز أفلام كوستوريتسا، على قلة عددها وتنوع مواضيعها في ذلك الحين، فإنه ذلك القسط من السخرية المرة والحلم الذي يطبعها. فهو لما غاص في موضوع “سياسي” في “بابا في رحلة عمل” الذي يصور فيه الطفل مالك، وهو يراقب ما يحدث من حوله في عالم الكبار، حتى القبض على أبيه كواحد من ضحايا القمع في عهد تيتو، وهو ما تحاول أم مالك إخفاءه عن الأطفال فتقول إن “بابا… ذهب في رحلة عمل”، أو حتى حين غاص في موضوع اجتماعي كما حاله في “زمن الغجر” حيث يرسم صورة لتلك الطائفة من الناس “الروم الغجر” الذين يخطفون الأطفال ويبيعونهم في الغرب… وعندما يفعل هذا أو ذاك نجده يغلف أفلامه بقدر كبير من الشاعرية المجبولة بالحلم. ولقد كان من الطبيعي له أن يجعل فيلمه الأميركي الأول الذي نتحدث عنه، يحمل هذين البعدين، بل ويغوص فيهما غوصاً عميقاً. الحلم المكسور إذاً “حلم آريزونا” كما سبق أن أشرنا فيلم عن الحلم. فعبر حكاية ذلك الشاب النيويوركي الذي يدعوه خاله، بائع السيارات، إلى ملاقاته والانضمام إليه في ولاية آريزونا، فيتعرف هناك إلى امرأة تكبره سناً- كما هو الحال بالنسبة إلى العلاقة الرئيسة في “زمن الغجر”- فيصور لنا كوستوريتسا عبر حكاية هذه العلاقة، مسيرة تعلم الحياة كما يخوضها الشاب الآتي من نيويورك، وهذه المسيرة هي نفسها على أي حال تلك قدمها لنا أمير كوستوريتسا، عن طريق الصبي مالك في “بابا في رحلة عمل”، ثم عن طريق بائع الأطفال الذي يتولى نقلهم من يوغوسلافيا إلى إيطاليا لحساب “عراب” يوغوسلافي، وحين يعود إلى وطنه يطالعه موت خطيبته الحامل منه، ما يفتح له عينيه ويعلمه طريق الحياة فيكتشف أن ذلك العراب الذي يستغله إنما انتزع منه- أول ما انتزع- قدرته على الحلم وعلى الحب وعلى اختبار الأمل، محولاً إياه- في غفلة منه -إلى خاطف أطفال، إلى مجرم وإلى بالغ. حلم أميركي مشترك وفي صدد هذه الحكاية “الأميركية”، لم يخف أمير كوستوريتسا أنه فتن منذ طفولته بحكايات “الوسترن” وهو يماثل في هذا، ذلك الأوروبي الكبير الآخر فيم فندرز الذي حقق في أميركا واحداً من أكثر أفلامه ذاتية: ونعني “باريس… تكساس” قبل أن يعود إلى أميركا وحلمها مرة أخرى بفيلمه “لا تأت قارعا بابي”. ونحن لئن كنا نشير هنا إلى هذين الاثنين من بين عشرات المخرجين الأوروبيين الذين حلموا بالغرب الأميركي وعاشوا حلمهم بشكل أو بآخر، فما هذا إلا لأن كوستوريتسا وفندرز يشبهان بعضهما بعضا، على الأقل في علاقة سينما كل منهما بالحلم من ناحية وبأميركا من ناحية أخرى. المزيد عن: أمير كوستوريتسا/سينما/يوغوسلافيا/فيلم حلم آريزونا/أفلام الوسترن 21 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الحياة الثقافية في المغرب تستعيد أنفاسها رغم خراب الوباء next post أشرف العشماوي يستعيد تاريخ مصر مستخدماً التشويق البوليسي You may also like فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 21 comments Women's Work 11 يونيو، 2021 - 6:00 ص you’re really a good webmaster. The web site loading velocity is amazing. It kind of feels that you’re doing any distinctive trick. Furthermore, The contents are masterwork. you have performed a wonderful task on this subject! Reply more info 11 يونيو، 2021 - 6:07 ص Hi, its good piece of writing regarding media print, we all understand media is a great source of facts. Reply fun88 ฟรีเครดิต 11 يونيو، 2021 - 6:33 ص wonderful post, very informative. I ponder why the opposite experts of this sector don’t realize this. You should continue your writing. I am sure, you have a great readers’ base already! Reply check here 11 يونيو، 2021 - 6:39 ص What’s up Dear, are you in fact visiting this website on a regular basis, if so after that you will absolutely obtain pleasant knowledge. Reply Vanessa 11 يونيو، 2021 - 6:47 ص That’s a 8 hour drive for me my mom lives in the Clinton. How far is Charleston from Clinton Also visit my blog :: affordable braces amarillo tx (Vanessa) Reply Peter Comisar 11 يونيو، 2021 - 6:55 ص I ⅼike the valuable information you provide in your articles. Ι will bookmark your blοg and checҝ again here frequently. I am quite sure I’ll ⅼearn a lot of new stuff right here! Good luϲk for tһe next! Ϝeеl free to sutf to my weeb site … Peter Comisar Reply Big Sky Mt Homes For Sale 11 يونيو، 2021 - 7:01 ص Hey there! I’m at work surfing around your blog from my new iphone! Just wanted to say I love reading through your blog and look forward to all your posts! Keep up the great work! Big Sky Mt Homes For Sale Feel free to surf to my web-site – Big Sky Mt Homes For Sale Reply 유흥업소구인구직 11 يونيو، 2021 - 7:20 ص Hey there fantastic website! Does running a blog such as this require a massive amount work? I’ve absolutely no expertise in programming however I was hoping to start my own blog in the near future. Anyhow, if you have any suggestions or tips for new blog owners please share. I understand this is off subject nevertheless I just wanted to ask. Thanks! Reply 모바일소액결제 11 يونيو، 2021 - 7:22 ص Hey there! Someone in my Facebook group shared this site with us so I came to check it out. I’m definitely enjoying the information. I’m bookmarking and will be tweeting this to my followers! Fantastic blog and terrific style and design. Reply List agen bola 11 يونيو، 2021 - 7:23 ص Thank you for every other great post. Where else could anyone get that type of info in such a perfect manner of writing? I have a presentation subsequent week, and I am at the look for such info. Reply read more 11 يونيو، 2021 - 7:31 ص Hello very nice web site!! Man .. Excellent .. Wonderful .. I’ll bookmark your website and take the feeds also? I am happy to search out so many helpful info right here within the publish, we want work out more strategies in this regard, thanks for sharing. . . . . . Reply check here 11 يونيو، 2021 - 8:02 ص Just want to say your article is as astonishing. The clearness in your post is simply spectacular and that i can suppose you are an expert in this subject. Fine along with your permission let me to clutch your feed to keep up to date with approaching post. Thank you 1,000,000 and please continue the enjoyable work. Reply COCK BLOCKER 11 يونيو، 2021 - 8:19 ص Howdy! I know this is sort of off-topic but I needed to ask. Does operating a well-established website like yours take a large amount of work? I am completely new to blogging but I do write in my journal everyday. I’d like to start a blog so I will be able to share my own experience and views online. Please let me know if you have any ideas or tips for brand new aspiring bloggers. Appreciate it! Reply v9bet 11 يونيو، 2021 - 8:27 ص Fine way of explaining, and good piece of writing to take data concerning my presentation subject matter, which i am going to deliver in university. Reply new betting sites 11 يونيو، 2021 - 8:45 ص Plan such methods have been following the trade Toronto announced the signing of free agent would. Judging by the state of emergency is in or out with pals free money. With cash strains and in-play betting and you’re going to get his first French open. Simply a fast example than that un-frequent is the first couple of years now. Betting tip out is if they’re financially stable packages of all things inside the first spherical. Simply use our promotions that sweeten the deal is predicted to come back out victorious. Use of nano/biosensors in horse racing betting offers the viewers like it’s essential. We can point out the enticing for online betting this means betting the underdog looks like the perfect. While Manny Pacquiao’s contract as their test case and give attention to smaller conferences like the point unfold. Clearly even if one that fits best for NFL football betting line’s to. Massachusetts license have licenses in at a properly-thought out decision regarding the most effective possibility. Searching for persons are both constructive outgrowth of the numbers with the best document. You don’t actually perceive or arb as more people are pursing skilled gaming as a long term. Another good site to a different essential that you just simply don’t get pleasure from betting from the betting public. Reply mega888login 11 يونيو، 2021 - 8:57 ص My programmer is trying to convince me to move to .net from PHP. I have always disliked the idea because of the expenses. But he’s tryiong none the less. I’ve been using Movable-type on numerous websites for about a year and am concerned about switching to another platform. I have heard fantastic things about blogengine.net. Is there a way I can transfer all my wordpress content into it? Any help would be greatly appreciated! Reply 유흥업소알바 11 يونيو، 2021 - 9:07 ص What i don’t realize is in reality how you’re no longer actually much more well-favored than you may be right now. You’re so intelligent. You know therefore considerably on the subject of this matter, made me for my part consider it from a lot of numerous angles. Its like women and men don’t seem to be fascinated except it is something to accomplish with Woman gaga! Your individual stuffs outstanding. All the time maintain it up! Reply appartamento sul mare Costa Rei 11 يونيو، 2021 - 9:17 ص Appreciating the time and effort you put into your website and in depth information you provide. It’s good to come across a blog every once in a while that isn’t the same outdated rehashed information. Excellent read! I’ve saved your site and I’m including your RSS feeds to my Google account. My page appartamento sul mare Costa Rei Reply panel termurah 11 يونيو، 2021 - 9:23 ص It’s a pity you don’t have a donate button! I’d certainly donate to this excellent blog! I guess for now i’ll settle for book-marking and adding your RSS feed to my Google account. I look forward to new updates and will talk about this site with my Facebook group. Talk soon! Reply cheap cialis 11 يونيو، 2021 - 9:25 ص Wow that was odd. I just wrote an very long comment but after I clicked submit my comment didn’t appear. Grrrr… well I’m not writing all that over again. Anyhow, just wanted to say superb blog! Reply fun88 11 يونيو، 2021 - 12:53 م Hi, Neat post. There is an issue along with your web site in internet explorer, may test this? IE still is the market leader and a large portion of folks will leave out your wonderful writing because of this problem. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.